خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    اعتراف مهم للدكتورة ( سهـيـر القـلمـاوي ) .. !

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية اعتراف مهم للدكتورة ( سهـيـر القـلمـاوي ) .. !

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 05.12.09 11:00

    اعتراف مهم للدكتورة ( سهـيـر القـلمـاوي ) .. !
    سليمان بن صالح الخراشي

    ما أجمل الاعتراف عندما تبوح به النفس في لحظة صفاء وشعور بالندم عقِب اندفاع أهوج - غير منضبط بالشرع - في دروب الخطأ ، فمثل هذا الاعتراف يغني الآخرين عن استنزاف جهودهم ، وتكرار تجارب مريرة لا تعود عليهم ولا على مجتمعاتهم إلا بالخسارة .

    والدكتورة سهير القلماوي صاحبة هذا الاعتراف - لمن لا يعرفها - هي واحدة من أوائل الفتيات اللواتي صُنعن على عين أساطين دعوة تغريب المرأة في البلاد المصرية ، وأوائل من زُج بهن في معركة الاختلاط بتلك الديار ؛ تلميذة نجيبة لطه حسين ! ، أريد لها وللقلة اللواتي معها أن يكنّ أنموذجًا لمن بعدهن من المسلمات . ومن هنا تأتي أهمية هذا الاعتراف ، عندما يخرج من امرأة في مثل تجربتها .


    تقول الدكتورة
    في كتابها " مع الكتب " - الذي تستعرض فيه بعض المؤلفات المهمة في زمنها - متحدثة عن كتاب ألفه أحد الغربيين ( ص 109-11 ) : ( كنت أقرأ في كتاب طريف عن "المرأة اليوم" فاستوقفني فيه خطاب أرسلته إحدى المتحمسات للحركة النسوية الحديثة للمؤلف تبدي فيه وجهة نظر النساء وقد تحررن من كل القيود، تقول المراسلة: "إني مع المتحمسات لجنسي ولكني أتحمس له بأسلوب جديد وأدعو له دعوة جديدة ، دعوة لا تريد للمرأة أن تعود أدراجها فتكبت حرياتها وتحرم حقوقها ، ولكنها دعوة تريد من المرأة برغم كل الحقوق والمساواة أن تظل امرأة، فلقد اتضح لنا نحن نساء نصف القرن العشرين بعد جهاد نصف قرن أو يزيد أننا لا نريد أن نسلك في الحياة سلوك الرجال ؛ ذلك أننا مغتبطات بأنانيتنا، ولكن هذا في حد نفسه يبدو عجيباً بالنسبة للحياة الاجتماعية والاقتصادية في هذه الأيام ، ذلك أننا إذا كنا حقاً نساء فإننا إلى حد ما نحب الثناء ونحلم دائماً وأبداً بالبيت الذي نربي فيه أبناءنا ؛ بيت نطهي فيه ونغسل ونكوي ، وهذا بالنسبة للمرأة الحديثة يبدو شبه مستحيل ، لذلك نشعر أننا لسنا أقل تعاسة من جداتنا اللاتي كن سجينات البيوت محرومات من كل حق يتحرقن إلى أن يكن كالرجال وأن يتشبهن بهم " .

    -
    تعلق الدكتورة سهير على كلامها قائلة - : ( لقد حرص المؤلف أن يُردف هذا الخطاب بخطابات أخرى كلها ترمي إلى تصوير هذه النـزعة في المرأة الغربية بعد أن نالت في أكثر البلاد حقوقها، نزعة تريد للمرأة التي أنكرت كثيراً من أنوثتها في سبيل الدفاع عن حقوقها وقد استبان لها بعد النصر أن هذا الإنكار لا يمكن أن تستمر فيه. استوقفني هذا الخطاب بالذات لأنه يصور لي ظاهرة قوية في مجتمعنا المصري، فلقد ظننا أن تشبث بعض نسائنا بأنوثتهن تأخر وضعف ، وأن القوة كل القوة وأن التقدم كل التقدم هو في الثورة على الأوضاع التي تجعل المرأة تؤدي وظيفتها الأولى في الحياة وهي الأمومة ) .

