بسم
الله الرحمن الرحيم
الـتـقـوى أقـوي
الحمد لله ربّ العالمين , و الصلاة و السلام على
نبينا محمد , و على آله و صحبه أجمعين .
إنّ
من أهم الصفات التي يتصف بها المسلم , و خاصة العلماء و طلابهم,هي
تقوى الله – عزّ و جلّ – التي وصّى بها عباده مِن الأولين و الآخرين
,حيث قال :"وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ
وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ " (131سورة النساء)
و قال تعالى :"يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ
اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (29سورة الأنفال)
و قال تعالى:"ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ
إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ
عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا"
(5 سورة الطلاق)
و هذه التقوى لا تتحقق
للعبد إلا بإعانة الله و هدايته و تيسيره ,و أنْ يواصل المسير إلى الله
تعالى , بإخلاص العمل له , مع متابعته للنبي – صلى الله عليه و يلم – و الجد
و الاجتهاد و المثابرة في طاعة الله , و الحرص على طلب العلم الشريف على
أيدي العلماء الربانيين ,الموصل بصاحبه إلى الدرجات العلا من الجنة , و أن
يبدأ بأهم المهمات ( التوحيد ) قبل المهم , و هذا منهج الأنبياء و الرسل
في دعوتهم إلى الله – عز و جل - .
و لهذا كان النبي – صلى الله عليه و سلم – يوصي
بها , فقال في حجة الوداع :" اتقوا الله و
صَلّوا خمسكم وصوموا شهركم , و أدّوا زكاة أموالكم , و أطيعوا أمراءكم
, تدخلوا جنة ربكم "
( رواه الترمذي و الحديث
حسن صحيح )
و قال – صلى الله عليه و سلم - :"مَنْ حلف
على يمين ثم رأى أتقى لله منها فليأت التقوى "
( رواه مسلم )
و قال – صلى الله عليه و سلم - :" اتق
الله حيثما كنت و أتبع السيئة الحسنة تمحها و خالق
الناس بخلق حسن "
( رواه الترمذي و الحديث
حسن )
و كان – صلى الله عليه و سلم – يكثر الدعاء بها
, فكان يقول :" إني أسالك الهدى و التقى و العفاف
و الغنى "
( رواه مسلم )
و الذي يزيد طالب العلم تقوى , دراسة كتب
العقائد و التوحيد من مؤلفات علماء السنة الربانيين
, المعروفين بالعلم و الديانة و التحقيق و الاستقصاء و التدقيق , و الكتب
المفيدة التي يستعان بها على فهم الكتاب و السنة المطهرة , مع عرضها
على ما تيسر من نُقاد العلماء , أهل المعرفة و البصيرة , مِمّن عُرفوا
بالتقوى و السداد و إصابة الحق , مع كثرة الدعاء و التضرع إلى رب العباد
بطهارة القلب , و طيب مطعم , و صدق عزيمة , و إيقان بإجابة الله له , وحسن ظن
به , لأنّه قريب مجيب الدعوات , بأن يمنحه فهماً و ذكاءً و اعتقاداً
, و عملاً , و أخلاقاً , و آداباً , و احتراماً , و توقيراً لأهل الفضل .
و التقوى تسمو بصاحبها إلى أعلى الصفات الحميدة: من
النباهة و الفطنة, و اليقظة , و معرفة العواقب و
إدراكها و ما تؤول إليه , و النظر بعين البصيرة إلى مَنْ يصلح و يرتضي
للمصاحبة و المجالسة و المعاشرة , و المؤاكلة , و لهذا قال النبي – صلى الله
عليه و سلم :" لا تصاحب إلا مؤمناً , و لا يأكل طعامك ألا تقي "
( رواه الإمام أحمد
و الحديث حسن )
و العبد التقي أكرم الخلق على الله, قال تعالى :"
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"
(13 سورة الحجرات)
فلهذا كله يتعين على طالب
العلم , و يتأكد في حقه أن يحرص غاية الحرص على كل ما يحقق التقوى
من مصاحبة العلماء و المؤمنين الأتقياء الأذكياء , ممن عُرفوا بالعدالة
و النزاهة و الإنصاف و حسن الأخلاق و الاتصاف بصفات الخير , و يجالسهم
و يعاشرهم , و يأخذ العلم عنهم , و يتخلق بأخلاقهم,
و يعتقد عقيدتهم ,و يسير على منهجهم , مع الحذر كل
الحذر من مصاحبة الأشرار الأنذال والكذابين
و النمامين ,
و السفهاء الغلاة المتنطعين , من التكفيريين ,و
غيرهم من المميعين , و أهل الترف و التنعم ,و
المشتبه في حالهم , و مَنْ لا خلاق لهم مِن العُصاة و الفسّاق , لأنّ
مصاحبتهم داء قاتل و وباء و بلاء و عمى و هوى ,فبهذه المصاحبة يصبح حاله
كحالهم , و لا ميزة فيه عنهم .
