خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    "الكواشف الجلية للفروق بين السلفية والدعوات السياسية الحزبية البدعية" لابن رمزان الهاجري

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية "الكواشف الجلية للفروق بين السلفية والدعوات السياسية الحزبية البدعية" لابن رمزان الهاجري

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 08.07.08 8:42

    الكواشف الجلية
    للفروق بين السلفية والدعوات السياسية الحزبية البدعية



    محمد بن رمزان آل طامي الهاجري



    شرح وتعليق
    أبي عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان
    المصري






    المقدمـــــــة


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن مُحمَّدًا عبده ورسوله.



    )يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ( [آل عمران: 102].



    )يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا( [النساء:1].



    )يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا( [الأحزاب:70-71].



    وبعد: فإن الاجتماع بأهل العلم وطلبته من المنن والمنح الَّتِي إذا أسديت إلى طالب العلم، كانت فتحًا من الله عليه ليزداد علمًا ونُبلاً.



    ولقد مَنَّ الله عليَّ بلقاء فضيلة الشيخ مُحَمَّد بن رمزان الهاجري -حفظه الله- فِي رمضان الماضي بِمكة بِمنزل شيخنا العلامة ربيع بن هادي -أعزه الله ونصره- وقمتُ بتسجيل مَجلس مع فضيلته فِي ليلة الخميس التاسع عشر من رمضان 1424 هـ بعنوان: $الكواشف الجلية للفروق بين السلفية والدعوات الحزبية السياسية البدعية#، وقد طلبت من الشيخ مُحَمَّد أن أستفيد برؤوس المسائل الَّتِي طُرحت فِي هذا المجلس لتكون مرتكزًا لِمؤلَف فِي هذا الباب فلم يمانع جزاه الله خيرا.



    قُلْتُ: قَالَ ابن ماجه / فِي سننه (5)، حَدَّثَنَا هشام بن عمار الدمشقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عيسى بن سُمَيْع، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سليمان الأفطس، عن الوليد بن عبد الرَّحْمَن الجُرشيِّ، عن جبير بن نُفير، عن أبي الدرداء، قَالَ: خرج علينا رَسُول الله د ونَحن نذكر الفقر ونتخوفه، فَقَالَ: $آلفقر تَخافون؟ وَالَّذِي نفسي بيده لتصبنَّ عليكم الدُّنْيَا صَبًّا حتَّى لا يزيغ قلب أحدكم إزاغة إلا هيه. وايْمُ الله لقد تركتم عَلَى مثل البيضاء، ليلها ونَهارها سواء#.



    قَالَ أبو الدرداء: صدق، والله رَسُول الله تركنا والله، عَلَى مثل البيضاء، ليلها ونَهارها سواء([1]).



    قُلْتُ: وعليه، فإن أصول دعوة النَّبِي د الَّتِي حملها السلف الصالِح واضحة جلية مثل البيضاء، لكن خيول ورجل أهل البدع أثارت غبارًا من الشبهات حتَّى تعمي الأبصار عن هذه الدعوة الصافية.



    فهناك ثنتين وسبعين راية من رايات أهل البدع –نكسها الله- تشرئب بأعناقها الملتوية لتناطح راية الفرقة الناجية والطائفة المنصورة العالية فِي هذه المحجة البيضاء، فمن نكس رأسه مع هذه الرايات المحدثة عميت عليه هذه الراية الخفاقة فِي السماء البيضاء، وظن خفاء الحق.



    ولقد حمل رايات هذه الفرق الثنتين والسبعين فِي هذا الزمان أحزاب شتى، اتخذت السياسة المعاصرة مطية لَهَا لنشر مناهج هذه الفرق المحدثة تَحت شعار كاذب هُوَ: $توحيد طوائف الأمة لإقامة الدولة الإسلامية#.



    (1) إسناده حسن، كما فِي صحيح الجامع (9)، والصحيحة (688) للعلامة الألباني /.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "الكواشف الجلية للفروق بين السلفية والدعوات السياسية الحزبية البدعية" لابن رمزان الهاجري

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 08.07.08 8:44

    ومكمن الخطورة أن بعض دعاة هذه الأحزاب يعلن بلسانه مقاله انتماءه إلى الدعوة السلفية -دعوة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة- ويعضد هذه الدعوى ببعض الخطب والكتابات الَّتِي ينتصر فيها لبعض جوانب معتقد السلف، مثل الاعتقاد فِي صفات الله، أو التحذير من الشركيات، ثُمَّ إذا به فِي كتابات وخطب أخرى تتعلق بِجوانب رئيسة من أصول الدعوة السلفية، يَخلع رداء السلفية ويرتدي لباس الحزبية، فيخالف منهج السلف فِي الإمامة الَّذِي يتمثل فِي وجوب طاعة الحاكم المسلم الممكن، سواء باختيار أهل الحل والعقد، أو بالغلبة والقوة، وإن كَانَ ظالِمًا فاجرًا؛ وهذه الطاعة تكون فِي المعروف.



    ويُخالف فِي وجوب التزام الجماعة المسلمة الكائنة تَحت إمرة هذا الحاكم، وعدم إنشاء أحزاب أو جماعات تفارق هذه الجماعة المسلمة، باسم محدَث وإمارة بدعية.



    ويُخالف فِي معنى الولاء والبراء والجهاد الشرعي، أو فِي الدماء المعصومة بالإيمان أو بالعهد والأمان، ويُخالف فِي موقفه من أهل البدع، وفي موقفه من العلماء.... إلى آخر ما سوف تقرأه بإذن الله فِي هذا الكتاب.



    واعلم: أرشدك الله وهداك إلى المحجة البيضاء، أنك قد تَجد بعض أنصار أحد الفرق المبتدعة يُشارك أنصار الدعوة السلفية فِي مُحاربة منهج فرقة مبتدعة أخرى، فيأتي التلبيس من هذا الباب، فيظن الغرُّ أن هذه المشاركة تشفع لِهؤلاء المبتدعة فِي أن يُضموا إلى حظيرة الدعوة السلفية، ويعتبر مُحاربتهم للدعوة السلفية فِي أصول أخرى هُوَ من باب الخطأ فِي الاجتهاد مما لا يَخرج به صاحبه من الدعوة السلفية، وهذا الفهم مُخالف لصنيع الصحابة والسلف الصالِح فِي التعامل مع المبتدعة، وإن أظهروا ما أظهروا، ما داموا يُخالفونَ ويطعنون ولو فِي أصل واحد من أصول الدعوة السلفية([1]).



