قال فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي حفظه الله :
... حذر علماء الإسلام من الرافضة أشد ما يكون التحذير وذموهم بما لم يذموا به طائفة أخرى
وما ذلك إلا لما اطّلعوا عليه من عظيم خطرهم على الأمة ...
فعن عامر الشعبي أنه قال : ( احذركم الأهواء المضلة ، وشرّها الرافضة ... ) ...
وقال القاسم بن سلام : ( عاشرت الناس ، وكلمت أهل الكلام ، وكذا ، فما رأيت
أوسخ وسخاً ، ولا أقذر قذراً ، ولا أضعف حجة ، ولا أحمق ، من الرافضة ) ...
أن للرافضة في دعوتهم أساليب ماكرة ...فمن أساليبهم ...
إطلاقهم الألقاب أو الكنى التي اشتهر بها علماء أهل السنة
على بعض علمائهم تلبيساً على الناس
وبالتالي قد ينسب الناس لذلك الامام المشهور أقوال ذلك الرافضي
مثل : إطلاقهم ( السدّي ) على أحد علمائهم وهو : ( محمد بن مروان )
موافقة للإمام المشهور وهو : ( إسماعيل بن عبد الرحمن السدي )
ففرّق العلماء بينهم بإطلاق ( السدّي الكبير ) : على الإمام السني . وأطلقوا ( السدّي الصغير ) على الرافضي
وإن كان حصل لبعض الناس لبس في ذلك
فنسب ذلك الإمام الجليل للتشيع وهو منه برئ
وكإطلاقهم ( الطبري ) على ( محمد بن رستم ) أحد علمائهم وتكنيته بأبي جعفر
مضاهاةً للإمام الجليل : ( محمد بن جرير الطبري ) فاجتمع معه في الاسم ، والكنية واللقب
فلبسوا بذلك تلبيساً عظيماً
حتى إن الإمام الحافظ : أحمد بن علي السليماني نسب الإمام الطبري للرفض
وهو من أبعد الناس عن ذلك ، لكن السليماني اختلط عليه الإمام بالرافضي
وقد أشار إلى ذلك الذهبي – رحمه الله
وكذلك إطلاقهم على أحد علمائهم المسمى بعبد الله : ( ابن قتيبة )
مشابهة بعبد الله بن مسلم بن قتيبة ، من كبار علماء أهل السنة وثقاتهم
وزيادة في التلبيس قام هذا الرافضي بتأليف كتاب سماه ( المعارف )
على غرار كتاب ( المعارف ) لابن قتيبة – رحمه الله –
ومن أساليبهم أيضاً : أنهم يؤلفون بعض الكتب وينسبونها إلى أحد أئمة أهل السنة ...
كالمختصر المنسوب إلى الإمام مالك
الذي صنفه أحد الشيعة فذكر فيه أن مالك العبد يجوز له أن يلوط به
ومن مكايدهم : أنهم يزيدون بعض الابيات في شعر أحد أئمة أهل السنة
مما يؤذن بتشيعه
كما ألحق بعض الرافضة المتقدمين بما نسب إلى الإمام الشافعي من أبيات فيها
يا ركباً قف بالمحصب من منى
واهتف بساكن خيفها والناهض
فألحق الرافضي بها :
قف ثم ناد بأنني لمحمد
ووصيه وبنيه لست بباغض
أخبرهم أني من النفر الذي
لولاء أهل البيت لست بناقض
وقل ابن إدريس بتقديم الذي
قدّمتموه على عليّ ما رضي
ولا يخفى ما في هذه الأبيات من الركاكة
التي تقطع ببطلان نسبتها إلى الإمام الشافعي - رحمه الله – ...
والرافضة في هذا العصر ، قد أحدثوا حيلاً جديدة لاصطياد من لا علم عنده من أهل السنة ...
فمن ذلك ما أحدثوه من دعوة التقريب بين السنة والشيعة ...
وما هذه الدعوة إلا ستار جديد للدعوة للرفض
ونشر هذه العقيدة الفاسدة بين صفوف أهل السنة ...
ثم إنه في السنوات الأخيرة وبعد فشل دعوة التقريب ، رأينا الرافضة تظهر بوجهها الحقيقي
في أسلوب ماكر جديد ، ممثلة في رجل مجهول لا يعرف له ذكر في العلم
فادّعى أنه كان سنياً وأن الله هداه إلى عقيدة الرفض
ثم أخذ يصحح عقيدة الرافضة ، ويدعوا لها ويطعن في عقيدة أهل السنة ...
