بسم الله الرحمن الرحيم
الإمتاع بأسباب تعميم الحكم على حركة الإخوان والحزبيات بالابتداع
إعداد / أبي حازم وليد الشرقاوي
الإمتاع بأسباب تعميم الحكم على حركة الإخوان والحزبيات بالابتداع
إعداد / أبي حازم وليد الشرقاوي
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
التوافق بين الحكم المجمل على فرقة أو حركة بأنها مبتدعة و الحكم المفصل على أفرادها بأن منهم المبتدع ومنهم الجاهل
· اعلم -رحمني الله وإياك- أن الحق منه مجمل ومنه مفصل, ولا تعارض بينهما, وأن من اعترض بالحق المجمل على الحق المفصل فقد أساء, لأنه أراد أن يُبطل الحق المفصل.
مثل الخوارج الذين يحتجون بآية مجملة وهي ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [سورة المائدة(44)], ويعترضون على الحق المفصل الوارد في تفسير هذه الآية بأنها كفر دون كفر.
وكذلك فمن اعترض بالحق المفصل على الحق المجمل فقد أساء, لأنه أراد أن يُبطل الحق المجمل.
فمثلاً في وسط الجهلة و المبتدئين من العوام لا يجوز أن يعترض رجلٌ على حكم مجملمن أقوال العلماء بالتبديع لفرقة الإخوان أو فرقة التبليغ أو غيرهم من الفرق المبتدعة بقوله: ( لا, الصحيح هو التفصيل , فهذه الحركات فيها المبتدع , والجاهل المعذور , والسلفي (1) الملبس عليه , وليس كل من فيها مبتدعين).
وبذلك يظن كثير من هؤلاء الجهلة والمبتدئين والعوام أن القول المفصل في من ينتمون لهذه الفرق صحيح, و أن القول المجمل بالتبديع لهذه الفرق غير صحيح , فيحكمون على أقوال العلماء بالبطلان.
· وبالمناسبة فإن كثيراً من إخواننا يوجهون سؤالاً ألا وهو: هل كل من انتسب لحركة الإخوان المسلمين, أو لحركة التبليغ أو أمثالها مبتدع؟ أم حركة الإخوان وحركة التبليغ ليستا من الحركات المبتدعة؟
والجواب: لا هذا ولا هذا.
فإذا أخذنا حركة
الإخوان مثالاً من بين الحزبيات, فليس كل فرد فيها مبتدعاً, بل منهم المبتدع, ومنهم الجاهل المعذور , وهذا على وجه التفصيل في أفرادها, ومع ذلك فهي حركة مبتدعة عموماً على وجه الإجمال.
فإن سأل سائل: ما الفرق بين قولك (عموماً على وجه الإجمال) وبين قولك (على وجه التفصيل) ؟
فأقول: نضرب مثالاً -مع مراعاة الفارق- للتوضيح, فنفترض وجود فصل دراسي للطلاب,وأن أحد المدرسين نصح بعض الآباء أن ينقلوا أبنائهم من هذا الفصل إلى آخر.
فسأله الآباء: ما مستوى هذا الفصل؟
فأجاب المدرس-على وجه الإجمال والعموم- : هذا فصل فاشل.
فسأله الآباء:هل يعني ذلك أن كل الطلاب الموجودين في هذا الفصل فاشلون؟
فأجاب المدرس –على وجه التفصيل- : لا بل منهم طلبة مستواهم متوسط, وأبنائكم أتوسم فيهم التفوق إن التحقوا بفصل متفوق, وباقي الطلبة فاشلون.
فقال له الآباء: فلماذا أطلقت وعممت بأن الفصل فاشل؟
فقال المدرس: للأسف لأن الطلبة الفاشلين عددهم كثير , وهم البارزون والمتبُوعون , حيث أن الطلبة المتوسطين في هذا الفصل يتأثرون بالطلبة الفاشلين , وليس العكس , وأنا أخشى على أبنائكم أن يتدهور مستواهم.
وبذلك وضح المدرس للآباء أن حكمه على الفصل -على وجه العموم والإجمال- بأنه "فصل فاشل" لا يُعارض حكمه -على وجه التفصيل- بأن طلبة الفصل "منهم المتوسطون ومنهم الفاشلون" .انتهى المثال.
قلت: وكذلك حكمنا على حركة الإخوان -على وجه العموم والإجمال- بأنها "حركة مبتدعة" لا يُعارض حكمنا بالتفصيل على أفرادها بأن "منهم المبتدع ومنهم الجاهل".