    فانتبه... - سلمك الله - إلى أن دعاوى أصحاب الأهواء عريضة، لا تنحى منحى الصدق ومن يعرض هذه الدعاوى عَلَى الكتاب والسنة بفهم السلف يَجدها تتهاوى سريعًا، فتصير رمادًا منثورًا.



    فادعى الخوارج الأوائل دعوى عريضة، خطفوا بِها القلوب الضعيفة وجذبوا، إليها الأغمار، وهي قولـهم: $إن الحكم إلا لله#، وأنَّهم ما خرجوا إلا للدفاع عن حكم الله، فلم يَنخدع الصحابة بِهذه الدعوى، وحاربوها بالسيف والحجة.



    فلا تَنخدع بِجاهل أو صاحب هوى يذكر عَلَى ديباجة كتابه: $منهج أهل السنة فِي كذا، وكذا...#، وإذا تصفحت الكتاب وجدته حربًا عَلَى السنة وعلمائها، مثل قول الشيخ مُحَمَّد بشير السهسواني فِي كتابه: $صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان# (ص21): $أمَّا بعد فإني وقفتُ عَلَى الرسالة الَّتِي جمعها الشيخ أَحْمَد بن زيني دحلان، أنقذه الله من دحلان الخذلان، وسماها: $الدرر السنية فِي الرد عَلَى الوهابية#، ورأيتُ مؤلفها يدعي فِي ديباجة رسالته الباطلة الساقطة الدنية الردية، أنه جمعَ فيها ما تَمسك به أهل السنة فِي زيارة النَّبِي د والتوسل به من الدلائل والحجج القوية، من الآيات والأحاديث النبوية، فتعجبتُ منه التعجب الصراح، كيف وليس فِي الباب حديث واحد حسن فضلاً عن الصحاح# ا.



    وهذا ابن حجر الهيثمي الفقيه فِي كتاب واحد - وهو فتاواه الحديثية - يهجم هجمة شرسة عَلَى معتقد السلف فِي الصفات، وفي نفس الوقت ينكر عَلَى الشيعة والإسماعيلية والفلاسفة، وَتَجده يُعظِّم مالك، والشافعي، وَأَحْمَد، ويُضلل ابن تيمية، وابن القيم، فقد احتوى كتابه هذا عَلَى دعاوى عريضة تَهز القلوب الضعيفة([2]).



    وهؤلاء المعتزلة يُحاربون الجهمية فِي مسألة الجبر، ويقفونَ منهم موقف الخصومة، رغم موافقتهم لَهم فِي تعطيل الصفات الإلهية.



    وكذلك الخوارج والمعتزلة يوافقونَ أهل السنة فِي إدخال العمل فِي مسمى الإيمان، ويُنكرونَ عَلَى المرجئة إخراجهم العمل من مسمى الإيمان.



    وكل هذه الخصومات بين الفرق المبتدعة، وحرب كل واحدة بدعة الأخرى، ضاربة مع أهل السنة بسهم فِي حربها، لَم تدخل هذه الفرقة أو تلك فِي دائرة أهل السنة، وكذلك أيضًا يسري هذا عَلَى أفراد هذه الفرق.



    فلا تعجبن -رحمك الله- إن وجدت فلانًا الداعية يدعو إلى عقيدة السلف فِي باب الأسماء والصفات، ويُحذر من الشرك كبيره وصغيره، ولكنه يُمالئ المبتدعة، ويُجالسهم، ويدافع عنهم ملتمسًا لَهم الأعذار، ويَطعنُ فِي العلماء الربانيين، ويتهمهم بالغفلة عن واقعهم، ويَهيج العامة عَلَى ولاة الأمر، فيبدعه العلماء، ويتقربون إلى الله بالتحذير منه.



    وإن هذا المنهج المحكم الَّذِي أرساه علماء الجرح والتعديل بناءً عَلَى الأصول المتلقاة من الصحابة، لَهو السياج الحامي الَّذِي تترنح عنده أجسام المبتدعة وإن فحُلت، ولا يرومون اختراقًا له.



    وكنت قبل لقائي بفضيلة الشيخ محمد بن رمزان - حفظه الله - وطرح أمر هذا البحث، قد شرعت فِي كتابة بَحث بعنوان: $صفات كاشفة للمنتكسين عن منهج السلف#. فشعرت أن هذا الكتاب: $الكواشف الجلية# يُمثل الجزء الأول الرئيسي، وأن بَحث $صفات كاشفة# يعتبر الجزء الثاني المتمم له.



    فإن الكواشف الجلية هِيَ الخطوط العريضة والأصول الرئيسة الَّتِي تُميز بين الدعوة السلفية والدعوات الحزبية، أمَّا الصفات الكاشفة فهي علامات ومواقف تدل عَلَى مُخالفة صاحبها لِهذه الأصول الرئيسية أو أحدها، مِما ينبئ عن انتكاسته عن الدعوة السلفية، ودخوله إلى حظيرة الدعوات الحزبية - أعاذنا الله.



    ولك أن تعتبر كتابي هذا هُوَ حاشيةٌ مفصِّلة وشرحٌ موضِّحٌ لِما طرحه الشيخ مُحَمَّد بن رمزان فِي هذا المجلس، ومن ثَمَّ فإني أضعُ بين يدي كل كاشف، ما يتعلق به من كلام الشيخ ابن رمزان، ثُمَّ أتبعه بالبيان المفصّل والشرح الموضّح([sup][3])[/sup].