    ثم تقول :
    ( إن المصرية بفطرتها السليمة أدركت أنها لا يمكن أن تكون كالرجل عالمَاً ؛ لأن ذلك انحراف في الطبيعة والطبيعة لا تقر الانحرافات وكما أن الرجل لا يمكن أن يكون امرأة فكذلك المرأة لا يمكن أن تكون رجلاً، فلماذا التشبه ما دام المتشبه به ليس هو المثل الصحيح ؟!

    إن الله قد خلق المرأة مختلفة عن الرجل وفي هذا الاختلاف سر تفوق الجنسين بل سر دوامهما، ولو أن الله أراد أن يخلق رجالاً أقوياء ليسموا رجالاً ورجالاً ضعافاً ليسموا نساء لما أوجد في جسم المرأة وكيانها وأعصابها وغددها كل هذه الفروق التي يتجلى عنها البحث كل يوم فيظهر لنا العجب الذي لم نكن نتوقعه.

    لقد خلق الله المرأة لغاية وخلق الرجل لغاية وكل منهما يعمل نحو هذه الغاية ، فإذا انحرف واحد منهما ليعمل عمل الآخر انحرفت غايات الحياة الاجتماعية وشالت موازينها ، ولكن الطبيعة تظل صامدة قوية لا تعترف بهذا الانحراف، كل ما في الأمر هو اختلاف الآراء حول الحد الفاصل بين ميداني العمل، فالرجل يعمل والمرأة يجب أن تعمل في البيت وفي خارج البيت ولكن على أن تعمل المرأة وهي امرأة لا تدعي لنفسها صفات الرجل ولا تتقمص شخصيته فتضيع شخصيتها.


    إن مهمة المرأة الأولى هي الأمومة ومهمة الرجل الأولى هي معاونة المرأة على أداء هذه المهمة وتعهد الجيل الجديد بأن يهيأ له وطناً جديداً ومجتمعاً صالحاً، ولو أدركت المرأة هذه الحقيقة وفهمت كنهها ما تنازلت عن أنوثتها لأي سبب ولا في أية معركة
    ) .

    تعليق

    1- للدكتورة القلماوي تلميذات في بلادنا ، رثينها عندما توفيت ، فلعل في اعترافها عبرة لهن .

    2- قالت الدكتورة - مجارية أهل عصرها - : ( ولكن الطبيعة تظل صامدة قوية ) . وهذا استعمال لفظي خاطئ ؛ فالطبيعة خلقٌ من خلق الله ، لايجوز جعلها بمثابة المتصرف في الكون ! تأثرًا بملاحدة الفلاسفة الذين اخترعوها فرارًا من الاعتراف بالخالق - جل شأنه - ، فتأثر بهم بعض جهلة المسلمين ، ورددوها متغافلين عما تحتها من معانٍ باطلة . ( وللزيادة يُنظر معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبوزيد - سلمه الله - ، ص 357-359، وفتاوى الشيخ ابن باز - رحمه الله - 3/170 ) .
    اعترافــــات سابـــقـــة

    http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/a.htm

    والنقل
    لطفـــاً .. من هنــــــــــا
    http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/97.htm
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: اعتراف مهم للدكتورة ( سهـيـر القـلمـاوي ) .. !

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 05.12.09 11:45

    صوتان عاقلان من مصر .. ( نسخة لدعاة تغريب المرأة )
    سليمان بن صالح الخراشي

    في بداية القرن الماضي شهدت البلاد المصرية – بسبب المستعمر ومن اغتر به – ثورة جامحة نحو ما يسمى تغريب المرأة المسلمة ؛ غابت فيها عقول كثيرين أثناء حماسهم لهذا الأمر ؛ فلم يعودوا يُفرقون بين النافع والضار ، واستدرجوا من حيث لا يشعرون إلى التحرر مما فيه صلاحهم وسعادتهم الحقيقية ؛ رغم نصائح العقلاء الذين لم ينخدعوا بالطلاء الخارجي اللامع لدعوة التغريب ؛ بل نظروا إلى حقيقتها وعواقبها .

    ومن هؤلاء العقلاء : الدكتورة الشهيرة ( بنت الشاطئ ) التي شهدت ذروة تلك الثورة الجامحة ؛ ولكنها – رغم حُسن ظنها بدعاة التغريب ومجاملتها لهم أحيانًا – لم تُخدع بالمظاهر عن المخابر ، فحذرت بنات جنسها ونصحت لهن .