· وبعد هذا فلا يظن أحد أننا نعترض على القول بالتفصيل مطلقاً, وإنما الاعتراض على من يريد التلبيس بأن يظهر أن القول بالتفصيل في هذه الفرق المنحرفة يخالف القول العام المجمل فيها, وأن القول بالتفصيل فقط هو الصحيح, والقول العام في تبديعها خطأ, وهذه الخطوة الأولى لهذا اللئيم.
ثم بعد ذلك تأتي الخطوة الثانية فيستغل هذا الرجل قلة بضاعة هؤلاء الجهلة و المبتدئين من العوام , و يبرهن لهم أن هؤلاء المنتسبين لبعض هذه الفرق ليس فيهم مبتدعاً أصلاً, وإنما كلهم إما جهلة أو مثقفون لهم فضل.
ثم بعد ذلك تأتي الخطوة الثالثة فيطلق هذا الملبس اللئيم القول بأن جميع هؤلاء المنتسبين لبعض هذه الفرق من جملة السلفية, فإن لم يستطع أن يجعلهم من جملة السلفية فيلجأ لاستخدام هذا الاسم الفضفاض المطاط (أهل السنة), فيطلق القول بأن جميع هؤلاء المنتسبين لبعض هذه الفرق من جملة أهل السنة.
وجود الجهلة المعذورين في وسط الفرق والحركات الضالة لا يمنع من تبديعها على العموم والإجمال
•مثلاً الصوفية لا يختلف أحد في كونها فرقة ضالة مبتدعة زائغة في العموم بجميع طرقها, وهذا لا يعني انعدام التفصيل في الحكم على المنتسبين إلي بعض الطرق الصوفية, حيث منهم المبتدع ومنهم الجاهل الملبس عليه, فكم من رجل نشأ في جو مليء بالتصوف, ولم يعرف الحق ولكنه أنكر بفطرته وشيء من العلم الشركيات التي يراها, إلا أنه مارس بدع الصوفية في العبادات فقط([ 2]), ولم يمارس بدعهم العقائدية([
3]), وظن أن هذا التصوف هو الحق, وهو سبيل النبي–صلى الله عليه وسلم-, وأصحابه و من تبعهم من السلف,فهذا إن علمناه بعينه نعذره بجهله, ونبين له الحق بالحكمة والموعظة الحسنة, وإن لم نعلم أنه جاهل بعينه فنعامله معاملة المبتدعة, ونُعذر بجهلنا بأنه جاهل, وليس معانداً.
لأنه ليس معنى أن هؤلاء الجهال معذورين أن نجالسهم مطلقاً, ولكننا نعاملهم معاملة المبتدعة إلا أن يتبين لنا أن فلاناً بعينه جاهل ملبس عليه,ففي هذه الحالة فمن وجد في نفسه القدرة على بيان الحق لهذا الجاهل فليفعل, حتى يوضح له السبيل القويم فيتبعه, أو تُقام عليه الحجة فيُبدع بعينه.
ففي المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان -حفظه الله- (238) سُئل : لقد انتشر بين الشّباب فكر جديد ورأي جديد، وهو أنّهم يقولون: لا نُبَدِّعُ من أظهر بدعة حتى نقيم عليه الحُجَّة، ولا نبدِّعُهُ حتى يقتنع ببدعته؛ دون الرُّجوع إلى أهل العلم والفتوى؛ فما هو منهج السّلف في هذه القضيّة الهامّة؟ فأجاب: ... فالبدعة إذًا إحداث شيء في الدين، ولا تُعرَفُ بآراء هؤلاء ولا بأهوائهم، وليس الأمر راجعًا إليهم، وإنما الأمر راجع إلى كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ فليست السّنّة ما تعارفه الناس والبدعة ما لم يتعارفوه، أو السنة ما رضي به زيد أو فلان... فإن الله -سبحانه وتعالى- لم يكلنا إلى عقولنا أو آراء الناس، بل أغنانا بالوحي المنزَّل على رسوله-صلى الله عليه وسلم-؛ فالسّنّة ما جاء بها الرّسول -صلى الله عليه وسلم-، والبدعة ما لم يأت بها الرّسول -صلى الله عليه وسلم-؛ من الأقوال والأفعال. ليس لأحد أن يحكم على شيء بأنه بدعة أو أنه سنّة حتى يعرضَهُ على كتاب الله وسنّة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأمّا إن فعله عن جهل، وظنّ أنّه حقٌّ، ولم يُبيّن له؛ فهذا معذورٌ بالجهل، لكن في واقع أمره يكون مبتدعًا، ويكون عمله هذا بدعة، ونحن نعامله معاملة المبتدع، ونعتبر أنّ عمله هذا بدعة. وننصح الشّباب الذين يسلُكون هذا المنهج، ويحكمون على الأشياء حسب أهوائهم: أن يتَّقوا الله -سبحانه وتعالى-، وأن لا يتكلَّموا في الدّين إلا عن علم ومعرفة([ 4]). اهـ
•ومع العلم بوجود الجهال المعذورين في الفرق والحركات , ولكن أكثرهم من الأتباع وليسوا من الرءوس, فأكثر رؤوسهم على علم بدعوة الحق ولكنهم يعاندون, والحكم على هذه الفرق الضالة تابع للحكم على الروس, وليس تابعاً للحكم على بعض الأتباع المعذورين
•وهناك فرق كبير الأهمية غفل عنه كثير من الشباب والوعاظ الذين تساهلوا في معاملة الحركات الحزبية,وتصدروا للدعوة والـأصيل في قضايا المنهج فخلطوا وأحدثوا إلتباساً إن لم يكونوا مدلسين وكثير منهم كذلك .
