وبه نستعين
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
أما بعد:
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِى سُفْيَانَ قَالَ أَلاَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَامَ فِينَا فَقَالَ « أَلاَ إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِى النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِى الْجَنَّةِ وَهِىَ الْجَمَاعَةُ ». زَادَ ابْنُ يَحْيَى وَعَمْرٌو فِى حَدِيثَيْهِمَا « وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِى أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ لِصَاحِبِهِ ».أخرجه أبو داود وقال العلامة الألباني رحمه الله (صحيح)أنظر "صحيح الجامع" رقم الحديث[2641].
سئل العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ما يأتي:
هل يتوقف على صحة المنهج جنة أو نار ؟ .
فأجـاب/ نعم، المنهج إذا كان صحيحاً صار صاحبه من أهل الجنة؛ فإذا كان على منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومنهج السلف الصالح يصير من أهل الجنة بإذن الله، وإذا صار على منهج الضُّلاِّل فهو مُتَوَعَّدٌ بالنار1.
فَصِحَّة المنهج من عدمها يترتب عليها جنة أو نار اهــ2
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
_______________________
1:قال الشيخ جمال الحارثي حفظه الله وهو من خرج الأحاديث وعلق على الكتاب قال:وهو تحت مشيئة الله-تعالى -، هذه عقيدة أهل السنة والجماعة .
وإذا لم يترتب على صحة المنهج من عدمه جنة أو نار؛ فما فائدة قوله-صلى الله عليه وسلم-: ( وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة قالوا : من هي ؟ . قال : (ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) سبق تخريجه وسيأتي .
قال الشيخ جمال حفظه الله ص25 من الكتاب :أخرجه الترمذي : ( 2641 )، والحاكم : ( 1/129 )، ويشهد له رواية : (( هي الجماعة ))، راجع " تحفة الأحوذي " : ( 7/398 )، وأخرج هذه الرواية ابن ماجه: ( 3992 )، وهي عند أبي داود : ( 4597 )، وسيأتي في الحاشية رقم ( 139 ) .
فمن كان على هدي النبي وأصحابه فهو من أهل الجنة، ومن كان على غير ذلك فهو تحت الوعيد .
ومن المعلوم الثابت عند أهل السنة والجماعة : أن الاثنين والسبعين فرقة الهالكة في الحديث ليست مخلدة في النار، ولا أحد يقول بذلك من أهل الحديث؛ فتأمل، إلا أن تكون بدعته مكفّرة وفرقته ردّة . والله أعلم
\
2:"الأجوبةُ المُفيدَةعَن أَسئِلَة المنَاهِجِ الجدِيَدة "ص125.
منقول من سحاب السلفية