    واعلم أنه لا ينتفعُ بِهذا الكتاب إلا الباحث عن الحق بدليله، الَّذِي يستدل ثُمَّ يعتقد، أمَّا المتعصب الَّذِي أعماهُ الهوى، فلا تنفعه مثل هذه الكتب إلا أن يشاء الله، وسواء هذا أو ذاك، فإنه ليس علينا إلا البلاغ والدلالة عَلَى الحق، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرَّحْمَن يَهدي من يشاء، ويُضل من يشاء، والأمر لله من قبل ومن بعد.. وصلى الله عَلَى مُحَمَّد وآله وسلم.



    وكتب
    أبو عبد الأعلى
    خالد بن محمد بن عثمان المصري


    فجر الخميس 11 من صفر 1425هـ





    (1) هذا مع الانتباه إلى قاعدة: "ليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه"؛ فكلامنا أعلاه على الإطلاق؛ أما عند التعيين فالذي يحكم على فلان أو علان أنه خرج عن حظيرة الدعوة السلفية هم العلماء الربانيون وفقًا لقواعد علم الجرح والتعديل.


    (1) وقد شد النكير عَلَى الرافضة والشيعة فِي كتابيه: "الصواعق المحرقة فِي الرد عَلَى أهل البدع والزندقة"، و"تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتفوه بثلب سيدنا مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان"، وانتصرَ فيه انتصارًا كبيرًا للصحابة.


    (1) وسوف تجد كلمة الشيخ ابن رمزان –بعد هذه المقدمة- والتي ذكرها كتمهيد بين يدي هذه الكواشف.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "الكواشف الجلية للفروق بين السلفية والدعوات السياسية الحزبية البدعية" لابن رمزان الهاجري

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 08.07.08 8:48

    نص كلمة فضيلة الشيخ
    مُحَمَّد بن رمزان -حفظه الله-




    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن مُحمَّدًا عبده ورسوله.



    )يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ( [آل عمران: 102].



    )يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا( [النساء:1].



    )يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا( [الأحزاب:70-71].



    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد د وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.



    ثم أما بعد؛ فإن الأمة الإسلامية فِي هذه الأعصار تواجه خطرًا عظيمًا، وتعاني من محن أليمة بسبب ما يحاك ضدها من أعداء أظهروا لها العداوة السافرة من جَميع ملل الكفر من يهود ونصارى وهنادكة ونحوهم، أو من أعداء عداوتهم خفية من أبناء جلدتنا وهم المنافقون وأهل البدع والأهواء.



    أما الأعداء الظاهرون من الكفار فإنهم لا يعملون فِي الأمة الإسلامية كما يكون من أهل الضلالة والبدع؛ وهذا لأن الله وعد نبيه د أن لا يهلك هذه الأمة على أيدي أهل الكفر، وهي الدعوة الَّتِي أجابَها لنبيه د, ولكن لا يكون ذَلِكَ إلا منهم فِي العداوة والبغضاء بينهم([sup][1])[/sup].



    ولله U في شأن أعدائه وأعداء الإسلام سننٌ لا تتبدل ولا تتغير، منها ما جاء في قوله تعالى في سورة الأنفال: )وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ( [الأنفال: 30]. وفي سورة الطارق أيضًا: )إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا( [الطارق: 15-17].



    وقد قَالَ الله U مُخاطبًا نبيه د: )وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ( [النحل: 127-128].



    إذن إذا أرادت هذه الأمة أن لا تكون فِي ضيق مِمَّا يَمكر بها الماكرون ويُخطط ضدها المعتدون؟ يجب عليها - أفرادًا وشعوبًا، حكامًا ومحكومين، علماء وعامة - الالتزام بالأمرين المذكورين في الآية، وهما: التقوى، والإحسان.



    ولكن ما هي التقوى؟



    التقوى: هِيَ امتثال كل ما أمر الله به من أقوال، وأعمال ظاهرة وباطنة، والانتهاء عن كل ما نَهى الله عنه من أقوال وأفعال ظاهرة وباطنة، هذه هِيَ التقوى أن تَجعلَ بينك وبين عذاب الله وقاية بامتثال ما أمر، والانتهاء عما نَهى.



    ثُمَّ الإحسان وهو أعلى مراتب الدين، ومعناه كما جاء في حديث جبريل u: أن تعبد الله كأنَّكَ تراه، فإن لَم تكن تراه فإنه يـراك.



    فإذا حققت الأمة الإسلامية التقوى والإحسان يتحقق لها وعد الله بأن لا تكون فِي ضيق مِمَّا يَمْكرُ الماكرون ويُخطط المعتدون.



    ولكن لو نظرنا إلى واقع المسلمين اليوم لوجدنا أن طائفة كبيرة من عامة المسلمين إلا من رحم الله قد وقعت في ما ينافي التقوى والإحسان، إما منافاة جزئية أو منافاة كلية، فمنهم من وقع في صور من الشرك الأكبر والأصغر من دعاء لغير الله وذبح لغير الله، ونذر لغير الله، وحلف بغير الله، ورياء، ونحوه من صور الشرك التي زينها الشيطان وبعض علماء السوء.



    ومنهم من قارف الكبائر من ربا وزنا وشرب خمر وخنا وفجور، وشهوات محرمة.



    ومنهم من لُبِّس عليه أمر دينه ولبَّس على غيره بشبهات وأهواء وإحداث في دين الله ما أنزل الله به سلطان.



    والفئة الأخطر كما بينا هم أهل الشبهات والأهواء لأنهم عن طريقهم تأتي البلايا الأخرى على الأمة من شرك ومعاصي؛ فهم الذين يزينون لجهلة المسلمين وقوعهم في الشرك من دعاء للأموات من الأنبياء والأولياء، وبعضهم ينفرون أهل المعصية عن الاستقامة بسبب غلوهم في تكفير العصاة وفي إنكار المنكرات باستباحة دماء هؤلاء العصاة، وطائفة منهم يزينون المعصية للعامة بأن يسموا المعاصي بغير اسمها: مثل أن يسموا الزنا والخنا من اختلاط فاجر بين النساء والرجال بأنه امتزاج للأرواح وفناء في ذات الله، ومثل أن يسموا الخمر بالمشروبات الروحية، ويسموا المعازف والغناء الفاحش بأنه فنٌ رفيع يغذي الروح، والسماع الصوفي البدعي بأنها أغاني دينية، ومثل أن يسموا الربا بالفائدة ويعتبرونه ضرورة اقتصادية، ومثل أن يسموا الأحزاب المفرقة للأمة بأنها جماعات لتوحيد المسلمين، فكيف يكون التفريق تجميعًا للأمة!!، ومثل أن يطلقوا على إعطاء البيعة لولاة الأمر المسلمين في المعروف أنها طاعة للطواغيت...إلخ ترهاتِهم التي لا يتسع المقام لحصرها، فتتحول عديد من الطاعات بشبهاتِهم إلى معاصي، وتتحول المعاصي إلى قربات يتقربون بها إلى الله؛ وهذا جهل مركبٌ شنيع يثبت لك مدى خطورة أهل الأهواء، ومقدار الفساد الذي يحدثونه في هذه الأمة.