هذا الرجل معروف باسم الدكتور محمد التيجاني السماوي ...
وكتبه هي :
ثم اهتديت / لأكون مع الصادقين / فسألوا أهل الذكر / الشيعة هم أهل السنة
... ولا أستبعد أن يكون للخوئي والصدر وغيرهما من علماء الرافضة المعاصرين
اليد الطولى في أصل فكرة وضع هذه الكتب ، والمشاركة في تأليفها
خصوصاً وأن المؤلف صرح بأنه إنما شرع في البحث بعد اتصاله بهم في العراق
وتزويدهم له بكمية كبيرة من كتب الرافضة
ثم إني بعد تأمل هذه الكتب وما حوته من تضليل وتلبيس
وما بلغني أيضاً من سعي الرافضة في طباعتها وترجمتها إلى عدة لغات ...
عقدت العزم على الرد عليها
وكشف زيفها وتهافتها نصحاً للأمة ودفاعاً عن السنة ...
وها هو ذا الرد على الكتاب الأول من هذه الكتب ، وهو كتاب " ثم اهتديت " ...
وقد سميت كتابي هذا ( الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال ) ...
ــــــــــــــ
الرفض في اللغة هو :
الترك ، يقال رفضت الشيء : أي تركته
والرافضة في الاصطلاح :
هي إحدى الفرق المنتسبة للتشيع لآل البيت
مع البراءة من أبي بكر وعمر ، وسائر أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –
إلا القليل منهم وتكفيرهم لهم وسبهم إياهم
... يرى جمهور المحققين أن سبب اطلاق هذه التسمية على الرافضة :
لرفضهم زيد بن علي وتفرقهم عنه بعد أن كانوا في جيشه ...
وذهب الأشعري في قول آخر : إلى أنهم سموا بالرافضة لرفضهم إمامة الشيخين ...
والرافضة اليوم يغضبون من هذه التسمية ولا يرضونها ...
يقول محسن الأمين : ( الرافضة لقب ينبز به من يقدم علياً رضي الله عنه في الخلافة
وأكثر ما يستعمل للتشفي والانتقام )
ولهذا يتسمون اليوم بـ ( الشيعة ) وقد اشتهروا بهذه التسمية ...
وفي الحقيقة إن الشيعة مصطلح عام يشمل كل من شايع علياً – رضي الله عنه –
وقد ذكر أصحاب الفرق والمقالات أنهم ثلاثة أصناف :
غالية :
وهم الذين غلوا في عليّ – رضي الله عنه – ولربما أدعوا فيه الألوهية أو النبوة
ورافضة :
وهم الذين يدعون النص على استخلاف
ويتبرؤون من الخلفاء قبله وعامة الصحابة
وزيدية :
وهم اتباع زيد بن علي ، الذين كانوا يفضلون علياً على سائر الصحابة
ويتولون أبا بكر وعمر
فاطلاق " الشيعة " على الرافضة من غير تقييد لهذا المصطلح غير صحيح
لأن هذا المصطلح يدخل فيه الزيدية ، وهم دونهم في المخالفة وأقرب إلى الحق منهم
بل إن تسميتهم " بالشيعة " يوهم التباسهم بالشيعة القدماء الذين كانوا في عهد
عليّ – رضي الله عنه – ومن بعدهم ؛ فإن هؤلاء مجمعون على تفضيل الشيخين على
عليّ – رضي الله عنه – وإنما كانوا يرون تفضيل عليّ على عثمان
وهؤلاء وإن كانوا مخطئين في ذلك إلا أن فيهم كثيراً من أهل العلم
ومن هو منسوب إلى الخير والفضل ..
زعم المؤلف أن اختلاف الصحابة هو الذي حرم الأمة العصمة
وأدى إلى تفريقها وتمزيقها
( والرد عليه )
قال ... : ( والمشكل الاساسي في كل ذلك هو الصحابة
فهم الذين اختلفو في أن يكتب لهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذلك الكتاب ... )
... والجواب على هذا :
إن قوله هذا باطل ، وهو يعني أن الرسول – صلى الله عليه وسلم –
قد ترك تبليغ أمته ما فيها عصمتها من الضلال
ولم يبلغ شرع ربه لمجرد اختلاف أصحابه عنده
حتى مات على ذلك ...