فيا طالب العلم , يا مَنْ كان رأس مالك التقوى , عليك
بفعل الخيرات , و اجتناب المنكرات ,حتى تكون قدوة صالحة لغيرك من
الناس , مع دعوتك إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة
الحسنة و المجادلة بالتي هي أحسن , كما أمرنا ربنا – عز و جل بقوله :"ادْعُ
إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ
أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"
(125سورة النحل )
لعلّ الله يهـدي بك مَن
شاء مِن خلقه , فيكون هذا في ميزان حسناتك يوم القيامة , و خير لك مِن
حُمْر النعم , لقوله – صلى الله عليه و سلم- لعلي بن أبي طالب :" فوالله
لإن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مِن أن يكون لك حُمْر النعم " ( رواه مسلم )
و اعلم يا طالب العلم : أنّ التقوى هي الوصية
النافعة , و الثمرة اليانعة لأعمالك ,و أن مَن اتصف
بها لا يختلج في خاطره هم أو حزن أو ضيق أو فزع أو كسل , قال تعالى
:" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ
حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" (2 ,3 سورة الطلاق)
و التقوى تعصم صاحبها مِن ارتكاب المنكرات و
المعاصي و الآثام و المكروهات , ففيها الخير الكثير .
قال ابن القيم – رحمه الله -:" التقوى ثلاث
مراتب : أحدها : حمية القلب و الجوارح من الآثام و
المحرمات , الثانية : حميتها عن المكروهات , الثالثة : الحمية عن الفضول
و ما لا يعني
"
فالأولى: تعطي العبد حياته , و الثانية: تفيده
صحته و قوته ,و الثالثة :تكسبه سروره و فرحته و
بهجته"
( الفوائد ص 31 – 32 )
فطوبى لك يا مَن اتصفت
بالتقوى , أمّا أنت يا مَن حرمت نفسك منها, فوقعت في المعاصي و المنكرات
, و قلة التوفيق , و فساد الرأي و خفاء الحق , و نفرة الناس منك , ووقعت في
ظلم العـباد و البلاد , و حرمان العـلم , و محق البركة في الرزق و العمر,
و الابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلوب و الأخلاق , و يضيّعون
الأوقات , و الأعمار في معصية الله, مِن القال و القيل , و الغفلة عن
ذكر الله .
و اعلم أنّ التقوى تقوى بقوتها ,و تضعف بضعفها
, فلا تكن سبباً في ضعفها .
و كن يا طالب العلم ممن يتقون الله في السر و
العلن , في الليل و النهار , تحت الأرض و فوق الأرض
, حتى تنال كرم الله , و يحفظك بحفظه و يرعاك برعايته ,و يبارك لك
في عمرك و علمك و دعوتك , و أهلك و مالك , و تذكّر أنّ حفظ اللسان مِن القال
و القيل , و غيبة العلماء ,مِن التقوى , و التأني و عدم العجلة في إصدار
الأحكام على الناس من التقوى .
فما علينا نحن طلبة العلم إلا أنْ نتعاون مع
بعضنا البعض على تحقيق التقوى , حتى تظهر على جوارحنا و
أخلاقنا , و بهذا نكون قد قمنا بواجب العلم و الدعوة إلى الله , على منهج
الأنبياء و الرسل , فحينئذٍ يستجيب الناس لدعوتنا , و تتحقق غايتنا
من رضا ربنا علينا .
