خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    كلمة للعلامة شمس الدين ابن القيم -رحمه الله تعالى- في (فضل العلم)

    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية كلمة للعلامة شمس الدين ابن القيم -رحمه الله تعالى- في (فضل العلم)

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 14.05.08 12:20


    ذكر الإمام العلامة شمس الدين ابن القيم
    -رحمه الله تعالى-
    Laughing
    في كتابه الماتع "طريق الهجرتين"

    عند كلامه على طبقات المكلفين"الطبقة الرابعة"
    بعد طبقات الرسالة والنبوة ذكر طبقة العلماء فقال –رحمه الله تعالى :
    "ورثة الرسل وخلفاؤهم فى أُممهم، وهم القائمون بما بعثوا به علماً وعملاً ودعوة للخلق إلى الله، على طرقهم ومنهاجهم،

    [ ولهذا أفضل مراتب الخلق بعد الرسالة والنبوة وهى مرتبة الصديقيه]

    قرنهم الله فى كتابه بالأنبياء

    فقال تعالى: {وَمَنْ يُطِع الله والرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحُسْنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً}[النساء:69]

    فجعل درجة الصديقية معطوفة على درجة النبوة وهؤلاء هم الربانيون، وهم الراسخون فى العلم، وهم الوسائط بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأُمته، فهم خلفاؤه وأولياؤه وحزبه وخاصته وحملة دينه وهم المضمون لهم أنهم لا يزالون على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأْتى أمر الله وهم على ذلك، وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ، وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ}[الحديد: 19]

    وقيل: إن الوقف على قوله تعالى:{هُمُ الصِّدِّيقُونَ} ثم يبتديءُ «وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ» فيكون الكلام جملتين:

    أخبر فى إحداهما عن المؤمنين بالله ورسله أنهم هم الصديقون والإيمان التام يستلزم العلم والعمل والدعوة إلى الله بالتعليم والصبر عليه

    وأخبر فى الثانية أن الشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم، ومرتبة الصديقين فوق مرتبة الشهداءِ، ولهذا قدمهم عليهم فى الآيتين، هنا، وفى سورة النساء .

    وهكذا جاءَ ذكرهم مقدماً على الشهداءِ فى كلام النبى -صلى الله عليه وسلم- فى قوله: «اثبت أُحد فإنما عليك نبى وصديق وشهيد، ولهذا كان نعت الصديقية وصفاً لأفضل الخلق بعد الأنبياء والمرسلين [أبو] بكر الصديق [رضى الله عنه] ولو كان بعد النبوة درجة أفضل من الصديقية لكانت نعتاً له رضى الله عنه" انظر "طريق الهجرتين ص(414)
    قلت : فإذا علمت ما قد سبق من بيان، ووقفت على ما قد لحق وحاق بالأنام في هذه الأزمان، من طعن في الصحابة الكرام فضلاً عمن دونهم من الأعلام : عجبت وعجبت .

    لأجل هذا استنطقت ما تيسر لي من شهود دواوين العلم،
    واستصحبتها مطاوعة مختارة معي كدليل عليم، شفاءًا لعليل، ومداواة لكليل، وتثبيتاً لكل نبيل، في محاولة جادة جاهدة مجاهدة للدفع والدفاع مع الإستصلاح .

    لا سيما وقد نبتت في أزماننا نوابت سوء، شاقوا النصوص، وجانبوا الحدود، وبدّعوا الأسلاف، وأسرفوا في سبّهم أيما إسراف .

    وآخرون أعرضوا عن هديهم، مع دعوى حبهم!!! وابتدعوا قواعد قعيدة نصرة لحزبهم المهزوم، وانتصاراً لبدعهم المبعدة البعيدة، وهي مع ذا تدعي قوة مزعومة، فتهب غالية في التكفير فالتفجير، مع تجييش ثورات غاضبة ذات صرخات صاخبة، أو إشعال شعارات ملهبة، أو الكلم بكليمات مدمرة حالقة .

    وأخرى تدعي توسطاً، وتروم تقدماً-حضارياً لا دينياً- فتراعي في سيرها كل شيء إلا النصوص، وإن أخذت ببعضها فإنما ذا لستر سوءة، أو لتمرير غدرة، فتتخذها -لبوارها- ستاراً ساتراً لتحقيق سياستها، وتراها تكشر-تضحك-للصوص، وتتنكر للخلص الخلوص-سادتهم السلفيين رفع الله تعالى أقدارهم .

    وثالثة خفافيش ليل أليل، ففي زحام ظلمات هذا الزخم، والتراشق بالدغل، والترامي بالإحن، تخرج من السراديب تسير، وتترك الزوايا والتكايا الخفايا، مهرولة مهتزة ألياتهم نحو القبور، همج عبور، مرتمين عليها ضماً وتقبيلاً وتحنينا، زحفاً لحساً ومسحاً، مع ذل وخضوع وآنين، تسألها- من دون الله تعالى- دفعاً ونفعاً ورفعاً .

