المبتدعة أضر على المسلمين من الولاة الظلمة
شيوخ الإسلام يقولون
المبتدعة أضر على المسلمين من العلمانيين والولاة الظلمة
قال شيخ الإسلام إبن تيمية – رحمه الله – في منهاج السنة (5/150) :
(( والمبتدع الذي يظن أنه على حق كالخوارج والنواصب الذي نصبوا العداوة والحرب لجماعة المسلمين فأبدعوا بدعة وكفروا من لم يوافقهم عليها فصار بذلك ضررهم على المسلمين أعظم من ضرر الظلمة الذين يعلمون أن الظلم محرم وإن كانت عقوبة أحدهم في الآخرة لأجل التأويل قد تكون أخف لكن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم ونهى عن قتال الأمراء الظلمة، وتواترت عنه بذلك الأحاديث الصحيحة؛ فقال في الخوارج:
(( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وقراءته مع قراءتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم )).
وقال في بعضهم: (( يقتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان )).
وقال للأنصار: (( إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) أي تلقون من يستأثر عليكم بالمال ولا ينصفكم فأمرهم بالصبر ولم يأذن لهم في قتالهم.
وقال أيضا: (( سيكون عليكم بعدي أمراء يطلبون منكم حقكم ويمنعونكم حقهم )) قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله!. قال: (( أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم )).
وقال: (( من رأى من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه )).
وقال: ((من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية )).
وقال: ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويعلنونكم )) قالوا: أفلا نقاتلهم؟. قال: (( لا ما صلّوا )).
وهذه الأحاديث كلها في الصحيح إلى أحاديث أمثالها.
فهذا أمره بقتال الخوارج، وهذا نهيه عن قتال الولاة الظلمة، وهذا مما يستدل به على أنه ليس كل ظالم باغ يجوز قتاله.
ومن أسباب ذلك: أن الظالم الذي يستأثر بالمال والولايات لا يقاتل في العادة إلا لأجل الدنيا؛ يقاتله الناس حتى يعطيهم المال والولايات، وحتى لا يظلمهم، فلم يكن أصل قتالهم ليكون الدين كله لله، ولتكون كلمة الله هي العليا، ولا كان قتالهم من جنس قتال المحاربين قطاع الطريق الذين قال فيهم: (( من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون حرمته فهو شهيد)) لأن أولئك معادون لجميع الناس، وجميع الناس يعينون على قتالهم، ولو قُدِّر أنه ليس كذلك العداوة والحرب فليسوا ولاة أمر قادرين على الفعل والأخذ، بل هم بالقتال يريدون أن يأخذوا أموال الناس ودماءهم فهم مبتدؤون الناس بالقتال بخلاف ولاة الأمور فإنهم لا يبتدؤون بالقتال للرعية.
وفرق بين من تقاتله دفعا وبين من تقاتله ابتداء، ولهذا هل يجوز في حال الفتنة قتال الدفع؛ فيه عن أحمد روايتان لتعارض الآثار والمعاني.
وبالجملة؛ العادة المعروفة أن الخروج على ولاة الأمور يكون لطلب ما في أيديهم من المال والإمارة وهذا قتال على الدنيا، ولهذا قال أبو برزة الأسلمي عن فتنة ابن الزبير وفتنة القراء مع الحجاج وفتنة مروان بالشام: ( هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء إنما يقاتلون على الدنيا وأما أهل البدع كالخوارج فهم يريدون إفساد دين الناس فقتالهم قتال على الدين ).
والمقصود بقتالهم أن تكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله، فلهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ونهى عن ذلك.
ولهذا كان قتال علي رضي الله عنه للخوارج ثابتا بالنصوص الصريحة وبإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر علماء المسلمين، وأما قتال الجمل وصفين فكان قتال فتنة كرهه فضلاء الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر العلماء كما دلت عليه النصوص حتى الذين حضروه كانوا كارهين له فكان كارهه في الأمة أكثر وأفضل من حامده.