    فَلمَّا خرجت الخوارج واعتزلت المعتزلة ورفضت الروافض، فُتِح باب الفتنة على هذه الأمة، وكانت الخلافات العقائدية هي محور الخلاف بين هذه الفرق.



    وقد قامت عَلَى تعصبات وتناحرات وتدابرَ بِجميع أصنافها وبِجميع طوائفها، حتى أزالت دول وأقامت دول، ووقعت الطوام.



    وفي المقابل دعاة الحق وهم السلف الصالح والتابعون لهم بإحسان: كانوا فِي مواجهة ذَلِكَ الباطل، وهذه المواجهة كانت مواجهة سافرة واضحة لا خفاء فيها،



    ([1]) إشارة إلى الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه (1890), عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: )قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ(، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ د: أَعُوذُ بِوَجْهِكَ، قَالَ: )أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ(، قَالَ: أَعُوذُ بِوَجْهِكَ، )أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ(، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ د: هَذَا أَهْوَنُ -أَوْ هَذَا أَيْسَرُ-. وفي صحيح مسلم (2890) من حديث سعد بن أبي وقاص، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ د أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ الْعَالِيَةِ حَتَّى إِذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ دَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلاً، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "الكواشف الجلية للفروق بين السلفية والدعوات السياسية الحزبية البدعية" لابن رمزان الهاجري

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 08.07.08 8:53



    فجابَهوهم بالبيان المدعم بقوة الحجة والدليل من الكتاب والسنة([sup][1][/sup]), وكذلك جابَهوهم بالسنان كما فعل علي بن أبي طالب، فهم مؤيدونَ بالحق سواء كَانَ ببيان القرآن والسنة، أو بالردع بقوة السنان.



    وهذه الفرق لَهَا أصول ولَها تاريخ، لست الآن بصدد بيان تاريخ نشأة الفرق وتحرير أصولها؛ ولكن نشير إشارة إلى ما أحدثته هذه الفرق.



    ولا تزال تلك الطوائف بأصولِها العقائدية المحدثة قائمة إلى هذا الزمان، فليس هناك فرقة خرجت فانقرضت بل لا تزال فرق تَخرج، وما من فرقة خرجت فعادت إلى الحق؛ وإن عاد المؤسسون فإن عقائدها ومنهاجها الفاسد يبقى كما حدث من الأشاعرة، حيث عاد أبو الحسن الأشعري إلى منهج أهل السنة، لكن ظلت الأصول الفاسدة التي وضعها في بداية أمره قائمة يُوالَى عليها ويُعادَى عليها ويُتعصَّب لها بالباطل من اعتنقها بعده.



    ومن صور التفرق التي حدثت أيضًا بعد عهد الصحابة، هي التعصبات للمذاهب الفقهية، حيث بلغت درجة الخلافات المذهبية القائمة بين أصحاب المذاهب إلى أن عدَّ بعضهم نساء بعض كنساء أهل الكتاب فِي المناكحة، فلا تعجب عندما تقرأ فِي التاريخ ما حدث من طرد فلان من مسجد، أومن نزعه من إمامة الصلاة فيه، أو من إنزال الخطيب من منبره، أو من طرد شخص من مدينة أو من البلاد.



    وحدثني أحد علماء الهند أن أحدهم كَانَ يضعُ يديه عَلَى صدره بعد الرفع من الركوع، فإذا بآخر يضربه عَلَى يديه فيكسرها، بل إن أحدهم قَالَ فِي مسجد: آمين، فتبعه أحدهم فرماهُ بالرصاص فقتله فِي المسجد، كل هذا، بسبب هذه الخلافات المذهبية وهذا التعصب المشين الَّذِي انتقده جَميع علماء أهل السنة المحققين، بل إن الذين اتُبِعوا من هذه المدارس المذهبية من الأئمة الأربعة لَهم أقوال ناصعة في نبذ التقليد والتعصب الذميم؛ والحث على العودة إلى الكتاب والسنة، فمعلوم ما أُثِر عن الإمام أبي حنيفة: دع ما قُلْتُ، وانظر إلى من قُلْتُ بقوله، أي رَسُول الله.



    وكما قَالَ الإمام مالك: كلٌّ يؤخذ منه ويرد، إلا صاحب هذه الحجرة، أي رَسُول الله.



    وقَالَ الإمام الشافعي: إذا صحَّ الحديث فهو مذهبي.



    وأمَّا الإمام أَحْمَد فقد ضرب أروع الأمثلة فِي حرصه عَلَى اتباع الأدلة([sup][2])[/sup].



    ورغم كل هذه الأقوال الناصعة فقد وقع الأتباع لِهذه المدارس المذهبية في التعصب المقيت الَّذِي لا يزال فِي بعض البلاد الإسلامية من التعصب والعنصرية في المذاهب والمناهج والقبائل والأقاليم والبلدان والألوان والألسن([3]).



    ولو عادوا للكتاب والسنة واعتصموا بالأدلة، لزالَ هذا الخلاف ولزالَ هذا التناحر ولزالَ هذا التدابر ولزالت هذه الشتائم والمناحرات، لو عادوا إلى الأدلة الَّتِي رجع إليها أهل العلم...فأقوال الرجال يُستشهد لَهَا ولا يستشهد بِها.