وإذا كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – مبرأ من ذلك
ومنزهاً بتزكية ربه له في قوله : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنِتُّم
حريص عليهم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) . فوصفه بالحرص على أمته : أي هدايتهم
ووصول النفع الدنيوي والآخروي لهم ذكره ابن كثير في تفسيره ...
ولو قدر أنه تركه في ذلك الوقت لتنازعهم عنده لمصلحة رآها
فما الذي يمنعه من أنه يكتبه بعد ذلك
وقد ثبت أنه عاش بعد ذلك عدة أيام
فقد كانت وفاته – عليه الصلاة والسلام – يوم الإثنين على ما جاء مصرحاً به في رواية أنس في الصحيحين
وحادثة الكتاب يوم الخميس بالاتفاق
فإن أبى الرافضي إلا جدالاً ، وقال : خشي أن لا يقبلوه منه ، ويعارضوه فيه
كما تنازعوا عنده أول مرة
قلنا : لا يضره ذلك وإنما عليه البلاغ كما قال تعالى :
( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً )
فإذا ثبت هذا باتفاق السنة والرافضة
أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يكتب ذلك الكتاب حتى مات
علمنا أنه ليس من الدين الذي أمر بتبليغه ...
ولِما دل عليه القرآن من أن الله قد أكمل له ولأمته الدين
فأنزل عليه قبل ذلك في حجة الوداع :
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً ) ...
فإذا تقرر بطلان ما يدعي هذا الرافضي ...
فليعلم بعد هذا أن الذي أراده الرسول – صلى الله عليه وسلم –
من كتابة ذلك هو أن يكتب لهم كتاباً يبين فيه فيمن تكون الخلافة من بعده
كما ذكر ذلك العلماء ...
قال شيخ الاسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
( ولم تكن كتابة الكتاب مما أوجبه الله عليه أن يكتبه أو يبلغه في ذلك الوقت
إذ لو كان كذلك لما ترك صلى الله عليه وسلم ما أمره الله به
لكن ذلك مما رآه مصلحة لدفاع النزاع في خلافة أبي بكر
ورأى أن الخلاف لابد أن يقع )
وقال في موضع آخر : ( وأما قصة الكتاب الذي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يريد أن يكتبه
فقد جاء مبيناً كما في الصحيحين عن عائشة – رضى الله عنها – قالت :
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مرضه :
( ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً ، فإني أخاف أن يتمنى متمن
ويقول قائل : أنا أولى
ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ) ...
ــــــــــــ
وأما قوله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث : ( لن تضلوا بعدي )
فيقول الدهلوي في توجيهه : " فإن قيل : لو لم يكن ما يكتب أمراً دينياً فلم قال :
( لن تضلوا بعدي ؟ )
قلنا :
للضلالة معان ، والمراد به ههنا عدم الخطأ في تدبير الملك وهو إخراج المشركين من جزيرة العرب
وإجازة الوفد بنحو ما كان يجيزه
وتجهيز جيش أسامة منه
لا الضلالة والغواية عن الدين
ـــــــــــ
وأما قوله : ( وهم الذين اختلفوا في الخلافة ... )
فالجواب على هذا :
... ثلاث مسائل مقررة عند أهل العلم والتحقيق من أهل السنة
يندفع بها ما يثيره هؤلاء المغرضون من شبه
حول الفتنة التي حصلت في زمن الصحابة – رضي الله عنهم – في خلافة عليّ وهي :
المسألة الأولى : أن الخلاف الذي حصل بينهم لم يكن حول الخلافة
ولم ينازع علياً - رضي الله عنه – أحد من مخالفيه فيها
ولم يدّعِ أحد منهم على الإطلاق أنه أولى بالخلافة من عليّ
المسألة الثانية : أن الخلاف بينهم إنما هو في تعجيل قتل قتلة عثمان أو تأخيره
مع اتفاقهم على وجوب تنفيذ ذلك
المسألة الثالثة : أنهم مع اختلافهم لم يتهم بعضهم بعضاً في الدين
وإنما يرى كل فريق منهم أن مخالفة مجتهد متأول
يعترف له بالفضل في الإسلام
والصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ...
