خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ذكر طرف من اوصاف العلماء

    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية ذكر طرف من اوصاف العلماء

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 15.05.08 17:20

    ذكر طرف من صفاتهم

    أقول في وصفهم :

    العلماء لله تعالى محبون، لذا فهم لأمره منقادون، وله خاشعون خاضعون وفيما عنده من الخير راغبون،
    تراهم في سيرهم خائفون وجلون حذرون، ولأمره ملبّون مسارعون، ولمحارمه مجانبون مباعدون .
    العلم ضالتهم، وبه يعرفون، والدليل قائدهم عنه لا يحيدون، والشرع فلكهم فيه يدورون .
    رضا الرب مقصودهم، ونفع الخلق شغلهم، والدعاء سلاحهم، وإصابة الحق مطلبهم، والتوفيق حليفهم .
    منطقهم صدقاً، وخلوتهم ذكراً، وصمتهم فكراً، ونظرهم تدبراً
    لا يجالسون أهل البطالة، ولا يخالطون أهل السفه والرذالة .
    الحلم زينتهم، والطمأنينة دثارهمفي حديث الأنصار"أنتم الشّعار والناس الدثار"والدثار: هو الثوب الذي يكون فوق الشعار: يعني أنتم الخاصة والناس العامة. انظر"لسان العرب"(4/276)وجمع الدثار: دثر. قاله أبو عبيد"انظر"لسان العرب" (4/413)
    والوقار شعارهمالشعار: ما ولي شعر جسد الإنسان دون ما سواه من الثياب، والجمع أشعره وشعر، وفي المثل"هم الشعار دون الدثار"يصفهم بالمودة والقربى"انظر"لسان العرب"(4/412)
    لا يتكلفون ولا يتنطعون ولا يغالون ولا يغشون
    بل هم الناصحون المخلصون المقتصدون الصادقون .
    عمروا أوقاتهم بدروب الطاعات، وشغلوها بأنواع القربات
    تركوا كثيراً من المبيحات ترفعاً، لما علموا من الحقائق والمآلات، ورجوا الزلفى من رب الأرض والسماوات .
    أشدّ الناس خشية لله جل جلاله ؛ لكونهم أعلم الخلق بالله تعالى
    فهم أولياؤه، وأهل نصرته، ومظهري شرعه
    صاحبهم التوفيق في أعمالهم، ولازمهم التسديد في أقوالهم، فأصابوا كبد الحقائق، وظفروا بأعلى المراتب، وأرفع المناصب وأفضل الفضائل وأحسن المحاسن وأرقى المراقي وأعلى المعالي
    فتيممت وجهتهم الأبدان، وقصدتهم من الفجاج الأجساد، واستقرت في حلقهم الجوارح والأركان وتعلقت بحبهم الأفئدة، وتغذت بعلومهم الألباب
    فحاذوا قصبات السبق في كل ميدان إذ هم فرسانه الجياد.
    تزينت المحافل بحضورهم، وازدانت النوادي بتشريفهم، وتلألأت المجامع بإشراقتهم، لله درهم
    وهنيئاً لمن صار على دربهم، واقتبس من فيضهم، وانتهل من معينهم المبارك .

    وفي الجملة :

    فكل برّ ومعروف جاء على لسان الشرع، أو تعارف عليه الناس فهم حملة لوائه
    وكل قبح وفجور علم بالشرع فهم أبعد الناس منه، وأشد الناس نفوراً عنه، وحذراً تحذيراً للمخاطب منه .
    وأيضاً :
    كل صفة مدح وثناء فهم أحق بها وأهلها، وكل شرف وسؤدد فهم في الغاية القصوى منه، وكل خصلة حميدة ومنقبة فريدة فهم الرأس فيها
    هذا ما نعتقده فيهم دون إفراط أو غلو، والله حسيبهم.


