عوامل النصر والتمكين
في دعوات المرسلين
تأليف
أحمد بن حمدان بن محمد الشهري
نبذة :
إن المؤمن إذا عظم إيمانه، وقوي يقينه، وصدقت محبته لخالقه صارت همته المؤكدة، ورغبته الشديدة، وأمنيته العزيزة نصرة هذا الدين ولقد بين ذلك _سبحانه_ في كتابه المبين، فقال عن محبة المؤمنين للنصر: وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب ( ) بل إن السعي لنصرة الدين خصيصة في عظماء الخلق من الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين، وصفوة أتباعهم المؤمنين، ومن تأمل في كتاب الله وسنة رسوله _صلى الله عليه وسلم_ وجد على ذلك شواهد كثيرة من النصوص الظاهرة، وموضوع تلمس أسباب النصر والتمكين في كتاب الله موضوع نفيس بالغ النفاسة، ولكن أود أن أنبه في هذه المقدمة على نقاط مهمة قبل الشروع فيه:-
1ـ الموضوع موضوع قرآني بالدرجة الأولى فهو من المواضيع التي تولاها القرآن أكثر من السنة، فإن الله _سبحانه وتعالى_ ما ذكر دعوة نبي إلا وبين عامل نصرها ، وذكر من عادى الدعوة وبين أسباب سخطه عليهم حتى إذا استقصى المستقصي ذلك خرج بمنهج متكامل في أسباب النصر وموجبات الخذلان والعقاب. 2ـ عوامل التمكين في دعوات المرسلين:-
هذا العنوان فيه سجعة جميلة ؛ ولكن ليس السبب في اختياره حلاوة السجع ؛ ولكن لأن التمكين كلمة أعم وأشمل من النصر وسائر الألفاظ الدالة على الغلبة والقوة؛ لأنها كلمة تدل على التهيئة والتثبيت والقوة والغلبة والنصر العزيز الثابت الراسخ وهذا سر استعمال القرآن لها، أما "دعوات المرسلين" فلأن كل دعوة لرسول قد يظهر فيها عامل من عوامل النصر أكثر من غيره فدعوة نبي الله موسى _على نبينا وعليه الصلاة والسلام_ ظهر فيها عامل الصبر أكثر من غيره، ولذا قال _سبحانه_: وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ( )
ودعوة نبي الله سليمان _على نبينا وعليه الصلاة والسلام_ جاء فيها عامل تجنيد الجند وتجييش الجيوش، في سبيل نصرة الدين أكثر من أي دعوة أخرى اذهب إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ( )الآية وأما كلمة المرسلين فلأمرين :-
الأمر الأول : أن الرسل مقطوع بنصرهم من الله _سبحانه_ وعصمتهم من القتل بخلاف الأنبياء ومن تتبع تعبير القرآن رأى عجباً فإن القرآن إذا قطع بالنصر عبر بلفظ الرسل كقوله: كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ( ) ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين( ) وإذا جاء ذكر القتل عبر بلفظ النبيين ويقتلون الأنبياء وقتلهم الأنبياء
والسبب – وعند الله العلم – أن رسول الأمة الأول لا يقتل أبداً ولا بد من تمكينه ونصره في الدنيا فعلاً ، ودليل ذلك قوله _تعالى_ في سورة غافر: وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب ( )، وقوله __جل ذكره__ في سورة إبراهيم _عليه السلام_: وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكنكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ( )، وقوله في سورة الأنبياء : ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين ( ).
أما الأنبياء الذين أرسلوا برسالة تجديدية لرسالة رسول الأمة الأول فإنهم قد يقتلون كرسل بني إسرائيل بعد موسى ، وهذا ما يحمل عليه قوله _تعالى_: أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون ( ) وإذا كان الأمر كذلك فإن من قدر الله أن تكتمل عوامل النصر والتمكين في دعوة رسول الأمة أكثر من النبي المجدد ومن هنا كان الاختيار للعنوان "عوامل التمكين في دعوات المرسلين"
الأمر الثاني : أن الله _سبحانه وتعالى_ يوجه رسوله إلى أن يترسم مسالك المرسلين قبله في نصرة الدين ، ويحذره من المسالك التي عاتب عليها المرسلين قبله كقوله _تعالى_ : فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل .. ( ) الآية ، وقوله _سبحانه وتعالى_ : فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت .. ( ) الآية ، وقوله _تعالى_ : في سورة القصص بعد أن ذكر قول نبي الله موسى : قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين ( ) مخاطباً نبيه محمداً فلا تكونن ظهيراً للكافرين ( ) ، وقوله _سبحانه وتعالى_ : وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ... ( ) الآية .
