خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    حكم قولهم " كان قرآناً يمشي على الأرض " في وصف خلق النبي عليه الصلاة والسلام؟

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية حكم قولهم " كان قرآناً يمشي على الأرض " في وصف خلق النبي عليه الصلاة والسلام؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.08.10 10:20

    حكم قولهم " كان قرآناً يمشي على الأرض " في وصف خلق النبي عليه الصلاة والسلام؟
    حكم قولهم " كان قرآناً يمشي على الأرض " في وصف خلق النبي عليه الصلاة والسلام؟  470674
    بسم الله الرحم الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و آله و صحبه و من اتبع هداه

    أما بعد

    أجاب الشيخ ربيع المدخلي-حفظه الله- في (فتاوى في العقيدة والمنهج ؛ الحلقة الثانية ) عن السؤال التالي:

    السؤال : يقول السائل : نسمع بعض الخُطَباء تجري على ألسنتهم في إطلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان قرآناً يمشي على الأرض ) أي مطبقا لأحكام القرآن فما حكم هذا ؟

    الجواب :
    ينبغي أن نقول : كان خُلُقُه القرآن كما قالت عائشة - رضي الله عنها - والقرآن كلام الله وليس بمخلوق ومحمد عليه الصلاة والسلام بشر مخلوق وما ينبغي أن نقول مثل هذا الكلام ؛لأننا حاربنا المعتزلة وغيرهم في قولهم القرآن مخلوق , فكيف نقول مثل هذا الكلام ؟!

    نقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُطَبِّق القرآن ,كانت أخلاقه مستمدّة من القرآن , كان خُلُقُه القرآن , يعمل به , ويعتقد ما فيه عليه الصلاة والسلام

    هذه والله أعلم تعابير غربية يقلّدون فيها الغرب


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: حكم قولهم " كان قرآناً يمشي على الأرض " في وصف خلق النبي عليه الصلاة والسلام؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.08.10 10:23


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله

    أما بعد:

    فجزى الله شيخنا الشيخ ربيع حفظه الله تعالى على ما نبه له من أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن السلف حاربوا المعتزلة والجهمية على هذه القضية وهي إلزامهم الناس ببدعتهم وهي القول بخلق القرآن وما يشابهه من أقوال أهل البدع ..

    وأن يحرص السلفيون على الآلفاظ السلفية النقية البعيدة عن الشبهة ..

    وهذا أمر واضح وظاهر ..

    ولكن النظر هنا في حكم تلك العبارة هل هي عبارة باطلة؟


    ألا وهي قول القائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان قرآنا يمشي على وجه الأرض أي بتطبيقه للقرآن وعمله به ..

    فهل هذه العبارة باطلة وبذلك التوضيح؟

    من المقرر أن توهم أن القرآن مخلوق لأجل تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم بقرآن يمشي على وجه الأرض توهم لا يجوز لما دلت عليه الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع بل حتى العقل على أن الله خالق وأن صفاته متعلقه به وكذا أسماؤه وليس من ذلك شيء مخلوق..

    وما سوى الله بأسمائه وصفاته فمخلوق والله سبحانه هو الخالق وحده لا رب سواه ولا إله غيره.

    وتشبيه الرسول بالقرآن الذي يمشي على وجه الأرض لأنه يعمل بالقرآن عملاً كاملاً تاماً حق وصدق وهو مصداق قول عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كان خلقه القرآن)) ..


    وكان من السلف من يلقب بالمصحف لحفظه وإتقانه ولم يدل هذا الكلام ولم يتضمن أن المصحف مخلوق ..

    روى ابن حبان بسند صحيح في كتاب الثقات(7/508) عن عبد الله بن داود الخريبي أنه قال: كان مسعر بن كدام يسمى المصحف لقلة خطائه وحفظه.


    وفي تهذيب التهذيب: (10/103) : وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن مسعر إذا خالفه الثوري فقال: الحكم لمسعر فإنه المصحف.

    وفي تاريخ بغداد (9/11) : قال أبو حفص عمر بن علي -يعني الفلاس-: كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه.


    والمراد بالمصحف هنا القرآن الكريم كما هو معلوم .

    وقد ورد في الحديث أن القرآن يأتي يوم القيامة بصورة رجل شاحب ولا يفهم منه أن القرآن مخلوق..

    قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (8/408) : [ولما احتج الجهمية على الإمام أحمد وغيره من أهل السنة على أن القرآن مخلوق بقول النبى صلى الله عليه وسلم: ((تأتي البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف ويأتي القرآن في صورة الرجل الشاحب)) ونحو ذلك قالوا: ومن يأتى ويذهب لا يكون إلا مخلوقا

    أجابهم الإمام أحمد: بأن الله تعالى قد وصف نفسه بالمجيء والإتيان بقوله: ((هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك} وقال: {وجاء ربك والملك صفا صفا}

    ومع هذا فلم يكن هذا دليلا على أنه مخلوق بالإتفاق.

    بل قد يقول القائل جاء أمره وهكذا تقوله المعتزلة الذين يقولون القرآن مخلوق يتأولون هذه الآية على أن المراد بمجيئه مجيء أمره فلم لايجوز أن يتأول مجيء القرآن على مجيء ثوابه ويكون المراد بقوله تجيء البقرة وآل عمران بمجيء ثوابها وثوابها مخلوق؟

    وقد ذكر هذا المعنى غير واحد وبينوا أن المراد بقوله: ((تجيء البقرة وآل عمران)) أي ثوابهما ليجيبوا الجهمية الذين احتجوا بمجيء القرآن وإتيانه على أنه مخلوق فلو كان الثواب أيضا الذي يجيء في صورة غمامة أو صورة شاب غير مخلوق لم يكن فرق بين القرآن والثواب ولا كان حاجة إلى أن يقولوا يجيء ثوابه ولا كان جوابهم للجهمية صحيح بل كانت الجهمية تقول أنتم تقولون أنه غير مخلوق وأن ثوابه غير مخلوق فلا ينفعكم هذا الجواب.

    فعلم أن أئمة السنة مع الجهمية كانوا متفقين على أن ثواب قراءة القرآن مخلوق فكيف يكون ثواب سائر الأعمال وهذا بين فإن الثواب والعقاب هو ما وعد الله به عباده وأوعدهم به فالثواب هو الجنة بما فيها والعقاب هو النار بما فيها والجنة بما فيها مخلوق والنار بما فيها مخلوق

    وقد ذكر الإمام أحمد هذه الحجة فيما كتبه في الرد على الزنادقة والجهمية فقال:

    باب ما إدعت الجهمية أن القرآن مخلوق من الأحاديث التى رويت: ((أن القرآن يجيء في صورة الشاب الشاحب فيأتى صاحبه فيقول هل تعرفني فيقول له من أنت فيقول أنا القرآن الذي أظمأت نهارك وأسهرت ليلك قال فيأتي به الله فيقول يارب ))

    فادعوا أن القرآن مخلوق فقلنا لهم إن القرآن لايجيء بمعنى أنه قد جاء من قرأ : {قل هو الله أحد} فله كذا وكذا

    ألا ترون من قرأ : {قل هو الله أحد} لايجيئه بل يجيء ثوابه لأنا نقرأ القرآن فنقول لايجيء ولا يتغير من حال إلى حال .

    فبين أحمد أن الثواب هو الذي يجيء وهو المخلوق من العمل فكيف بعقوبة الأعمال الذي تتغير من حال إلى حال فإذا كان هذا ثواب قل هو الله أحد وهو ثواب القرآن فكيف ثواب غيره؟] انتهى المراد من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله


    أخيراً: جاء في معجم المناهي اللفظية : [كأنَّ وجهه مصحف :

    تجد في كتب الجرح والتعديل من عباراتهم في التوثيق : مثل ورقة المصحف ، أو : كأنَّه المصحف ، أو : كان يسمى : المصحف .

    وهذه العبارة موجودة عند صلحاء ديارنا في نجد ، لكن لا يقولونها فيما عهدنا إلا في حق الصالحين من العلماء والعبَّاد ، والتوقي من استعمالها أسْلم . والله أعلم ]

    فالذي يظهر لي أن التعبير بأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم كان كأنه قرآن يمشي على وجه الأرض أي أنه كان عاملاً بالقرآن تعبير لا بأس به، وأن الأولى والأسلم تركه، وأما تحريمه فغير متجه ولا يصح.


    والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد


    والنقل
    لطفا من هنا
    http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=370428

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 3:59