موقف السلف من المرأة المطلقة والمتوفي عنها زوجها
موقف السلف من المرأة المطلقة والمتوفي عنها زوجها
إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
(يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )
( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )
أما بعد :
مفهوم الزواج في الفقه الإسلامي
الزواج أمر شرعه الله عزوجل وفطر الناس على الرغبة فيه والسعى إليه فالرجل يأنس بالمرآة وكذلك المرآة تأنس بالرجل لتحقيق غاية الله عزوجل من الخلق وهي العبادة فالزواج وسيلة ينبغي أن تعين الإنسان علي العبادة وهذا ما كان يفهمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل أمر من أمور الدنيا إذ كانوا يتخذونه مطية للأخرة
فالزواج سكن لكلا الزوجين ينالا به رضا الله وقد حث الشرع علي الزواج في القرآن والسنة ورغب فيه قال تعالي :" فَٱنكِحُوا۴ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَ? تَعْدِلُوا۴ فَوَٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰۤ أَ? تَعُولُوا۴ }
{وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النساء25
{وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }النور32
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ }الأعراف189
{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }النحل72
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21
من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم, وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة, ورحمة وهي الرأفة, فإن الرجل يمسك المرأة إنما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد, أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك بن كثير ( صحيح ) حديث يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء رواه الجماعة من حديث ابن مسعود
أسباب انتهاء الزوجية ؟
قال بن القيم فى بدائع الفوائد :: فرق النكاح عشرون فرقة وبيانها
الأولى : فرقة الطلاق ، الثانية : الفسخ للعسرة بالمهر ، الثالثة : الفسخ للعسر عن النفقة ، الرابعة : فرقة الإيلاء ، الخامسة ، فرقة الخلع ، السادسة : تفريق الحكمين ، السابعة : فرقة العنين ، الثامنة : فرقة اللعان ، التاسعة : فرقة العتق تحت العبد ، العاشرة : فرقة الغرور ، الحادية عشر : فرقة العيوب ، الثانية عشرة : فرقة الرضاع ، الثانية عشر : فرقة وطء الشبهة حيث تحرم الزوجة ، الرابعة عشر : فرقة إسلام أحد الزوجين ، الخامسة عشر : فرقة ارتداد أحدهما ، السادسة عشر : فرقة إسلام الزوج وعنده أختان أو أكثر من أربع أو امرأة وعمتها أو امرأة وخالتها . السابعة عشر : فرقة السبا ، الثامنة عشر : فرقة ملك أحد الزوجين صاحبه . التاسعة عشر: فرقة الجهل بسبق أحد النكاحين ، العشرون : فرقة الموت
الحياة الزوجيةتنتهى بسبب الوفاة لأحد الزوجين أو الطلاق بأى صورة من صوره ويطلق على المرآة التى مات زوجها أرملة والتى طلقت مطلقة
وقال ابن الأنباري : الأرملة التي لا زوج لها. من قولهم: أرمل القوم فهم مرملون إذا فني زادهم، ومن فنى زاده كان محتاجاً فكان في الاسم ما ينبىء عن الحاجة فتقع وصية بالصدقة وإخراج المال إلى الله تبارك وتعالى، والله سبحانه وتعالى واحد معلوم. بدائع الصنائع
أرمل بمعنى فقــــير، فإن مؤنثه أرملة لضعف شبهه بلفظ الــــمضارع شرح الأشمونية
فماالمقصود بالطلاق ؟
" الطلاق هو الإعلان الرسمى لفشل الحياة الزوجية وقد يحدث الشقاق والطلاق إما قبل الدخول أو بعده وقد يحدث الطلاق نتيجة لعدم التكافؤ أو لانعدام الثقة أو كثرة الشكوك والشجار الدائم وسوء التفاهم وسوء المعاملة وقد يحدث نتيجة الخيانة الزوجية أو نتيجة لسجن أحد الزوجين .
وهكذا يكون الطلاق هو وسيلة إنهاء الزواج غير الناجح ومعروف أن الطلاق على الرغم من إباحته فإنه يجب أن يكون آخر حل حين يستحيل استمرار الحياة الزوجية " . أ . ه التوجيه والإرشاد النفسى للدكتور حامد زهران
وأصل الطلاق: التخلية من الوثاق، يقال: أطلقت البعير من عقاله، وطلقته، وهو طالق وطلق بلا قيد، ومنه استعير: طلقت المرأة، نحو: خليتها فهي طالق، أي: مخلاة عن حبالة النكاح. قال تعالى: }فطلقوهن لعدتهن{ [الطلاق/1]،مفردات ألفاظ القرآن ج2
والطلاق حل عقدة النكاح و طلق الطاء واللام والقاف أصلٌ صحيحٌ مطّرد واحد، وهو يدلُّ على التّخلية والإرسال. يقال انطلق الرجل ينطلق انطلاقًا، ثم ترجع الفروع إليه؛ تقول أطْلَقته إطلاقًا، والطّلْق: الشىء الحلال، كأنّه قد خُلّي عنه فلم يُحْظَر. مقاييس اللغة
الطلاق أمر مشروع :
قال تعالى " فطلقوهن لعدتهن " ( الطلاق 1 )
و طلق النبى صلى الله عليه وسلم :
عن الأوزاعيُّ قال: «سألتُ الزُّهريَّ أي أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم استعاذَت منه؟ قال: أخبرَني عُروةُ عن عائشةَ رضيَ الله عنها أنَّ ابنةَ الجَونِ لما أُدخِلَت على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ودنا منها قالت: أعوذُ باللَّهِ منك، فقال لها: لقد عُذتِ بعظيم، الحَقي بأهلكِ». صحيح البخاري
كراهة طلب المرآة الطلاق بغير بأس
(22062) عن أيوب عن أبي قلابة قال: وذكر أبا أسماء، وذكر ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيّما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة».مسند أحمد قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث
فتح البارى كتاب الطلاق قال العلامة بن حجر : الأخبار الواردة في ترهيب المرأة من طلب طلاق زوجها محمولة على ما إذا لم يكن بسبب يقتضي ذلك لحديث ثوبان ” أيما امرأة سألت زوجها الطلاق فحرام عليها رائحة الجنة ” رواه أصحاب السنن وصححه ابن خزيمة وابن حبان؛ ويدل على تخصيصه قوله في بعض طرقه ” من غير ما بأس ”
أيضا فقدنهى عن إعضال المرأة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) (النساء:19)
)وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:231)
يتبع ان شاء الله تعالى ...