مظاهر ضعف العقيدة في عصرنا الحاضر , وطرق علاجها
للدكتور العلّامة /
صالح بن فوزان الفوزان
*بسم الله الرحمن الرحـــــــــــــــــــــ ــيم*
هذه المادة من شريط مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، وطرق علاجها، للدكتور العلامة صالح بن فوزان الفوزان ,وتم تفريغ مادة هذا الشريط ،من قبل مجموعة آل سهيل الدعوية..
وإليكم هذه المادة.. وبحثنا لكم في الإنترنت عن المحاضرةصوتيةً ولمن يُريد سماعها يتفضل بالدخول على هذا الرابط:
للدكتور العلّامة /
صالح بن فوزان الفوزان
*بسم الله الرحمن الرحـــــــــــــــــــــ ــيم*
هذه المادة من شريط مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، وطرق علاجها، للدكتور العلامة صالح بن فوزان الفوزان ,وتم تفريغ مادة هذا الشريط ،من قبل مجموعة آل سهيل الدعوية..
وإليكم هذه المادة.. وبحثنا لكم في الإنترنت عن المحاضرةصوتيةً ولمن يُريد سماعها يتفضل بالدخول على هذا الرابط:
http://www.box.net/shared/ikv6gubj86
الحمد لله رب العالمين
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد ،وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد...
فإن العقيدة، يراد بها، هي ما يعتقده الإنسان، بقلبه،ويجزم به وينطق بهِ بلسانه ،ويعلنه،ويعملُ بجوارحه بما تتطلب هذه العقيدة.
وأقول من عقد الشيء، إذا شدّه أحكمه ،والمرادهنا عقيدة التوحيد، التي هي أساس الإسلام ,الملة التي تبنى عليها جميع الأعمال،فهي الأساس الذي يقوم عليه الدين، وتصح به الأعمال، والأقوال، وهي الركن الأول، من أركان الإيمان.
فإن العملَ لا يُقبل إلا بشرطين:
الشرط الأول /
الإخلاص لله عزٌ وجل، بأن لا يكون فيه شيئاُُ من الشرك، وهذا معنى" لا إله إلا الله "
الشرط/ الثاني/
أن يكون العمل موافقاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس بهِ بدعة، ولا إحداثُُ في الدين، وهذا من معنى"شهادة أن محمدً رسول الله"
فهذه هي العقيدة، وهذه أهميتها، في دين الإسلام، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم كإخوانه من النبيين، أول ما بعثه الله في مكة، أول ما دعا إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
قال"صلى الله عليه وسلم" : أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ،فإذا قالوها عصموا مني دمائهم ،وأموالهم إلا بحقه"
فأمضى صلى الله عليه وسلم ثلاثةَ عشره سنة، في مكة قبل الهجرة، يدعوا إلى التوحيد،وينهى عن الشرك، ولقي في ذلك ما لقي كإخوانه من النبيين من الأذى، وتحمل ذلكفي سبيل الله عزٌ وجل، وتبِِع الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك صحابته الكرام،والتابعين، لهم بإحسان، ومن جاء من بعدهم من الأئمة ، يعتنُون بهذه العقيدة، وتأصِيلها،وتعليمها للناس، والدعوة إليه، والذب عنها،وأثارهم في ذلك موجودة في مؤلفاتهم، التي تقوم على هذا الأساس.
وهذا مما يدل على أهمية العقيدة، وأنها يُبدأ بها أولاً، فإذا صحت اتجه إلى بقية الأعمال.
ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذً اِبن جبل إلى اليمن،قال له : " إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، أول ما تدعوهم إليه ..شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك،فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ،فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم وتُرد في فقرائهم ".
فلم يطلب من معاذ أن يُعْلمهم الصلاة، والزكاة، إلا بعد أن يجيبوا بشهادة أن لا إلا الله وأنّ محمداً رسول الله..
بأنه لا فائدةً، من الصلاةِ، والزكاةِ، وسائر الأعمال، بدون تحقيق الشهادتين، وهذا مما يدل على أهمية العقيدة، ومكانتها في الإسلام، وأنها يُبدأبها قبل كل أمرٍ بمعروف، أو نهيٍ عن منكر ،وهي عبادة الله وحدهُ لا شريكَ لهْ، وترك عبادة ما سواه، وكما قال تعالى:"وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا""أََنِِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ"
والطاغوت: هو عبادة غير الله سبحانه وتعالى، لأن العبادة لا تصح إذا كان معها شرك ،لا تصح إلا إذا كانت خالصةً لله عز ُوجل، أما الذي يعبد الله ،ويعبد معه غيره ،عبادته غير صحيحة، كما في الحديث القدسيأ ن الله جلٌوعلا قال: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك،من عَمِل عملاً أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه" وفي رواية : "فهوللذي أشرك، وأنا منه بريء"
ولا يأتي الأمر بالتوحيد، إلا ومعه النهي عن الشرك، لأن التوحيد لا يتحقق إلابِتجنبْ الشرك، فهما متلازمان، فلا يكفي أن الإنسان يقول: أنا اعبد الله، أُنا أُصلي،أنا أصوم ،أنا أحج ،أنا أتصدق، ولا يمنع هذا أن أدُعوا الحسن، والحُسين، وعبد القادر،وأستغيث بالأموات ،هذا لا يُقبل منه عملُُ، ولا تصح منه حسنةً واحده، حتى يُخلصَ عبادته لله سبحانه وتعالى فلا يشرك بربه أحد.