    إذن بالعودة إلى الكتاب والسنة والاعتصام بِهما تزول هذه الخلافات العقائدية والمذهبيه، بالعودة إليهما فِي الإلهيات وفي النبوات وفي المعاد وفي بقية أصول العقائد، وفي الأحكام.



    فإن الأمة حتى الآن تتجرع مرارة هذا الخلاف فِي العقائد والأحكام، فلذلك هناك دعوة جادة لإصلاح العقائد وإصلاح الأحكام، وذلك بالعودة إلى هدي السلف الصالِح، وذلك ما تدعو إليه الدعوة السلفية الَّتِي إمامها مُحَمَّد د النَّبِي الكريم والرسول العظيم د.



    وفي هذه الأزمان خرجت هذه الجماعات الإسلامية التي هي امتداد للفرق المحدثة التي فارقت سبيل الصحابة؛ وهذا التفرق قد أخبر به رَسُول الله د بقوله: وستفترقُ أمتي عَلَى ثلاث وسبعين فرقة كلها فِي النار إلا واحدة([sup][1][/sup]). وهذه الواحدة لَهَا معالِم وَلَها أوصاف، هذه المعالِم وهذه الأوصاف بينها النَّبِي د إجابة عن سؤال الصحابة لَمَّا سألوا: من هِيَ يا رَسُول الله؟ قَالَ: الَّذِين هُم عَلَى ما أنا عليه اليوم وأصحابي([sup][4][/sup]). وانتبهوا لكلمة اليوم أي ما كَانَ عليه النَّبِي د فِي ذَلِكَ اليوم لا كما يدعي البعض: الإسلام today. يعني: الإسلام اليوم، وماذا عن إسلام أمس؟ ماذا عن إسلام الصحابة؟ ماذا عن السلف الصالِح؟ لا يريدون الالتفات إلى ما مضى.



    قَالَ شاعرهم: لا تُحدثني بفتوى عمرها خَمسين عامًا كما فِي قصيدة له بعنوان: دع الحواشي.



    ([1]) وردود علماء أهل السنة كثيرة لا حصر لها في الرد على المخالفين.


    ([2]) انظر هذه الأقوال الناصعة ونحوها في: "إيقاظ الهمم" للفلاني، و"إعلام الموقعين" لابن القيم، و"الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء" لابن عبد البر، و"القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد"، و"الإنصاف في بيان سبب الاختلاف" لشاه ولي الله أحمد الدهلوي، ومقدمة "صفة صلاة النبي د" للألباني –رحم الله الجميع-.


    ([3]) عن الزهري قال قدمت على عبد الملك بن مروان فقال من أين قدمت يا زهري قال قلت من مكة قال فمن خلفت يسودها وأهلها قال قلت عطاء بن أبي رباح قال فمن العرب أم من الموالي قلت من الموالي قال فبما سادهم قال قلت بالديانة والرواية قال إن أهل الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا قال فمن يسود أهل اليمن قال قلت طاوس بن كيسان قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي قال فبما سادهم قال قلت بما ساد به عطاء قال إنه لينبغي ذلك قال فمن يسود أهل مصر قال قلت يزيد بن أبي حبيب قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي قال فمن يسود أهل الشام قلت مكحول قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي عبد نوبي اعتقته امرأة من هذيل قال فمن يسود أهل الجزيرة قال قلت ميمون بن مهران قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي قال فمن يسود أهل خراسان قال قلت الضحاك بن مزاحم قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي قال فمن يسود أهل البصرة قال قلت الحسن البصري قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من الموالي قال ويلك فمن يسود أهل الكوفة قال قلت إبراهيم النخعي قال فمن العرب أم من الموالي قال قلت من العرب قال ويلك يا زهري فرجت عني والله ليسودن الموالي على العرب في هذا البلد حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها قال قلت يا أمير المؤمنين إنما هو دين من حفظه ساد ومن ضيعه سقط. تهذيب الكمال (20/ 81). وانظر معرفة علوم الحديث للحاكم (198- 200) وغيرهم من أصحاب الكتب السته فالحق مع من قال به بالحق لا من كان من بلد كذا أو من قبيلة كذا أو من منطقة كذا. فدحلان رد على وسوسته الشيخ السهسواني الهندي دفاعا عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب.


    ([4]) حسن بمجموع طرقه وشواهده: وردت هذه الزيادة على الحديث السابق من حديث أنس، وسعد بن أبي وقاص، وعوف بن مالك، وعبد الله بن عمرو.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "الكواشف الجلية للفروق بين السلفية والدعوات السياسية الحزبية البدعية" لابن رمزان الهاجري

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 08.07.08 8:55

    وَالْنَّبِيّ د يقول جماعة، وهم يقولون جماعات، وَالْنَّبِيّ د يقول: واحدة، وهم جعلوها أكثر، ويقول: الناجية واحدة، وهم جعلوا كل هذه الفرق ناجية، كيف يكون ذَلِكَ؟! النَّبِي د يقول جماعة، وهم يقولون جماعات، ويقول طائفة وهم يقولون طوائف، وهذه مصادمة ومعارضة لِما أتى عن رَسُول الله د.



    فإن ما تقدم من التناحر بسبب الخلافات العقائدية والمذهبية الذي هُوَ ما زال مستمرًا حتى اليوم، امتد ليشمل الخلافات المنهجية والدعوية، وكان من الواجب على من وسعه الرجوع فِي أبواب الاعتقاد والأحكام إلى الكتاب والسنة، أن يسعه أيضًا ما أتى عن رَسُول الله د فِي الدعوة إلى الله؛ وقد بيَّن سبحانه لنا سبيل الدعوة إليه، فقال U: )قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي( [يوسف: 108]. أي: قل يا مُحَمَّد: هذه طريقي أدعو إلى الله – وهذا فيه تنبيه للإخلاص - عَلَى بصيرة - أي: على علم، أنا ومن اتبعني: هذا فيه تنبيه عَلَى المتابعة.



