خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    نجاحنا و قوتنا في و حدتنا على عقيدتنا و منهجنا

    avatar
    أبوعبيدة الأثري الفلسطيني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 84
    العمر : 50
    البلد : فلسطين
    العمل : موظف حكومي
    شكر : 3
    تاريخ التسجيل : 02/07/2008

    الملفات الصوتية نجاحنا و قوتنا في و حدتنا على عقيدتنا و منهجنا

    مُساهمة من طرف أبوعبيدة الأثري الفلسطيني 01.04.10 16:58



    بسم الله الرحمن
    الرحيم




    نجاحنا و قوتنا في و حدتنا على عقيدتنا و
    منهجنا





    الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام
    على نبينا محمد , و على آله و صحبه أجمعين
    .

    إنّ مما تعاني منه الأمة الإسلامية , التفرق و الاختلاف في عقيدتها و
    منهجها الذي أدّى إلى الضعف و التعـصـب و التقليد
    و اتباع
    العوائد السيئة التي كانت سبباً في تمزيق الأمة شيعاً و أحزاباً, و كلُّ
    ذلك
    أثّر في وحـدة الأمـة , و ساهم في تمزيقها و تشتيتها و تفريقها و إضعافها , و
    زوال
    مكانتها و هيبتها بين الأمم
    .

    إنّ هذه المنهجية الخاطئة أدت إلى ظهور
    الفرق , و اختلاف المناهج و العقائد و التصورات و القيم ,لأنّ أصحاب هذا
    المنهج
    الفاسد قدّموا أهواءهم على الشرع , ثم حاولوا جاهدين أنْ يستدلوا على
    أهوائهم
    و تفرقهم بتحريفهم للنصوص و الأدلة الشرعية لتوافق ما هم عليه من البدع و
    الأهواء
    , و اعتمدوا على آرائهم و عقولهم في تقرير ما هم عليه من الباطل
    .

    إنّ اتباع الأهواء شتت جهوداً ضخمة , و أمرض
    قلوباً كانت حية , و نتج عن تفشيه نتائج و خيمة و
    أمور
    جسيمة
    .

    و إذا كانت هذه الفرقة هي طريق الانحطاط التي كان لها الأثر المباشر في
    تمزيق الأمة و تفريقها و اختلافها , ففي اتحاد الأمة و اتفاقها على أسس متينة من
    دينها
    و اعتصامها بكتاب ربها , و سنة نبيها و تحقيق الأخوّة الإيمانية فيما بينها
    , قال تعالى
    :"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ
    "



    (103 سورة آل عمران)



    و قال تعالى :"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
    إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ
    لَعَلَّكُمْ
    تُرْحَمُونَ
    "



    (10 سورة الحجرات)



    فهذا الإسلام بعقيدته الصحيحة
    و منهجه السليم , جعل الأمم و الشعوب التي دخلت فيه أمة واحدة مترابطة
    ترابط
    الجسد الواحد , لا فرق بين العربي و العجمي ,إلا بالتقوى , قال تعالى:" {يَا
    أَيُّهَا
    النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ
    شُعُوبًا
    وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
    إِنَّ
    اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
    "



    (13سورة الحجرات)



    و قال – صلى الله عليه و سلم-
    :"ألا فضل
    لعربي على أعجمي و لا لعجمي على
    عربي و لا لأحمر على أسود و لا لأسود على أحمر إلا
    بالتقوى " ( رواه الإمام
    أحمد و إسناده صحيح
    )

    و قال- صلى الله عليه و سلم - :"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه
    بعضاً
    "



    ( متفق عليه )



    و قال – صلى الله عليه و سلم – لا تباغضوا
    و لا تقاطعوا و لا تدابروا و لا تحاسدوا و كونوا عباد الله إخوانا كما
    أمركم
    الله , و لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام
    "



    ( متفق عليه )



    قال الشيخ ابن عثيمين– رحمه اللهفي شرح
    الحديث :" لا تسعوا بأسباب البغضاء , و إذا وقع في قلوبكم بغض لإخوانكم
    فاحرصوا
    على إزالته و قلعه من القلوب
    "



    ( شرح الأربعين
    النووية ص 484
    )



    و قال الإمام ابن دقيق العيد –
    رحمه الله - :"أي تعاملوا و تعاشروا
    معاملة
    الإخوة و معاشرتهم في المودة و الرفق و الشفقة و الملاطفة و التعاون في
    الخير
    مع صفاء القلوب و النصيحة بكل حال
    "



    ( المصدر نفسه ص
    498
    )



    و قال العلاّمة السعدي – رحمه الله
    - :" فعلى المؤمنين أن يكونوا
    متحابين
    متصافين غير متباغضين و لا متعادين , يسعون جميعاً لمصالحهم الكلية التي
    بها
    قوام دينهم و دنياهم , و لا يتكبر شريف على وضيع , و لا يحتقر أحدٌ فيهم أحداً
    " ( المصدر نفسه ص
    499
    )

    و قال – صلى الله عليه و سلم - :" لا تختلفوا فإنّ مَنْ كان قبلكم
    اختلفوا فهلكوا
    "



    ( رواه البخاري )



    إنّ المنهج النبوي هو طريق الوحدة
    و
    التعاون
    و التآخي بين المسلمين , و الاجتماع على البِر و التقوى طريق أهل السنة و
    الجماعة
    , الذين التزموا في كافة أمورهم بما كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم
    و أصحابه
    مِنْ بعده , عقيدةً و منهجاً و علماً و سلوكاً و أخلاقاً و آداباً و عبادة
    و
    معاملة
    .