    وحولها يقوم سوق سوء: تباع فيها مكارم الديانة وفضائلها بثمن بخس نحس: رقصٍ ونقص وفجور، وتعاطي الشرك مع شرب الحشيش والخمور، وتمايل مع اهتزاز واضطراب للأرداف والنهود والقدود، ومع اشتداد الغنا يكون الخنا واللواط والزنا: بالنسوان والمردان والمجّان، وهذا كله تحت ستار الولاية، ودعوى المحبة وخصوص الرعاية، ومعرفة حقائق الإشارة، ولا تسل فتحرم الهداية، ولا تنكر فتكون النكاية، تباً .. تباً .

    والليل منهم يستجير بالجبار، وكذا النهار، وأيضاً الموحدين الأطهار.

    وعموم الناس حيارى شبه سكارى في فيافي جهلهم ظمئى، وأودية شبههم شبه هلكى، ووراء حاجيات نفوسهم وزراريهم لهثى .

    فضلاً عن امتعاض إعراض المعرضين، وزيادة إزدراء ما سموا بالمثقفين، ناهيك عن نزوات ووثبات المتربصين المتلاحقة الماحقة!!!

    هذا الحال حال بين الوئام واللتحام، وأحبل الليالي الملال والإعلال مع الاعتلال، وأولدها أشباح السخط والحسرة والشكاية،

    وفي زحمة سوق البلايا، وضيق مضيق الغواية، تشرق على الخاطر شمس الذكرى، ويلمع في العين بريق أمل النصره، ويضيئ ضياء الحق رحاب الصدر بل المصرَ، وتروح الروح في روح رياحين طمأنينة، يسكن لها سكن السكينة رويداً رويدا، وتهدأ هادية الهداية هنيهةً هنيئة، فتهنأ لها وبها النفس برهة تلو برهة، وتحيا حياة طيبة حين يهب عبير النصوص الواعدة بالنصرة والغلبة والتمكين، وتقوى حين يطوف بناظريها- البصر والبصيرة- طائف عاقبة الصبر الجميل، ووافر الأجر الجزيل؛ فيغمر نفس وادعة حالمة .

    هنا .. يصعد نفس نفيس من أعماق النفس الحزينة وأغوارها، يذكرها بجنى الجنان، وروعة رؤية الجميل الرحمن-سبحانه وتقدس .

    فينتفض البدن انتفاضة يصحو فيها من أوهام وهنه، ويستيقظ من سبات غفلته، وينفض عن نفسه ضعف إيمان غلب، ويكتسي حلل إيمانٍ كمل. ويرتدي لمة نزاله؛ لأمر جلل.، ويلبس مغفر أسلافه كتاج راس على الرأس رئس. ويمسك بصارم الدليل البتار، ويسل سيف البرهان، وينزل في ساحات الرجال كأشد ما يكون الأبطال؛ يدعوا إلى الاجتماع، ويخبر أنه لا اجتماع إلا على الوحيين، وينذر؛ ليعذر، ويجاهد؛ لردّ حرمة النصوص، بعد أن يطأ بأقدام حجته اللصوص النكوث .

    وأمام صولته وشدة جولته تتساقط هالات الباطل، ويطيش طائش الابتداع، وتفرّ من أمامه شراذم الهوى، وعصابات لم يقيموا حرمة للإئتلاف، وسعوا للخلاف والاختلاف، فاشتد بهم الكرب دهرا، وضاق بهم الصبر مع الصدر، لا بل والعصر مع المصر زمناً،

    حتى جاء الوعد الكريم، ليحقق الخير العميم، جاءتنا في مصرنا الدعوة السلفية الطاهرة النقية، القوية البهية العليّة، تدعو إلى التوحيد والسنة، وترد برفق ولين -قد يعتريه حيناً حزم رشيد- شارد أبنائها، وتستقبل بكل حفاوة واردهم، فسعدت بمشرقها الأيام، وفرحت بمقدمها صفوة الأنام، واشتاقت إلى غشيانها آبق الأقطار، فالسعيد من سار في ركابها
    -تعلما- وصار في موكبها -تعليما- والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون"


    نقلا عن كتاب
    "بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."
    كلمة للعلامة شمس الدين ابن القيم -رحمه الله تعالى- في (فضل العلم) Jjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjjah1
    حفظه الله تعالى ونفعنا بعلمه
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: كلمة للعلامة شمس الدين ابن القيم -رحمه الله تعالى- في (فضل العلم)

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 07.02.09 10:31

    جزاكم الله تعالى خيراً

    وحفظ الله تعالى شيخنا الوالد محمد بن عبد الحميد وجزاه عنا خيراً

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 23:51