بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
نبدأ وعلى بركة الله
كتاب:
البيان الصحيح لدين المسيح
أ. ياسر جبر
السلام عليكم ورحمة الله
نبدأ وعلى بركة الله
كتاب:
البيان الصحيح لدين المسيح
أ. ياسر جبر
أ- وجهة النظر المسيحية: خلق الله آدم وحواء ووضعهما في الجنة، وأعطاهما الحرية للاختيار بين الصواب والخطأ، فاختارا الخطأ وهو ارتكاب الخطيئة. فخطيئة آدم وحواء أدت إلي طردهما من الجنّة بالإضافة إلى معاناة تأثير الموت كنتيجة لخطئهما، وورثت الطبيعة البشرية طبيعة فاسدة جرَاء هذه الخطيئة. والله في المسيحية هو إله واحد وحيد في كل الوجود، خلق الكون و الأرض، وخلق آدم وحواء. والله في المسيحية ثلاثة أقانيم :(آب ، ابن، روح قدس)، وكلمة "أقنوم" تعني:خاصية أو شخصًا، ولذلك فالله في المسيحية هو واحد في ثالوث، ويسوع المسيح هو الأقنوم الثاني من الثالوث. وتجلت رحمة الله بأن سمح بمجيء المُخلص ليفتدي البشرية من العقوبة الشديدة وهى الموت، (الموت عندهم هو الخروج من رحمة الله )؛ وذلك نتيجة لعصيان آدم وحواء لله بالأكل من الشجرة ، فجاء المسيح المُخلص ليُِخلص البشرية من حكم الموت الأبدي ، وقام المسيح من الموت بكامل قدرته بعدما مات على الصليب . والمسيح هو الأقنوم الثاني ( الابن ) الذي تجسد أي ( أخذ جسد إنسان ) وفي تجسده هذا لم يفارق لاهوته أي (خواصه الإلهية) ناسوته أي (خواصه الجسدية) لحظة واحدة ، فلهذا هو مستحقّ للعبادة والصلاة . قوانين الإيمان : قوانين الإيمان هي التي تبين أصول الاعتقاد المسيحي وما اتفق عليه الآباء الأوائل. قانون الإيمان النيقاوي : اعتمد بمجمع "نيقية" سنة 325 م . نؤمن بإله واحد "آب" ، خالق السماء والأرض، كل ما يرى وما لا يرى ، وبربٍّ واحدٍ وهو يسوع المسيح "ابن اللـه" الوحيد ، المولود من "الآب" قبل كل الدهور، إله من إله، و نور من نور، و إله حق من إله حق ، مولودٌ غير مخلوق، مساوٍ "للآب" في الجوهر، الذي به كان كل شيء، والذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد بروح القدس من مريم العذراء ، وصار إنسانًا و صُِِلب عنا على عهد بيلاطس البنطي، تألـم ومات وقُبر، وقام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب ، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين "الآب" وسيأتي أيضًا بمجدٍ عظيم ليدين الأحياء والأموات الذي لا فناء لملكه. قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني : أضيفت الفقرة التالية لقانون الإيمان النيقاوي السابق وذلك عام 381 م بمجمع القسطنطينية الأول لتؤكد ألوهية الروح القدس، وتم تغيير اسمه إلى "قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني" . ...وبالروح القدس الرب المحيي المنبثق من "الآب" و"الابن" الذي هو مع "الآب" و"الابن" يُسجد له ويُمجد، الناطق بالأنبياء، وبكنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسولية، ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا، وننتظر قيامة الأموات والحياة في الدهر الآتي. ملخص الاعتقاد المسيحي : يتلخص الاعتقاد المسيحي في أن آدم عليه السلام أخطأ فطرده الله من الرحمة ( حكم عليه بالموت )، وأصبحت البشرية كلها ملوثة بالخطيئة التي اقترفها آدم بأكله من الشجرة . ومن رحمة الله