و
آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
كتبه
سمير
المبحوح
6
/ جمادى الآخر / 1431 هـ
الله الرحمن الرحيم
الـتـقـوى أقـوي
الحمد لله ربّ العالمين , و الصلاة و السلام على
نبينا محمد , و على آله و صحبه أجمعين .
إنّ
من أهم الصفات التي يتصف بها المسلم , و خاصة العلماء و طلابهم,هي
تقوى الله – عزّ و جلّ – التي وصّى بها عباده مِن الأولين و الآخرين
,حيث قال :"وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ
وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ " (131سورة النساء)
و قال تعالى :"يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ
اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (29سورة الأنفال)
و قال تعالى:"ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ
إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ
عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا"
(5 سورة الطلاق)
و هذه التقوى لا تتحقق
للعبد إلا بإعانة الله و هدايته و تيسيره ,و أنْ يواصل المسير إلى الله
تعالى , بإخلاص العمل له , مع متابعته للنبي – صلى الله عليه و يلم – و الجد
و الاجتهاد و المثابرة في طاعة الله , و الحرص على طلب العلم الشريف على
أيدي العلماء الربانيين ,الموصل بصاحبه إلى الدرجات العلا من الجنة , و أن
يبدأ بأهم المهمات ( التوحيد ) قبل المهم , و هذا منهج الأنبياء و الرسل
في دعوتهم إلى الله – عز و جل - .
و لهذا كان النبي – صلى الله عليه و سلم – يوصي
بها , فقال في حجة الوداع :" اتقوا الله و
صَلّوا خمسكم وصوموا شهركم , و أدّوا زكاة أموالكم , و أطيعوا أمراءكم
, تدخلوا جنة ربكم "
( رواه الترمذي و الحديث
حسن صحيح )
و قال – صلى الله عليه و سلم - :"مَنْ حلف
على يمين ثم رأى أتقى لله منها فليأت التقوى "
( رواه مسلم )
و قال – صلى الله عليه و سلم - :" اتق
الله حيثما كنت و أتبع السيئة الحسنة تمحها و خالق
الناس بخلق حسن "
( رواه الترمذي و الحديث
حسن )
و كان – صلى الله عليه و سلم – يكثر الدعاء بها
, فكان يقول :" إني أسالك الهدى و التقى و العفاف
و الغنى "
( رواه مسلم )
و الذي يزيد طالب العلم تقوى , دراسة كتب
العقائد و التوحيد من مؤلفات علماء السنة الربانيين
, المعروفين بالعلم و الديانة و التحقيق و الاستقصاء و التدقيق , و الكتب
المفيدة التي يستعان بها على فهم الكتاب و السنة المطهرة , مع عرضها
على ما تيسر من نُقاد العلماء , أهل المعرفة و البصيرة , مِمّن عُرفوا
بالتقوى و السداد و إصابة الحق , مع كثرة الدعاء و التضرع إلى رب العباد
بطهارة القلب , و طيب مطعم , و صدق عزيمة , و إيقان بإجابة الله له , وحسن ظن
به , لأنّه قريب مجيب الدعوات , بأن يمنحه فهماً و ذكاءً و اعتقاداً
, و عملاً , و أخلاقاً , و آداباً , و احتراماً , و توقيراً لأهل الفضل .
و التقوى تسمو بصاحبها إلى أعلى الصفات الحميدة: من
النباهة و الفطنة, و اليقظة , و معرفة العواقب و
إدراكها و ما تؤول إليه , و النظر بعين البصيرة إلى مَنْ يصلح و يرتضي
للمصاحبة و المجالسة و المعاشرة , و المؤاكلة , و لهذا قال النبي – صلى الله
عليه و سلم :" لا تصاحب إلا مؤمناً , و لا يأكل طعامك ألا تقي "
( رواه الإمام أحمد
و الحديث حسن )
و العبد التقي أكرم الخلق على الله, قال تعالى :"
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"
(13 سورة الحجرات)
فلهذا كله يتعين على طالب
العلم , و يتأكد في حقه أن يحرص غاية الحرص على كل ما يحقق التقوى
من مصاحبة العلماء و المؤمنين الأتقياء الأذكياء , ممن عُرفوا بالعدالة
و النزاهة و الإنصاف و حسن الأخلاق و الاتصاف بصفات الخير , و يجالسهم
و يعاشرهم , و يأخذ العلم عنهم , و يتخلق بأخلاقهم,
و يعتقد عقيدتهم ,و يسير على منهجهم , مع الحذر كل
الحذر من مصاحبة الأشرار الأنذال والكذابين
و النمامين ,
و السفهاء الغلاة المتنطعين , من التكفيريين ,و
غيرهم من المميعين , و أهل الترف و التنعم ,و
المشتبه في حالهم , و مَنْ لا خلاق لهم مِن العُصاة و الفسّاق , لأنّ
مصاحبتهم داء قاتل و وباء و بلاء و عمى و هوى ,فبهذه المصاحبة يصبح حاله
كحالهم , و لا ميزة فيه عنهم .