    إخلاصٌ وعلمٌ ومتابعةٌ حتَّى فِي الدعوة إلى الله، فالرسول د هو الَّذِي قَالَ: صلوا كما رأيتمونِي أصلي([sup][1][/sup])؛ وهو الَّذِي قَالَ: خذوا عني مناسككم([sup][1][/sup])، وكذلك هنا هُوَ الَّذِي قال كما أمره الله U فِي بيان سبيل الدعوة: )هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي(، ألا يسعك ما وسع مُحَمَّد د فِي دعوته؟!



    وليس من سبيل رسول الله التحزب والتعصب للرجال؛ وهذه الجماعات المعاصرة مثل حزب الإخوان بكل فروعها والفرق التي خرجت منها وجماعة التبليغ ونحوهما هي قائمة على التحزب والتعصب للرجال، بل هي قائمة في حقيقة أمرها على العقائد الفاسدة للفرق الثنتين والسبعين، لذلك تجد أنصارها يتآلفون ويتعاونون مع الرافضة والخوارج والصوفية والأشاعرة والمعتزلة؛ ولا يتسامحون أبدًا مع السلفيين - أصحاب الفرقة الناجية: أهل الحديث والأثر-، فترى منهم الاعتداء السافر عَلَى منهج السلف، وعلى علماء السلف، فمن الذي وصف أهل السنة بالحشوية والمشبهة والعلماء العاملين في زماننا أمثال الشنقيطي - صاحب أضواء البيان - وابن باز والألباني وابن عثيمين بأنهم علماء حيض ونفاس، أو أنهم مكتبة قديمة متنقلة تحتاج إلى تعديل؟ ومن الذي اعترض عليهم بأنهم لا يفقهون شيئًا في واقعهم؟ ومن الذي قال عنهم أنهم علماء سلطة يقومون بإصدار الفتاوى على حسب أهواء الحكام والسلاطين؟ ومن الَّذِي قتل الشيخ جَميل الرَّحْمَن؟ ومن الَّذِي اعتدى عَلَى الشيخ مُحَمَّد أمان الجامي فِي المسجد؟ ومن الَّذِي......ومن الَّذِي؟.....قائمة طويلة.



    فلانٌ يُحاضر فِي منطقة ثُمَّ فجأة تُطفأ الإضاءة، وفلانٌ أيضًا من أهل العلم يُضرب فِي المسجد!! سبحان الله! هل يدعو إلى كفر وضلال؟ هل يدعو إلى زندقة؟ هل يدعو إلى بدعة؟ هل يدعو إلى فجور؟ هل يدعو إلى معصية؟ هل يدعو إلى مزمار؟ بل يدعو إلى كتاب الله وإلى سنة رَسُول الله على منهج السلف الصالح فِي بلاد قامت عَلَى هذا ولكن فِي هذا الزمان غُيِّبَ المنهج السلفي والدعوة السلفية عَلَى يدي أتباع تربوا على أيدي الحزبيين، وهم أفراخ لِهذه المناهج الحزبية كأتباع البنائية أو الياساوية، أو القطبية، أو السرورية؛ كل هؤلاء هُم سبب ما وقعت فيه الأمة الإسلامية اليوم من التكفير، ومن التفجير، ومن التنفير من العلماء والحكام.

    إن الَّذِي قتل الشيخ جَميل الرَّحْمَن ليس بِجاهل، إنه رئيس تَحرير مجلة كانت ذات صوت فِي الجهاد زعموا، ولكن التعصب قد أعمى بصره والهوى الحزبي قد غلب عليه، فاقترف ما اقترف من الجرم العظيم، لذلك هناك فرقٌ بين الجهاد والإفساد.



    عَلَى كلٍّ: هذا الاختلاف قد أخبر عنه النَّبِي د, وليس الإخبار به دليل عَلَى جوازه، بل هذا إخبار بأمر قضاه الله فهو إخبار بقدر كوني، لكن ماذا عن الأمر الشرعي الوارد في قول الله تعالى: )وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا(، فالإخبار بالخلاف ليس دليلاً عَلَى جوازه بل دليلٌ عَلَى ذمه، إذ الأمر الشرعي وارد بالاجتماع لا بالاختلاف، وكل من خالف سبيل السلف الصالح فِي العقائد أو فِي الأحكام، أو المناهج الدعوية هُوَ مُخالفٌ للفرقة الناجية والطائفة المنصورة؛ فعليه العودة.



    وإنك لتعجب من بعض أهل العلم الَّذِين يتعاملون مع أصحاب الانْحرافات العقائدية كالمؤولة والصوفية والقبورية بقوة وشدة، بل وتَجد له مواقف فيها شدة مع أُناس خالفوا في مسائل فقهية، لكن تَجده ضعيفًا ذا خور مع أصحاب المناهج الدعوية الحزبية البدعية بالاعتذار لهم والدفاع عنهم، فهؤلاء الذين أثنوا عَلَى هذه المناهج والدعوات الحزبية هُم أحد ثلاثة: إمَّا رجل لا يعلم حقيقة هذه المناهج؟ ولو عَلِمها لكان من أشد الناس بيانًا لعوارها وضلالِها! ولكن أحسنوا الظن بدعاة الفتنة والضلال؛ وإمَّا جاهل تكلم بِجهل، وإمَّا صاحبٌ لَهم مناصرٌ لَهم فهو يتكلمُ بِمعرفة.



    والشباب فِي هذا الخضم وهذا البحر المتلاطم من أمواج الفتن، ينبغي لَهم أن يَحرصوا عَلَى مصادر التلقي الصحيحة الصافية، وهي ثلاثة مصادر:

    أولاً: المجالسة.

    ثانيًا: السماع.

    ثالثًا: القراءة.



    وهذه المصادر لَهَا ثلاثة ينابيع:

    ينبوع الشهوات، وينبوع الشبهات، وينبوع الحق والْهُدى - وهو ينبوع الكتاب والسنة، وهدي السلف الصالِح.



    وقيل: من جَلس جُلس له، ومن تكلم سُمِعَ له، وأقول: ومن كَتَبَ قُرأ له.



    فلو أن شابًا جالس أهل الشبهات من أصحاب العقائد الفاسدة، أو من أصحاب الدعوات الحزبية الضالة، وخالطهم، فصاروا عنده هم الجلساء، وهم المسموع لَهم وهم المقروء لَهم، ماذا تظنونَ فِي مثل هذا الشاب؟ لاشك فِي أنه سيتشرب قلبه بهذه الشبهات.



