خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الادلة العقلية في بيان فضل العلم

    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية الادلة العقلية في بيان فضل العلم

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 15.05.08 19:46

    الأدلة العقلية في بيان فضل العلم

    "إن فضل العلم لعظيم، وإن شرفه لعال رفيع، فكم من وضيع رفعه العلم إلى مصاف الشرفاء، وكم من حقير نظمه العلم في سلك العظماء""العلم والعلماء"للشيخ أبي بكر بن جابر الجزائري ص(17)- دار الكتب العلمية وهذا والله مشاهد معلوم، وشاهد الوجود خير دليل
    قال العلامة ابن القيم-رحمه الله تعالى:" إن العلم حاكم على ما سواه، ولا يحكم عليه شيء، فكل شيء اختلف في وجوده وعدمه، وصحته وفساده، ومنفعته ومضرته، ورجحانه ونقصانه، وكماله ونقصه، ومدحه وذمه، ومرتبته في الخير، وجودته ورداءته، وقربه وبعده، وإفضائه إلى مطلوب كذا وعدم إفضائه وحصول المقصود به وعدم حصوله، إلى سائر جهات المعلومات فإن العلم حاكم على ذلك كله، فإذا حكم العلم انقطع النزاع ووجب الاتباع، وهو الحاكم على الممالك والسياسات والأموال والأقلام، فملك لا يتأيد بعلم لا يقوم، وسيف بلا علم مخراق لاعب، وقلم بلا علم حرمة حركة عابث، والعلم مسلط حاكم على ذلك كله، ولا يحكم شيء من ذلك على العلم""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/296)
    أن كل ما سوى الله يفتقر إلى العلم، لا قوام له بدونه، فإن الوجود وجودان: وجود الخلق، ووجود الأمر، والخلق والأمر مصدرهما علم الرب وحكمته، فكل ما ضمه الوجود من خلقه وأمره صادر عن علمه وحكمته، فما قامت السماوات والأرض وما بينهما إلا بالعلم، ولا بعثت الرسل وأنزلت الكتب إلا بالعلم، ولا عبد الله وحده وحمد وأثنى عليه ومجّد إلا بالعلم، ولا عرف الحلال من الحرام إلا بالعلم، ولا عرف فضل الإسلام على غيره إلا بالعلم"."مفتاح دارالسعادة" للعلامة ابن القيم (1/314)
    أن النصوص النبوية قد تواترت بأن أفضل الأعمال: إيمان بالله، فهو رأس الأمر، والأعمال بعده على مراتبها ومنازلها، والإيمان له ركنان :
    أحدهما : معرفة ما جاء به الرسول –صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-والعلم به .
    والثاني : تصديقه بالقول والعمل، والتصديق بدون العلم والمعرفة محال؛ فإنه فرع العلم بالشيء المصدق به، فإذا العلم من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، ولا تقوم شجرة الإيمان إلا على ساق العلم والمعرفة، فالعلم إذا أجلّ المطالب، وأسنى المواهب"مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/299) .
    أن صفات الكمال كلها ترجع إلى العلم والقدرة والإرادة، والإرادة فرع العلم، فإنها تستلزم الشعور بالمراد، فهي مفتقرة إلى العلم في ذاتها وحقيقتها، والقدرة لا تؤثر إلا بواسطة الإرادة، والعلم لا يفتقر في تعلقه بالمعلوم إلى واحدة منهما، وأما القدرة والإرادة فكل منها يفتقر في تعلقه بالمراد والمقدور إلى العلم وذلك يدلّ على فضيلته وشرف منزلته" "مفتاح دار السعادة"(1/299-300)
