المشايخ الفضلاء /
أنقل لكم تفريغ شريط تفسير آية الكرسي لفضيلة الشيخ الدكتور / خالد بن عثمان السبت حفظه الله ، فرغه أحد الأفاضل في ملتقى أهل التفسير ، وقال في المقدمة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله ..
لقد قمت بتفريغ هذا الشريط النافع بإذن الله ووجدت فيه كثيرا من الفوائد العلمية والتربوية أقدمه لكم ولا تنسوني من دعائكم .
----
قال الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت حفظه الله تعالى :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد :
فأسأل الله عز وجل أن يكتب لنا في هذا الاجتماع العلم النافع والخير الذي نتبصر به الطريق الموصلة إلى الله تبارك وتعالى ، وأسأل الله عز وجل أن يجعل ذلك باعثا إلى تفهم كتابه وتدبره وتعلم معانيه .
في هذا الدرس الأول من دروس التفسير سيكون حديثنا بإذن الله عز وجل عن آية من كتاب الله تبارك وتعالى نبتدأ بها هذا اليوم :
يقول الله عز وجل ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ) الآية . أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي ابن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله فقال ، أي آية معك في كتاب الله أعظم ؟ فقال على البديهة : ( الله لا إله إلا هو الحي القوم ) .
فهذا السؤال يحتاج جوابه إلى نظر وتأمل واستقراء وتبصر في معاني كتاب الله عز وجل ..
القرآن فيه آلاف الآيات ، فإذا أراد أحد من الناس أن يحكم بأن هذه الآية هي أعظم آية في كتاب الله يحتاج أن يستحضر المعاني الواردة في القرآن بعد استحضار الآيات الواردة فيه ، ثم يستطيع أن يحكم بعد ذلك هل هذه الآية أعظم أم تلك ..
أبي بن كعب رضي الله عنه لشدة حذقه في حفظ كتاب الله عز وجل ولشدة تبصره ومعرفة معانيه قال على البديهة : ( الله لا إله إلا هو ..)
ولم يقل ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعلمه هذا المعنى في يوم من الأيام .. لا ..
والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ما أخبره به أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما سمع هذه الإجابة : ( ليهنك العلم أبا المنذر ) يعني هنيئا لك بالعلم يا أبا المنذر ..
هنأه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا البصر والفقه والفهم في كتاب الله تبارك وتعالى الذي أهله ليتعرف على هذا المعنى من بين آلاف الآيات القرآنية ، فحكم بأن هذه الآية هي أعظم آية في كتاب الله عز وجل .
ولماذا كانت أعظم آية في كتاب الله ؟..
يا إخوة .. شرف العلم بشرف المعلوم .. وشرف الذكر بشرف المذكور .
فالعلوم والصنائع إنما تشرف وتتفاضل بحسب مضامينها ومحتوياتها .. فالعلم الذي يتعلق بالطبابة مثلا أشرف من العلم الذي يتعلق بالحدادة ، والعلوم التي تتعلق بالمعادن أشرفها ما كان يتعلق بالمعادن النفيسة كالعلوم المتعلقة بالذهب ، ويلي ذلك العلوم التي تتعلق بالمعادن الخسيسة كالحديد ، فهذه علوم تتعلق بباب واحد ومع ذلك تفاوتت أشد التفاوت .
لماذا ؟.. لأن متعلقها متفاوت .. فهذا علم يتعلق بالذهب وهذا علم يتعلق بالحديد .
المهن .. الذي يقود الطائرة صنعته أشرف من الذي يقود القطار ، وأشرف من الذي يقود السيارة مثلا ..
الذي يعمل في الطبابة .. مهنته طبابة الإنسان .. هذه الصنعة أشرف ممن يتعاطى طبابة الحيوان ..
لماذا ؟.. لأن شرف العلم بشرف المعلوم .. وشرف الذكر بشرف المذكور .
فهذه الأية تتعلق بأسماء الله عز وجل وصفاته بل تتعلق بأعظم الأسماء والصفات .. بل تتعلق بأسماء ترجع إليها سائر الأسماء الحسنى التي تدل على أوصاف الكمال ، ولذلك كانت هذه الآية أعظم من غيرها .. كانت أعظم آية في القرآن الكريم .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه جماعة من الصحابة منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والمغيرة بن شعبة ، وأبو أمامة الباهلي وجابر ببن عبد الله رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) .
وجاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الشيطان الذي كان يحثو من تمر الصدقة – والحديث مشهور- وفيه أن أبا هريرة رضي الله عنه لما أخذه في المرة الثالثة قال له : لا أدعنك حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال له : ألا أعلمك شيئا ينفعك الله به ؟! فقال : بلى . فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح .
إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ .. يحفظه ويحوطه ويرعاه ..
ولا يقربك شيطان حتى تصبح .. فهذا الحفظ ، الأرجح – والله أعلم – أنه حفظ مطلق ، من الهوام وشياطين الإنس وشياطين الجن ..
فالله عز وجل يحفظه ويحوطه ويكلؤه ويرعاه من كل مخوف ، وكذلك لا يقربه شيطان فلا يرى الرؤى المزعجة ، ولا تقع في قلبه الخواطر و الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلب العبد ليوقع الشك في قلبه ، أو يريه رؤى مزعجة فيقع الحزن في نفسه .
هذه بعض الأحاديث الثابتة التي وردت في فضل هذه الآية العظيمة من كتاب الله عز وجل .