وبهذا يتبين لنا أن الله _سبحانه وتعالى_ كان ينهج برسوله مناهج المرسلين قبله ، ويحدد له معالم تمكين الدين في قصصهم ويأمره باتباعها ، وكان يتحرى ذلك المنهج في دقائق الأمور من نصرته للدين ، فقد قال لعلي بن أبي طالب حين تركه بالمدينة في أهله وخرج لغزوة تبوك : ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.... ) ( ) مما يدل على أنه في تركه لعلي كان يترسم ما فعله موسى _عليه السلام_ من استخلاف أخيه ، وقوله له : اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ( ) وقوله حين استشار أصحابه في شأن أسرى بدر : (... إن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم _عليه السلام_ قال : فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيـم ( )، ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال : إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ( ) ، وإن مثلك يا عمر كمثل نوح ، قال : رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً ( )، وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال : ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ( )....)( )
3ـ في مدارسة موضوع النصر والتمكين من خلال نصوص القرآن روح أيما روح وجنة وارفة من السكينة والإيمان كيف وقد كان إذا دارس القرآن مع جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة، ففي مدارسة موضوع تمكين من خلال نصوص القرآن شحذ لعزائم المؤمنين وحفز لأن يجودوا بالغالي والرخيص والنفس والنفيس وصدق الله حين قال: وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ... ( )الآية .
فضلاً عما في مدارسة الموضوع من خلال القرآن من الهداية والتوفيق كما قال _تعالى_ : يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور ( ) إلا أنه ينبغي هنا أن ننبه إلى أن الدخول إلى القرآن من غير السنة ضلالة مهلكة كما قال الإمام مالك رحمه الله _تعالى_: ( السنة سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق ) ( ).
4ـ ثمة عوامل تستحق الإفراد والتجريد أكثر وهي:
1. التوحيد .
2. القيادة الراشدة.
3. الثبات.
ولكن كل هذه العوامل داخلة في مباحث في هذا الكتاب فالتوحيد داخل في مبحث الإيمان الخالص لله.
والقيادة الراشدة داخلة في مباحث الحكمة في الدعوة والتواصي بالحق وأهمية الشورى.
والثبات داخل في مبحث الصبر، وإن كانت قناعتي الآن أن إفرادها بمباحث مستقلة هو الأولى ولكن لعل هذا يتحقق فيما بعد _إن شاء الله_.
5ـ دعوة خاتم المرسلين دعوة خاتمة كاملة وعند دراسة موضوع النصر والتمكين فيها ومقارنتها بدعوات الرسل تجد أن دعوة نبينا اشتملت على كافة عوامل النصر والتمكين في جلاء ظاهر وحسن باهر فمن القيادة الراشدة إلى الدعوة الصادقة بياناً للحق ورحمة بالخلق إلى الصبر والثبات والتهيئة والإعداد والتضحية والجهاد. وعجباً لمن يسعى لنصرة دين الله دون أن يتأمل السيرة ويتتبع قبل ذلك نصوص القرآن عن غزواته ودعوته فقد أطال القرآن في ذلك كثيراً ، وأوسعته السنة تفصيلاً ، ولا يتعامى عن هذا المنهج القويم إلا المحجوب بنفسه عن ربه ، أو المقدم للعقل على النقل، والله المسؤول أن يهدينا سواء السبيل، وأن يعيذنا شرور أنفسنا وأن ينفعنا بالقرآن كل نفع ، ويرفعنا به كل رفع ، ويجعله لنا هدى وبشرى ، وعظة وذكرى ، وأن ينصر من نصر الدين ، ويخذل من خذل الإسلام والمسلمين ، والعاقبة للمتقين ، وصلى الله على خاتم النبيين ، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين .
رابط التحميل :
>> اضغط هنا <<
في دعوات المرسلين
تأليف
أحمد بن حمدان بن محمد الشهري
نبذة :
إن المؤمن إذا عظم إيمانه، وقوي يقينه، وصدقت محبته لخالقه صارت همته المؤكدة، ورغبته الشديدة، وأمنيته العزيزة نصرة هذا الدين ولقد بين ذلك _سبحانه_ في كتابه المبين، فقال عن محبة المؤمنين للنصر: وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب ( ) بل إن السعي لنصرة الدين خصيصة في عظماء الخلق من الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين، وصفوة أتباعهم المؤمنين، ومن تأمل في كتاب الله وسنة رسوله _صلى الله عليه وسلم_ وجد على ذلك شواهد كثيرة من النصوص الظاهرة، وموضوع تلمس أسباب النصر والتمكين في كتاب الله موضوع نفيس بالغ النفاسة، ولكن أود أن أنبه في هذه المقدمة على نقاط مهمة قبل الشروع فيه:-
1ـ الموضوع موضوع قرآني بالدرجة الأولى فهو من المواضيع التي تولاها القرآن أكثر من السنة، فإن الله _سبحانه وتعالى_ ما ذكر دعوة نبي إلا وبين عامل نصرها ، وذكر من عادى الدعوة وبين أسباب سخطه عليهم حتى إذا استقصى المستقصي ذلك خرج بمنهج متكامل في أسباب النصر وموجبات الخذلان والعقاب. 2ـ عوامل التمكين في دعوات المرسلين:-
هذا العنوان فيه سجعة جميلة ؛ ولكن ليس السبب في اختياره حلاوة السجع ؛ ولكن لأن التمكين كلمة أعم وأشمل من النصر وسائر الألفاظ الدالة على الغلبة والقوة؛ لأنها كلمة تدل على التهيئة والتثبيت والقوة والغلبة والنصر العزيز الثابت الراسخ وهذا سر استعمال القرآن لها، أما "دعوات المرسلين" فلأن كل دعوة لرسول قد يظهر فيها عامل من عوامل النصر أكثر من غيره فدعوة نبي الله موسى _على نبينا وعليه الصلاة والسلام_ ظهر فيها عامل الصبر أكثر من غيره، ولذا قال _سبحانه_: وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ( )
ودعوة نبي الله سليمان _على نبينا وعليه الصلاة والسلام_ جاء فيها عامل تجنيد الجند وتجييش الجيوش، في سبيل نصرة الدين أكثر من أي دعوة أخرى اذهب إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ( )الآية وأما كلمة المرسلين فلأمرين :-
الأمر الأول : أن الرسل مقطوع بنصرهم من الله _سبحانه_ وعصمتهم من القتل بخلاف الأنبياء ومن تتبع تعبير القرآن رأى عجباً فإن القرآن إذا قطع بالنصر عبر بلفظ الرسل كقوله: كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ( ) ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين( ) وإذا جاء ذكر القتل عبر بلفظ النبيين ويقتلون الأنبياء وقتلهم الأنبياء
والسبب – وعند الله العلم – أن رسول الأمة الأول لا يقتل أبداً ولا بد من تمكينه ونصره في الدنيا فعلاً ، ودليل ذلك قوله _تعالى_ في سورة غافر: وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب ( )، وقوله __جل ذكره__ في سورة إبراهيم _عليه السلام_: وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكنكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ( )، وقوله في سورة الأنبياء : ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين ( ).
أما الأنبياء الذين أرسلوا برسالة تجديدية لرسالة رسول الأمة الأول فإنهم قد يقتلون كرسل بني إسرائيل بعد موسى ، وهذا ما يحمل عليه قوله _تعالى_: أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون ( ) وإذا كان الأمر كذلك فإن من قدر الله أن تكتمل عوامل النصر والتمكين في دعوة رسول الأمة أكثر من النبي المجدد ومن هنا كان الاختيار للعنوان "عوامل التمكين في دعوات المرسلين"
الأمر الثاني : أن الله _سبحانه وتعالى_ يوجه رسوله إلى أن يترسم مسالك المرسلين قبله في نصرة الدين ، ويحذره من المسالك التي عاتب عليها المرسلين قبله كقوله _تعالى_ : فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل .. ( ) الآية ، وقوله _سبحانه وتعالى_ : فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت .. ( ) الآية ، وقوله _تعالى_ : في سورة القصص بعد أن ذكر قول نبي الله موسى : قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين ( ) مخاطباً نبيه محمداً فلا تكونن ظهيراً للكافرين ( ) ، وقوله _سبحانه وتعالى_ : وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ... ( ) الآية .