وهذا الفرق هو بين :
1- الجاهل الذي لا ينتمي لأي فرقة.
2- والجاهل الذي ينتمي إلى فرقة زائغة مبتدعة.
وهذا الفرق من جهات :-
أ- الجاهل الأول كثيراً ما يعترف بخطئه, و إن جاء ببعض الشبهات في بعض المسائل, فهي شبهات قليلة, و في كثير الأحيان يكون مصدرها الجاهل الثاني المنتمي لفرقة ضالة .
ب- الجاهل الثاني أخطر من الأول, حيث أنه يحفظ الشبهات التي تنصر فرقته على المنهج السلفي أمام جهلاء النوع الأول, حتى يجعلهم يتحزبون لفرقته, ولا ينتمون للمنهج السلفي.
ج- الجاهل الثاني يدافع عن فرقته الضالة بكل ما يستطيع, لأنه يرى فرقته هي الطائفة الناجية وما سواها باطل حتى المنهج السلفي, وقد تُلبس عليه فرقته فيحسب أن السلفيين هم العدو الأشد والأول,والأكثر بغضاً ومحاربةً لفرقته, فيعمل بإخلاص لفرقته في محاربة المنهج السلفي, ونشر أصول فرقته المنحرفة.
وجود الملبس عليهم في وسط هذه الفرق والحركات لا يمنع من تبديعها على العموم والإجمال
· أما بالنسبة إلى الذين آمنوا بأصول العقيدة السلفية([ 5]) ولكن انحرفوا عن قصدٍ, أو لُبس عليهم ففضلوا منهجاً آخر غير المنهج السلفي, فساروا مع الفرق الضالة, لا يجوز أن نطلق عليهم أنهم سلفيون:
1- لأن هذا الإطلاق يعني أنهم سلفيون في العقيدة والمنهج, والحقيقة ليست كذلك, بل في الحقيقة هم يوافقون السلفيين في أصول العقيدة, أما في المنهج فليسوا سلفيين, لانخراطهم في دائرة أهل البدع وجهلهم و انحرافهم.
2- وكذلك لا يصح أن نطلق عليهم الوصف بالسلفية, حتى لا نحدث تلبيساً بإعطائهم أكثر مما يستحقون بإضفاء السلفية عليهم. وبذلك يتبين أن السلفي-كما يطلق البعض- في هذه الفرق ليس سلفياً على ما يرام, وبذلك فلا يصح أن نقول أن هذه الفرق منها المبتدع ومنها الجاهل ومنها السلفي, بسبب عدم وجود السلفي حقاً في هذه الفرق الضالة, وإنما الصحيح أن يقال أن منها المبتدع و منها الجاهل الملبس عليه بجهله بحقيقة هذه الحركة الزائغة.
