خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ما أسباب النسيان وما العلاج ؟ ((الذاكرة))

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ما أسباب النسيان وما العلاج ؟ ((الذاكرة))

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.09.09 19:53

    ما أسباب النسيان وما العلاج ؟ ((الذاكرة))

    Embarassed

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


    أما بعد :


    أريد أن أنقل لكم موضوعا كلنا يشتكي منه وهو

    كيف نحفظ ؟
    لماذا ننسى ؟
    ما الحل ؟

    إذا حفظ الطالب جزءا من القرآن أو متنا ما فسرعان ما ينساه إذا لم يستذكره ويراجعة
    ولقد قرأتُ موضوعا رائعا عن (( الذاكرة )) في الأنسان واشتقت أن تطلعوا عليه راجيا من الله الاجر والمثوبه في ذلك .

    ولا تنسونا من صالح دعائكم


    ((الذاكرة))

    الذاكرة القدرة على تذكُّر شيء سبق تعلُّمه أوسبق اكتساب خبرة فيه. لذلك تعتبر الذاكرة جزءاً حيوياً في التعليم.

    فإذا لم تتذكر الماضي فإنك بالتالي لن تستطيع أن تتعلم أيّ شيء جديد؛ فكل ما تحصل عليه من خبرة تفقده بمجرد الانتهاء منه، وكل شيء جديد سيكون غريباً تماماً.

    وبدون الذاكرة ستكون الخبرة متكررة طبقاً لحدوثها للمرة الأولى. وبناءً على ذلك يفقد الفرد إحساسه بالسعادة التي اكتسبها خلال حياته، وكذلك مظاهر السعادة السابقة، ومثل ذلك الحزن الذي عاشه.

    والعلماء يدركون القليل عما يحدث في الدماغ عند تخزين الذكريات.

    إلا أنَّ عملية تخزين الذكريات الجديدة تكون وليدة العصبية ووليدة تغيرات فيزيائية في تركيبها. وقد أوضحت البحوث أنَّ هذه التغيُّرات يتم حدوثها في جزء دقيق من الدماغ يُسمَّى الحُصَيْن وهو جزء صغير من قشرة المخ يقوم بتنظيم معظم الوظائف الرئيسية للدماغ قبل حل المشاكل وتعلُّم اللغات.


    وقد وجد العلماء أنَّ الذاكرة يمكن اكتسابها بوساطة سلسلة من الأحداث المترابطة في الدماغ، إلا أنَّ المزيد من الأبحاث ضروريُّ لاكتساب كيفية ترابط الذكريات.


    جهاز الذاكرة


    يُقسِّم علماء النفس جهاز الذاكرة إلى ثلاث مراحل مختلفة طبقاً للزمن الذي تستغرقه كل مرحلة. وهذه المراحل هي ذاكرة الإحساس وذاكرة المدى القصير وذاكرة المدى الطويل.


    ذاكرة الإحساس.

    ويمكنها أن تستوعب المعلومات ذات اللحظات السريعة. فعند رؤية صورة لجبل مثلاً فإنَّ المعلومات الخاصة بالجبل ستمر من خلال عينيك إلى ذاكرة الإحساس التي تستوعب التصوُّر الحقيقي للصورة

    ولكن هذه الصورة تتلاشى وتختفي في أقل من ثانية. ولكي تبقى هذه المعلومات يجب عليك أن تنقلها سريعاً إلى ذاكرة المدى القصير.


    ذاكرة المدى القصير.

    ويمكنها أن تستوعب الحقيقة مادمت تفكر فيها. وأنت تستخدم ذاكرة المدى القصير عندما تبحث مثلاً عن رقم هاتف، وتظل تردده في نفسك إلى أن تقوم بالاتصال بمن تريد.

    وإذا لم تقم بترديد المعلومات، فإنها ستختفي من الذاكرة في خلال 20 ثانية. ولكن هناك بعض المعلومات تنتقل من ذاكرة المدى القصير إلى ذاكرة المدى الطويل حيث تبقى هناك طويلاً.


