خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ( يَأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمٌ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ( يَأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمٌ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 21.11.10 10:52

    ( يَأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمٌ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )
    ( يَأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمٌ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )  470674
    قال الإمام أبوعبدالله عبدالرحمن بن ناصر السعدي (1307 - 1376 هجرية ) في تفسيرها كلاماً نفيساً بليغاً نصهُ:

    ( يخاطب الله تعالى جميع الناس ، و يخبرهم بحالهم ووصفهم ، و أنهم فقراء إلى الله من جميع الوجوه :

    فقراء في إيجادهم ، فلولا إيجاده إياهم ، لم يوجَدوا .

    فقراء في إعدادهم بالقوى و الأعضاء و الجوارح ، التي لولا إعداده إياهم بها ، لما استعدُّوا لأي عمل كان .

    فقراء في إمدادهم بالأفوات و الأرزاق و النعم الظاهرة والباطنة ، فلولا فضله وإحسانه و تيسيره الأمور ، لما حصل لهم من

    الرزق و النعم شيء .

    فقراء في صرف النقم عنهم ، و دفع المكاره ، وإزالة الكروب والشدائد . فلولا دفعه عنهم و تفريجه لكرباتهم ، وإزالته

    لعسرهم ، لاستمرت عليهم المكاره والشدائد .

    فقراء إليه في تربيتهم بأنواع التربية ، و أجناس التدبير .

    فقراء إليه في تَأَلٌّهِهِم له ، وحبهم له ، وتعبدهم ، و إخلاص العبادة له تعالى ، فلو لم يووفقهم لذلك ، لهلكوا ، و فسدت

    أرواحهم ، و قلوبهم و أحوالهم .

    فقراء إليه ، في تعليمهم ما لا يعلمون ، و عملهم بما يصلحهم ، فلولا تعليمه لم يتعلموا ، ولولا توفيقه ، لم يصلحوا .

    فهم فقراء بالذات إليه ، بكل معنى ، و بكل اعتبار ، سواء شعروا ببعض الفقر ام لم يشعروا ، و لكن الموَفَّق منهم

    الذي لا يزال يشاهد فقره في كل حال من أمور دينه ودنياه ، و يتضرع له ، ويسأله ألا يكله إلى نفسه طرفة عين ،

    و أن يعينه على جميع أموره ، و يستصحب هذا المعنى في كل وقتٍ ، فهذا أحري بالإعانة التامة من ربه و إلهه ، الذي

    هو أرحم به من الوالدة بولدها .

    ( وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) أي : الذي له الغنى التام من جميع الوجوه ، فلا يحتاج إلى ما يحتاج إليه خلقه ، و لا يفتقر

    إلى شيء مما يفتقر إليه الخلق ، و ذلك لكمال صفاته ، وكونها كلها ، صفات كمالٍ ، و نعوت جلالٍ .

    و من غناه تعالى ، أن أغنى الخلق في الدنيا والآخرة ، الحميد في ذاته ، و أسمائه ، لأنها حسنى ، و أوصافه لكونها

    عليا ، و أفعاله ، لأنها فضل و إحسان وعدل و حكمة ورحمة ، و في أوامره و نواهيه ، فهو الحميد ، على ما فيه ،

    وعلى ما منه ، وهو الحميد في غناه الغني في حمده .

    حُقَّ له أن يكون ابن قيم هذا الزمان .

    اللهم اجمعنا به مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين ، آمين

    والنقل
    لطفا من هنا
    http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?s=9ad295ae027c431a8ea91ac22d411be5&t=27185

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 8:12