الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . و بعد ،،،
فإنَّ من أهم مخالفات فرقة الإخوان المسلمين عدمُ الدعوة إلى عقيدة السلف الصالح - خاصة التوحيد - و بشكل تفصيلي كما يفعله أهل السنة و الجماعة ، و ذلك حسب تصوري يرجع لأمرين :
* الأول : دعوة الإخوان المسلمين مَبْنِية في المقام الأول على الوصول للحكم و الكرسي ، و لأجل ذلك فَـهُم مستعدون لتجاهل أي أمر يقف في وجه هدفهم المنشود ، و لو كان على حساب العقيدة . فالله المستعان .
و الدليل على صدق ما ذكرت كلام إمامهم حسن البنا الصوفي عندما بين موقفه من الخلافات الحادثة بين المسلمين فقال : ( ... فإن لم يقتنع، فقولوا له ما دام صادق النية محباً للخير : إنّ الحَكَمَ بيننا و بينك في الفصل في هذا الخلاف هو " الإمام " ، لأننا مستعبدون ، فتعال " للإمام " و ليس للمسلمين الآن " إمام " فتعال ننسى كل شيء الآن و نعطل كل شيء أمام القضية الكبرى قضية تحرير الأرض الإسلامية فلنجعل هذه غايتنا الأولى حتى نستطيع أن نأتم بحكم الله و نفصل في هذه الخلافات إذ أنه بدون هذه الحكومة الإسلامية التي تحمي شرع الله فلا نظام ولا أحكام ) انظر : كتاب ( في قافلة الإخوان المسلمين ) لعباس السيسي ج1/ ص266 .
و يقول أبو الأعلى المودودي – و هو من أنصار هذا الحزب - :( لعله قد تبيّن لكم من كتاباتنا و رسائلنا أن غايتنا النهائية التي نقصدها من وراء ما نحن بصدده الآن من الكفاح إنما هي إحداث الإنقلاب في القيادة ، و أعني بذلك أنّ ما نبتغي الوصول إليه و الظفر به في هذه الدنيا أن نطهر الأرض من أدناس قيادة الفسقة الفجرة و سيادتهم ، و نقيم فيها نظام الإمامة الصالحة الراشدة ، فهذا السعي و الكفاح المتواصل نراه أكبر و أنجح وسيلة موصلة إلى نيل رضى الرب تعالى و ابتغاء وجهه الأعلى في الدنيا و الآخرة ) راجع كتابه ( الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية ) ص 16 .
* الثاني : أشهر قاداتهم و دعاتهم مَزيجٌ من الأشاعرة و المعتزلة و الجهمية و الخوارج والمتصوفة و غيرهم، فَهُم إذاً خليط من عقائد متناقضة و مختلفة .
و الإخوان المفلسون ضمّوا إلى حزبهم المنحرف :
الروافض .
و الدليل ما قاله عز الدين إبراهيم 1 في كتابه ( موقف علماء المسلمين من الشيعة والثورة الاسلامية )ص 15-16 ما نصه : ( قام الإمام الشهيد حسن البنَّا بجهد ضخم على هذا الطريق . يؤكد ذلك ما يرويه الدكتور إسحق موسى الحسيني في كتابه (الإخوان المسلمون .. كبرى الحركات الإسلامية الحديثة) مِن أنَّ بعض الطلاب الشيعة الذين كانوا يدرسون في مصر قد انضموا إلى جماعة الإخوان . ومن المعروف أنَّ صفوف الإخوان المسلمين في العراق كانت تضم الكثير من الشيعة الإمامية الإثني عشرية وعندما زار نواب صفوي سوريا وقابل الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين اشتكى إليه الأخير أنَّ بعض شباب الشيعة ينضمون إلى الحركات العلمانية والقومية ، فصعد نواب إلى أحد المنابر وقال أمام حشد من الشبان الشيعة والسنة:"من أراد أن يكون جعفرياً حقيقيا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين " ) !!!.
النصارى .
و الدليل ما ذكره محمود عساف 2 في كتابه ( مع الإمام الشهيد حسن البنا ) ص 29 ، حين قال ما نصه:( حضر لزيارة الأستاذ – يعني حسن البنا- بالمركز العام عدد من قادة المسيحيين اذكر منهم: توفيق ( أو وهيب لا أذكر ) دوس باشا ، ولويس ومريت بطرس غالى عضوا مجلس الشيوخ وطلبوا من الإمام أن ينشئ شعبة باسم: " الإخوان المسيحيون " لكي يسهموا مع الإخوان المسلمين فى نشر الإيمان بالله والحث على الفضائل . رد عليهم الإمام بأن الفكرة طيبة ، ولكن يحول دون تنفيذها أن دعوتنا عالمية … وعلى هذا لا بأس من تكوين الإخوان المسيحيين وأؤكد لكم بأنه سيكون هناك تعاون تام بيننا وبينكم )!!! .