    ذاكرة المدى الطويل.

    ويمكنها أن تستوعب كمية هائلة من المعلومات قد يستمر بعضها مدى الحياة.
    والمعلومات في هذه الحالة تستمر نتيجةً لعاملين

    1ـ التكرار
    2ـ الانفعال الشديد.

    إن مقابلة عَرَضِيَّة قصيرة متكررة تظل معلقة في الذاكرة لفترة طويلة كما أن العاطفة القوية المتولدة من أول حب أو اللحظات القصيرة التي تمر في حادثة تصادم سيارة تساعد على إدخال هذه الحالات إلى ذاكرة المدى الطويل.



    قياس الذاكرة


    توجد ثلاث وسائل يمكن عن طريقها معرفة مدى قدرة الفرد على التذكر. وهذه الوسائل هي: 1ـ المعلومات 2ـ التمييز والتعرُّف 3ـ التعلُّم. فإذا فُرض أنك أقمت حفلاً ما ثم بعد مرور عدة أسابيع تم سؤالك عن أسماء الأفراد الذين كانوا حاضرين الحفل، فإنك ستتذكر أسماء هؤلاء الأفراد بقدر ما تستطيع، فهذه وسيلة استرجاع المعلومات.

    أما بالنسبة إلى التعرُّف والتمييز فإنَّ الشخص الذي يسألك عن ضيوفك يعرض عليك قائمةً تتضمن أسماء أشخاص حاضرين في ذلك الحفل مع أسماء من غير الحاضرين

    . بإمكانك عندئذٍ أن تؤشر على أسماء الأشخاص الذين كانوا حاضرين. ويستطيع معظم الناس التعرف على حقائق بدرجة تفوق مدى تذكرهم للأشياء.

    ولذلك فإن أداء أكثر الطلبة يكون أفضل في اختبارات الاختيار بين الأجوبة الصحيحة والخاطئة للأسئلة بعكس ما هو حاصل في الاختبارات المعتادة.

    وفي أسلوب إعادة التعلُّم فإنك تقوم بحفظ الأسماء الموجودة في قائمة الحفل في ذاكرتك بعد أن تكون قد نسيتها، ويستطيع معظم الناس استرجاع المعلومات في المرة الثانية بأسرع مما حفظوا في المرة الأولى.

    ويعتبر العلماء الفرق بين الوقت المطلوب للحفظ في المرة الأولى والوقت اللازم لإعادة الحفظ دليلاً على مدى قابلية التذكر.



    لماذا ينسى الناس


    يلاحظ أننا نتعرض للنسيان عمومًا بمرور الوقت حيث يزداد هذا النسيان مع مرور الوقت، فمثلاً يمكنك تذكُّر معظم الأفراد الذين كانوا في إحدى الحفلات بعد مرور ساعة واحدة من انتهائها.

    ولكن بعد مرور يومين، فإنك ستنسى عدداً من هؤلاء الأفراد، وبعد شهر ستنسى عدداً آخر من هؤلاء الأفراد.

    ويزداد هذا النسيان بمرور الوقت، وهكذا. وقد اهتم العلماء بدراسة هذه الظاهرة، وكانت التفسيرات الرئيسية لذلك هي:
    التداخل، الفشل في استرجاع المعلومات، دوافع النسيان، الأحداث البنَّاءة.


    التداخل.

    وهذا يحدث عندما يعمل شيء ما سبق تعلمه على إعاقة الذاكرة الخاصة بمعلومة أخرى، فلو أنَّ لك صديقاً انتقل من منزل إلى آخر فإنك قد تجد صعوبةً في تذكُّر رقم هاتفه الجديد لأنك ستتذكر الرقم القديم الذي قد يتداخل مع الرقم الجديد.

    وبمجرد تعلُّمك للرقم الجديد، فـإنك قد لاتتذكر الرقم القديم مرة أخرى.


    الفشل في استرجاع المعلومات.

