ملقي السؤال: أحسن الله إليكم، قال السائل: أجلس مع رجل يقول بتكفير الحكام وبعض المسلمين، فهل ينطبق علي حديث النبي-صلى الله عليه وسلم-: (من آوى محدثا فعليه لعنة الله)، ما العمل معه؟.
الشيخ:
أحسنت في هذا السؤال، سؤال مهم جدًا، يجلس مع رجل يكفر حكام المسلمين،
ومنهم من يكفر علماءهم، ومنهم من يكفر عامَّتهم، وقف أحد هؤلاء التكفيريين
في بلد ما وقال: لا أعلم اليوم على وجه الأرض مسلمًا إلا أنا وزوجتي ورجلٌ
يذكر في الهند، وغير ذلك من ترهاته.
وأقول:
يا عبد الله، إذا لم يقبل هذا الرجل النصح ففارقه وابتعد عنه، فإنه أجرب
يخشى أن يجربك، وقد حذر الله من مجالسة أهل الأهواء، ومن شر أهل الأهواء
الخوارج التكفيريون، الذين لم يسلم منهم حتى رسول الله-صلى الله عليه
وسلم-، فقد اعترضوا على قسمته الغنائم يوم حنين، وما زالوا يخرجون على
الأمة ويكفرونها إلى يومنا هذا، وسيظلون إلى يوم القيامة.
يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (كلما ظهر منهم قرن قطع حتى يظهر في عراضهم الدجال)، فاحذرهم إنهم هم العدو، وهم أخطر الآن من الطوائف كلها.
لماذا؟،
ما وجه الخطر؟، من يجيب؟، لأنهم يدعون الدعوة إلى ماذا؟، إلى الإسلام وهم
يحطمون فيه، وهم ينفثون في عروقه، وهم يفرقون كلمة المسلمين، ومنهم أدعياء
الجهاد المزيف المستحلون لدماء المسلمين وأمواله.
فمثل
هذا الرجل الذي ذكرت، إن قبل النصح بعد أن تبين له الحق وترشده إلى الذهاب
إلى العلماء، فإن أصر فدعه وابتعد عنه وفر منه فرارك من الأسد، فإنه مجذوم
يخشى أن يعديك بجذامه.
يقول الله-جل وعلا-: (وَإِذَا
رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى
يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ
فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(الأنعام/68)، ويقول-جل وعلا-: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29))(الفرقان).
ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (مثل
الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن
تبتاع منه وإما أن يحذيك وإما أن تجد منه ريحًا طيبًا، ونافخ الكير إما أن
يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثا).
فابتعد
عن هؤلاء التكفيريين فإن عندهم شبه خطيرة، يضحكون بها على كثير من الرعاع،
الذين ليس عندهم علم يفرقون به بين الحق والباطل، فاحذرهم وابتعد عنهم،
ولا تجالسهم، فربما ألقوا شبهة أوبقت عليك دنياك وإيش؟، وأخراك.
فاحذر
منهم وممن على شاكلتهم، وابتعد عنهم وبِعْ جوارهم، واخرج منه إلى سعة
الآفاق بين المسلمين الْخُلَّص، وبين علماء المسلمين الذين ينفون عن كتاب
الله-جل وعلا-تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، نعم.
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الأربعاء الموافق: 24/ شعبان/ 1431 للهجرة النبوية الشريفة.
لسماع المادة الصوتية:
هنا
بارك الله فيكم