أي مُخلصين له الدُعاء، فلا تدعوا الله، وتدعوا معه غيره، من أصحاب القبور،والأموات، والغائبين، تستنجدوا بهم،تدعوا هذا وهذا ،وهذاشركُُ أكبر، يُخرج من الملة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أو تعبد الله، وتقول لا إله إلا الله،ثم تذبح للقبور، أو تنذر للأموات ،وغير ذلك، فهذا تناقض لا يقبله الله سبحانه وتعالى ،كما سمِعتم في الحديث"من عمل عملاً، أشرك معي فيه غيري، تركته و شركه "وفي رواية""فهوللذي أشرك، وأنا منه بريء"
أما مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا ،فهي كثيرة تجب معالجتها،وإلا فأنها سيكون لها أثارُُ قبيحة على العقيدة، وقد لا تبقى معها عقيدة إذا لم تُعالج .
*من مظاهر ضعف العقيدة *
1/التقليلُ من شأنها، لأن بعض الناس مع الأسف وقد يكونون من المتعلمين، أو من الدعاة حتى، لا يهتمون بالعقيدة، ويقولون العقيدة تُنفِّر،فلاتُنفروا الناس ،لا تُعلموهم العقيدة، اتركوا كلاً على عقيدته، ولكن ادعوهم إلى التآخي،والتعاون، وادعوهم إلى الاجتماع، وهذا تناقض، لأنه لا يمكن التآخي، ولا يمكن التعاون، ولايمكن الاجتماع، إلا على عقيدةٍ واحدة صحيحة ،سليمة، وإلا فإنه سيحصُل الاختلاف،وكلُُ ُ يُؤيد ما هو عليه، ولا يجمع الناس إلا كلمة التوحيد "لا إله إلا الله،نطقاَ، واعتقاداً، وعملاً، أما مجرد أنهم ينتسبون إلى الإسلام، وهم مختلفون في عقيدتهم فهذا لا يُجدي شيئاً.
الحمد لله رب العالمين
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد ،وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد...
فإن العقيدة، يراد بها، هي ما يعتقده الإنسان، بقلبه،ويجزم به وينطق بهِ بلسانه ،ويعلنه،ويعملُ بجوارحه بما تتطلب هذه العقيدة.
وأقول من عقد الشيء، إذا شدّه أحكمه ،والمرادهنا عقيدة التوحيد، التي هي أساس الإسلام ,الملة التي تبنى عليها جميع الأعمال،فهي الأساس الذي يقوم عليه الدين، وتصح به الأعمال، والأقوال، وهي الركن الأول، من أركان الإيمان.
والركن الأول، من أركان الإسلام، فأول ركن من أركان الإسلام، شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله.
وأول ركن من أركان الأيمان، كذلك شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
وهي أول ما يدعوا إليه الرسل عليهم الصلاة والسلام،وأتباعهم، وكل رسول يقول لقومه:
"يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ" ,وقال تعالى:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَافَاعْبُدُونِ"
فهي البداية، وهي الأساس، وهي المعتبرة، في صحة الأعمال، أو بطلانها، فإن كانت العقيدةُ صحيحةً، مبنيةً على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،صِحّة معهاجميع الأعمال،إذا كانت موافقةً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأول ركن من أركان الأيمان، كذلك شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
وهي أول ما يدعوا إليه الرسل عليهم الصلاة والسلام،وأتباعهم، وكل رسول يقول لقومه:
"يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ" ,وقال تعالى:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَافَاعْبُدُونِ"
فهي البداية، وهي الأساس، وهي المعتبرة، في صحة الأعمال، أو بطلانها، فإن كانت العقيدةُ صحيحةً، مبنيةً على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،صِحّة معهاجميع الأعمال،إذا كانت موافقةً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فإن العملَ لا يُقبل إلا بشرطين:
الشرط الأول /
الإخلاص لله عزٌ وجل، بأن لا يكون فيه شيئاُُ من الشرك، وهذا معنى" لا إله إلا الله "
الشرط/ الثاني/
أن يكون العمل موافقاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس بهِ بدعة، ولا إحداثُُ في الدين، وهذا من معنى"شهادة أن محمدً رسول الله"
فهذه هي العقيدة، وهذه أهميتها، في دين الإسلام، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم كإخوانه من النبيين، أول ما بعثه الله في مكة، أول ما دعا إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
قال"صلى الله عليه وسلم" : أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ،فإذا قالوها عصموا مني دمائهم ،وأموالهم إلا بحقه"
فأمضى صلى الله عليه وسلم ثلاثةَ عشره سنة، في مكة قبل الهجرة، يدعوا إلى التوحيد،وينهى عن الشرك، ولقي في ذلك ما لقي كإخوانه من النبيين من الأذى، وتحمل ذلكفي سبيل الله عزٌ وجل، وتبِِع الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك صحابته الكرام،والتابعين، لهم بإحسان، ومن جاء من بعدهم من الأئمة ، يعتنُون بهذه العقيدة، وتأصِيلها،وتعليمها للناس، والدعوة إليه، والذب عنها،وأثارهم في ذلك موجودة في مؤلفاتهم، التي تقوم على هذا الأساس.
وهذا مما يدل على أهمية العقيدة، وأنها يُبدأ بها أولاً، فإذا صحت اتجه إلى بقية الأعمال.
ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذً اِبن جبل إلى اليمن،قال له : " إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، أول ما تدعوهم إليه ..شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك،فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ،فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم وتُرد في فقرائهم ".
فلم يطلب من معاذ أن يُعْلمهم الصلاة، والزكاة، إلا بعد أن يجيبوا بشهادة أن لا إلا الله وأنّ محمداً رسول الله..
