خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    مشــهد الــــتوفيــق والــخذلان

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية مشــهد الــــتوفيــق والــخذلان

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 04.05.10 10:01


    مشــهد الــــتوفيــق والــخذلان
    مشــهد الــــتوفيــق والــخذلان 470674

    بسم الله الرحمن الرحيم




    قال العلامة شمس الدين ابن القيم
    - رحمه الله تعالى :



    " اجمع العارفون بالله :

    أن ( التوفيق )
    هو أن لا يكلك الله إلى نفسك

    و

    أن ( الخذلان )
    هو أن يخلي بينك وبين نفسك .



    فالعبيد متقلبون بين توفيقه وخذلانه .



    بل
    العبد في الساعة الواحدة ينال نصيبه من هذا وهذا .

    فيطيعه ويرضيه
    ويذكره ويشكره
    بتوفيقه له .

    ثم
    يعصيه ويخالفه ويسخطه
    ويغفل عنه

    بخذلانه له .



    فهو دائر بين توفيقه وخذلانه .

    فإن
    وفقه فبفضله ورحمته .

    وإن
    خذله فبعدله وحكمته .

    وهو
    المحمود على هذا وهذا .



    له أتم حمد وأكمله .

    ولم يمنع العبد شيئًا هو له .

    وإنما
    منعه ما هو مجرد فضله وعطائه .

    وهو
    أعلم حيث يضعه وأين يجعله .



    فمتى
    شهد العبد المشهد هذا وأعطاه حقه

    علم
    شدة ضرورته وحاجته إلى التوفيق في كلِّ نَفَسٍ وكل لحظة وطرفة عين .


    وأن
    إيمانه وتوحيده بيده تعالى .

    لو تخلى عنه طرفة عين

    لَثُلَّ عرش توحيده ,
    و

    لَخَرَّت سماء إيمانه على الأرض .



    وأن
    الممسك له هوَ من يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه .

    فَهِجِّيري قلبه ودأب لسانه

    ( يا
    مقلب القلوب ثبت قلب على دينك

    يا
    مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك )

    ودعواه

    ( يا
    حي يا قيوم

    يا
    بديع السماوات والأرض

    يا
    ذا الجلال والإكرام .

    لا إله إلا أنت

    برحمتك أستغيث .

    أصلح لي شأني كله .

    ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين .

    ولا إلى أحد من خلقك )

    ففي هذا المشهد يشهد توفيق الله وخذلانه كما يشهد ربوبيته وخلقه .

    فيسأله توفيقه مسألة المضطر .


    ويعوذ به من خذلانه عياذ الملهوف .

    ويلقي نفسه بين يديه سبحانه طريحًا ببابه مستسلمًا له

    ناكسًا الرأس بين يديه خاضعًا ذليلًا مستكينًا

    لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياةً ونشورًا ".



    المرجع:
    "مدارج السالكين .."

    للإمام
    ابن قيم الجوزية
    – رحمه الله

    والنقل

    لطفا من هنا
    [url=http://www.alrekab.com/vb/showthread.php?t=2864]http://www.alrekab.com/vb/showthread.php?t=2864[/url]



    " وفق الله الجميع

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 11:32