خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    مواعظ رائعة

    avatar
    أبوعبيدة الأثري الفلسطيني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 84
    العمر : 50
    البلد : فلسطين
    العمل : موظف حكومي
    شكر : 3
    تاريخ التسجيل : 02/07/2008

    الملفات الصوتية مواعظ رائعة

    مُساهمة من طرف أبوعبيدة الأثري الفلسطيني 03.05.10 10:46







    * قال ابن الجوزي
    رحمه الله - في صيدالخاطر (ص/22) :



    أعظم المعاقبة أن لا يحسَّ
    المعَاقَبُ
    بالعقوبة ، وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة ! ..



    كالفرحبالمال
    الحرام ، والتمكُّن من الذنوب ؛ومن هذه حاله لا يفوز بطاعةٍ .



    وإنيتدبَّرت أحوال أكثر العلماء والمتزهِّدين
    فرأيتهم في
    عقوباتٍ لايحسُّونبها ، ومعظمها من قِبَل طلبهم للرياسة .



    فالعالم منهم يغضب إن رُدَّ عليهخطؤُهُ
    ، والواعظ متصنِّعٌ بوعظه ! ، والمتزهِّدُ منافقٌ أو مراءٍ .







    فأوَّلُ عقوباتهم إعراضهم عن الحق
    ؛ اشتغالاً بالخلق
    .



    ومن خفيِّ عقوباتهم :سلب
    حلاوة المناجاة ولذَّة التعبُّد
    .



    إلاَّ رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات = يحفظ الله بهم
    الأرض ؛ بواطنهم
    كظواهرهم ؛ بل أجلى ، وسرائرهم كعلانيتهم ؛بل
    أحلى ، وهممهم عند الثريَّا؛
    بل أعلى ، إنْ عُرِفُوا تنكَّروا ، وإنرُئيت لهم كرامةٌ أنكروا .



    فالناس في غفلاتهم ، وهم في قطعفلواتهم !



    تحبُّهم بقاع الأرض ، وتفرحُ بهمأملاك
    السماء




    * قال أبو الفرج
    عبدالرحمن ابن الجوزي - رحمه الله - في صيد الخاطر
    (ص/80-83) :



    - قرأت
    هذه
    الآية
    : ( قل أرأيتمإن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على
    قلوبكم من
    إلهٌ غير الله يأتيكم به ) ؛فلاحتلي
    إشارةٌ كدتُ أطيش منها
    !!.



    وذلك :أنه إن كان عني بالآية نفس السمعوالبصر
    ؛ فإنَّ السمع آلةٌ لإدراك المسموعات ، والبصر آلةٌ لإدراك المبصرات؛ فهما يعرضان ذلك على القلب ، فيتدبَّر ويعتبر .



    فإذا عرضت المخلوقات على السمع والبصرأوصلا
    إلى القلب أخبارها من أنها تدلُّ على الخالق ، وتحمِلُ على طاعةالصانع
    ، وتحذِّر من بطشه عند مخالفته
    .







    وإن عنى معنى السمع والبصر فذلك يكون
    بذهولهما عن حقائق ماأدركا ؛ شُغلاً بالهوى ، فيعاقب الإنسان
    بسلب تلك الآلات ؛ فيرى وكأنه مارأى ، ويسمع وكأنه ما سمِعَ ، والقلب
    ذاهلٌ عما يتأدَّب به
    !!.



    فيبقى الإنسان خاطئاً على نفسه لايدري
    ما يُراد به ؛ لايؤثر عنده أنه يبلى ، ولا تنفعه موعظةٌ تجلى ، ولايدري
    أين هو ؟ ولا ما المراد منه ؟ ولا أين يحمل يحملُ ؟.



    وإنما يلاحظ بالطبع مصالح عاجلته
    ،ولا
    يتفكَّر في خسران آخرته ، لا يعتبر برفيقه ، ولا يتَّعظ بصديقه ، ولايتزوَّد
    لطريقه !!.