بأنه لا فائدةً، من الصلاةِ، والزكاةِ، وسائر الأعمال، بدون تحقيق الشهادتين، وهذا مما يدل على أهمية العقيدة، ومكانتها في الإسلام، وأنها يُبدأبها قبل كل أمرٍ بمعروف، أو نهيٍ عن منكر ،وهي عبادة الله وحدهُ لا شريكَ لهْ، وترك عبادة ما سواه، وكما قال تعالى:"وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا""أََنِِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ"
والطاغوت: هو عبادة غير الله سبحانه وتعالى، لأن العبادة لا تصح إذا كان معها شرك ،لا تصح إلا إذا كانت خالصةً لله عز ُوجل، أما الذي يعبد الله ،ويعبد معه غيره ،عبادته غير صحيحة، كما في الحديث القدسيأ ن الله جلٌوعلا قال: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك،من عَمِل عملاً أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه" وفي رواية : "فهوللذي أشرك، وأنا منه بريء"
ولا يأتي الأمر بالتوحيد، إلا ومعه النهي عن الشرك، لأن التوحيد لا يتحقق إلابِتجنبْ الشرك، فهما متلازمان، فلا يكفي أن الإنسان يقول: أنا اعبد الله، أُنا أُصلي،أنا أصوم ،أنا أحج ،أنا أتصدق، ولا يمنع هذا أن أدُعوا الحسن، والحُسين، وعبد القادر،وأستغيث بالأموات ،هذا لا يُقبل منه عملُُ، ولا تصح منه حسنةً واحده، حتى يُخلصَ عبادته لله سبحانه وتعالى فلا يشرك بربه أحد.
"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوامَعَ اللَّهِ أَحَدًا-" "فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِيِِنَ له الدِّينَ"
أي مُخلصين له الدُعاء، فلا تدعوا الله، وتدعوا معه غيره، من أصحاب القبور،والأموات، والغائبين، تستنجدوا بهم،تدعوا هذا وهذا ،وهذاشركُُ أكبر، يُخرج من الملة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أو تعبد الله، وتقول لا إله إلا الله،ثم تذبح للقبور، أو تنذر للأموات ،وغير ذلك، فهذا تناقض لا يقبله الله سبحانه وتعالى ،كما سمِعتم في الحديث"من عمل عملاً، أشرك معي فيه غيري، تركته و شركه "وفي رواية""فهوللذي أشرك، وأنا منه بريء"
أما مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا ،فهي كثيرة تجب معالجتها،وإلا فأنها سيكون لها أثارُُ قبيحة على العقيدة، وقد لا تبقى معها عقيدة إذا لم تُعالج .
*من مظاهر ضعف العقيدة *
1/التقليلُ من شأنها، لأن بعض الناس مع الأسف وقد يكونون من المتعلمين، أو من الدعاة حتى، لا يهتمون بالعقيدة، ويقولون العقيدة تُنفِّر،فلاتُنفروا الناس ،لا تُعلموهم العقيدة، اتركوا كلاً على عقيدته، ولكن ادعوهم إلى التآخي،والتعاون، وادعوهم إلى الاجتماع، وهذا تناقض، لأنه لا يمكن التآخي، ولا يمكن التعاون، ولايمكن الاجتماع، إلا على عقيدةٍ واحدة صحيحة ،سليمة، وإلا فإنه سيحصُل الاختلاف،وكلُُ ُ يُؤيد ما هو عليه، ولا يجمع الناس إلا كلمة التوحيد "لا إله إلا الله،نطقاَ، واعتقاداً، وعملاً، أما مجرد أنهم ينتسبون إلى الإسلام، وهم مختلفون في عقيدتهم فهذا لا يُجدي شيئاً.
المشركون الذين بُعثَ إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يعترفون بتوحيد الربوبية، يعتقدون أن الله هو الرب وحده، وهو الخالق ،وهو الرازق، وهوالمحيي ،المميت ،المُدبر، ولكنهم في العبادة لا يخلصون العبادة لله، وإنما كلُ ُ يعُبد ما استحسنه، فصاروا متفرقين في عباداتهم، وإن كانوا يعترفون كلهم بتوحيد الربوبية، لكنفي العبادة، والتأله، متفرقون، منهم من يعبُد الشمس والقمر،ومنهم من يعبُد المسيح وعُزير،ومنهم من يعبُد الشجر والحجر، ومنهم من يعبُد ويعبُد....الخ
كل له آلهة، ومن أثر ذلك أنهم مُتناحرون، أنهم مُتفرقون، أنهم مُتباغضون ،أنهم مُتعصبون، كلُُ ُ يتعصب إلى آلهته لهذاقال يُوسف عليه السلام:"ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌأَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ"
"ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنـزل الله بهامن سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثرالناس لا يعلمون"
فكانوا مُتفرقين، مُتناحرين، كلُ ُ يتعصب لِملته، ونِحلته، وآلِهته، وإن كانوا يقولون ربُنا واحد، لكن معبوداتهم متفرقة، فلما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد، وإفراد الله بالعبادة، واستجاب له من استجاب،
اجتمعوا وصاروا إخوةً متحابين، وصاروا أمةً واحده، وصار سلمان الفارسي ،وبلال الحبشي ،وصهيب الرومي، وغيرهم من سادات المسلمين،صاروا إخوة لبني هاشم، أشرف العرب ،صاروا إخوة مُتحابين، مُتلاحمين بكلمة التوحيد، التي وَحَدْتِهم والذي أيدك بنصره وبالمؤمنين، ما اجتمعوا إلا بالإيمان، أيدك بنصره، وبالمؤمنين،وألف بين قلوبهم،"لَوْأَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَبَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "
ألّف بينهم بأي شيء ؟
بالعقيدة الصحيحة، توحيد لا إله إلا الله، هذا الذي ألّف الله بهِ بينهم، ولا يؤلّف المسلمين اليوم، ويردهم إلى وحدتهم ،وقوتهم، إلا ما ألف بين السابقين, ولهذا قالالإمام مالك -رحمه الله-: "لا يصلح أخر هذه الأمة، إلا ما أصلح أوله " فإذا كانوايُريدون جمع الأمة ،والتآخي، والتعاون، فعليهم بإصلاح العقيدة، وبدون إصلاح العقيدة لايمكن جمع الأمة، لأنه جمع بين المتضادات، ولو حاول من حاول، لو عُقَدت المؤتمرات والندوات هذا لا يمكن إلا بإصلاح العقيدة، عقيدة التوحيد
يقول: الشاعر
إذا ما الجُرحُ رُمَّ على فسادٍ *** تبين فيه إهمـــــــال الطبيبِ
الجُرح لابد يُعالج، ويُنقٌى، ويٌطهر، وُيرم على دواء نافع، أما إذا رُمٌى علىفسادٍ، فذلك إهمال من الطبيب، كذلك الذي يريد أن يجمع الأمة، ويُلمها على غير التوحيد،والعقيدة الصحيحة ،هذا مُهمل.