وقد ثبت في الصحيحين من غير وجه أنه صلى الله عليه وسلم كان يقسم مالاً فجاء ذو الخويصرة التميمي وهو محلوق الرأس كث اللحية ناتىء الجبين بين عينيه أثر السجود فقال: يا محمد أعدل فإنك لم تعدل. فقال: (( ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل )) ثم قال: (( أيأمنني من في السماء ولا تأمنوني )) فقال له بعض الصحابة: دعني أضرب عنقه. فقال: ((يخرج من ضئضىء هذا أقوام يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ...)) الحديث
فهذا كلامه في هؤلاء العُبّاد لما كانوا مبتدعين، وثبت عنه في الصحيح أن رجلاً كان يشرب الخمر وكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما أتي به إليه جلده الحد، فأتي به إليه مرة فلعنه رجل وقال: ما أكثر ما يؤتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله )) فنهى عن لعن هذا المعين المدمن الذي يشرب الخمر، وشهد له بأنه يحب الله ورسوله، مع لعنة شارب الخمر عموما.
فعلم الفرق بين العام المطلق والخاص المعين، وعُلم أن أهل الذنوب الذين يعترفون بذنوبهم أخف ضررا على المسلمين من أمر أهل البدع الذين يبتدعون بدعة يستحلون بها عقوبة من يخالفهم )). اهـ.
وقال رحمه الله في الفتاوى (28/470) :
(( المبتدع الذى خرج عن بعض شريعة رسول الله وسنته واستحل دماء المسلمين المتمسكين بسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وشريعته وأموالهم هو أولى بالمحاربة من الفاسق وان اتخذ ذلك دينا يتقرب به إلى الله كما أن اليهود والنصارى تتخذ محاربة المسلمين دينا تتقرب به الى الله.
ولهذا إتفق أئمة الإسلام على أن هذه البدع المغلظة شر من الذنوب التي يعتقد أصحابها أنها ذنوب، وبذلك مضت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أمر بقتال الخوارج عن السنة، وأمر بالصبر على جور الأئمة وظلمهم والصلاة خلفهم مع ذنوبهم، وشهد لبعض المصرين من أصحابه على بعض الذنوب أنه يحب الله ورسوله، ونهى عن لعنته وأخبر عن ذي الخويصرة وأصحابه مع عبادتهم وورعمهم أنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية )).
وقال في (7/284) : (( وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب ولهذا أمر النبى صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج ونهى عن قتال الولاة الظلمة )).
ومثل هذا في "درء تعارض العقل النقل" (7/181).
وقال في الفتاوى (20/103) : (( وقد قررت هذه القاعدة بالدلائل الكثيرة مما تقدم من القواعد، ثم إن أهل المعاصي ذنوبهم فعل بعض ما نهوا عنه من سرقة أو زنا أو شرب خمر أو أكل مال بالباطل، وأهل البدع ذنوبهم ترك ما أمروا به من اتباع السنة وجماعة المؤمنين )).
وكان سفيان الثوري يقول:
البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، والمعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها.
قال الإمام أحمد بن حنبل:
قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة،
فساق أهل السنة أولياء، وزهاد أهل البدعة أعداء الله.
[طبقات الحنابلة (1/184)]
وقال الإمام الشافعي:
لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الهوى.
[أخرجه البيهقي في الاعتقاد ص 158]
وقال أبو علي الحسين بن أحمد البجلي:
( دخلت على أحمد بن حنبل ، فجاءه رسول الخليفة يسأله عن الاستعانة بأهل الأهواء ،
فقال أحمد : لا يستعان بهم ،
قال: فيستعان باليهود والنصارى ولا يستعان بهم ؟
قال : إن النصارى واليهود لا يدعون إلى أديانهم ، وأصحاب الأهواء داعية ) .
[الآداب الشرعية لابن مفلح الحنبلي ( 1/275)].
قال أرطأة بن المنذر:
لأن يكون ابني فاسقاً من الفسّاق أحب إليّ من أن يكون صاحب هوى.
[الإبانة (2/446)]
وقال سعيد بن جبير:
لأن يصحب ابني فاسقاً شاطراً ( أي: لصاً) سنياً أحب إلي من أن يصحب عابداً مبتدعاً.
