إني أعتذر إليكم
كتب : محمود عامر
العدد 1685 - الجمعة - 31 ديسمبر 2010
تذكرتُ هذا العنوان هذه الأيام رغم أن تاريخه يرجع إلي بدايةالخمسينيات ونهاية الأربعينيات حيث كان مقالاً قيماً للأديب الكبير الأستاذ المحققمحمود شاكر - رحمه الله - حينما كتب مقالات يرد فيها علي سيد قطب، فانتصر لسيد قطبنفر من الكتّاب وكانت ردودهم ردوداً عقيمة تتمسك بالمتشابه وتترك المحكم الواضح،فلما وجد الأستاذ محمود شاكر انعدام فائدة في مخاطبة سيد قطب ومن أيدوه من كتّابوأساتذة جامعات فكتب مقالاً "إني أعتذر إليكم" : وأعتقد أنني أولي الناس بهذاالعنوان في هذه الأيام فأقول لكل من خاضوا في عرضي، ولكل من وضح لهم الحق وصمتواولم يؤيدوه، وعلي رأس هؤلاء المشايخ الذين انتسبوا لعلم الشريعة فحادوا عنه إمابتأويل فاسد أو بتشويش علي كلام النبوة أو صرف الناس عما هو أعظم وأجل إلي ما هوأدني وهؤلاء موعدي معهم ليس في الدنيا وإنما في الآخرة:
انتقدتُ حسن البناوقلت أنه أحيا فكر الخوارج في العصر الحديث وأنه لا يمثل ما كان عليه الرسولوأصحابه في فهمهم للدين فغضب من غضب ولا زالوا، فإني أعتذر إليكم.
انتقدتُسيد قطب وأحييت بيان رئيس لجنة الفتوي السابق بالأزهر فضيلة الشيخ عبد اللطيفالسبكي حينما نعت كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" أنه دستور الإخوان المفسدينوبينتُ ضلال فكر الرجل وأنه جاهلٌ كبير بأصول أهل السنة والجماعة الذين قعدواالمفاهيم الدينية وفق ما كان عليه الرسول وأصحابه فهاج من هاج، وإني أعتذر إليكم.
واجهتُ الخرافة والشعوذة المرتبطة بالخطاب الديني المعاصر فغضب من غضبوقالوا انتصروا لأوليائكم، وإني أعتذر إليكم.
هاجمتُ الخطاب الديني المشعوذالذي يعبر عنه أسامة بن لادن بالحجة والبيان وقالوا عميل أمريكي، وإني أعتذر إليكم.
أعلنت أول بيعة شرعية علنية لرئيس الدولة فاتهمت بالنفاق، وإني أعتذرإليكم.
حذرت من الخروج علي ولاة الأمر والصراع علي السلطة وشق عصا الجماعةالمصرية برئاسة رئيس الدولة فاتهمت بالجنون والتخلف، وإني أعتذر إليكم.
حذرت وانتقدتُ الفقيه الإخواني القرضاوي الذي أجاز للقوات المسلحة وللرأيالعام أن يغيروا المنكر ويزيلوا النظام فاتهموني بالعمالة، فقام بعض علماء الأزهرينتصرون للرجل وينعتونه بأنه شيخ علماء العصر، وإني أعتذر إليكم.
حذرتُ منخطورة الإضرابات والاعتصامات وأنها ليست من هدي الإسلام وشددتُ علي من دعا إليالعصيان المدني فهاج علي الشيوخ قبل غيرهم، وإني أعتذر إليكم.
نبهتُ عليأخذ العبر من السودان ولبنان والصومال والعراق والجزائر وأننا في مصر نهيئها لمثلأحوال هذه البلاد فلم يعبأوا، وإني أعتذر إليكم.
حذرت من خوارج المساجد ومنخوارج الكنائس فامتنعوا عن النشر، وإني أعتذر إليكم. تركوا من يدعو للعصيان المدنييتكلم كيف شاء وانتصروا له ولم يوضحوا للناس مثالب وخطورة العصيان المدني رغم أنالله كان سريع العقاب فحدثت فتنة إضراب عمال النقل وارتفعت الأسعار وتوقفت مصالحوقُتل من قُتل فيها وحُرق من السيارات ما حُرق ولازال البعض يلهث وراء العصيانالمدني ويتعاطف مع صاحبه لمجرد ذكر عقوبة رادعة مقررة شرعاً لولي الأمر، وإني أعتذرإليكم.
دخلت علي البلاد هجمة شيعية مدبرة بليل فكنت واحداً من قلة في وقتهالهذه الهجمة، فانتصر نفرٌ من أصحاب الأقلام والهيئات لمن أهانوا خير البرية بعدالأنبياء والرسل فقالوا ما قالوا، وإني أعتذر إليكم.