فبطلت بذلك مقولة، أن العقيدة تنفر الناس، والدعوة إلى التوحيد يُنفر الناس، ادعوهم إلى الاجتماع، ادعوهم إلى الوقوف ضد العدو، العدو يفرح بمثل هذا الكلام، لأنه يعرف لا جدوى له.
ومن أعظم مظاهر ضعف العقيدة، التقليلُ من شأنها،لأن فيه من يقلل من شأن التوحيد، ومن شأن العقيدة، ويدعوا إلى الالتفاف تحت مسمى الإسلام، ومظلّة الإسلام العامة ،مع أنه لا يكون إسلام إلا بالعقيدة الصحيحة،التي هي رأسه، وأُسُسُه، ولا يكون إسلام وإن سَمْوُه إسلام ، فليس هو الإسلام.
2/كذلك من مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، عدم اهتمام كثيرٍ من الدعاة بها ،دعاة يدعون إلى الإسلام، لكن أي إسلام يدعون إليه؟!
"ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنـزل الله بهامن سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثرالناس لا يعلمون"
فكانوا مُتفرقين، مُتناحرين، كلُ ُ يتعصب لِملته، ونِحلته، وآلِهته، وإن كانوا يقولون ربُنا واحد، لكن معبوداتهم متفرقة، فلما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد، وإفراد الله بالعبادة، واستجاب له من استجاب،
اجتمعوا وصاروا إخوةً متحابين، وصاروا أمةً واحده، وصار سلمان الفارسي ،وبلال الحبشي ،وصهيب الرومي، وغيرهم من سادات المسلمين،صاروا إخوة لبني هاشم، أشرف العرب ،صاروا إخوة مُتحابين، مُتلاحمين بكلمة التوحيد، التي وَحَدْتِهم والذي أيدك بنصره وبالمؤمنين، ما اجتمعوا إلا بالإيمان، أيدك بنصره، وبالمؤمنين،وألف بين قلوبهم،"لَوْأَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَبَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "
ألّف بينهم بأي شيء ؟
بالعقيدة الصحيحة، توحيد لا إله إلا الله، هذا الذي ألّف الله بهِ بينهم، ولا يؤلّف المسلمين اليوم، ويردهم إلى وحدتهم ،وقوتهم، إلا ما ألف بين السابقين, ولهذا قالالإمام مالك -رحمه الله-: "لا يصلح أخر هذه الأمة، إلا ما أصلح أوله " فإذا كانوايُريدون جمع الأمة ،والتآخي، والتعاون، فعليهم بإصلاح العقيدة، وبدون إصلاح العقيدة لايمكن جمع الأمة، لأنه جمع بين المتضادات، ولو حاول من حاول، لو عُقَدت المؤتمرات والندوات هذا لا يمكن إلا بإصلاح العقيدة، عقيدة التوحيد
يقول: الشاعر
إذا ما الجُرحُ رُمَّ على فسادٍ *** تبين فيه إهمـــــــال الطبيبِ
الجُرح لابد يُعالج، ويُنقٌى، ويٌطهر، وُيرم على دواء نافع، أما إذا رُمٌى علىفسادٍ، فذلك إهمال من الطبيب، كذلك الذي يريد أن يجمع الأمة، ويُلمها على غير التوحيد،والعقيدة الصحيحة ،هذا مُهمل.
فبطلت بذلك مقولة، أن العقيدة تنفر الناس، والدعوة إلى التوحيد يُنفر الناس، ادعوهم إلى الاجتماع، ادعوهم إلى الوقوف ضد العدو، العدو يفرح بمثل هذا الكلام، لأنه يعرف لا جدوى له.
ومن أعظم مظاهر ضعف العقيدة، التقليلُ من شأنها،لأن فيه من يقلل من شأن التوحيد، ومن شأن العقيدة، ويدعوا إلى الالتفاف تحت مسمى الإسلام، ومظلّة الإسلام العامة ،مع أنه لا يكون إسلام إلا بالعقيدة الصحيحة،التي هي رأسه، وأُسُسُه، ولا يكون إسلام وإن سَمْوُه إسلام ، فليس هو الإسلام.