قالت أم أيوب الجزائرية, وهي تتحدث عن العقيدة عند حركة الإخوان, في كتابها الماتع (الأضواء السلفية على الجماعة
([ 6]) الإخوانية / ط-دار الآثار بالقاهرة/ ص18):
مع أن الإخوان يدَّعون في الكثير من مؤلفات رجالهم أنهم على عقيدة السلف, ولو كان الأمر كذلك ما انضوى تحت لوائهم كل هذا العدد الهائل من القبوريين عباد التصوف, والمعتزلة والأشاعرة والروافض والخوارج والكثير والكثير من أهل الأهواء والبدع الذين انحرفوا عن العقيدة الصحيحة السليمة .... فمن الذي يُصدِّق مثلاً أنه يمكن للشيعي أن يلتقي مع الأشعري ومع الخارجي ومع المعتزلي ومع المرجئي ومع السلفي ذي العقيدة الصافية النقية؟ إنه لا يمكن لهذا السلفي أن يتفاهم مع أناس حوَّلوا مسائل الاعتقاد إلى تلاعب واستهتار وهوَّنوا من شأن الخلاف الجوهري الأصيل لقرَّبوا هذا وذاك –زعموا-.اهـ
ثم قالت أم أيوب بنت أحسن الجزائرية في ص27:
ومن خلال ما سبق يتضح أن الإخوان خليط من عقيدة هذا وذاك, وحتى وإن وجد فيهم -وهم موجودون فعلاً- من كان على عقيدة السلف فإنني أعيب في أمثال هؤلاء ما يأتي:
أ- أن أصحاب العقيدة الصحيحة -من رجال الإخوان المسلمين- لا يعملون بها إلا لأنفسهم, وهم لا يواجهون الجماهير بها لا في كتاباتهم, ولا في خطبهم إيماناً منهم بأن عقيدتهم لأنفسهم, إن صح التعبير.
ب- العقيدة عند هؤلاء لا تستحق كل هذه النزاعات أو الخلافات, وليس لديهم ما يُسمى عندهم بالمحبة فيها أو المعادة فيها, وأقصد بالعقيدة التي فهمها السلف الصالح, وليس ظاهرة التمويه بكلمة "أنا على عقيدة السلف", ثم يسلكون بعدها مسلك المعتزلة والماتريدية وغيرها من الفرق المنحرفة عن منهاج أهل السنة والجماعة.
ج- يرى هؤلاء ... أن استمالة الجماهير لتأييد جماعتهم ومناصرتها والذب عنها والانخراط في صفوفها أهم عندهم ألف مرة من أن يُصححوا لهذه الجماهير "التائهة في معرفة العقيدة السلفية" عقيدتها.اهـ
ولذلك إن وجد سلفي في هذه الفرق فسرعان ما يعلم حالهم ويتبرأ منهم وإلا فسيخرج من السلفية إلى الحزبية ومن السنة إلى البدعة في الحال أو في المآل, نسأل الله الثبات.
· فإن ألزمني قائل بقوله:
إنه يلزم من قولك تجهيل العلامتين ناصر الألباني وربيع المدخلي, لأنهم سبق لهم السير في وسط حركة الإخوان . ([ 7])
فأقول : كلامي لا يتنزل على العلامتين الألباني والمدخلي, حيث أنهما لما سارا مع حركة الإخوان لم تكن ردود العلماء على هذه الفرقة موجودة, وإن وجدت فلم تكن منتشرة, نظراً لأنه في بداية أمر هذه الفرقة-صاحبة الشعارات الجذابة- ظن العلماء أنها على خير, وأنه يمكن التعاون مع أفرادها للإصلاح, فلما احتك العلماء بأعمال هذه الحركة وظهر لهم تحزبها وجهلها وانحرافها انقلب العلماء عليها بالرد والتحذير, ومن هؤلاء العلماء الألباني والمدخلي, فلما تبين لهما أن كثيراً من أفراد هذه الحركة معاندون, وأن وجودهما معهم يجعل الناس يحسبون أنهم على خير فيحدث تلبيس,ابتعدا عن الحركة الإخوانية و حذرا الشباب أن يفعلوا مثلهما,حتى لا يندموا على تضييع جهدهم مع هؤلاء, أو على حدوث تلبيس عليهم أو على الناس, وبذلك فوجود "الملبس عليه" في وسط هذه الفرق لا يمنع من تبديعها للتحذير منها والآن فلا يُتصور وجود عالم سلفي في صفوف هذه الحركة.
ثم بعد ذلك فإن سأل سائل:
لماذا يطلق العلماء أحياناً القول بتبديع الحركات أكثر من القول بالتفصيل في أفرادها؟
فأقول: للزجر والترهيب والتخويف والتحذير من الانضمام لصفوف هذه الحركات الضالة, أو مجالسة أفرادها أو الدفاع عنها أو القراءة والسماع لدعاتها.
أو من أجل الإيجاز .