دافعتُ عن سنَّة النبي - صلي الله عليه وسلم - مبيناً صحة ما ثبت عنه في الصحيحين فخرج نفرٌ من الناس يشككفي كلام النبوة بل يشككون في كل قبيلة حدثنا ولم يشككوا في التلمود أو كتب العهدالجديد والقديم وإنما شككوا في أصول الإسلام فاتهموني بالتشدد، وإني أعتذر إليكم. أعلن الإخوان بيعتهم علناً لمرشدهم الحالي بسمع وطاعة من غير تردد ولا شك ولا حرجوتهافتت وسائل الإعلام علي رصد الظاهرة ورصد البيعة البدعية وحذرت أنه لا بيعتان فيقطر واحد الأولي ثابتة شرعاً لأنها لحاكم متغلب صاحب شوكة والثانية محدثة وضلالةوعقوبتها عظيمة، وإني أعتذر إليكم.
أيدتُ مصطفي الفقي في مقابلة مرشحالإخوان وتحققت المصلحة العامة للدائرة ومرت خمس سنوات هادئة بلا هيجان أو فتن ورغمتنكر مصطفي الفقي لي إلا أن تأييدي له ليس لمصلحة شخصية وإنما لمصلحة عامة وقد كانتفاتهمت بالعمالة والخيانة، وإني أعتذر إليكم.
حدثت فتنة اختراق الحدودالمصرية في شمال سيناء فكتبت قائلاً اصبر مبارك فإنا معك إذا فتحت المعبر وإنا خلفكإذا أغلقته فخرج بعض الناس ينددون بل ويكفرون نظام مصر بسبب تمسكه بحقه في تنظيمحدوده ولعبوا علي عواطف الناس أمام مصالح عليا للبلاد، وإني أعتذر إليكم.
أفتي بعض المشايخ الكبار متقولين علي الشرع أنه لا يجوز بيع الغاز ليهودفرددت عليهم بالأدلة الشرعية الدامغة أنه يجوز ذلك إذا رأي النظام مصلحة في ذلكفالتعامل مع المحاربين مشهور ومعروف منذ الصدر الأول للإسلام ولكننا نعيش عصراًدعوياً غريباً الحلال فيه حرام والحرام فيه حلال، وإني أعتذر إليكم.
وما لمأذكره فإني أعتذر إليكم.
كتب : محمود عامر
العدد 1685 - الجمعة - 31 ديسمبر 2010
تذكرتُ هذا العنوان هذه الأيام رغم أن تاريخه يرجع إلي بدايةالخمسينيات ونهاية الأربعينيات حيث كان مقالاً قيماً للأديب الكبير الأستاذ المحققمحمود شاكر - رحمه الله - حينما كتب مقالات يرد فيها علي سيد قطب، فانتصر لسيد قطبنفر من الكتّاب وكانت ردودهم ردوداً عقيمة تتمسك بالمتشابه وتترك المحكم الواضح،فلما وجد الأستاذ محمود شاكر انعدام فائدة في مخاطبة سيد قطب ومن أيدوه من كتّابوأساتذة جامعات فكتب مقالاً "إني أعتذر إليكم" : وأعتقد أنني أولي الناس بهذاالعنوان في هذه الأيام فأقول لكل من خاضوا في عرضي، ولكل من وضح لهم الحق وصمتواولم يؤيدوه، وعلي رأس هؤلاء المشايخ الذين انتسبوا لعلم الشريعة فحادوا عنه إمابتأويل فاسد أو بتشويش علي كلام النبوة أو صرف الناس عما هو أعظم وأجل إلي ما هوأدني وهؤلاء موعدي معهم ليس في الدنيا وإنما في الآخرة:
انتقدتُ حسن البناوقلت أنه أحيا فكر الخوارج في العصر الحديث وأنه لا يمثل ما كان عليه الرسولوأصحابه في فهمهم للدين فغضب من غضب ولا زالوا، فإني أعتذر إليكم.
انتقدتُسيد قطب وأحييت بيان رئيس لجنة الفتوي السابق بالأزهر فضيلة الشيخ عبد اللطيفالسبكي حينما نعت كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" أنه دستور الإخوان المفسدينوبينتُ ضلال فكر الرجل وأنه جاهلٌ كبير بأصول أهل السنة والجماعة الذين قعدواالمفاهيم الدينية وفق ما كان عليه الرسول وأصحابه فهاج من هاج، وإني أعتذر إليكم.
واجهتُ الخرافة والشعوذة المرتبطة بالخطاب الديني المعاصر فغضب من غضبوقالوا انتصروا لأوليائكم، وإني أعتذر إليكم.