ــــــــــــ
يتبع...
... حذر علماء الإسلام من الرافضة أشد ما يكون التحذير وذموهم بما لم يذموا به طائفة أخرى
وما ذلك إلا لما اطّلعوا عليه من عظيم خطرهم على الأمة ...
فعن عامر الشعبي أنه قال : ( احذركم الأهواء المضلة ، وشرّها الرافضة ... ) ...
وقال القاسم بن سلام : ( عاشرت الناس ، وكلمت أهل الكلام ، وكذا ، فما رأيت
أوسخ وسخاً ، ولا أقذر قذراً ، ولا أضعف حجة ، ولا أحمق ، من الرافضة ) ...
أن للرافضة في دعوتهم أساليب ماكرة ...فمن أساليبهم ...
إطلاقهم الألقاب أو الكنى التي اشتهر بها علماء أهل السنة
على بعض علمائهم تلبيساً على الناس
وبالتالي قد ينسب الناس لذلك الامام المشهور أقوال ذلك الرافضي
مثل : إطلاقهم ( السدّي ) على أحد علمائهم وهو : ( محمد بن مروان )
موافقة للإمام المشهور وهو : ( إسماعيل بن عبد الرحمن السدي )
ففرّق العلماء بينهم بإطلاق ( السدّي الكبير ) : على الإمام السني . وأطلقوا ( السدّي الصغير ) على الرافضي
وإن كان حصل لبعض الناس لبس في ذلك
فنسب ذلك الإمام الجليل للتشيع وهو منه برئ
وكإطلاقهم ( الطبري ) على ( محمد بن رستم ) أحد علمائهم وتكنيته بأبي جعفر
مضاهاةً للإمام الجليل : ( محمد بن جرير الطبري ) فاجتمع معه في الاسم ، والكنية واللقب
فلبسوا بذلك تلبيساً عظيماً
حتى إن الإمام الحافظ : أحمد بن علي السليماني نسب الإمام الطبري للرفض
وهو من أبعد الناس عن ذلك ، لكن السليماني اختلط عليه الإمام بالرافضي
وقد أشار إلى ذلك الذهبي – رحمه الله
وكذلك إطلاقهم على أحد علمائهم المسمى بعبد الله : ( ابن قتيبة )
مشابهة بعبد الله بن مسلم بن قتيبة ، من كبار علماء أهل السنة وثقاتهم
وزيادة في التلبيس قام هذا الرافضي بتأليف كتاب سماه ( المعارف )
على غرار كتاب ( المعارف ) لابن قتيبة – رحمه الله –
ومن أساليبهم أيضاً : أنهم يؤلفون بعض الكتب وينسبونها إلى أحد أئمة أهل السنة ...
كالمختصر المنسوب إلى الإمام مالك
الذي صنفه أحد الشيعة فذكر فيه أن مالك العبد يجوز له أن يلوط به
ومن مكايدهم : أنهم يزيدون بعض الابيات في شعر أحد أئمة أهل السنة
مما يؤذن بتشيعه
كما ألحق بعض الرافضة المتقدمين بما نسب إلى الإمام الشافعي من أبيات فيها
يا ركباً قف بالمحصب من منى
واهتف بساكن خيفها والناهض
فألحق الرافضي بها :
قف ثم ناد بأنني لمحمد
ووصيه وبنيه لست بباغض
أخبرهم أني من النفر الذي
لولاء أهل البيت لست بناقض
وقل ابن إدريس بتقديم الذي
قدّمتموه على عليّ ما رضي
ولا يخفى ما في هذه الأبيات من الركاكة
التي تقطع ببطلان نسبتها إلى الإمام الشافعي - رحمه الله – ...
والرافضة في هذا العصر ، قد أحدثوا حيلاً جديدة لاصطياد من لا علم عنده من أهل السنة ...
فمن ذلك ما أحدثوه من دعوة التقريب بين السنة والشيعة ...
وما هذه الدعوة إلا ستار جديد للدعوة للرفض
ونشر هذه العقيدة الفاسدة بين صفوف أهل السنة ...
ثم إنه في السنوات الأخيرة وبعد فشل دعوة التقريب ، رأينا الرافضة تظهر بوجهها الحقيقي
في أسلوب ماكر جديد ، ممثلة في رجل مجهول لا يعرف له ذكر في العلم
فادّعى أنه كان سنياً وأن الله هداه إلى عقيدة الرفض
ثم أخذ يصحح عقيدة الرافضة ، ويدعوا لها ويطعن في عقيدة أهل السنة ...