    وتشمل هذه الحالة عدم القدرة على تذكر المعلومات السابق تخزينها في الذاكرة، فمثلاً لاتستطيع تذكر معلومة سبق لك معرفتها جيداً ثم بعد ذلك تأتي لك هذه المعلومة تلقائياً دون عناء في التفكير، أي أنَّ النسيان في هذه الحالة كان مؤقتاً.

    إنَّ هذا الفقدان المؤقت للذاكرة، الذي يحدث كثيراً، يسمَّى بالفشل في استرجاع المعلومات. ويقارن العلماء ذلك مع محاولة تذكُّر موقع شيء وضع في غير موضعه في غرفة مضطربة النظام. والواقع أن المعلومات في هذه الحالة لم تختف نهائيًا، غير أنه لايمكن تذكرها بسرعة.



    دوافع النسيان.

    وهو عدم التذكر أحياناً لبعض الأحداث، يكون ذلك رغبةً منك، بوعيك أو بغير وعيك، فهي حالة نفسية، ومن أمثلة ذلك مايُسمَى بالكبح وهو تعمُّد كبت وعدم تذكر الأحداث المؤلمة والمحزنة وتحويلها من حالة التذكر إلى حالة عدم التذكر.

    وكذلك تعمُّد نسيان الفشل وعواقبه لدى بعض الأفراد عندما يريدون الدخول في مغامرة حيث يذكِّرون أنفسهم بالنجاح فقط.


    الأحداث البنَّاءة.

    وهي عملية تعني اختلاق أحداث وهمية غالباً ماتكون غير حقيقية عن موضوع قديم. فعند محاولتك مثلاً تذكر موضوع قديم وقعت أحداثه منذ عدة سنوات أو عدة أشهر، فإنك قد لاتتذكر إلا القليل منه، وعلى ذلك فإنك قد تستكمل الموضوع باختلاق أحداث غالباً ماتكون غير حقيقية فهذا يعني أيضاً بناء حدث قد يبدو أنه حقيقي مع أنه حدث بالفعل.


    تحسين الذاكرة


    يعتقد الخبراء أنَّ الأفراد يمكنهم تحسين ورفع مستوى ذاكراتهم بما يكتسبونه من خبرة مع استخدام الأساليب الذَاكِرِيَّة والسجع وغيرها من الأساليب الأخرى.


    الأساليب الذاكِريَّة.

    يُعتبر الأسلوب الذاكري والسجع من العوامل المهمة في تحسين الذاكرة.

    ومن أبسط الأساليب أن توضع المعلومات في قالب شعريّ؛ فكثير من الناس يتذكرون عدد أيام كل شهر بذكر مقطعٍ شعريّ يبدأ بعبارة (ثلاثون يوماً في سبتمبر).

    كما يمكن أيضاً تذكر أسماء الأشخاص بوضع تصور معيَّن لهم، فعندما تقابل شخصاً لأول مرة فإنك تستطيع أن تلتقط مظهره وشكله العام وتنسبها لاسمه.

    وعلى سبيل المثال، إذا قابلت شخصاً طويل القامة اسمه ¸كوخي· فيمكن أن تتصور أن رأسه قد يصطدم بسقف الكوخ إذا ما دخل فيه. وعلى ذلك، فإن هذا التصور يساعدك على تذكر اسمه في المستقبل عندما تراه أو تسمع عنه. ولاشك أنَّ استخدام الأساليب الذاكرية يُحتاج إلى تعلمها أو تأليفها حتى يمكن الاستعانة بها في أيّ وقت.


    الطرق الأخرى لتحسين الذاكرة.

    تعتمد الطريقة المثلى لتثبيت المعلومات على قيامك بإعادة تعلُّمها بعد أن تكون قد أتقنت تعلمها وتُسمَّى هذه الطريقة بأسلوب التَعَلُّم المُفرِط.

    ذلك لأنك كلما تعلمت شيئاً وأفرطت في تعلمه، فإنه يثبت في ذاكرتك تبعاً لذلك.

    وهناك وسيلة أخرى تعتمد على استعادة تذكر الأشياء؛ بمقارنتها بما يحيط بك من أشياء أخرى مشابهة لها.