هاجمتُ الخطاب الديني المشعوذالذي يعبر عنه أسامة بن لادن بالحجة والبيان وقالوا عميل أمريكي، وإني أعتذر إليكم.
أعلنت أول بيعة شرعية علنية لرئيس الدولة فاتهمت بالنفاق، وإني أعتذرإليكم.
حذرت من الخروج علي ولاة الأمر والصراع علي السلطة وشق عصا الجماعةالمصرية برئاسة رئيس الدولة فاتهمت بالجنون والتخلف، وإني أعتذر إليكم.
حذرت وانتقدتُ الفقيه الإخواني القرضاوي الذي أجاز للقوات المسلحة وللرأيالعام أن يغيروا المنكر ويزيلوا النظام فاتهموني بالعمالة، فقام بعض علماء الأزهرينتصرون للرجل وينعتونه بأنه شيخ علماء العصر، وإني أعتذر إليكم.
حذرتُ منخطورة الإضرابات والاعتصامات وأنها ليست من هدي الإسلام وشددتُ علي من دعا إليالعصيان المدني فهاج علي الشيوخ قبل غيرهم، وإني أعتذر إليكم.
نبهتُ عليأخذ العبر من السودان ولبنان والصومال والعراق والجزائر وأننا في مصر نهيئها لمثلأحوال هذه البلاد فلم يعبأوا، وإني أعتذر إليكم.
حذرت من خوارج المساجد ومنخوارج الكنائس فامتنعوا عن النشر، وإني أعتذر إليكم. تركوا من يدعو للعصيان المدنييتكلم كيف شاء وانتصروا له ولم يوضحوا للناس مثالب وخطورة العصيان المدني رغم أنالله كان سريع العقاب فحدثت فتنة إضراب عمال النقل وارتفعت الأسعار وتوقفت مصالحوقُتل من قُتل فيها وحُرق من السيارات ما حُرق ولازال البعض يلهث وراء العصيانالمدني ويتعاطف مع صاحبه لمجرد ذكر عقوبة رادعة مقررة شرعاً لولي الأمر، وإني أعتذرإليكم.
دخلت علي البلاد هجمة شيعية مدبرة بليل فكنت واحداً من قلة في وقتهالهذه الهجمة، فانتصر نفرٌ من أصحاب الأقلام والهيئات لمن أهانوا خير البرية بعدالأنبياء والرسل فقالوا ما قالوا، وإني أعتذر إليكم.
دافعتُ عن سنَّة النبي - صلي الله عليه وسلم - مبيناً صحة ما ثبت عنه في الصحيحين فخرج نفرٌ من الناس يشككفي كلام النبوة بل يشككون في كل قبيلة حدثنا ولم يشككوا في التلمود أو كتب العهدالجديد والقديم وإنما شككوا في أصول الإسلام فاتهموني بالتشدد، وإني أعتذر إليكم. أعلن الإخوان بيعتهم علناً لمرشدهم الحالي بسمع وطاعة من غير تردد ولا شك ولا حرجوتهافتت وسائل الإعلام علي رصد الظاهرة ورصد البيعة البدعية وحذرت أنه لا بيعتان فيقطر واحد الأولي ثابتة شرعاً لأنها لحاكم متغلب صاحب شوكة والثانية محدثة وضلالةوعقوبتها عظيمة، وإني أعتذر إليكم.
أيدتُ مصطفي الفقي في مقابلة مرشحالإخوان وتحققت المصلحة العامة للدائرة ومرت خمس سنوات هادئة بلا هيجان أو فتن ورغمتنكر مصطفي الفقي لي إلا أن تأييدي له ليس لمصلحة شخصية وإنما لمصلحة عامة وقد كانتفاتهمت بالعمالة والخيانة، وإني أعتذر إليكم.
حدثت فتنة اختراق الحدودالمصرية في شمال سيناء فكتبت قائلاً اصبر مبارك فإنا معك إذا فتحت المعبر وإنا خلفكإذا أغلقته فخرج بعض الناس ينددون بل ويكفرون نظام مصر بسبب تمسكه بحقه في تنظيمحدوده ولعبوا علي عواطف الناس أمام مصالح عليا للبلاد، وإني أعتذر إليكم.
أفتي بعض المشايخ الكبار متقولين علي الشرع أنه لا يجوز بيع الغاز ليهودفرددت عليهم بالأدلة الشرعية الدامغة أنه يجوز ذلك إذا رأي النظام مصلحة في ذلكفالتعامل مع المحاربين مشهور ومعروف منذ الصدر الأول للإسلام ولكننا نعيش عصراًدعوياً غريباً الحلال فيه حرام والحرام فيه حلال، وإني أعتذر إليكم.
وما لمأذكره فإني أعتذر إليكم.