[ الإبانة رقم : ( 89) ]
قال الفضيل بن عياض:
لإن آكل عند اليهودي والنصراني أحب إليَّ من أن آكل عند صاحب بدعة ؛ فإني إذا أكلت عندهما لا يُقتدى بي وإذا أكلت عند صاحب بدعة أقتدى بي الناس ، أحب أن يكون بيني وبين صاحب البدعة حصن من حديد ، وعمل قليل في سنة خير من عمل صاحب بدعة ، ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة ، ومن جلس إلى صاحب بدعة فاحذره، وصاحب بدعة لا تأمنه على دينك ولا تشاوره في أمرك ولا تجلس إليه فمن جلس إليه ورثه الله عز وجل العمى ، وإذا علم من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله فإني أرجو له لأن صاحب السنة يعرض كل خير وصاحب البدعة لا يرتفع له إلى الله عمل وإن كثر عمله.
وقال: إن لله عز وجل وملائكة يطلبون حلق الذكر فانظر مع من يكون مجلسك لا يكون مع صاحب بدعة فإن الله تعالى لا ينظر إليهم، وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة وأدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة وهم ينهون عن أصحاب البدعة.
[الحلية (8/103)]
قال أبي الجوزاء رحمه الله (83هـ) :
لأن يجاورني قردة وخنازير أحب إلي من أن يجاورني أحد منهم – يعني أصحاب الأهواء .
[ شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/131]
قال إمام أهل السنة والجماعة في عصره الإمام البربهاري – رحمه الله – في كتابه "شرح السنة" :
(( وإذا رأيت الرجل: رديء الطريق والمذهب، فاسقا فاجرا، صاحب معاص، ظالماً، وهو من أهل السنة؛ فاصحبه واجلس معه فإنه ليس تضرك معصيته، وإذا رأيت الرجل عابداً، مجتهداً، متقشفاً، محترفاً بالعبادة، صاحب هوى؛ فلا تجلس معه ولا تسمع كلامه ولا تمشي معه في طريق، فإني لا آمن أن تستحلي طريقه فتهلك معه.
رأى يونس بن عبيد ابنه وقد خرج من عند صاحب هوى فقال: يا بني من أين خرجت. قال: من عند فلان. قال: يا بني لأن أراك خرجت من بيت خنثى أحب إلي من أن أراك خرجت من بيت فلان وفلان، ولأن تلقى الله زانيا سارقا خائنا أحب إلي من أن تلقاه بقول أهل الأهواء.
أفلا تعلم أن يونس قد علم أن الخنثى لا يضل ابنه عن دينه وأن صاحب البدعة يضله حتى يكفره.)).اهـ.
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي في كتابه "قمع الدجاجلة" (ص 402) في توضيح كلام الإمام البربهاري:
(( أن هذا ليس تهويناً للكبائر والموبقات! وإنما هو تعظيم للبدع والمحدثات، وأنه مع عظم الزنا، والسرقة، وغيرها من المعاصي والفجور، إلا أن البدع أعظم جرماً، وصحبة أربابها أشد ضرراً، من وجهين:
أحدهما: اغترار الناس بالمبتدع، إذا كان مُظهراً للصلاح والعبادة، مما يَغُرُّ بعض العامة، ومن لا بصيرة له.
الثاني: أن المبتدع يتخذ بدعته ديناً يتدين به، ويدعو إليه، ويذب عنه، ويجادل فيه: فخطر التأثر به كبير.
أما العصاة: فإنهم إن لم يستروا معاصيهم ويخجلوا منها، لم يدعو إليها. وإن دعوا إليها، لم يستجب لهم، لظهور قبحها للعامة والخاصة.
وإن تأثر بها أحد، فهو أخف من تأثرّه ببدعة مبتدع ربما أخرجته من الإسلام جملة )).