    وإن الشباب والعامة فِي هذا العصر إلا من رحم الله يعانون من عدم الحرص عَلَى معرفة الحق بدليله فإن أراده، فإن هناك من يَحجب وصول الحق إليهم، وهذا الحَجب متمثل فِي وسائل التوجيه والإرشاد، سواء كانت فِي المراكز الصيفية أو المناشط الدينية في مدارسهم أو المكتبات أو الإذاعات أو التسجيلات، أو البرامج أو الفضائيات، فهذه الوسائل صارت تُستغل من قِبَل الحزبيين لحجب وتغييب الدعوة السلفية عن الشباب، مع نشر غثاء وثرثرة المتفيهقين والمتشدقين من دعاة الحزبية، ففي هذه الأزمان تَجد الفضائيات تبث والإذاعات تبث، والمجلات تطبع، فهذا صوفي، وهذا تَجميعي، وهذا نبهاني، وهذا بنَّائي، وهذا قطبي إلى غير ذَلِكَ من فرق الضلال...صباح ومساء: يتلقى منهم هذا الشاب: يسمع لَهم، ويُجالسهم ويقرأ لَهم؛ فما هِيَ إلا أيام وإذ هُوَ بدعي من أهل البدع.



    ([1]) أخرجه مسلم (1297) من حديث جابر.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "الكواشف الجلية للفروق بين السلفية والدعوات السياسية الحزبية البدعية" لابن رمزان الهاجري

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 08.07.08 8:59

    وفي المقابل أيضًا لو كَانَ مع أهل الشهوات يقرأ لكتب المجون وكتب الخلاعة ويُجالسهم ويسمع لِمزاميرهم، ما هِيَ إلا أيام وإذ به عاصٍ مع العصاة.



    فالشباب ما بين شهوة وشُبْهة!!! ولو أن هذا الشاب تبين هذا الأمر فحرص عَلَى مشاربه ومصادر التلقي عنده بأن لا يُجالس إلا علماء السلف ولا يسمعُ إلا لَهم ولا يقرأ إلا لَهم، فما هِيَ إلا أيَّام فإّذا هُوَ سُّني سلفي عَلَى الجادة، ولكن بُلينا فِي هذه الأعصار بِمن يَجلس لِهذا ويسمع لِهذا ويقرأ لِهذا، فتجده يُجالس علماء السلف، ويقرأ لأهل المجون ويستمع لأهل الشبهات، فإذا به خليط ومزيج مركب ما بين شهوة وشبهة وسلفية!! فلا تَجد له وجهة فتارة يَماني مع أهل اليمن، وتارة شامي مع أهل الشام، وتارة مغربي مع أهل المغرب، وتارة مع أهل الهند والسند، أعني بذلك: أنك قد تجده تارة سلفي، وتارة تَجده حزبي، وتارة تَجده شهواني، وتارة تَجده يُدافع عن شهوة، وتارة يُدافعُ عن شبهة....ما السبب؟



    السبب مصادر التلقي؟ لو كَانَ حريصًا عَلَى نفسه لأخرج نفسه من هذه الدوائر، لذلك كَانَ السلف حذِرين فِي شأن المجالسة، فقالوا: إيَّاكم ومُجالسة أهل البدع، فإنَّها ممرضة للقلوب، وَقَالَ أبو قلابة: إني أخشى أن يلبسوا عليكم ما عندكم من حقٍّ أو أن يغمسوكم فِي ضلالتهم([sup][1])[/sup].



    كذلك القراءة، كانوا يَحذِّرونَ من القراءة في كتب أهل الضلال، ومعروف موقف علماء المغرب من كتاب إحياء علوم الدين للغزالي([sup][2])[/sup].



    وَأَمَّا عن السماع، فماذا فعل مُحَمَّد بن سيرين وغيره من أهل العلم مع أهل الأهواء؟



    دخل رجلان من أصحاب الأهواء على ابن سيرين فقالا: يا أبا بكر نُحدثك بحديث، قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله، قال: لا، لتقومان عني أو لأقومن، قال فخرجا، فقال بعض القوم: يا أبا بكر وما كان عليك أن يقرأ عليك آية من كتاب الله تعالى، قال: إني خشيت أن يقرأ علي آية فيحرفانِها فيقر ذلك في قلبي ([sup][3])[/sup].



    وقَالَ آخر لأيوب السختياني: يا أبا بكر أسألك عن كلمة، فقَالَ أيوب: ولا نصف كلمة([sup][4])[/sup]؛ وهذا من حرصهم على سلامة قلوبهم لأن الأُذن مدخل لِهذه الشبهات إلى القلوب، والشُّبه خطَّافة، فإنها إذا امتزجت بالنفوس فإنه يصعب إزالتها([sup][5])[/sup]، لذلك كان سُفْيَان يقول: من كانت عنده شبهة، فلا يعرضها عَلَى إخوانه.



    لذلك أشد هذه المصائب هِيَ الشبهات، هِيَ أشد من الشهوات؛ وإنَّك تَعجب من شخص يأتي أناسًا مُجتمعونَ عَلَى مُجون أو معصية أو مشاهدة فسق أو سماع مزمار، فيغضب، فيغلق هذا التلفاز أو ذاك المذياع ثُمَّ يأتي بكتاب من كتب الضلال، فيجعل مجلسهم بزعمه مجلس خير، وإذ به يصرفهم من معصية إلى بدعة، بأن يقرأ كتابات أهل الباطل من المتقدمين أو من المتأخرين، سواء كَانَ من أهل الشرك أو سواء كَانَ من أهل التأويل، أو سواء كَانَ من الجماعات العصرية، من الإخوان التكفيرية، أو التبليغ الصوفية، فيزعم أنه نقلهم عن المعصية، وهو نقلهم من رمضاء إلى نار، لكن زيِّن له سوء عمله فرآه حسنًا كما قال الله تعالى: )أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ( [مُحمد: 14]، )قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا( [الكهف: 103-104]، وقال سبحانه: )هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ *عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ( [الغاشية: 1-3].