    وتطبيقاً لذلك، نجد أنَّ المدرب الرياضي لكرة القدم مثلاً يفرض على اللاعبين التدريب تحت ظروف مماثلة للمباريات تحت الظروف الواقعية.

    كما أن الطلبة أيضاً يفضلون تلقي العلم في نفس المكان الذي سيتم امتحانهم فيه.

    وتركز طريقة أخرى على التنظيم.

    حاولْ أن تنظم المعلومات عن طريق ربط شيء تريد تذكره بشيء تعرفه مسبقًا، فلو أنك مثلاً أردت تثبيت معلومة عن تاريخ بداية استخدام البنسلين وهو عام 1941م، فإنه يمكنك تذكره بأنه كان خلال السنة الثانية من الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945).


    الحالات النادرة للذاكرة



    الذاكرة الجيدة اللامألُوفة.

    قد نسمع أحياناً أنَّ بعض الأفراد يمتازون بذاكرة فوتوغرافية كآلة التصوير عندما تلتقط صورةً فوتوغرافية معيَّنة. هؤلاء الأشخاص يكونون قادرين على التقاط صورة سريعة لإحدى صفحات الكتب مثلاً وفي نفس الوقت يستطيعون وصف هذه الصفحة بدقة عن طريق إعادة تذكرها؛ إلا أنَّ هؤلاء الأفراد غير موجودين حقيقةً. وعمومًا يوجد بعض الأفراد عندهم ذاكرة قريبة من ذلك تُسمَّى ذاكرة الصورة الذهنية الطيْفِيَّة وهي ذاكرة تستمر الصورة فيها لعدة ثوان. وهذا النوع من الذاكرة يعتبر بصفة عامة قليل الوجود حيث تتراوح نسبته بين 5% و10% عند الأطفال الذين يفقدونها بتقدم العمر.


    فقْدان الذاكرة.

    قد يكون سبب حدوث فقدان الذاكرة نتيجة لمرض أو إصابة بدنية أوصدمة انفعالية إلا أنَّ حالات فقدان الذاكرة، حتى الشديد منها، تكون مؤقتة ويمكن للفرد أن يسترد ذاكرته مرة أخرى. فعند حدوث إصابة في الدماغ، فإنَّ الفرد لايستطيع تذكر أحداث الماضي ويسمى فقدان الذاكرة في هذه الحالة فقدان الذاكرة الرجعي، وأبسط مثال لذلك هو فقدان الذاكرة لعدة ثوان لأحد أفراد رياضة الملاكمة عندما يتلقى ضربةً قويةً في رأسه، وعموماً فإنَّ مدة فقدان الذاكرة في هذه الحالة تزداد بزيادة شدة الإصابة.

    أما في حالات الإصابات الشديدة في الدماغ، كما في الأفراد الذين يصابون بإصابات ناتجة عن حوادث السيارات، فإن المصابين يكونون عرضةً لفقدان الذاكرة لعدةِ أشهر أو سنوات.

    غير أنَّ هناك أيضاً بعض حالات الإصابات البدنية للدماغ التي ينتج عنها الفقدان الحاضر للذاكرة يُسمى بفقدان الذاكرة الأمامي ويتميز بعدم تذكر الأحداث التي تقع أيضاً بعد الإصابة.

    ويلاحظ أنَّ كلا النوعين من فقدان الذاكرة يمكن حدوثه نتيجة الصدمات الانفعالية.