    العلم يعرف مقادير الأعمال، ومراتبها، وفاضلها من مفضولها، وراجحها من مرجوحها، فصاحبه لا يختار لنفسه إلا أفضل الأعمال والعامل بلا علم يظن أن الفضيلة في كثرة المشقة فهو يتحمل المشاق وإن كان ما يعانيه مفضولاً وربّ عمل فاضل والمفضول أكثر مشقة منه، واعتبر هذا بحال الصديق؛ فإنه أفضل الأمة، ومعلوم أن فيهم من هو أكثر عملاً، وحجاً وصوماً وصلاةً وقراءةً منه.
    قال أبو بكر بن عياش:"ما سبقكم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه" "مفتاح دار السعادة" (1/302)
    أن العلم إمام العمل وقائد له والعمل تابع له ومؤتم به، فكل عمل لا يكون خلف العلم مقتدياً به فهو غير نافع لصاحبه بل مضرة عليه ، كما قال بعض السلف:"من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح" والأعمال إنما تتفاوت في القبول والردّ بحسب موافقتها للعلم ومخالفتها له000فالعلم هو الميزان وهو المحكّ" "مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/302)
    أن فضيلة الشيء وشرفه يظهر تارة من عموم منفعته، وتارة من شدة الحاجة إليه وعدم الاستغناء عنه، وتارة من ظهور النقص والشر بفقده، وتارة من حصول اللذة والسرور والبهجة بوجوده لكونه محبوباً ملائماً فإدراكه يعقب غاية اللذة، وتارة من كمال الثمرة المترتبة عليه، وشرف علته الغائية وافضاله إلى أجل المطالب، وهذه الوجوه ونحوها تنشأ وتظهر من متعلقة، فإذا كان في نفسه كمالاً وشرفاً بقطع النظر عن متعلقاته، جمع جهات الشرف والفضل في نفسه ومتعلقاته ومعلوم أن هذه الجهات بأسرها حاصلة للعلم فإنه أعم شيء نفعاً وأكثره وأدومه والحاجة إليه فوق الحاجة إلى الغذاء بل فوق الحاجة إلى التنفس؛ إذ غاية ما يتصور من فقدهما فقد حياة الجسم وأما فقد العلم ففيه فقد حياة القلب والروح فلا غنى للعبد عنه طرفة عين" "مفتاح دارالسعادة" للعلامة ابن القيم (1/309).
    وأيضاً من المعلوم أن "الوسائل تشرف بشرف الغايات، فمتى كانت الغاية شريفة كانت الوسيلة كذلك، ومن هنا لمّا كان العلم من أجلّ الصفات وأعلاها وأكمل الفضائل وأغلاها، كان طلبه من أفضل الأعمال وأشرفها، ومن لازم ذلك أن يكون طالبه من أشرف الناس وأفضلهم""العلم والعلماء" للشيخ أبي بكر بن جابر الجزائري ص(25)- دار الكتب العلمية .
    أن شرف العلم تابع لشرف معلومه لوثوق النفس بأدلة وجوده وبراهينه، ولشدة الحاجة إلى معرفته، وعظم النفع بها، ولا ريب أن أجلّ معلوم وأعظمه وأكبره فهو الله الذي لا إله إلا هو رب العالمين، وقيوم السماوات والأرضين الملك الحق المبين، الموصوف بالكمال كله، المنزه عن كل عيب ونقص، وعن كل تمثيل وتشبيه في كماله، ولا ريب أن العلم به وبأسمائه وصفاته وأفعاله أجلّ العلوم وأفضلها" "مفتاح دارالسعادة" للعلامة ابن القيم (1/311) .
    أن كل صفة مدح الله بها العبد في القرآن، فهي ثمرة العلم ونتيجته، وكل ذم ذمه فهو ثمرة الجهل ونتيجته""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/381) .
    كل خير في العالم فهو من آثار العلم الذي جاءت به الرسل ومسبب عنه، وكذلك كل خير يكون إلى قيام الساعة وبعدها في القيامة، وكل شر وفساد حصل في العالم ويحصل إلى قيام الساعة وبعدها في القيامة فسببه مخالفة ما جاءت به الرسل في العلم والعمل" انظر"مفتاح دار السعادة"للعلامة ابن القيم (1/383)


    نقلا عن كتاب
    "بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 19:26