    ولو أنه أتى بكتاب من كتب أئمة السلف في العقيدة أو الحديث أو التفسير أو الفقه أو نحوها من العلوم النافعة القائمة على المنهج الصحيح لصرف مَجلسهم من معصية إلى سنة وطاعة.



    وهذه الأحزاب العصرية قد التقت على تحقيق هدفين:

    الأول: التخليط بين السنة والبدعة.

    الثاني: التجميع بغير تربية.



    فهم يُحبونَ هذا التجميع والتساهل، هذا الَّذِي هُم يرغبونَ فيه، لأنه يحقق لهم مآربَهم الحزبية، فلذلك تجد الشباب الذي يتلقى عن هذه الأحزاب يكون عنده تخليط في مسائل العقيدة والمنهج؛ وهذا بسبب تغييب الحق عليهم وتلويث مصادر التلقي فهم لا يستطيعونَ أن يُميزوا بين أهل الحق وأهل الباطل.



    والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يُعرف أهل الحق من أهل الباطل؟



    لابد من معرفة الحدود الفاصلة بين أهل السنة وأهل البدعة، لابد من صفات كاشفة! أي لابد من كواشف جلية لبيان الفروق بين السلفية والدعوات السياسية الحزبية البدعية؛ حيث إن كثيرًا من أصحاب الدعوات المنحرفة الكائنة على الساحة اليوم يدَّعي أنه عَلَى الدعوة السلفية!



    فبالأمس كان أصحاب هذه الدعوات يرفعون شعار حتمية المواجهة، وبالأمس كانت صناعة الموت ثم كانت نظرة اعتبارية فِي القضية الجزائرية؛ وبالأمس: "ففروا إلى الله"، ومن قبل: أسباب سقوط الأندلس، وأسباب سقوط الدول...وهكذا ضلال...تشويه...شحن للشباب، واليوم إذا بِهم هكذا يتمسحون بالدعوة السلفية؛ وهناك فرقٌ بين من غَيَّر أصوله ومن غيَّر طريقة وصوله.



    والشباب قد أصابتهم الحيرة من الطرح الموجود([6])، فهو يريد الحق، لكن يلزم لِمن يريد الحق أن يعرف الحق بدليله، وأن يعرف الحق بالحق، ولا يكون ذَلِكَ بالخلط، فإن الرجال يُعرفون بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال، وهذه العبارة من نفيس كلام السلف؛ لأن الخلق يَختلفونَ والرجال يتغيرونَ ولكن الحق ثابت فلا يَموت بِموت الرجال، ولذلك قيل: اعرف الحق تعرف أهله.



    إذن ما هِيَ الكواشف الْجَلية؟ هي عشرة كواشف كما يلي:

    الكاشف الأول: الموقف من الاعتقاد في صفات الله.

    الكاشف الثاني: الموقف من الشركيات.

    الكاشف الثالث: الموقف من الإمامة.

    الكاشف الرابع: الموقف من الجماعة.

    الكاشف الخامس: الموقف من الجهاد.

    الكاشف السادس: الموقف من الدماء المعصومة بالإيمان والأمان.

    الكاشف السابع: الموقف من العلماء، ومَن هم العلماء؟.

    الكاشف الثامن: الموقف من البدعة وأهلها.

    الكاشف التاسع: الموقف من التكفير.

    الكاشف العاشر: الموقف من عقيدة الولاء والبراء..........([sup][7])[/sup].



    ([1]) أثر صحيح: أخرجه الدارمي في سننه (1/120)، وابن سعد في الطبقات (7/184)، والفريابي في القدر (370)، واللاكائي في أصول اعتقاد أهل السنة (243-246)، والبيهقي في الاعتقاد (ص238)، وأبو نُعَيْم في حلية الأولياء (2/287)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (28/298،299،304).


    ([2]) انظر المعيار المعرب (21/185) للونشريسي، ومنهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف (ص125،126) للعلامة ربيع بن هادي –حفظه الله-.


    ([3]) أثر صحيح: أخرجه الدارمي في سننه (1/120)، والفريابي في القدر (373)، وابن وضاح في البدع والنهي عنها (ص60)، واللاكائي في أصول اعتقاد أهل السنة (242)، والآجري في الشريعة (ص57).


    ([4]) أثر صحيح: أخرجه الدارمي في سننه (1/121)، والبغوي في حديث ابن الجعد (1237)، والفريابي في القدر (374)، واللاكائي في أصول اعتقاد أهل السنة (291)، والآجري في الشريعة (ص57)، وأبو نُعَيْم في حلية الأولياء (3/9)، والسهمي في تاريخ جرجان (1/394).


    ([5]) قال اسماعيل الصابوني في وصفه لاتباع الفرقة الناجية بما مختصره: ويجانبون أهل البدع والضلالات ويعادون أصحاب الأهواء والجهالات ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ولايحبونهم ولايصحبونهم ولا يسمعون كلامهم ولايجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت في الآذان وقرت في القلوب. (عقيدة السلف للصابوني ص 105)


    (1) فإذا أردت أن تعرف من تجهل حاله وشككت فيه انظر على من يحل إذا نزل ببلد ومن يجالس ومن هم أصحابه وإن كان ممن يخطب انظر ما هي خطبه وما هي الكتب التي يقرأها أو يدرسها أو انظر إلى كتبه وعلى من يحيل وما هي محاضراته وما هي مسموعاته ومن هم شيوخه ومراجعه لأن هذا العلم دين فانظر عن من تأخذ دينك ومن خفيت علينا بدعته لم تخفى علينا ألفته ومن أخفى بعض أحواله خرجت من ولده وصاحبه.


    ([7]) تتمة الكلام سوف يأتي مقطَّعًا - إن شاء الله - فِي بداية كل كاشف.
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية التحميل

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 08.07.08 9:19

    الكواشف الجلية
    للفروق بين السلفية والدعوات السياسية الحزبية البدعية



    محمد بن رمزان آل طامي الهاجري



    شرح وتعليق
    أبي عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان
    المصري




    BL6M3VQ.zip - 590.4 Kb

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 15:37