    يقول الدكتور محمد رجب البيومي في ترجمته لها عند ذكر مجيئها للقاهرة : ( لقد كانت فترة التدريس هذه حافلة بآراء جامحة تتحدث عن المرأة في منتصف القرن، وكأنها لا تزال في القرن التاسع عشر، مع أنها نالت من الحقوق ما رفع ذكرها، ولكن نفرًا من ذوات الصالونات المترفة تزعمن ما سميناه حقوق المرأة، وجذبن إليهن المتزلفين من كتّاب الشهرة والطنين، فاندفعوا إلى المغالاة في طلب حقوق لا تمت إلى النهضة الصحيحة في شيء، وكان من المنتظر من الجامعية النابهة في رأيهم أن تتسلم الراية، وأن تكتب ما يرضي رغبات المتأنقات من ذوات الأهواء المترددة في محافل السمر، وصالونات التباهي والافتخار، ولكنها رأت في جموحهن ما لا ترتضيه، حيث تعلم دور المرأة الحقيقي في تربية الجيل الناشيء، والاقتصار على مهام التعليم والتربية والتمريض والاقتصاد المنـزلي ؛ مما يرجع في صميمه إلى رسالة المرأة الحقيقة، فكتبت عدة مقالات صريحة في هذا الاتجاه.

    فقالت في صراحة تصوّر واقعنا الراهن : " أشير في إيجاز إلى الخطأ الأكبر الذي شوَّه نهضتنا الباهرة، وأعني به انحراف المرأة الجديدة عن طريقها الطبيعي، وترفعها عن التفرغ لما تسميه خدمة البيوت وتربية الأولاد، فما من امرأة ظفرت عندنا بحظ من التعليم إلا تأبّت على هذا العمل، وكرهت أن ترضى بما رضيت به أمّها أسيرة الجدران، رهينة الأقفاص، وبهذا ضلت الحركة هدفها الأكبر والأنبل والأسمى، ذلك لأن مصر لم تخرج فتياتها من دورهن لتسد بهن فراغاً كانت تشكوه في ميادين الأعمال، وإنما أرادت من إخراجهن وتعليمهن أن تجد فيهن الأمهات المستنيرات المثقفات، يُخلفن لها الرجال والأبطال، وهذه هي اليوم ترى البيوت منهن مقفرة خلاء، أما الأبناء فتُركوا للخدم، وهم في مصر من نعلم من سوء الخلق وانحطاط المستوى، لقد كان لنا أمهات يعكفن على تربيتنا في تفان مؤثر، فاستبدلنا بهن لهذا الجيل من أبنائنا طبقة من الخادمات والمراضع والحاضنات، وويلٌ لأمة يصنع الخدم لها أبناءها، وإنما نشأ هذا الانحراف الضال نتيجة لخطأ كبير في فهم روح النهضة، ومغزى التطور، وجدوى التعليم ؛فتشابه الأمر علينا، ولم نعد نفرّق بين التعليم والاحتراف، ولا بين البيت والقفص، ولا بين الحرية والتحلل، وبلغ من سوء ما وصلنا إليه أن نادت مناديات بحذف نون النسوة من اللغة كأنما الأنوثة نقص ومذلة وعار".

    ( قال الدكتور البيومي معلقًا ) : هذا بعض ما كتبته بنت الشاطئ في هذا المقال الصريح، ولو وجدت من يؤازرها من بنات جنسها في هذا الاتجاه
    لما شهدنا الآن هذا الخراب المدمّر في محيط الأسرة، بعد أن ألزمت الأزمة الاقتصادية أكثر الشباب بالبحث عن الزوجة الموظفة قبل كل شيء لتكون شريكة الكسب، ولا عليهما فسد البيت أو صلح! والبطالة الرهيبة التي تعانيها الأمة الآن سببها اشتراك المرأة في وظائف لم تُخلق لها أصلاً، ولو تركت هذه الوظيفة للرجل لفتح بيتاً وأنشأ أسرة، واكتفى بالضروريات في عيشه ؛ لأن الولع بالكماليات هو الذي أحدث هذا الخراب ) اهـ كلام الدكتور . ( مجلة الأزهر ، شعبان ، 1421 )


    وفيه وفي كلام بنت الشاطئ موعظة وذكرى لمن كان في بداية الطريق ممن ظنوا السراب ماء ؛ لعلهم يتقون .

    والنقل
    لطفـــا .. من هنــــا
    http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/62.htm

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 18:42