مشــهد الــــتوفيــق والــخذلان
بسم الله الرحمن الرحيم
قال العلامة شمس الدين ابن القيم
- رحمه الله تعالى :
" اجمع العارفون بالله :
أن ( التوفيق )
هو أن لا يكلك الله إلى نفسك
و
أن ( الخذلان )
هو أن يخلي بينك وبين نفسك .
فالعبيد متقلبون بين توفيقه وخذلانه .
بل
العبد في الساعة الواحدة ينال نصيبه من هذا وهذا .
فيطيعه ويرضيه
ويذكره ويشكره
بتوفيقه له .
ثم
يعصيه ويخالفه ويسخطه
ويغفل عنه
بخذلانه له .
فهو دائر بين توفيقه وخذلانه .
فإن
وفقه فبفضله ورحمته .
وإن
خذله فبعدله وحكمته .
وهو
المحمود على هذا وهذا .
له أتم حمد وأكمله .
ولم يمنع العبد شيئًا هو له .
وإنما
منعه ما هو مجرد فضله وعطائه .
وهو
أعلم حيث يضعه وأين يجعله .
فمتى
شهد العبد المشهد هذا وأعطاه حقه
علم
شدة ضرورته وحاجته إلى التوفيق في كلِّ نَفَسٍ وكل لحظة وطرفة عين .
وأن
إيمانه وتوحيده بيده تعالى .
لو تخلى عنه طرفة عين
لَثُلَّ عرش توحيده ,
و
لَخَرَّت سماء إيمانه على الأرض .
وأن
الممسك له هوَ من يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه .
فَهِجِّيري قلبه ودأب لسانه
( يا
مقلب القلوب ثبت قلب على دينك
يا
مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك )
ودعواه
( يا
حي يا قيوم
يا
بديع السماوات والأرض
يا
ذا الجلال والإكرام .
لا إله إلا أنت
برحمتك أستغيث .
أصلح لي شأني كله .
ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين .
ولا إلى أحد من خلقك )
ففي هذا المشهد يشهد توفيق الله وخذلانه كما يشهد ربوبيته وخلقه .
فيسأله توفيقه مسألة المضطر .
ويعوذ به من خذلانه عياذ الملهوف .
ويلقي نفسه بين يديه سبحانه طريحًا ببابه مستسلمًا له
ناكسًا الرأس بين يديه خاضعًا ذليلًا مستكينًا
لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياةً ونشورًا ".
المرجع:
"مدارج السالكين .."
للإمام
ابن قيم الجوزية
– رحمه الله
والنقل
لطفا من هنا
[url=http://www.alrekab.com/vb/showthread.php?t=2864]http://www.alrekab.com/vb/showthread.php?t=2864[/url]
" وفق الله الجميع