فيا طالب العلم , يا مَنْ كان رأس مالك التقوى , عليك
بفعل الخيرات , و اجتناب المنكرات ,حتى تكون قدوة صالحة لغيرك من
الناس , مع دعوتك إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة
الحسنة و المجادلة بالتي هي أحسن , كما أمرنا ربنا – عز و جل بقوله :"ادْعُ
إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ
أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"
(125سورة النحل )
لعلّ الله يهـدي بك مَن
شاء مِن خلقه , فيكون هذا في ميزان حسناتك يوم القيامة , و خير لك مِن
حُمْر النعم , لقوله – صلى الله عليه و سلم- لعلي بن أبي طالب :" فوالله
لإن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مِن أن يكون لك حُمْر النعم " ( رواه مسلم )
و اعلم يا طالب العلم : أنّ التقوى هي الوصية
النافعة , و الثمرة اليانعة لأعمالك ,و أن مَن اتصف
بها لا يختلج في خاطره هم أو حزن أو ضيق أو فزع أو كسل , قال تعالى
:" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ
حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" (2 ,3 سورة الطلاق)
و التقوى تعصم صاحبها مِن ارتكاب المنكرات و
المعاصي و الآثام و المكروهات , ففيها الخير الكثير .
قال ابن القيم – رحمه الله -:" التقوى ثلاث
مراتب : أحدها : حمية القلب و الجوارح من الآثام و
المحرمات , الثانية : حميتها عن المكروهات , الثالثة : الحمية عن الفضول
و ما لا يعني
"
فالأولى: تعطي العبد حياته , و الثانية: تفيده
صحته و قوته ,و الثالثة :تكسبه سروره و فرحته و
بهجته"
( الفوائد ص 31 – 32 )
فطوبى لك يا مَن اتصفت
بالتقوى , أمّا أنت يا مَن حرمت نفسك منها, فوقعت في المعاصي و المنكرات
, و قلة التوفيق , و فساد الرأي و خفاء الحق , و نفرة الناس منك , ووقعت في
ظلم العـباد و البلاد , و حرمان العـلم , و محق البركة في الرزق و العمر,
و الابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلوب و الأخلاق , و يضيّعون
الأوقات , و الأعمار في معصية الله, مِن القال و القيل , و الغفلة عن
ذكر الله .
و اعلم أنّ التقوى تقوى بقوتها ,و تضعف بضعفها
, فلا تكن سبباً في ضعفها .
و كن يا طالب العلم ممن يتقون الله في السر و
العلن , في الليل و النهار , تحت الأرض و فوق الأرض
, حتى تنال كرم الله , و يحفظك بحفظه و يرعاك برعايته ,و يبارك لك
في عمرك و علمك و دعوتك , و أهلك و مالك , و تذكّر أنّ حفظ اللسان مِن القال
و القيل , و غيبة العلماء ,مِن التقوى , و التأني و عدم العجلة في إصدار
الأحكام على الناس من التقوى .
فما علينا نحن طلبة العلم إلا أنْ نتعاون مع
بعضنا البعض على تحقيق التقوى , حتى تظهر على جوارحنا و
أخلاقنا , و بهذا نكون قد قمنا بواجب العلم و الدعوة إلى الله , على منهج
الأنبياء و الرسل , فحينئذٍ يستجيب الناس لدعوتنا , و تتحقق غايتنا
من رضا ربنا علينا .
و
آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
كتبه
سمير
المبحوح
6
/ جمادى الآخر / 1431 هـ