وإن سأل مرة أخرى:
لماذا يُفصل العلماء القول بتبديع الحركات أحياناً أخرى؟
فالجواب: للبيان التمهيدي لأن بعض الناس على جهل شديد بحال هذه الحركات, بل إضافة لهذا الجهل عندهم التباس وخلط, فبدل من أن يعلموا أنها حركات مبتدعة فقد حسبوا أنها سنية سلفية, فهؤلاء ينبغي التمهيد لهم بذكر ما يحسبونه من محاسن([ 8]) هذه الفرق بتمعنٍ ونظر سديد, حتى يظهر غلو هذه الفرق في هذه المحاسن المزعومة([ 9]), فمنهم من غلا غلواً شديداً في الجهاد, ومنهم من غلا في الأخوة, ومنهم من غلا في الدعوة, ومنهم من غلا في العبادة, وكل هذه محاسن إلا أنهم غلو فيها, حتى وصل بهم هذا الغلو إلى البدع, فأصبح الجهاد فساداً, وأصبحت الأخوة حزبية, وأصبحت الدعوة على جهل, وأصبحت العبادة بما لم يُنزل الله به سلطان.
ثم يتلو ذلك بذكر مساوئهم الفاضحة, ثم يبين أن منهم من يجهل فيُعذر, ومنهم من يعلم وبالرغم من ذلك يتبع الهوى ويُكابر, ويعاند فالأول جاهل والثاني مبتدع, ثم يبين أنهم سواء منهم الجاهل والمبتدع يسيرون على طرق مبتدعة ومناهج فاسدة, ولذلك فهم في الجملة حركات ضالة مبتدعة, وأفرادها يعاملون معاملة المبتدعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله أولاً وآخراً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سنتكلم بعون الله عن خطأ إطلاق وصف السلفية على المنخرطين في صفوف أهل البدع.
([ 2]) مثل الأوراد والأذكار المبتدعة والهيئات المحدثة في الصلاة وهكذا.
([ 3]) أما الذي ينشأ في جو ملئ بالتصوف لدرجة أنه لا ينكر منه شئ, ويظن أن الصوفية هي العبادة, ولم تصل له دعوة التوحيد والسنة, فيعامل معاملة من لم تبلغه الدعوة[سلسلة الهدى والنور للعلامة الألباني/شريط رقم: 10/الدقيقة: 42ٍ], بخلاف المبتدع الذي أنكر الشرك ووحد الله فإن مات على ذلك فالجنة مصيره في المآل, وإن كان معرضاً للنار, عياذاً بالله.
([ 4])انظر كتاب (الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة/ص169-171) وشريط (الجماعات الإسلامية) للعلامة صالح الفوزان – تسجيلات الألباني بالقاهرة.
([ 5]) قال الشيخ علي الحلبي في رسالته"رؤية واقعية في المنهج الدعوية": (وإنما قلت: في "أصول العقيدة" لأن ثمَّة افتراقاً في تطبيق بعض تفصيلات هذه العقيدة).ص12
([ 6]) لا يجوز إطلاق لفظ الجماعة على حركات الفرقة ومنها حركة الإخوان التي فرقت الأمة وتولدت بسببها حزبيات التكفير والقطبية والسرورية وغيرها.
([ 7]) انظر "النصر العزيز/الباب الثالث/ الفصل الرابع" للعلامة ربيع بن هادي-حفظه الله-, وانظر "دفع بغي الجائر الصائل/ تحت عنوان:نقد الترجمة الباهتة" للشيخ خالد بن عثمان المصري -حفظه الله-.
([ 8]) هناك فرق بين من يذكر محاسن المبتدعة للثناء عليهم وبين من يذكرها ليبين زيفها وعدم انتفاعهم بها حتى لا يغتر بهم أحد, ثم يتلو ذلك بذكر مساوئهم لا سبيل مذهب الموانات الفاسد ولكن ليبين مدى إفسادهم بمحاسنهم المزيفة وإفسادهم بمساوئهم الفاضحة.
([ 9]) وهذا من هدي النبي –عليه الصلاة والسلام- القائل عن الخوارج [يقرأون القرآن لا يُجاوز حناجرهم] أي أن تلاوتهم يراها الناس من محاسنهم مع أنها في الحقيقة تلاوة لا تنفع, لأنهم غلو واهتموا بالتلاوة وأهملوا التدبر, فأصبحت قراءتهم جوفاء. واعلم أن من أظهر محاسن المبتدعة المزي
منقول من سحاب السلفية