    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139155
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما أسباب النسيان وما العلاج ؟ ((الذاكرة))

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 09.09.09 8:07

    وصايا لقوة الحفظ وعلاج النسيان ( لطلبة العلم )

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سألتني بارك الله فيكم عن وسائل تقوية الحفظ ، وعلاج النسيان ، فأقول :
    لا شك أن قوة الحفظ وضعفه ، وعارض النسيان ، من الأوصاف البشرية التي جبل الله الخلق عليها ، وكل يتفاوت بحسب ما قسم الله له من هبات ، فهما ملكتان تتنامى في الإنسان ، ومن الناس من تلين معه ، ومنهم من تعصي عليه فلا ينال منها إلاّ القليل ، ولذلك فإن من كبير عفو الله تعالى أن رفع عن عباده ما حصل منهم من ترك واجب أو فعل محذورٍ على وجه النسيان لأنه ليس تحت قدرة ابن آدم ، قال تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) الآية (البقرة:286) ، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) وقال : ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها متى ذكرها أو استيقظ ) ، ومع هذا كله فبما أن قوة الحفظ والذاكرة من الملكات البشرية فإن بمقدور ابن آدم تنميتها بقدر ما يستطيع ، وهكذا سائر عادات ابن آدم ، فالحلم بالتحلم ، والعلم بالتعلم ، والأدب بالتأدب ، وكذا الحفظ وقوة الذاكرة ، وأذكر لك بعض وسائل علاج نسيان العلم بما يلي على إيجاز :
    أولاً : مداومة ذكر الله تعالى وتكراره ، والله تعالى يقول ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ)(الكهف: من الآية24) ، ولعل كون ذكر الله تعالى من أعظم المسببات للحفظ من ثلاث جهات :

    [ الأولى ] من حيث صلة بالله تعالى ، ومن زاد وصله بالله نال العون من الله تعالى والقوة ، وكان الشيطان عنه أبعد ، وهو من أعظم من يشاغب على ابن آدم بالنسيان كما صنع مع صاحب موسى عليه السلام فأنساه الحوت قال تعالى : ( قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) (الكهف:63) ، والشيطان هو الذي أنسى السجين ذكر يوسف عليه السلام لعزيز مصر ، قال تعالى: ( وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) (يوسف:42) ، وينسي أولياء الله ذكر الله الذي هو الصلة بينهم وبين ربهم قال تعالى : ( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المجادلة:19) ، وبهذا فلا يطرد الشيطان شي أقوى من ذكر الله تعالى .

    [ الثانية ] وكذلك ذكر الله سبب لقوة الحفظ وقلة النسيان من جهة كونه سبب رئيس لطمأنينة النفس ، قال تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28) ، والنفس المطمئنة متأهلة لرسوخ الحفظ ، وثبات العلم ، أما إذا كانت مشغولة الحال ، مذبذبة الأحوال ، فإن الحفظ عليها ثقيل ، ولهذا فإن عادة الحذاق إذا أرادوا الحفظ يقتنصون أهدأ الأوقات وأبعدها عن الضجيج ، وزحام الناس وأصواتهم ، وأفضل ما يكون ذلك ساعات السحر ، وبعد صلاة الفجر ، وكل وقت أو مكان يسود فيه الهدوء .
    تنبيه : جرت عادة بعض العامة إذا نسوا شيئاً أن يكرروا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ! ، ويقولون ( اللهم صلّ على النبي – اللهم صلى على النبي ) ، وهذا خلاف ما تقدم في قوله تعالى : ( واذكر ربك إذا نسيت ) .

    [ الثالثة ] أيضاً الذكر يكون به القوة البدنية ، ونشاط القلب وقوته ، وهذا ما يحتاجه طالب العلم ، ومبتغي مداومة الحرص على الحفظ والطلب ، قال تعالى : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) (هود:52) ، فالاستغفار يزيد من القوة ، وقصة علي بن أبي طالب وزوجه فاطمة رضي الله عنهم وطلبها للخادم ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بأن يسبحان الله ثلاثاً وثلاثين ، ويحمدانه ثلاثاً وثلاثين ، ويكبرانه أربعاً وثلاثين وقال بأنه خير لهما من خادم ، وذلك لأن هذا الذكر يزيد من قوتهم .

    قال ابن القيم : ( و حضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ثم التفت إليّ وقال : هذه غدوتي ، ولو لم أتغدّ الغداء سقطت قوتي أو كلاما قريبا من هذا ) .

    وقال : ( وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه وكلامه وإقدامه وكتابة أمراً عجيبا ، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر ، وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمراً عظيما ) .