    و الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة, هما الميزان على الأقوال و الأعمال و
    المعتقدات و المناهج , و لا يتم اللقاء إلا بالإيمان بهما و تطبيقهما
    .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -
    :" إنّ ما وافق كتاب الله و سنة رسوله الثابتة عنه
    , و ما كان عليه أصحابه فهو حق , و
    ما خالف ذلك فهو باطل
    "



    ( الفتاوى 11 /
    582
    )



    و لا يمكن أن تتحقق وحدة المسلمين
    و
    قوتهم
    ما لم تجمعهم عقيدة و منهج الأنبياء و الرسل , فهذا السبيل هو الذي يصلح لجمع
    شتات
    المسلمين , و القضاء على الفرقة و المناهج الحادثة , و هذا يتطلب من كل مسلم
    نبذ
    المذاهـب و العقائد المخالفة لما كان عليه سلف الأمة , لأن العقيدة تشكل أساساً
    مهماً
    في بنا الفرد و المجتمع , فإذا كانت العقيدة فاسدة مشوهة , فإنّ البناء لا
    يستقيم
    و لا يستطيع أن يواجه الأعاصير و الفتن حتى ينهار
    .

    فبهذه العقيدة, و هذا المنهج الرباني
    يتحقق التعاون و الإيثار و الرحمة و العفو و التسامح و التـكافـل و التـآزر
    و
    التزاور و التناصح بين الإخوة و الأحباب
    .

    فإذا أخلص الإنسان , و تجرد لله- تبارك و تعالى- , و تدبر كتاب الله و
    سنة رسوله
    صـلى الله عـليه
    و سـلم
    و
    اتبع سبيل السلف
    الصالح , و اختار الرفقة الصالحة
    التي تعينه على طاعة الله , تحققت الأخوّة بين
    أفراد
    المسلمين , و قويت شوكتهم , و توارثوا الصدق و المودة و الاحترام و الثقة
    المتبادلة .

    فإذا اختلفنا في العقيدة و المنهج , و الكل منا
    يؤمن بما هو عليه , فلا يمكن أن يسود الإخاء و التعاون و التناصر و
    التناصح
    و التزاور , و أصبح الكل منا ضحية لأنانيته و أهوائه, من أجل ذلك جعل
    الرسولصلى الله عليه و سلم العقيدة
    هي أساس الأخوة التي
    جمع عليها أفئدة الصحابة – رضي
    الله عنهم – دون الاعتبار لأي فارق إلا فارق التقوى
    و العمل
    الصالح
    .

    و هذه العقيدة كانت حقيقة عملية تتصل
    بواقع الحياة و العلاقات القائمة بين الأنصار و
    المهاجرين
    , فكانت من أسباب قوتهم و نصرة الله لهم
    .

    فصحة العقيدة و سلامة المنهج هما سر قوة الأمة
    , ومفتاح نجاحها و سعادتها , و هما الدواء الشافي لمن ابتُليَ بشيء من
    الهوى
    و حب الظهور و الشهرة
    .

    فتربية النفس على التقوى و الخشية من الله –
    تعالى - ,و محاسبتها دائماً فيما يصدر منها , و الإكثار من استشارة أهل
    العلم
    , و استنصاح الآخرين من طلاب العلم الثقات , أصحاب الآراء الصحية الصائبة , و
    عدم
    الاستعجال في إصدار الأحكام , و الحذر من ردود الأفعال التي قد يكون فيها إفراط
    و
    تفريط و غـلو أو تقـصير , و جهل و بغي و عدوان و ظلم , فبهذه التربية يتجنب
    المسلم
    أسباب الفرقة و الاختلاف و مضلات الفتن
    .

    و حتى لا تضعف شوكتنا , و تفشل دعوتنا ,
    لابد أن نجتمع بعقيدتنا و منهجنا على دين الله متحابين , متعاونين على
    الخير
    , و ما سوى شرع الله موزون و ليس بميزان , و محكوم و ليس بحاكم , و العصمة
    حينئذٍ
    في التمسك بالسنة و عدم التنازع فيما بيننا
    .

    قال تعالى :"وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ
    تَنَازَعُواْ
    فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ
    رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
    "



    (46سورة الأنفال)



    وأنّ ما
    عليه أهل الأهواء و البدع
    , و الغلاة من المتنطعين , مِن
    الأسباب التي ساهمت في نشأة كثير مِن الفرق الضالة و
    الطوائف
    المنحرفة , لأنّ أصحابها قدّموا أهواءهم على الشرع , و اعتمدوا على آرائهم
    و
    عقولهم القاصرة,لأجل ذلك كان علماء السلف يطلقون عليهم أهل الأهواء و البدع , و
    ما
    كان مِنْ أهل السنة و الجماعة إلا التمايز عنهم و الاجتماع على الدليل الصحيح
    الذي
    يجمِّع و لا يفرِّق , و أنّ أي شيء لم يقم عليه دليل و لا برهان , فإنّه باطل
    مرفوض .

    فعلينا جميعاً أنْ نسعى جاهدين إلى وحدة
    الكلمة , و جمع القلوب , وأنْ نتلطف بالمسلمين لنأخذ بأيديهم إلى بر الأمان
    , فنكون
    بذلك قد حققنا قول الله – عزّ و جلّ - :"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
    فَأَصْلِحُوا
    بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
    " (10سورة الحجرات)



    و
    آخر
    دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



    كتبه



    سمير المبحوح



    16 / ربيع الآخر
    / 1431 هـ



     


      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 12:49