أنقل لكم تفريغ شريط تفسير آية الكرسي لفضيلة الشيخ الدكتور / خالد بن عثمان السبت حفظه الله ، فرغه أحد الأفاضل في ملتقى أهل التفسير ، وقال في المقدمة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله ..
لقد قمت بتفريغ هذا الشريط النافع بإذن الله ووجدت فيه كثيرا من الفوائد العلمية والتربوية أقدمه لكم ولا تنسوني من دعائكم .
----
قال الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت حفظه الله تعالى :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد :
فأسأل الله عز وجل أن يكتب لنا في هذا الاجتماع العلم النافع والخير الذي نتبصر به الطريق الموصلة إلى الله تبارك وتعالى ، وأسأل الله عز وجل أن يجعل ذلك باعثا إلى تفهم كتابه وتدبره وتعلم معانيه .
في هذا الدرس الأول من دروس التفسير سيكون حديثنا بإذن الله عز وجل عن آية من كتاب الله تبارك وتعالى نبتدأ بها هذا اليوم :
( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )
يقول الله عز وجل ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ) الآية . أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي ابن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله فقال ، أي آية معك في كتاب الله أعظم ؟ فقال على البديهة : ( الله لا إله إلا هو الحي القوم ) .
فهذا السؤال يحتاج جوابه إلى نظر وتأمل واستقراء وتبصر في معاني كتاب الله عز وجل ..
القرآن فيه آلاف الآيات ، فإذا أراد أحد من الناس أن يحكم بأن هذه الآية هي أعظم آية في كتاب الله يحتاج أن يستحضر المعاني الواردة في القرآن بعد استحضار الآيات الواردة فيه ، ثم يستطيع أن يحكم بعد ذلك هل هذه الآية أعظم أم تلك ..
أبي بن كعب رضي الله عنه لشدة حذقه في حفظ كتاب الله عز وجل ولشدة تبصره ومعرفة معانيه قال على البديهة : ( الله لا إله إلا هو ..)
ولم يقل ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعلمه هذا المعنى في يوم من الأيام .. لا ..
والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ما أخبره به أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما سمع هذه الإجابة : ( ليهنك العلم أبا المنذر ) يعني هنيئا لك بالعلم يا أبا المنذر ..
هنأه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا البصر والفقه والفهم في كتاب الله تبارك وتعالى الذي أهله ليتعرف على هذا المعنى من بين آلاف الآيات القرآنية ، فحكم بأن هذه الآية هي أعظم آية في كتاب الله عز وجل .
ولماذا كانت أعظم آية في كتاب الله ؟..
يا إخوة .. شرف العلم بشرف المعلوم .. وشرف الذكر بشرف المذكور .
فالعلوم والصنائع إنما تشرف وتتفاضل بحسب مضامينها ومحتوياتها .. فالعلم الذي يتعلق بالطبابة مثلا أشرف من العلم الذي يتعلق بالحدادة ، والعلوم التي تتعلق بالمعادن أشرفها ما كان يتعلق بالمعادن النفيسة كالعلوم المتعلقة بالذهب ، ويلي ذلك العلوم التي تتعلق بالمعادن الخسيسة كالحديد ، فهذه علوم تتعلق بباب واحد ومع ذلك تفاوتت أشد التفاوت .
لماذا ؟.. لأن متعلقها متفاوت .. فهذا علم يتعلق بالذهب وهذا علم يتعلق بالحديد .
المهن .. الذي يقود الطائرة صنعته أشرف من الذي يقود القطار ، وأشرف من الذي يقود السيارة مثلا ..
الذي يعمل في الطبابة .. مهنته طبابة الإنسان .. هذه الصنعة أشرف ممن يتعاطى طبابة الحيوان ..
لماذا ؟.. لأن شرف العلم بشرف المعلوم .. وشرف الذكر بشرف المذكور .
فهذه الأية تتعلق بأسماء الله عز وجل وصفاته بل تتعلق بأعظم الأسماء والصفات .. بل تتعلق بأسماء ترجع إليها سائر الأسماء الحسنى التي تدل على أوصاف الكمال ، ولذلك كانت هذه الآية أعظم من غيرها .. كانت أعظم آية في القرآن الكريم .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه جماعة من الصحابة منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والمغيرة بن شعبة ، وأبو أمامة الباهلي وجابر ببن عبد الله رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) .
وجاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الشيطان الذي كان يحثو من تمر الصدقة – والحديث مشهور- وفيه أن أبا هريرة رضي الله عنه لما أخذه في المرة الثالثة قال له : لا أدعنك حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال له : ألا أعلمك شيئا ينفعك الله به ؟! فقال : بلى . فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح .
إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ .. يحفظه ويحوطه ويرعاه ..
ولا يقربك شيطان حتى تصبح .. فهذا الحفظ ، الأرجح – والله أعلم – أنه حفظ مطلق ، من الهوام وشياطين الإنس وشياطين الجن ..
فالله عز وجل يحفظه ويحوطه ويكلؤه ويرعاه من كل مخوف ، وكذلك لا يقربه شيطان فلا يرى الرؤى المزعجة ، ولا تقع في قلبه الخواطر و الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلب العبد ليوقع الشك في قلبه ، أو يريه رؤى مزعجة فيقع الحزن في نفسه .
هذه بعض الأحاديث الثابتة التي وردت في فضل هذه الآية العظيمة من كتاب الله عز وجل .