    - كما
    قال الشاعر :



    الناس
    في غفلةٍ
    والموت يوقظهم ومــايـفيقون حـتى يـنفد iiالـعمر



    يـشـيِّـعـونأهـالـيـهـم iiبـحـمـعهم
    ويـنظرون إلـى مـا فيه قدقُبِروا



    ويـرجـعونإلـىأحـلام iiغـفلتهم كـأنهم
    مـا رأوا شـيئاً ولا
    iiنظروا




    وهذه
    حال أكثر الناس ؛ فنعوذ بالله منسلب فوائد الآلات ؛فإنها
    أقبح الحالات .انتهى
    كلامه رحمه الله
    .



    =====================



    * قال أبو الفرج
    عبدالرحمن ابن الجوزي - رحمه الله - أيضاً
    في صيد الخاطر (ص/25) :



    تأملتالتحاسد بين العلماء فرأيت منشأه من
    حُبِّ الدنيا ؛ فإنَّ علماءالآخرةيتوادُّون و يتحاسدون ؛ كما قال الله
    عزوجل : ( ولا
    يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا) .



    وقالتعالى : ( والذينجاءوا من بعدهم
    يقولون ربنا أغفر
    لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا غلاًّ للَّذينآمنوا ) .



    -وقد
    كان أبو الدرداء يدعو كل ليلةٍلجماعةٍ من أصحابه .



    - وقال
    الإمام أحمد بن حنبل لولدالشافعي :أبوك منالستة الذين أدعو لهم كلليلة
    وقت السحر .







    والأمرالفارق بين الفئتين :



    -أنَّعلماء
    الدنيا ينظرون إلى الرئاسة فيها ، ويُحبُّون كثرة الجمعوالثناء .



    -وعلماء
    الآخرة بمعزلٍ من إيثار ذلك ،وقد كانوا يتخوَّفونه ، ويرحمون منبُلِيَ
    به .



    -وكان
    النخعي لا يستند إلى سارية
    !



    -وقال
    علقمة : أكره ان توطأ عقبي
    !



    -وكان
    بعضهم إذا جلس إليه أكثر منأربعةٍ قام عنهم !



    -وكانوا
    يتدافعون الفتوى ، ويحبُّونالخمول .



    -مثل
    القوم كمثل راكب البحر ، وقدخبَّ ؛ فعنده شغلٌ إلى أن يوقن بالنجاة .



    - وإنما
    كان بعضهم يدعو لبعضٍ ، ويستفيدمنه لأنهم ركبٌتصاحبوا فتوادَّوا .



    فالأيَّاموالليالي
    مراحلهم إلى سفر
    الجنة.
    انتهىكلامه رحمه الله .



    =====================



    *قال الإمامالحُجَّة أبو محمد علي بن أحمدبن سعيد بن حزم رحمه الله
    بواسع رحماته ، فيكتابه مداواة
    النفوس - الأخلاق والسير - (
    ص/66) :



    - منامتحن
    بالعجب فليفكِّر في عيوبه
    .



    - فإن
    أعجب بفضائله فليفتش ما فيه منالأخلاق الدنيئة .



    -فإن
    خفيت عليه عيوبه جملة ؛ حتى يظنأنه لا عيب فيه = فليعلم أن مصيبته إلى
    الأبد ، وأنه أتم الناس نقصاً ،وأعظمهم عيوبا ، وأضعفهم تمييزاً .



    - وأول
    ذلك أنه ضعيف العقل جاهل ، ولاعيب أشد من هذين ! ؛لأن
    العاقل هو من ميَّز عيوب نفسه ؛ فغالبها ، وسعى فيقمعها .







    - والأحمق
    هو الذي يجهل عيوب نفسه ؛ إمالقلة علمه وتمييزه وضعف فكرته ، وإما
    لأنه يقدر أن عيوبه خصال ، وهذا أشدعيب في الأرض .



    - وفي
    الناس كثير يفخرون بالزناواللياطة والسرقة والظلم ؛فيعجب
    بتأتي هذه النحوس له ، وبقوته على هذهالمخازي .



    - واعلم
    يقيناً أن لا يسلم إنسي من نقص ؛حاشا الأنبياء صلوات الله عليهم .