2/كذلك من مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، عدم اهتمام كثيرٍ من الدعاة بها ،دعاة يدعون إلى الإسلام، لكن أي إسلام يدعون إليه؟!
لا يدعون إلى العقيدة،قد يكون يدعون إلى الصلاة ، إلى الصدق، إلى الأمانة ،إلى الأعمال الطيبة، لكن العقيدة لا تأتي لهم على بال،فكيف يكونوا دعاةً بهذه الصفة؟!
هؤلاء ليس دعاة إلى الإسلام، بالمعنى الصحيح،الدعاة إلى الإسلام يهتمون بأساس الإسلام، ومنبع الإسلام، وقوة الإسلام، وهي العقيدة،فلذلك لا تجد للدعوة إلى التوحيد، في مناهجهم، لا تجد لذلك ذكراً، ولااهتماماً، فهذا من مظاهر الضعف، بل ربما أن أغلبهم لا يعرفون التوحيد، بالمعرفةالصحيحة ، لأنهم لم يدرسوه،ولم يتعلموه، وهم يدعون إلى الإسلام، كيف يدعون إلى الإسلام، وهم لا يعرفون أساسه، ويعرفون أصله؟! فيجب على الدعاة وفقهم الله،أن يتعلمواالعقيدة أولا،ًويهتموا بها، ويفهموها،وينظروا في واقع الناس اليوم، وما وقع من الخلل في العقيدة، ثم يقومون بإصلاحه قبل كل شيء، هذا هو الإصلاح الصحيح، والمنهج السليم، للدعوة إلى الإسلام، و إلا فإن الدعاة إلى الإسلام، والجماعات،وجمعيات ،وجهود ،ومراكز، لكن أين الأثر؟
والشرك يعُج في الأمة الإسلامية، والأضرحة في كل مكان،إلا ما شاء الله ،وعبادة غير الله، تُعلن جهاراً، نهاراً، بالاستغاثة بالأموات، والذبح للأموات، وربما للجن، والشياطين، والدعاة ساكتون!!
يدعون إلى أي شيء إذن؟
ولذلك لم تُثمر دعوتهم، بينما لو قام عالم واحد محقق، ودعا إلى التوحيد، نفع الله بهالأمة، وهوَ ما عنده أعوان، ولا عنده أموال، ولا عنده......الخ
لكن يدعوا إلى التوحيد،وإلى العقيدة السليمة، ويدعوا إلى الله على بصيرة،كما قال الله عزٌ وجل: لنبيه صلى الله عليهوسلم"قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِعَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَالْمُشْرِكِينَ "
سبحان الله: أي ينزَّه الله سبحانه عما لا يليق به، وما أنا من المشركين، يتبرأ من المشركين، هذه طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله، التي أمره الله أن يعلنها للناس على بصيرة، أنا، ومن اتبعني، فأتباع الرسول يدعون إلى الله على بصيرة،أما الذي يدعوا إلى الله على جهل، أو على عدم اهتمام بالعقيدة، فهذا ليس على بصيرة،وإن كان عالماً، فهو إن لم يهتم بالتوحيد ليس على بصيرة، فهذا من مظاهر ضعف العقيدة،في عصرنا الحاضر، أن كثيراً من الدعاة، والجماعات ،والجمعيات ، لا تعيرها اهتماماً، لاتعلماً، ولا تعليماً، ولا دعوةً، وإنما يهتمون بمخططات يضعونها لأنفسهم، ليست على أساس سليم، فهذه لا تُجدي شيء، وتضيع الجهود كلها، ويبقى الناس على ما هم عليه.
ولا حول ولاقوة إلا بالله.
وكذلك من مظاهر ضعف العقيدة، في عصرناالحاضر،..
3/عدم التركيز عليها، في المناهج الدراسية، لا يركزون عليها، ويجعلون لها الصدارة، في الوقت،وفي الحصص، وفي الكتب، المفيدة ،النافعة، لا يركزون عليها في الغالب،وإنما المناهج محشوة بمواد دنيويه ،علوم دنيويه، أو أمور تنسب إلى الدين ،من حسن التعامل، وحسن الجوار،والصدق في المعاملات ......والخ
لكن نصيب العقيدة في المناهج الدراسية إلا من رحم الله نصيبُُ ُ ضعيف، ونصيب الأسد لغيرها، فهذا مما أخّر المسلمين،وأنشى جيل جاهل بالعقيدة، يتخرج من الدراسات العليا ،وهو لا يعرف العقيدة المعرفةاللائقة، فكيف يُرجى حينئذ أن العقيدة تنتصر، وتنمو، وهي لا وجود لها في المناهج، وإن وُجَد لها ذكر، فهو ذكرُ ُ ضعيف، لا يسمن، ولا يُغني من جوع، ما فيه تفصيل، ما فيه بيان،ما فيه تركيز، وحتى لو وُجد في المناهج حيّزُُ للعقيدة، فالغالب إن الذين يدرسونها لايهتمون بها، ولا يُفٌهمون الطلاب ،إنما همهم التحدث مع الطلاب ،ومدح الإسلام، ومدح الدين، لكن من غير اهتمام بالعقيدة، ولا فهمٍُ لها، ولا معرفةِ لها ،أو همهم أن ينجح الطالب ولو بالدف على ما قالوا، ولو مع الضعف، همهم إنه ينجح الطالب، وليس همهم في الغالب أن يكون فاهم للعقيدة، فاجتمع عدم التركيزُ عليها في تخطيط المناهج ،واجتمع ضعف المدرسين، أو عدم اهتمامهم بها، وانشغالهم بالأفكار، والأشياء، والثقافات، دون أن يهتموا بالعقيدة، ويلقنوها للطلاب تلقيناً صحيحاً، ويختبروهم فيها ،ويعلمونهم الاهتمام بالعقيدة، ويُبٌيُنُونَ لهم أهمية العقيدة، قلٌ هذا في مجتمعات المسلمين ،في بلادنا ولله الحمد، المناهج فيها نصيبُ ُكبير للتوحيد، والعقيدة، ولكن نرجوا الله أن يهيئ لها معلمين، ورجال مخلصين، يَفهمون العقيدة، ويُوصلونها إلى الطلاب، فليس المقصود وُجُود الكتب، أو وُجُود الحصص، هذا طيب...