وبهذا يتبين لنا أن الله _سبحانه وتعالى_ كان ينهج برسوله مناهج المرسلين قبله ، ويحدد له معالم تمكين الدين في قصصهم ويأمره باتباعها ، وكان يتحرى ذلك المنهج في دقائق الأمور من نصرته للدين ، فقد قال لعلي بن أبي طالب حين تركه بالمدينة في أهله وخرج لغزوة تبوك : ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.... ) ( ) مما يدل على أنه في تركه لعلي كان يترسم ما فعله موسى _عليه السلام_ من استخلاف أخيه ، وقوله له : اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ( ) وقوله حين استشار أصحابه في شأن أسرى بدر : (... إن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم _عليه السلام_ قال : فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيـم ( )، ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال : إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ( ) ، وإن مثلك يا عمر كمثل نوح ، قال : رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً ( )، وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال : ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ( )....)( )
3ـ في مدارسة موضوع النصر والتمكين من خلال نصوص القرآن روح أيما روح وجنة وارفة من السكينة والإيمان كيف وقد كان إذا دارس القرآن مع جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة، ففي مدارسة موضوع تمكين من خلال نصوص القرآن شحذ لعزائم المؤمنين وحفز لأن يجودوا بالغالي والرخيص والنفس والنفيس وصدق الله حين قال: وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ... ( )الآية .
فضلاً عما في مدارسة الموضوع من خلال القرآن من الهداية والتوفيق كما قال _تعالى_ : يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور ( ) إلا أنه ينبغي هنا أن ننبه إلى أن الدخول إلى القرآن من غير السنة ضلالة مهلكة كما قال الإمام مالك رحمه الله _تعالى_: ( السنة سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق ) ( ).
4ـ ثمة عوامل تستحق الإفراد والتجريد أكثر وهي:
1. التوحيد .
2. القيادة الراشدة.
3. الثبات.
ولكن كل هذه العوامل داخلة في مباحث في هذا الكتاب فالتوحيد داخل في مبحث الإيمان الخالص لله.
والقيادة الراشدة داخلة في مباحث الحكمة في الدعوة والتواصي بالحق وأهمية الشورى.
والثبات داخل في مبحث الصبر، وإن كانت قناعتي الآن أن إفرادها بمباحث مستقلة هو الأولى ولكن لعل هذا يتحقق فيما بعد _إن شاء الله_.
5ـ دعوة خاتم المرسلين دعوة خاتمة كاملة وعند دراسة موضوع النصر والتمكين فيها ومقارنتها بدعوات الرسل تجد أن دعوة نبينا اشتملت على كافة عوامل النصر والتمكين في جلاء ظاهر وحسن باهر فمن القيادة الراشدة إلى الدعوة الصادقة بياناً للحق ورحمة بالخلق إلى الصبر والثبات والتهيئة والإعداد والتضحية والجهاد. وعجباً لمن يسعى لنصرة دين الله دون أن يتأمل السيرة ويتتبع قبل ذلك نصوص القرآن عن غزواته ودعوته فقد أطال القرآن في ذلك كثيراً ، وأوسعته السنة تفصيلاً ، ولا يتعامى عن هذا المنهج القويم إلا المحجوب بنفسه عن ربه ، أو المقدم للعقل على النقل، والله المسؤول أن يهدينا سواء السبيل، وأن يعيذنا شرور أنفسنا وأن ينفعنا بالقرآن كل نفع ، ويرفعنا به كل رفع ، ويجعله لنا هدى وبشرى ، وعظة وذكرى ، وأن ينصر من نصر الدين ، ويخذل من خذل الإسلام والمسلمين ، والعاقبة للمتقين ، وصلى الله على خاتم النبيين ، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين .
رابط التحميل :
>> اضغط هنا <<