    وقال العلامة ابن القيم

    رحمه الله تعالى:
    "فقهاء الإسلام، ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام، الذين خصوا باستنباط الأحكام، وعنوا بضبط قواعد الحلال والحرام
    فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء
    وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب
    وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب
    قال الله تعالى:
    "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً"
    "أعلام الموقعين" لابن القيمرحمه الله "فصل فقهاء الإسلام ومنزلتهم" (1/

    ذكر الخطيب البغدادي

    -رحمه الله تعالى-
    في مقدمة كتابه"شرف أصحاب الحديث"جملة من صفاتهم، فكان مما ذكر:
    "... وقد جعل الله أهله-الحديث-أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة
    فهم أمناء الله في خليقته، والواسطة بين النبي-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته
    أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة
    مذاهبهم ظاهرة، وحجتهم قاهرة
    وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه، وتستحسن رأياً تعكف عليه، سوى أصحاب الحديث
    فأن الكتاب عدتهم، والسنة حجتهم، والرسول –صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-فئتهم، وإليه نسبتهم
    لا يعرجون إلى الأهواء، ولا يلتفتون إلى الآراء، يقبل منهم ما رووا عن الرسول-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-
    وهم المأمنون عليه العدول، حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته
    إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع، فما حكموا به فهو المقبول المسموع
    منهم كل عالم فقيه، وإمام رفيع نبيه،وزاهد في قبيلة، ومخصوص بفضيلة، وقارئ متقن، وخطيب محسن
    وهم الجمهور العظيم، وسبيلهم السبيل المستقيم"
    "شرف أصحاب الحديث" للخطيب ص(2 ت: عمرو عبد المنعم، وانظره في"السلسةالصحيحة" أيضاً(1/483-484)

    وذكر الإمام الآجري

    رحمه الله تعالى-
    جملة من أوصافهم قال:
    "فمن صفته أن يكون لله شاكراً، وله ذاكراً، دائم الذكر بحلاوة حب المذكور، فنعم قلبه بمناجاة الرحمن
    يعدّ نفسه مع شدة اجتهاده خاطئاً مذنباً، ومع الدؤوب على حسن العمل مقصراً
    لجأ إلى الله عزّ وجلّ فقوي ظهره، ووثق بالله فلم يخف غيره
    مستغن بالله عن كل شيء، ومفتقر بالله في كل شيء، أنسه بالله وحده
    مشفق على ما مضى من صالح عمله أن لا يقبل منه
    همه في ثلاث : كلام الله، الفهم عن مولاه وفي سنة رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم -الفقه لئلا يضيع ما أمر به، متأدب بالقرآن والسنة
    لا ينافس أهل الدنيا في عزها، ولا يجزع من ذلها
    يمشي على الأرض هوناً بالسكينة والوقار، ومشتغل قلبه بالفهم وللاعتبار
    إن فرغ قلبه عن ذكر الله فمصيبة عنده عظيمة، وإن أطاع الله عز وجل بغير حضور فهم فخسران عنده مبين
    يذكر الله مع الذاكرين، ويعتبر بلسان الغافلين
    عالم بداء نفسه، متهم لها في كل حال
    اتسع في العلوم فتراكمت على قلبه الفهوم فاستحى من الحي القيوم
    وشغله بالله في جميع سعيه متصل وعن غيره منفصل"
    "أخلاق العلماء"للعلامة الآجري ص(55)


    وقال الشيخ حافظ بن أحمد حكمي

    -رحمه الله تعالى- عنهم
    هم ناصروا الدين والحامون حوزته من العـدو بجيش غير منهزم
    هم البدور ولكن لا أفـول لهم بل الشموس وقد فاقوا بنورهم
    لم يبق للشمس من نور إذا أفلت ونورهم مشرق من بعد رمسهم
    لهم مقام رفيـع ليس يدركه من العباد سوى الساعي كسعيهم
    كفاهم شرفاً أن أصبحوا خلفاً لسـيد الحنفاء في دينه القيم
    "الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة" للشيخ زيد بن محمد المدخلي (1/55-56)
    قلت : فأكرم بهم من ثلة ، وأنعم بهم من عصبة
    أعلمت أشرف أو أجلّ من الذي يبني وينشء أنفساً وعقولا
    "مع المعلمين" لمحمد بن إبراهيم الحمد ص(6) دار ابن خزيمة، وعزاه إلى"الشوقيات"(1/180)
    فهم ينشئون أنفساً طاهرة ذكيّة

    وعقول مستضيئة مهديّة


    فيتحقق بهاتيك النفوس الخير، ويترتب علي هذه الأبدان المهديّة عظيم النفع
    وهكذا جيل بعد جيل


    والمآل النعيم كما وعد العليم سبحانه.



    نقلا عن كتاب

    "بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 19:31