لكن المقصود وُجُود المدرس، الذي يُفهم الطلاب العقيدة، وُيوضحها لهم، هذا هو المهم .
كذلك من مظاهر ضعف العقيدة،
4/التأثر بما يبثه أعداء الإسلام، وأعداء التوحيد، من تهوين للعقيدة، ورمْيٍ لهابأنها تشدد،يرْمون العقيدة بأنها تشدد، وتكفيرية، وأنها من منابع التطرف، يقولون هذا في الفضائيات، وفي الكتابات، وفي الصحف ،والمجلات، بأن العقيدة، و أهل التوحيد، أنهم أهل تطرف، وأهل غُلو، فيتأثر بهم من يسمع هذا الكلام، فيزهد في العقيدة، أو لا يُحب الكلام فيها، لئلا يُتهم بأنه متطرف، وأنه غالي ،وأنه تكفيري، وأنه ....الخ
ياعباد الله هذا أمرُُ ُ لا يجوز، فالعقيدة لا مساومة عليها، مهما قال القائلون، وأثارالأعداء من الشُبهْ، يقولون خلوا عندكم إنسانية، خلوا عندكم محبةً للبشرية، لا تكرهواالناس كُره الأخر، يتأثر بهذه الأفكار الخبيثةَ من هو ضعيفُ الإدراك، فيزهد بالعقيدة،فالعقيدة عبادة لله عزٌ وجل، العقيدة ولاءُ ُ وبراءَ، ولاء للمؤمنين، وبراء من المشركين،
العقيدة فارقة بين الحق والباطل ،بين الشرك والتوحيد،بين الكفر والإيمان،وإلا إذا ضعُفت العقيدة، وضعُفت مداركها في الناس، حصل الضلال والفساد الكبير في الأرض، بسبب ترك العقيدة، المسلم يتميز بعقيدته، وتوحيده، ولكن مع هذا يكون عنده حكمة،ويكون عنده فقهُ ُ في دين الله، ويكون عنده رغبة في هداية الناس، ودعوتهم إلى الله بالحكمة، والموعظة ،الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ليس الغرض من تعلُمنا للعقيدة والتمسك بها أننا نُصبح وحشاً كاسراً، كما يتصورنا الأعداء ، وأننا نكفر الناس،وأننا....الخ .
والشرك يعُج في الأمة الإسلامية، والأضرحة في كل مكان،إلا ما شاء الله ،وعبادة غير الله، تُعلن جهاراً، نهاراً، بالاستغاثة بالأموات، والذبح للأموات، وربما للجن، والشياطين، والدعاة ساكتون!!
يدعون إلى أي شيء إذن؟
ولذلك لم تُثمر دعوتهم، بينما لو قام عالم واحد محقق، ودعا إلى التوحيد، نفع الله بهالأمة، وهوَ ما عنده أعوان، ولا عنده أموال، ولا عنده......الخ
لكن يدعوا إلى التوحيد،وإلى العقيدة السليمة، ويدعوا إلى الله على بصيرة،كما قال الله عزٌ وجل: لنبيه صلى الله عليهوسلم"قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِعَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَالْمُشْرِكِينَ "
سبحان الله: أي ينزَّه الله سبحانه عما لا يليق به، وما أنا من المشركين، يتبرأ من المشركين، هذه طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله، التي أمره الله أن يعلنها للناس على بصيرة، أنا، ومن اتبعني، فأتباع الرسول يدعون إلى الله على بصيرة،أما الذي يدعوا إلى الله على جهل، أو على عدم اهتمام بالعقيدة، فهذا ليس على بصيرة،وإن كان عالماً، فهو إن لم يهتم بالتوحيد ليس على بصيرة، فهذا من مظاهر ضعف العقيدة،في عصرنا الحاضر، أن كثيراً من الدعاة، والجماعات ،والجمعيات ، لا تعيرها اهتماماً، لاتعلماً، ولا تعليماً، ولا دعوةً، وإنما يهتمون بمخططات يضعونها لأنفسهم، ليست على أساس سليم، فهذه لا تُجدي شيء، وتضيع الجهود كلها، ويبقى الناس على ما هم عليه.
ولا حول ولاقوة إلا بالله.
وكذلك من مظاهر ضعف العقيدة، في عصرناالحاضر،..