    - فمن
    خفيت عليه عيوب نفسه فقد سقط ،وصار من السخف والضعةوالرذالة
    والخسة وضعف التمييز والعقل وقلة الفهم ؛بحيث لا يتخلف عنهمتخلف
    من الأرذال ، وبحيث ليس تحته منزلة من الدناءة !.







    - فليتدارك
    نفسه ؛ بالبحث عن عيوبه ،والاشتغال بذلك عن الإعجاب بها ، وعن
    عيوب غيره التي لا تضرَّه لا فيالدنيا ولا في الآخرة .



    - وما
    أدري لسماع عيوب الناس خصلة إلاالاتعاظ بما يسمع المرءمنها
    ؛ فيجتنبها ، ويسعى في إزالة ما فيه منها ،بحول الله تعالى وقوته .



    - وأما
    النطق بعيوب الناس فعيب كبير ،لا يسوغ أصلاً ، والواجب اجتنابه ؛ إلا
    في نصيحة من يتوقَّع عليه الأذىبمداخلة المعيب ، أو على سبيل تبكيت
    المعجب فقط في وجهه ، لا خلف ظهره ، ثميقول للمعجب : ارجع إلى نفسك ، فإذا
    ميَّزْتَ عيوبها ، فقد داويت عجبك .







    - ولا
    تمثل بين نفسك وبين من هو أكثرعيوباً منها ؛ فتستسهل الرذائل ، وتكون
    مقلداً لأهل الشر ، وقد ذُمَّ تقليدأهل الخير ؛ فكيف تقليد أهل الشر ؟!



    - لكن
    مثل بين نفسك وبين من هو أفضل منك؛
    فحينئذ يتلف عجبك ،
    وتفيق من هذا الداء القبيح ، الذي يولد عليكالاستخفاف
    بالناس !! وفيهم
    بلا شك من هو خير منك !! فإذا استخففت بهم بغيرحق
    استخفوا بك بحق ! ؛ لأنالله تعالى يقول : ( وجزاء سيئة سيئة
    مثلها
    ) .



    - فتولد
    على نفسك أن تكون أهلاًللاستخفاف بك ، بل علىالحقيقة
    مع مقت الله عز وجل ، وطمس ما فيك من فضيلة .







    -واعلم
    أن كثيراً من أهل الحرص على العلم يجدون القراءةوالإكباب على الدروس والطلب ، ثم لا
    يرزقون منه حظاً !؟!.



    - فليعلم
    ذو العلم أنه لو كان بالإكبابوحده لكان غيره فوقه ، فصح أنه موهبة من
    الله تعالى ، فأي مكان للعجب هاهنا ؟!!.



    - ماهذا
    إلا موضع تواضع ، وشكر للهتعالى ، واستزادة من نعمه واستعاذة منسلبها .



    - ثمتفكر
    أيضاً في أن ما خفي عليكوجهلته من أنواع العلم ، ثم من أصناف
    علمك
    الذي تختص به ، فالذي أعجبتبنفاذك فيه أكثر مما تعلم من ذلك ، فاجعل
    مكان
    العجب استنقاصاً لنفسك ،واستقصاراً لها فهو أولى .







    - وتفكَّر
    فيمن كان أعلم منك ؛ تجدهمكثيراً ، فلتهن نفسك عندك حينئذ .



    - وتفكر
    في إخلالك بعلمك ، وأنك لا تعملبما علمت منه ؛فلعلمك عليك حجة حينئذ ، ولقد كان أسلم
    لك لو لم تكن
    عالماً
    .



    - واعلم
    أن الجاهل حينئذ أعقل منك وأحسنحالا وأعذر فليسقط عجبك بالكلية .



    - وإن
    أعجبت بجاهك في دنياك فتفكر فيمخالفيك وأندادك ونظرائك، ولعلهم أخساء وضعفاء سُقَّاط ؛- فاعلمأنهم أمثالك فيما أنت فيه ،ولعلهم
    ممن يستحيا من التشبه بهم ؛ لفرطرذالتهم وخساستهم ، في أنفسهموأخلاقهم
    ومنابتهم ؛ فاستهن بكل منزلة شارككفيها من ذكرت لك .. .انتهى كلامه
    رحمه الله




      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 3:45