أنه أرسل ابنه الوحيد ليقٌتل على الصليب ليفتدي البشر ويزيل عنها خطيئة آدم ، وتجسد الابن في رحم مريم العذراء وتمت ولادته مرة ثانية . ولد أولاً من الله قبل كل الخلائق حسب قانون الإيمان ولادة غير جسدية ، وولد ثانياً من مريم العذراء التي ولدته إلها وإنسانا وتم اعتبار السيدة مريم"أم الإله" . وطهر "الروح القدس" مريم من الخطيئة قبل الولادة حتى يكون المولود بدمٍ صافٍ نقيّ طاهر فيكون خير ما يقدم كفداء للبشرية . أسس العقيدة النصرانية : 1- الخطيئة الأصلية (خطيئة آدم) ومبدأ توارث الخطيئة . 2- الله هو واحد ولكن عبارة عن ثالوث . 3- ألوهية المسيح وألوهية الروح القدس . 4 - تجسد الإله وتحمله آلام الصلب والموت ليخلص ويفتدي البشرية ثم قيامته من الأموات وصعوده للسماء . |
ب- المسيحية من وجهة النظر الإسلامية : تعتبر المسيحية – باعتبار المصطلح الشائع - في الإسلام هي الرسالة التي أُنزلت على عيسى عليه السلام ، مكمِّلة لرسالة موسى عليه الصلاة والسلام ، ومتممة لما جاء في التوراة من تعاليم موجهة إلى بني إسرائيل ، داعية إلى التوحيد والفضيلة والتسامح . بعدما زاغ بنو إسرائيل عن شريعة موسى عليه السلام وغلبت عليهم النزعات المادية , افترقوا بسبب ذلك إلى فرق شتى ، فمنهم من كان يؤمن بأن غاية الإنسان هي الحياة الدنيا ، ومنهم من يعتقد أن الثواب والعقاب إنما يكونان في الدنيا فقط . كما شاع فيهم تقديم القرابين والنذور للهيكل ؛ رجاء الحصول على المغفرة ، وفشا الاعتقاد بأن رضا الأحبار والرهبان ودعاءهم يضمن لهم الغفران لذا فسدت عقيدتهم وأخلاقهم. فأرسل الله عبده ورسوله عيسى ابن مريم عليه السلام ، وكانت أمه البتول مريم ابنة عمران عابدة مخلصة لله تعالى ، حملت به من غير زوج بقدرة الله تعالى ، وأنطقه الله تعالى في المهد دليلاً على براءة أمه من بهتان بني إسرائيل لها بالزنا ، فجاء ميلاده حدثًا عجيبًا على هذا النحو ليلقي بذلك درساً لبني إسرائيل الذين غرقوا في الماديات ، وفي ربط الأسباب بالمسببات ، ليعلموا بأن الله تعالى على كل شيء قدير. بعثه الله نبيًّا إلى بني إسرائيل وأنزل الله تعالى عليه الإنجيل ، كما أيَّده الله تعالى بعدد من المعجزات الدالة على نبوته ، فكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرًا بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله . وتآمر اليهود على قتله وأرسلوا الجند وراءه ، فاختفى عيسى وأصحابه، إلا أن أحد أصحابه دلّ جند الرومان على مكانه ، فألقى الله تعالى شبه عيسى عليه الصلاة والسلام وصورته عليه ، ويقال: إنه يهوذا الإسخريوطي ، وقيل: إنه واحد آخر من الحواريين ، وقيل: إنه باختياره تطوع بأن يفتدي المسيح، فنُفِّذ حكم الصلب فيه بدلاً من عيسى عليه الصلاة والسلام حيث نجاه الله ورفعه إليه. وانقسم النصارى بعد المسيح , واختفى إنجيل المسيح , وتمت كتابة العديد من الأناجيل ، كما ظهرت طوائف تنادي بألوهية المسيح عليه السلام وتعارضت مع من ينادون بالتوحيد . وأقيمت بعد ذلك مجامع لتحكم في هذا الأمر فتم إقرار الألوهية للمسيح عليه السلام عام 325 م ، وتم إقرار ألوهية الروح القدس عام 381 م . فأرسل الله تعالى محمدًا عليه الصلاة والسلام متمَّمًا للرسائل السماوية ، فكان بذلك آخر الأنبياء والمرسلين . |