3/عدم التركيز عليها، في المناهج الدراسية، لا يركزون عليها، ويجعلون لها الصدارة، في الوقت،وفي الحصص، وفي الكتب، المفيدة ،النافعة، لا يركزون عليها في الغالب،وإنما المناهج محشوة بمواد دنيويه ،علوم دنيويه، أو أمور تنسب إلى الدين ،من حسن التعامل، وحسن الجوار،والصدق في المعاملات ......والخ
لكن نصيب العقيدة في المناهج الدراسية إلا من رحم الله نصيبُُ ُ ضعيف، ونصيب الأسد لغيرها، فهذا مما أخّر المسلمين،وأنشى جيل جاهل بالعقيدة، يتخرج من الدراسات العليا ،وهو لا يعرف العقيدة المعرفةاللائقة، فكيف يُرجى حينئذ أن العقيدة تنتصر، وتنمو، وهي لا وجود لها في المناهج، وإن وُجَد لها ذكر، فهو ذكرُ ُ ضعيف، لا يسمن، ولا يُغني من جوع، ما فيه تفصيل، ما فيه بيان،ما فيه تركيز، وحتى لو وُجد في المناهج حيّزُُ للعقيدة، فالغالب إن الذين يدرسونها لايهتمون بها، ولا يُفٌهمون الطلاب ،إنما همهم التحدث مع الطلاب ،ومدح الإسلام، ومدح الدين، لكن من غير اهتمام بالعقيدة، ولا فهمٍُ لها، ولا معرفةِ لها ،أو همهم أن ينجح الطالب ولو بالدف على ما قالوا، ولو مع الضعف، همهم إنه ينجح الطالب، وليس همهم في الغالب أن يكون فاهم للعقيدة، فاجتمع عدم التركيزُ عليها في تخطيط المناهج ،واجتمع ضعف المدرسين، أو عدم اهتمامهم بها، وانشغالهم بالأفكار، والأشياء، والثقافات، دون أن يهتموا بالعقيدة، ويلقنوها للطلاب تلقيناً صحيحاً، ويختبروهم فيها ،ويعلمونهم الاهتمام بالعقيدة، ويُبٌيُنُونَ لهم أهمية العقيدة، قلٌ هذا في مجتمعات المسلمين ،في بلادنا ولله الحمد، المناهج فيها نصيبُ ُكبير للتوحيد، والعقيدة، ولكن نرجوا الله أن يهيئ لها معلمين، ورجال مخلصين، يَفهمون العقيدة، ويُوصلونها إلى الطلاب، فليس المقصود وُجُود الكتب، أو وُجُود الحصص، هذا طيب...
لكن المقصود وُجُود المدرس، الذي يُفهم الطلاب العقيدة، وُيوضحها لهم، هذا هو المهم .
كذلك من مظاهر ضعف العقيدة،
4/التأثر بما يبثه أعداء الإسلام، وأعداء التوحيد، من تهوين للعقيدة، ورمْيٍ لهابأنها تشدد،يرْمون العقيدة بأنها تشدد، وتكفيرية، وأنها من منابع التطرف، يقولون هذا في الفضائيات، وفي الكتابات، وفي الصحف ،والمجلات، بأن العقيدة، و أهل التوحيد، أنهم أهل تطرف، وأهل غُلو، فيتأثر بهم من يسمع هذا الكلام، فيزهد في العقيدة، أو لا يُحب الكلام فيها، لئلا يُتهم بأنه متطرف، وأنه غالي ،وأنه تكفيري، وأنه ....الخ
ياعباد الله هذا أمرُُ ُ لا يجوز، فالعقيدة لا مساومة عليها، مهما قال القائلون، وأثارالأعداء من الشُبهْ، يقولون خلوا عندكم إنسانية، خلوا عندكم محبةً للبشرية، لا تكرهواالناس كُره الأخر، يتأثر بهذه الأفكار الخبيثةَ من هو ضعيفُ الإدراك، فيزهد بالعقيدة،فالعقيدة عبادة لله عزٌ وجل، العقيدة ولاءُ ُ وبراءَ، ولاء للمؤمنين، وبراء من المشركين،
العقيدة فارقة بين الحق والباطل ،بين الشرك والتوحيد،بين الكفر والإيمان،وإلا إذا ضعُفت العقيدة، وضعُفت مداركها في الناس، حصل الضلال والفساد الكبير في الأرض، بسبب ترك العقيدة، المسلم يتميز بعقيدته، وتوحيده، ولكن مع هذا يكون عنده حكمة،ويكون عنده فقهُ ُ في دين الله، ويكون عنده رغبة في هداية الناس، ودعوتهم إلى الله بالحكمة، والموعظة ،الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ليس الغرض من تعلُمنا للعقيدة والتمسك بها أننا نُصبح وحشاً كاسراً، كما يتصورنا الأعداء ، وأننا نكفر الناس،وأننا....الخ .