هذا الرجل معروف باسم الدكتور محمد التيجاني السماوي ...
وكتبه هي :
ثم اهتديت / لأكون مع الصادقين / فسألوا أهل الذكر / الشيعة هم أهل السنة
... ولا أستبعد أن يكون للخوئي والصدر وغيرهما من علماء الرافضة المعاصرين
اليد الطولى في أصل فكرة وضع هذه الكتب ، والمشاركة في تأليفها
خصوصاً وأن المؤلف صرح بأنه إنما شرع في البحث بعد اتصاله بهم في العراق
وتزويدهم له بكمية كبيرة من كتب الرافضة
ثم إني بعد تأمل هذه الكتب وما حوته من تضليل وتلبيس
وما بلغني أيضاً من سعي الرافضة في طباعتها وترجمتها إلى عدة لغات ...
عقدت العزم على الرد عليها
وكشف زيفها وتهافتها نصحاً للأمة ودفاعاً عن السنة ...
وها هو ذا الرد على الكتاب الأول من هذه الكتب ، وهو كتاب " ثم اهتديت " ...
وقد سميت كتابي هذا ( الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال ) ...
ــــــــــــــ
الرفض في اللغة هو :
الترك ، يقال رفضت الشيء : أي تركته
والرافضة في الاصطلاح :
هي إحدى الفرق المنتسبة للتشيع لآل البيت
مع البراءة من أبي بكر وعمر ، وسائر أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –
إلا القليل منهم وتكفيرهم لهم وسبهم إياهم
... يرى جمهور المحققين أن سبب اطلاق هذه التسمية على الرافضة :
لرفضهم زيد بن علي وتفرقهم عنه بعد أن كانوا في جيشه ...
وذهب الأشعري في قول آخر : إلى أنهم سموا بالرافضة لرفضهم إمامة الشيخين ...
والرافضة اليوم يغضبون من هذه التسمية ولا يرضونها ...
يقول محسن الأمين : ( الرافضة لقب ينبز به من يقدم علياً رضي الله عنه في الخلافة
وأكثر ما يستعمل للتشفي والانتقام )
ولهذا يتسمون اليوم بـ ( الشيعة ) وقد اشتهروا بهذه التسمية ...
وفي الحقيقة إن الشيعة مصطلح عام يشمل كل من شايع علياً – رضي الله عنه –
وقد ذكر أصحاب الفرق والمقالات أنهم ثلاثة أصناف :
غالية :
وهم الذين غلوا في عليّ – رضي الله عنه – ولربما أدعوا فيه الألوهية أو النبوة
ورافضة :
وهم الذين يدعون النص على استخلاف
ويتبرؤون من الخلفاء قبله وعامة الصحابة
وزيدية :
وهم اتباع زيد بن علي ، الذين كانوا يفضلون علياً على سائر الصحابة
ويتولون أبا بكر وعمر
فاطلاق " الشيعة " على الرافضة من غير تقييد لهذا المصطلح غير صحيح
لأن هذا المصطلح يدخل فيه الزيدية ، وهم دونهم في المخالفة وأقرب إلى الحق منهم
بل إن تسميتهم " بالشيعة " يوهم التباسهم بالشيعة القدماء الذين كانوا في عهد
عليّ – رضي الله عنه – ومن بعدهم ؛ فإن هؤلاء مجمعون على تفضيل الشيخين على
عليّ – رضي الله عنه – وإنما كانوا يرون تفضيل عليّ على عثمان
وهؤلاء وإن كانوا مخطئين في ذلك إلا أن فيهم كثيراً من أهل العلم
ومن هو منسوب إلى الخير والفضل ..
زعم المؤلف أن اختلاف الصحابة هو الذي حرم الأمة العصمة
وأدى إلى تفريقها وتمزيقها
( والرد عليه )
قال ... : ( والمشكل الاساسي في كل ذلك هو الصحابة
فهم الذين اختلفو في أن يكتب لهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذلك الكتاب ... )
... والجواب على هذا :
إن قوله هذا باطل ، وهو يعني أن الرسول – صلى الله عليه وسلم –
قد ترك تبليغ أمته ما فيها عصمتها من الضلال
ولم يبلغ شرع ربه لمجرد اختلاف أصحابه عنده
حتى مات على ذلك ...
