خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ظاهرة التعالم.للشيخ الدكتور محمد بن موسى أل نصر _حفظه الله_

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ظاهرة التعالم.للشيخ الدكتور محمد بن موسى أل نصر _حفظه الله_

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 24.09.09 10:12


    ظاهرة التعالم

    للشيخ
    محمد بن موسى آل نصر
    ظاهرة التعالم.للشيخ الدكتور محمد بن موسى أل نصر _حفظه الله_ 470674


    يشهدُ العالمُ الإسلاميُّ اليوم صحوة علميّة ودينيّة

    ولكنَّها
    تحتاج إلى ترشيد وتسديد

    لئلا
    تخرج عن الجّادة فيصبح ضررها أكثر من نفعها؛

    لأنَّ
    أيَّ عمل أو توجه إذا لم يقم على أساس صحيح كان إثمه أكبر من نفعه، وشره أكثر من خيره، وكان وبالاً على صاحبه


    فيصبح حاله كمن قيل فيه:
    ((وكم من مريد للخير لن يصيبه)).


    وفي بلاد الإسلام

    ظهر فتيان ينتمون لفئات شتى، استعجلوا الثمرة قبل النضج، وبنوا السقف قبل الأساس، والتمسوا النتيجة قبل السبب

    أرادوا أن يقفزوا من القاعدة إلى القمة دون واسطة ودون مقدمات

    مع أنَّ

    النبي -صلى الله عليه وسلم- حذَّر من الاستعجال حين قال لبعض أصحابه:
    ((إنكم قومٌ تستعجلون))(1)

    وقد قيل:
    ((من استعجل بالشيء قبل أوانه عُوقب بحرمانه)).


    ومعلوم

    أنَّ طلب العلم يحتاجُ إلى صبر وتأن وبعدٍ عن العجلة والتهور.


    ومن كان كذلك

    فقد تشبَّع بما لم يعط، ولبس ثوبي زور، وأجلس نفسه مجالس العلماء، ليُشار إليه بالبنان، ويصرف وجوه الناس إليه.


    والأولى به

    أن يعرف قدر نفسه ليقف عند حده.


    وأمثال هؤلاء

    ما يلبثون أن يحيط بهم الإدبار، فينقلبوا على أعقابهم حين تنكشف سوآتهم على رؤوس الأشهاد، وقديماً قيل:


    وكل من يدعي ما ليس فيه فضحته شواهد الامتحان


    ورحم الله قتادة حيث قال:

    ((من حدّث قبل حينه افتضح حينه)).


    وقيل لسفيان الثوري:

    فمن حدث قبل أن يتأهل؟! فقال: ((إذا كثر الملاحون غرقت السفينة)).


    وقال الحسن البصري –رحمه الله-:

    ((لا آفة على العلوم وأهلها أضرُّ من الدخلاء فيها، وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون، ويظنّون أنهم يعلمون، ويُفسدون، ويقدّرون أنهم يصلحون))(2).


    قال الشيخ الفاضل بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه الفريد ((التعالم)):

    ((فهؤلاء -النازلون في ساحة العلم وليس لهم من عدّة سوى القلم والدواة والصحيفة المتعالمون من كلِّ من يدعي العلم وليس بعالم- شخصيّة مؤذية تتعاقب الشكوى منهم على ندى العصور، وتوالي النذر سلفاً وخلفاً..


    فهذا القطيع حقاً

    هم غول العلم، بل دودة لزجة متلبدة أسرابها في سماء العلم، قاصرةٌ عن سمو أهله، وامتداد ظلّه، معثرةٌ دواليب حركته حتى ينطوي الحق ويمتد ظل الباطل وضلاله فما هو إلا فجر كاذب وسهمٌ كاب حسير))(3).


    قلتُ:


    وقد حرَّم الله –سبحانه- القول عليه بغير علم، وجعل ذلك قرين الشرك

    حيث قال –سبحانه-:
    {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزِّل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}،

    فبدأ –سبحانه- في هذه الآية بالمحرمات الخمس متدرجاً على الأقل حرمة إلى الأكبر.


    ومن نصب نفسه معلماً ولم يتأهل بعدُ وقع في الشرك وهو لا يدري، وربَّما دعا النّاس إليه، مما يوقعهم في الضلال، فخطره متعدٍّ إلى غيره


    ومن هنا عطف الله سبحانه القول عليه بغير علم على الإشراك به.


    ومن المؤسف اليوم

    أنك ترى كل واحد قد نصب نفسه مفتياً دون أهلية متجاهلين

    قول الله:
    {ولا تقف ما ليس لك به علم}

    وقول الرّسول -صلى الله عليه وسلم :
    ((المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)).


    وإليك أخي القارئ بعض إمارات هؤلاء المتعالمين المتطاولون الذين تصدّروا قبل أن يتأهلوا، وتزبَّبوا قبل أن يتحصرموا:


    * تجهيلهم الآخرين

    ولو كانوا أئمة في الدين.


    * ولعهم بحمد أنفسهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً

    وربما وصفوا أنفسهم بأوصاف وألقاب ظاهرها التواضع والزهد، والحقيقة خلاف ذلك.


    * فرحهم وغبطتهم بمن يمدحهم

    فتراهم يقربونه ويجلّونه، أما من ينتقدهم فإنهم يبغضونه ويعادونه، وربما يضللونه ويفسقونه.


    تتبُّعهم للغرائب الشواذ من المسائل

    وتفيهقهم وتشدقهم حباً للظهور، وعلوّاً في الأرض.


