خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    دسيسة شيطانية

    avatar
    خالد بن إبراهيم الشرقاوي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 77
    العمر : 55
    البلد : مصر
    العمل : مصر
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 16/07/2009

    الملفات الصوتية دسيسة شيطانية

    مُساهمة من طرف خالد بن إبراهيم الشرقاوي 03.01.10 1:15




    قال الله – تعالى : " وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ " ( سورة البقرة ، الآية 145 )

    قال الإمام الشوكاني في تفسيره " فتح القدير " :

    " فيه من التهديد العظيم ، و الزجر البليغ ما تقشعرّ له الجلود ، و ترجف منه الأفئدة .

    و إذا كان الميل إلى أهوية المخالفين لهذه الشريعة الغراء ، و الملة الشريفة من رسول الله - صلى الله عليه و سلم - الذي هو سيد ولد آدم يوجب عليه أن يكون – و حاشاه - من الظالمين ، فما ظنك بغيره من أمته .

    و قد صان الله هذه الفرقة الإسلامية بعد ثبوت قدم الإسلام ، و ارتفاع مناره عن أن يميلوا إلى شيء من هوى أهل الكتاب ، و لم تبق إلا دسيسة شيطانية ، و وسيلة طاغوتية ، و هي ميل بعض من تحمل حجج الله إلى هوى بعض طوائف المبتدعة ؛ لما يرجوه من الحطام العاجل من أيديهم ، أو الجاه لديهم إن كان لهم في الناس دولة ، أو كانوا من ذوي الصولة .

    و هذا الميل ليس بدون ذلك الميل ، بل اتباع أهوية المبتدعة تشبه اتباع أهوية أهل الكتاب ، كما يشبه الماء الماء ، و البيضة البيضة ، و التمرة التمرة .

    و قد تكون مفسدة اتباع أهوية المبتدعة أشدّ على هذه الملة من مفسدة اتباع أهوية أهل الملل ؛ فإن المبتدعة ينتمون إلى الإسلام ، و يظهرون للناس أنهم ينصرون الدين ، و يتبعون أحسنه ، و هم على العكس من ذلك ، و الضدّ لما هنالك ، فلا يزالون ينقلون من يميل إلى أهويتهم من بدعة إلى بدعة ، و يدفعونه من شنعة إلى شنعة ، حتى يسلخوه من الدين ، و يخرجوه منه ، و هو يظنّ أنه منه في الصميم ، و أن الصراط الذي هو عليه هو الصراط المستقيم ، هذا إن كان في عداد المقصرين ، و من جملة الجاهلين .

    و إن كان من أهل العلم و الفهم المميزين بين الحق و الباطل ، كان في اتباعه لأهويتهم ممن أضله الله على علم ، و ختم على قلبه ، و صار نقمة على عباد الله ، و مصيبة صبها الله على المقصرين ؛ لأنهم يعتقدون أنه في علمه و فهمه لا يميل إلا إلى حق ، و لا يتبع إلا الصواب ، فيضلون بضلاله ، فيكون عليه إثمه ، و إثم من اقتدى به إلى يوم القيامة .

    نسأل الله اللطف ، والسلامة ، و الهداية . "

      الوقت/التاريخ الآن هو 20.05.24 8:11