وإذا كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – مبرأ من ذلك
ومنزهاً بتزكية ربه له في قوله : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنِتُّم
حريص عليهم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) . فوصفه بالحرص على أمته : أي هدايتهم
ووصول النفع الدنيوي والآخروي لهم ذكره ابن كثير في تفسيره ...
ولو قدر أنه تركه في ذلك الوقت لتنازعهم عنده لمصلحة رآها
فما الذي يمنعه من أنه يكتبه بعد ذلك
وقد ثبت أنه عاش بعد ذلك عدة أيام
فقد كانت وفاته – عليه الصلاة والسلام – يوم الإثنين على ما جاء مصرحاً به في رواية أنس في الصحيحين
وحادثة الكتاب يوم الخميس بالاتفاق
فإن أبى الرافضي إلا جدالاً ، وقال : خشي أن لا يقبلوه منه ، ويعارضوه فيه
كما تنازعوا عنده أول مرة
قلنا : لا يضره ذلك وإنما عليه البلاغ كما قال تعالى :
( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً )
فإذا ثبت هذا باتفاق السنة والرافضة
أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يكتب ذلك الكتاب حتى مات
علمنا أنه ليس من الدين الذي أمر بتبليغه ...
ولِما دل عليه القرآن من أن الله قد أكمل له ولأمته الدين
فأنزل عليه قبل ذلك في حجة الوداع :
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً ) ...
فإذا تقرر بطلان ما يدعي هذا الرافضي ...
فليعلم بعد هذا أن الذي أراده الرسول – صلى الله عليه وسلم –
من كتابة ذلك هو أن يكتب لهم كتاباً يبين فيه فيمن تكون الخلافة من بعده
كما ذكر ذلك العلماء ...
قال شيخ الاسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
( ولم تكن كتابة الكتاب مما أوجبه الله عليه أن يكتبه أو يبلغه في ذلك الوقت
إذ لو كان كذلك لما ترك صلى الله عليه وسلم ما أمره الله به
لكن ذلك مما رآه مصلحة لدفاع النزاع في خلافة أبي بكر
ورأى أن الخلاف لابد أن يقع )
وقال في موضع آخر : ( وأما قصة الكتاب الذي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يريد أن يكتبه
فقد جاء مبيناً كما في الصحيحين عن عائشة – رضى الله عنها – قالت :
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مرضه :
( ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً ، فإني أخاف أن يتمنى متمن
ويقول قائل : أنا أولى
ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ) ...
ــــــــــــ
وأما قوله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث : ( لن تضلوا بعدي )
فيقول الدهلوي في توجيهه : " فإن قيل : لو لم يكن ما يكتب أمراً دينياً فلم قال :
( لن تضلوا بعدي ؟ )
قلنا :
للضلالة معان ، والمراد به ههنا عدم الخطأ في تدبير الملك وهو إخراج المشركين من جزيرة العرب
وإجازة الوفد بنحو ما كان يجيزه
وتجهيز جيش أسامة منه
لا الضلالة والغواية عن الدين
ـــــــــــ
وأما قوله : ( وهم الذين اختلفوا في الخلافة ... )
فالجواب على هذا :
... ثلاث مسائل مقررة عند أهل العلم والتحقيق من أهل السنة
يندفع بها ما يثيره هؤلاء المغرضون من شبه
حول الفتنة التي حصلت في زمن الصحابة – رضي الله عنهم – في خلافة عليّ وهي :
المسألة الأولى : أن الخلاف الذي حصل بينهم لم يكن حول الخلافة
ولم ينازع علياً - رضي الله عنه – أحد من مخالفيه فيها
ولم يدّعِ أحد منهم على الإطلاق أنه أولى بالخلافة من عليّ
المسألة الثانية : أن الخلاف بينهم إنما هو في تعجيل قتل قتلة عثمان أو تأخيره
مع اتفاقهم على وجوب تنفيذ ذلك
المسألة الثالثة : أنهم مع اختلافهم لم يتهم بعضهم بعضاً في الدين
وإنما يرى كل فريق منهم أن مخالفة مجتهد متأول
يعترف له بالفضل في الإسلام
والصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ...
ــــــــــــ
يتبع...