    * زهدهم في الجلوس إلى من هو دونهم أو في مرتبتهم

    في العلم لئلا يُنسبوا للجهل وقلة العلم.


    * جرائتهم على الفتيا

    وهجومهم عليها دون ورع أو تقوى، فقلما يقول أحدهم: لا أدري، حينما يسأل لئلا ينسب للجهل، فيفضّ عنه العامة.


    * ومن علامتهم تعلقهم بالدنيا وأهلها

    وطلب المنزلة عندهم، وربما قدَّموهم على إخوانهم من المؤمنين لينالوا عندهم عرضاً من الدنيا الفانية.


    إلى هؤلاء المتعالمين أقول:


    أعيدوا النظر في أحوالكم، وراجعوا أموركم، وأصلحوا من شأنكم، وابدؤوا من جديد، اطلبوا العلم عن أهله، وأتوا البيوت من أبوابها، فمن جاء البيت من غير أبوابها أخذ أخذ اللصوص، ولا تسأل عن فضيحته وخزيه حينئذ

    ولا تحسبوا –يا هؤلاء- العلم جمعاً للمعلومات فحسب؛ إذ لو كان كذلك من غير تقوى وعمل وتربية لكان (الكمبيوتر) شيخ مشايخ زمانه

    فارحلوا أيها المتعالمون في طلب العلم، وخذوه عن العلماء العاملين كما كان سلف هذه الأمة يفعلون، وكان ذلك شرفهم الذي يفتخرون به.


    ختاماً:


    أسأل الله -تعالى- أن يهدي المتعالمين، وأن يقيض للأمة علماء ربانيّين، يقمعون فتنة كل متعالم متشبع بما لم يعط.


    {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}.


    والله من وراء القصد.



    _______________


    (1) أخرجه البخاري.

    (2) انظر ((التعالم)) (ص26) لتقف على نصوص هؤلاء الأجلَّة.

    (3) ((التعالم)) (ص2 لأخينا الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -حفظه الله-.

    والنقل
    لطفـاً .. من هنـــــا
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124867

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ظاهرة التعالم.للشيخ الدكتور محمد بن موسى أل نصر _حفظه الله_

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.09.09 8:33

    أسوأ ظواهر التعالم

    ظاهرة التعالم.للشيخ الدكتور محمد بن موسى أل نصر _حفظه الله_ 470674

    قال العلامة المحقق الشيخ بكر أبوزيد
    في كتابه التعالم وأثره على الفكر والكتاب عن أسوأ ظواهر التعالم

    قال حفظه الله
    (( ومن أسوأ ظواهر التعالم :
    (( إثبات الشخصية في الرسائل))
    بما تلقاه عدد من الطلاب في إعداد رسائلهم عن أساتذتهم في الإشراف , والمناقشة , من أن وسيلة القبول , وعنوان النجاح, وقائد (( الامتياز )) أن يخوض الطالب غمار الترجيح والاختيار , والقبول والرد؟

    ولهذا فترى الرسائل محشورة سطورها بهذها بهذه العبارات السمجة :
    ( ترجيحنا ,اختيارنا ,رأينا, ونحن نرفض هذا القول, ونحن نرى, ونحن لا نؤيد هذا الرأي . وهذا الحديث صحيح, وذاك ضعيف.....)

    قال ابن دقيق العيد_ رحمه الله تعالى _:

    يقولون هذا عندنا غير جائز *** ومن أنتمو حتى يكون لكم عند

    وهكذا في بلاء متناسل

    فالمشرف يزأر على الطالب بإثبات شخصيته من هذا الوجه .

    والمناقش يأتي _ وقد ارتدى الجبة أو العباءة السوداء _ وهذا تقليد كنسي في مناقشة الرسائل

    يجب على أهل العلم والإيمان مخالفتهم فيه_

    يأتي فأول ما يستفتح المناقشة بأنه رأى الطالب قد ظهرت, ووضحت شخصيته في إعداد الرسالة
    مشيرا إلى ذلك الوجه، فلا تسأل عن نشوة الجميع؟

    وما بين أيديهم إلا بضاعة مزجاة , يخادعون أنفسهم.

    ومن أسوأ ما رأيت وما سمعت :رسائل في محاكمة الحفاظ, أمثال الحفاظ ,أمثال الحافظ ابن حجر _رحمه الله تعالى _في حكمه على الرجال في(( التقريب )) كمن قال ((محهول)) مثلا .

    وهذا لايمكن أن تقع إلأ بمشورة حنفي محترق , لأن أحكام الحافظ ابن حجر على كثير من الرجال في مراتب :مجهول....لا تأتي على مسلك أهل الرأي في توثيق المجاهيل قبل 300ه مثلا .

    والطلاب يقعون في هذا وهم لا يعلمون

    فإنا لله ولإنا إليه راجعون.

    فيجب على أهل العلم ولإيمان رسم القنوات الضابطة لإعداد الرسائل, التي تصد هذا التعالم الجبري, وتكف أغراض عصبة التعصب

    .والله المستعان))

    أنتهى كلام الشيخ

    ولنسأل أنفسنا أما هذه الكتب التي تعج في الأسواق والتي تتسابق وتتهافت دور النشر إ‘لى طباعتها هي مما نبه عنها الشيخ في رسالته الرائعة

    ليت طلاب العلم يأخذون بها لأنها تجربة رأها وعصرها شيخ ناقد ومعلم وناصح.

    والنقل
    لطفـاً .. من هنــا
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27631

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 6:43