لكن مهمتنا أننا نحمل العقيدة، حملاً صحيحاً، ونبينها للناس، ونوضحها للناس، بالحكمة، والموعظة الحسنة ،والجدال بالتي هي أحسن، نحنُ لا نريد الشر للبشرية،نريد الخير للبشرية،نريد لهم الخير، نريد لهم الإيمان، نريد لهم التوحيد،ونريد لهم النجاة من النار، هذا الذي نريده للبشرية، النصح لعباد الله، لا كما يتصورن أننا نَنْغَلَقْ،وأننا نُبْغِض البشرية، وأننا,و أننا، نحنُ لا نُبْغِضُ إلا من يُبْغِضَهُ الله، ورسوله، نُوالي في الله، ونُعادي في الله، ولكن نبذل جُهدنا، وعلمنا، وإمكانياتنا، في إخراج الناس من الظلماتِ إلى النور، فنحنُ أنفع للبشرية من الذين يُداهنون في دين الله، ويساومون علىدين الله، ويريدون بذلك كما يقولون، يريدون التآخي، لبني الإنسان، والإنسانية .........والخ
الإنسانية الصحيحة هي في عبادة الله سبحانه، هي في اِتباع أوامر الله، هي في ترك ما نهى الله عنه، ليست الإنسانية بالبهيمية والشهوانية، ليست البهيمية بالشرك بالله عزٌ وجل، ليست الإنسانية بالشرك بالله تعالى ،ليست الإنسانية بالبدع، والمحدثات،الإنسانية الصحيحة هي عبادة الله وحده لا شريك له، كما شرع الله لنا على لسان نبينامحمدٍ صلى الله عليه وسلم، هذه هي البشرية الصحيحة، أما ما عداها فهو البهيمية ، ماعداها هو الجاهلية، وإن كانوا يسمونه بالتقدم، والرقي، والحضارة ،الحضارة، والرقي،والتقدم، في الإسلام، في دين الإسلام، الذي هو دين الله جٌل وعلا، الذي هو دين الأنبياءعليهم الصلاة والسلام، هذا هو الذي فيه الرقي، والحضارة ،والتقدم، والخير للبشرية، اللهجلٌ وعلا خلق الخلق لعباداته، ما خلقهم ليعبدوا فلانً، وفلانة، وما يهوون، خلقهم لعباداته، وتكفل لهم بالأرزاق،والهداية
قال تعالى:"وما خلقت الجن والإنس إلاليعبدون*ما أُريد منهم من رزق وما أُريد أن يطعمون*أن الله هو الرزاق ذو القوةِالمتين"وهو لا تنفعه عبادة العابد، أو طاعةالمُطيع،
ولا تضره معصية العاصي، وشرك المشرك، و أنما هذا يرجع إلى العباد، فالله أمرهمبعباداته، لمصلحتهم هم، وإلا فإن الله غني عنهم.
*إن تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْفِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ *
ولكنه يأمره بعبادته، وطاعته، لمصلحتهم، لصلتهم بالله عزٌوجل، ليرزقهم ،ويعافيهم ،ليهديهم، ليدخلهم الجنة، والله يدعوا إلى دار السلام، يدعوكم ليغفر لكم، من ذنوبكم،"أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِوَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِبِإِذْنِهِ"
قال تعالى:"وما خلقت الجن والإنس إلاليعبدون*ما أُريد منهم من رزق وما أُريد أن يطعمون*أن الله هو الرزاق ذو القوةِالمتين"وهو لا تنفعه عبادة العابد، أو طاعةالمُطيع،
ولا تضره معصية العاصي، وشرك المشرك، و أنما هذا يرجع إلى العباد، فالله أمرهمبعباداته، لمصلحتهم هم، وإلا فإن الله غني عنهم.
*إن تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْفِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ *
ولكنه يأمره بعبادته، وطاعته، لمصلحتهم، لصلتهم بالله عزٌوجل، ليرزقهم ،ويعافيهم ،ليهديهم، ليدخلهم الجنة، والله يدعوا إلى دار السلام، يدعوكم ليغفر لكم، من ذنوبكم،"أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِوَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِبِإِذْنِهِ"
فهو حينما أمر الخلق لعباداته، إنما أمرهم لمصلحتهم هم، أما لو كفروا جميعاً، فإنهم لن يضروا الله عزٌ جل، ولو صلحوا جميعاً، لنينفعوا الله عزٌ وجل، فهو النافع، الضار،الغني، الكريم سبحانه وتعالى، فكيف نزهد بعقيدةٍ هذاشأنُها ،كيف نذهب إلى غير الله ،نعبد غير الله، نترك الحي الذي لا يموت ،ونعبدالأموات، والرمم البالية في القبور، أين العقول؟أين المدارك؟ ولا حول ولا قوة إلابالله .
لكن كما قال الإمام ابن القيم –رحمه الله-:"هربوا من الرق الذي خُلقوا له وبُلوا برق النفسِ والشيطانِ"
لكن كما قال الإمام ابن القيم –رحمه الله-:"هربوا من الرق الذي خُلقوا له وبُلوا برق النفسِ والشيطانِ"
فمن لم يكن عبداً لله، صار عبداًللشيطان.
قال تعالى":وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ"" أَلَمْ أَعْهَدْإِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ"
كيف تعبدوا عدوكم؟ وان اعبدوني، هذا صراطُُ مستقيم، فمن ترك عبادة الله، اِبْتُلِيَ بعبادة الشيطان، وحينئذ لا يدري أين يذهب؟ ولاأين يصير؟؟
من يُشرك بالله"فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيق"
هذا مآل الشرك بالله عز ٌوجل، فنحنُ إذا نظرنا إلى المجتمعات البشرية، قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظرنا إلى اجتماع المسلمين بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، عرفنا الفرق بين الكفر، والأيمان، وبين الشرك،والتوحيد، فهذه مظاهر سببت ضعف العقيدة في وقتنا، أو اِنعدامها في بعض البلدان، ولاحول ولا قوة إلا بالله
فلا بد من لفتة صادقه من المسلمين، نحو عقيدتهم، في تعليمها،وتعلمها،في الدعوةِ إليها، في المحافظة عليها،
ولا تحفظ هذه العقيدة إلا بأمرين :
الأمرالأول :العلم بالعقيدة الصحيحة، وهذا لا يحصل إلا بالتعلم،والدعوة، وكذلك السلطة التي تحمي هذه العقيدة، فإذا توفر العلم، والسلطة فإن العقيدةَ تكون في عز،ٍ وأمانٍ، وحماية، أما إذْا لم يكن هناك علم، أو كان هناك علم، وليس هنا كسلطة، فإن العقيدة تضعُف، فلا بد لِعز العقيدة
ولابد من أمرين :العلم النافع، والسلطةالتي تحمي هذه العقيدة من عبث العابثين، ولهذا لم