قال الإمام السجزي في رسالته إلى أهل زبيد (ص:177-181): ((والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضرراً على عوام أهل السنة من هؤلاء، لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تستقف (أي تأتي من الخلف) ولم تموه…فعرف أكثر المسلمين مذهبهم وتجنبوهم وعدوهم أعداء، والكلابية والأشعرية قد أظهروا الرد على المعتزلة، والذب عن السنة وأهلها، (ثم ذكر بعض عقائد الأشعري، ثم قال:) وكذلك كثير من مذهبه، يقول في الظاهر بقول أهل السنة مجملاً، ثم عند التفسير والتفصيل يرجع إلى قول المعتزلة، فالجاهل يقبله بما يظهره، والعالم يجهره لما منه يخبره، والضرر بهم أكثر منه بالمعتزلة لإظهار أولئك ومجانبتهم أهل السنة، وإخفاء هؤلاء ومخالطتهم أهل الحق)).
وما أحسن ما ذكره شيخ الإسلام إبن تيمية إذ قال:
(( وقد أمر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح بانتزاع مدرسة معروفة من أبي الحسن الآمدي، وقال: "أخذها منه أفضل من أخذ عكا"(1) ، مع ان الآمدي لم يكن أحد فى وقته أكثر تبحراً فى العلوم الكلامية والفلسفية منه )).
[مجموع الفتاوى (18/52-53)]
(1) قال الشيخ حامد الفقي: في (حاشيته نقص المنطق) ص156: أي: من الإفرنج أيام احتلالهم لبعض بلاد الشام ومصر في المائة السادسة.
قال الشوكاني – رحمه الله – في فتح القدير ( 1/169) :
((وقد تكون مفسدة إتباع أهوية المبتدعة أشد على هذه الملة من مفسدة إتباع أهوية أهل الملل، فإن المبتدعة ينتمون إلى الإسلام ، ويظهرون للناس أنهم ينصرون الدين ويتبعون أحسنه، وهم على العكس من ذلك والضد لما هنالك فلا يزالون ينقلون من يميل إلى أهويتهم من بدعة إلى بدعة ويدفعونه من شنعة إلى شنعة، حتى يسلخوه من الدين ويخرجونه منه، وهو يظن أنه منه في الصميم ، وأن الصراط الذي هو عليه هو الصراط المستقيم )).
يقول الشاطبي – رحمه الله - : (( والسر في خطورتهم يلبسون لباس الإسلام ؛ فيسهل عليهم اصطياد المسلمين، ومخادعتهم، وإيقاعهم في هوة البدع ، وتقليب الأمور والحقائق عليهم ؛ بجعل الحق باطلا ، والباطل حقا، والبدع سنة ، والسنة بدعة. وقد يتسببون في إدخال أناس في الكفر والنفاق والزندقة ، كما هو واقع كثير من أصناف المبتدعة، لا سيما الروافض وغلاة الصوفية. بخلاف الكفار ؛ فإن نفوس المسلمين تنفر منهم ، ولا تنخدع بحيلهم ودعاياتهم )).
وهذا يفسر لك سر إنشغال علماء السنة بالرد على أهل البدع، وعدم أنشغالهم بالرد على أهل الملل الكافرة.
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – في كتابه "فضل الإسلام":
((باب ما جاء أن البدعة أشد من الكبائر))
قال الإمام عبد العزيز بن باز-رحمه الله- معلّقاً:
والمعنى: أن البدعة أكبر من الكبائر لأنها تَنَقُصٌ للإسلام وإحداث في الإسلام واتهام للإسلام بالنقص، فلهذا يبتدع ويزيد.
وأما المعاصي فهي اتباع للهوى وطاعة للشيطان فهي أسهل من البدعة وصاحبها قد يتوب ويسارع ويتعض، أما صاحب البدعة فيرى أنه مصيب وأنه مجتهد فيستمر بالبدعة نعوذ بالله، ويرى الدين ناقص فهو بحاجة إلى بدعته.
ولهذا صار أمر البدعة أشد وأخطر من المعصية قال تعالى في أهل المعاصي: (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ). فأهل المعاصي تحت المشيئة، وأما أهل البدع فذنبهم عظيم، وخطرهم شديد؛ لأن بدعتهم معناها التنقص للإسلام، وأنه محتاج لهذه البدعة ويرى صاحبها أنه محق ويستمر عليها ويبقى عليها ويجادل عنها نسأل الله العافية.اهـ
والنقل
لطفا من هنا
http://www.meenhaj.com/vb/showthread.php?t=6992
لطفا من هنا
http://www.meenhaj.com/vb/showthread.php?t=6992