فالكلام عن العقيدة عامة و عن التوحيد خاصة يقض مضاجع القوم
فما الحل إذاً ؟
الجواب عند الإخوان : عدم الخوض في مسائل العقيدة و التوحيد ، لأنها - في نظرهم المنحرف – ليست من الأولويّات و تُفرّق الأمة ، لذا تراهم يَغُضّون الطرف عن تلكم المسائل ويُزهِّدون الناس فيها ويُقلِّلون من شأنها ، يقول الصابوني:( إن الوقت ليس وقت مهاجمة لأتباع المذاهب ، ولا للأشاعرة ولا للإخوان ولا حتى للصوفية ) مجلة ( المجتمع ) الإخوانية الكويتية عدد 628 المقال الرابع للصابوني .
لذلك كبار دعاة الإخوان المسلمين واقعون في مخالفات عَقَدِية يعمل بُطلانها صِغار الموحدين.
فالإخوان المُفْلِسون يُوالون و يقرِّبون مَن كان في صفِّ الجماعة ولو كان فاسد العقيدة - كالروافض الزنادقة مثلاً - و يُعادون من كان خارج جماعتهم، ولو كان من أشدِّ أنصار عقيدة السلف، والدليل قول جاسم بن مهلل الياسين - وهو من شيوخ جماعة الإخوان في الكويت – : ( بل دعوة الإخوان ترفض أن يكون في صفوفها أي شخص يُنَفّر مِنَ التقيّد بخططهم ونظامهم، ولو كان أروع الدعاة فهماً للإسلام وعقيدته ، وأكثرهم قراءة للكتب ومن أشد المسلمين حماسة وأخشعهم للصلاة ) انظر (الدعاة فقط)ص 122 لجاسم المهلل، وهذا الكتاب رد عليه الشيخ أحمد العجمي بما لا مزيد عليه ، وقد استفدت منه كثيراً من النقول
يقول إمامهم الصوفي حسن البنا ( وموقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر فَـ فَرَّقَت القلوب ، وبَلْبَلَت الأفكار أَنْ نَزِنَها بميزان دعوتنا ، فما وافَقَها فَمَرْحَباً بِه وما خالفها فنَحْن براء منه ، ونحن مؤمنون بأن دعوتنا عامة لا تغادر جزءا صالحا من أية دعوة إلا ألمت به وأشارت إليه ) ( مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا ) . ص 19 من رسالة ( دعوتنا ) .
فالصالح عندهم مَن تَّقيّد بشروط الجماعة ، و الطالح عندهم من خالفها ، فالميزان إذاً ليس كتاب الله و لا سنة المعصوم عليه الصلاة و السلام بـ فَهْم السلف الكرام ، بل الميزان عندهم هو الحزب ، فمن وافقهم فهو المهتدِ،و من خالفهم فهو المنحرف.
فلا تستغرب مِن وجود الطاعة العمياء عند الإخوان المُفْلِسين ، و التي بيّن إمامهم الصوفي حسن البنا حدودها فقال: ( مرحلة التكوين: باستخلاص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد وضم بعضها إلى بعض ، ونظام الدعوة في هـذه المرحلة صوفي بَحْت من الناحية الروحية ، وعسكري بحت من الناحية العملية . وشعار هاتين الناحيتين دائما أمر وطاعة من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج... ) ( مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا )ص 362 من رسالة( التعاليم )تحت عنوان( الطاعة ) .
أظن أنا الجواب قد اتضح لكل عاقل منصف .
والحمد لله رب العالمين
كتبه
أسعد أسامة أحمد
منقول من سحاب السلفية
__________
[1] و هو من أنصار هذا الحزب ، و قد ألّف هذا الكتاب لبيان جهود الإخوان المفلسين في التقريب بين السنة و الروافض .
[2] من أشهر رجال الإخوان المسلمين ،كان الأمين الخاص لحسن البنا وفى نفس الوقت أمين التنظيم الإخواني للمعلومات ( المخابرات الإخوانية ) وكتابه المذكور صدر 1993 م .