سئل الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله :
ما تعليقكم على من يقول : لا يمكن جمع الناس على دعوة سلفية صافية خالصة بل لا بد من غض الطرف عن بعض مَن عنده بعض الأخطاء مع بيان الأخطاء وردِّها حتى تنتشر الدعوة السلفية كما قد وُجدت أخطاء عند كثير من العلماء عبر التاريخ فبين أهل العلم أخطاءهم ولم يشنِّعوا عليهم ؟
الجواب :
أولاً : هذا السؤال ككثير من الأسئلة السابقة له ، هو من إفرازات المعذرة ( ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه )
ثانياً : لم نُؤمَر أن نقهر الناس ونَأْطُرَهم على السلفية بل أمرنا الله بهذه الدعوة التي هي دعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - توارثها عنه أصحابه رضي الله عنهم وعملوا بمقتضى أمر الله لنبيهم - صلى الله عليه وسلم - { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ثم توارثها الأئمة بعدهم ( أئمة التابعين فمَنْ بعدهم ) إلى اليوم وهم على هذا ( الدعوة إلى السنة الخالصة ) والنبي - صلى الله عليه وسلم - فيما تواتر من سنته حرَّض الناس على السنة وحذّرهم ما يخالفها ومن تلكم الأحاديث المتواترة ما أخرجه أحمد ومسلم من حديث عبد الرحمن ابن عبد رب الكعبة عن عبد الله ابن عمر بن العاص رضي الله عنهما وهو حديث طويل وفيه : " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم،وينذرهم شر ما يعلمه لهم. وإن أمتكم هذه جُعل عافيتها في أولها. وسيصيب آخرها بلاءوأمور تنكرونها " الحديث
قول السائل : لا بد من غض الطرف وبيان الأخطاء وكان كثير من أهل العلم عبر التاريخ يخطئون
هذا من الإجمال وهو شر المسالك ، وأهل البدع يغتنمون هذا الإجمال فيوقعون مَن يوقعون في شراكه من أهل السنة حتى يرتَكِسْ في البدعة أو يُلبس عليه الأمر أهل السنة ينظرون إلى المخالفة والمخالف ، فالمخالفة لن يَقبلون بها بحال سواء كانت المخالفة في العبادات العلمية الاعتقادية أو في العملية أو حتى في المعاملة المنصوص عليها ، لن يقبلوا بها بل يردونها وقد ذكرتُ لكم مسلكهم في رد المخالفات كما أنهم ينظرون للمخالف وقد أشرت إلى ذلك ومن أراد الإستزادة فليراجع كتابنا (تنبيه ذوي العقول السليمة ) طبعة الفرقان أو (غير مفهومة ربما الإشعار ) وهو منشور في شبكة سحاب ولست مدوناً من عندي ولا من جَيْبي ولا من كيسي بل هو ما ورثته عن علمائنا ولله الحمد والمنة .
فإن كان المخالف من أهل السنة عاملوه معاملة أخيهم الذي زلت به القدم وإن كان من أهل البدع شنّعوا عليه وأغلظوا القول فيه وشددوا النكير وأيضاً أكرر مراجعة (غير مفهومة ربما الإشعار ) الذي نُشر عنا في سحاب العام الماضي أو قبله ولست قائلاً شيئاً من عندي .
هذا أمر
أمر آخر وهو أن الأخطاء التي حدثت من أهل السنة ليست في أصول الدين أبداً بل هي في أمور من الفروع (من فروع العقيدة ومن فروع العبادات العملية ) وغالب هذا من موارد الإجتهاد غالب هذا وما خرج فإن أهل السنة يردونه نعم أما أصول الدين بقسميه العلمي والعملي فلم يكن هناك ولله الحمد خلاف ..نعم
وهذا السؤال ضمن ( إجابات سلفية مؤصلة على مجموعة من الأسئلة تم إعدادها من بعض طلاب العلم في دولة قطر ..
وكانت ليلة الثلاثاء 20 جمادى الأولى 1431 هـ ...)
السؤال الحادي العشر
على الرابط التالي
http://sahab.net/home/index.php?Site=Sound&Show=930
منقول من سحاب السلفية