    ثانيا : البعد عن المعاصي ، لأنها صدأ القلوب كما جاء في بعض الآثار ، وتدخلها الظلمة والوحشة ، ويروى أن بعض السلف كان يسير مع تلميذ له فكأنه نظر إلى منكر ، فنهره شيخه وقال لتجدن عاقبتها ولو بعد حين ! ، فقال التلميذ : فما مضت الأيام والليالي إلاّ وأنا قد نسيت القران الكريم ! ، وقد قال تعالى : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)(البقرة: 282) ، وقد كان فيما أنشد الشافعي وهو مشهور قوله :

    شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
    وأخبرني بأن الــعـلم نور ونور الله لا يؤتى لعـاصي

    قال سهل التستري : ( حرام على قلب يدخله النور وفيه شي مم يكره الله عز وجل ) .

    ثالثاً : تدريب العقل ، وتنشيط الذاكرة ، وهو ما يسمى اليوم بالرياضة الذهنية ، بمعنى : أن المرء ينبغي أن يعود نفسه على الحفظ ولا يعتمد دائما على الكتابة والتسجيل اليوم بأجهزة التسجيل ، فهذا مما جعل الناس يوكلون حفظ العلم إلى ذلك وتركوا الحفظ ، ولهذا فإن من كان قبلنا أقوى حفظاً ، ومن في البادية أقوى حفظاً لأنه يعلم أنه إذا لم يحفظ في أقرب وقت وإلا سوف تضيع هذه المعلومة ، ويكون التدريب بحفظ النص القصير في فترة زمنية قصيرة ، ثم يأخذ نصاً مثله ويحاول حفظه في وقت أقصر من سابقه ، كأن يفرض على نفسه حفظ أربعين بيتاً من ألفية السيوطي في ثلاث ساعات ، ومن الغد يحاول حفظ خمسين بيتاً في الوقت نفسه ، ومن بعد غدٍ يحفظ ستين بيتاً في الوقت نفسه فيصبح الأمر عليه كلما يسهل ، وأعرف بعض الإخوان ممن كان يشق عليه حفظ الأربعين النووية ، ومع إصراره وتدرجه في الحفظ : حفظ الأربعين وعمدة الأحكام بل زادت رغبته للحفظ إلى ما هو أطول ، وعندما عرضوا عليه بعض الكتاب المختصرة قال هذا سهل أحفظه في يوم !! ، فانظر كيف آل الأمر بعد أن كان يتعذر عليه حفظ الأربعين النووية !! .

    رابعاً : كتابة المحفوظ ولو أكثر من مرة ، وقد جاء في الحديث : ( قيدوا العلم بالكتاب ) وأنشد الشاعر : العلم صيد والكتابة قيده قيد صيودك بالحبال الموثقة فما بلغك من علم فقيده كي لا يضيع وكرر النظر فيه ، بل كرر كتابته عشرات المرات حتى تحفظه ، وقد كان من العلماء من كان يكرر كتابة الكتب حتى يحفظها ومن ذلك :

    ما ذكره الذهبي عن ابن الخاضبة الدقاق أنه كتب صحيح مسلم بالأجرة سبع مرات .
    وذكر عن ابن مرزوق الهروي أنه كتب سنن الترمذي ستّ مرات .
    وذكر عن أبي الفضل المقدسي المعروف بابن القيسراني أنه كتب الصحيحين وسنن أبي داود سبع مرات بالأجرة وسنن ابن ماجة عشر مرات ، وذكر أنه بال الدم في رحلته في طلب الحديث مرتين .
    وذكر عن ابن الجوزي أنه كتب بيده ألف مجلد .
    ومنهم من كان يكتب الحديث في ورقة صغيره ينظر إليها بين الفينة والأخرى حتى يحفظه ، وما أجمل ما يرى اليوم من بعض طلاب العلم من حمل كتاب الجيب الصغير تسجل فيه الفوائد ، والاشكالات ، حتى تحفظ ، وكلما امتلأ كتاب أبدله بغيره وهكذا .

    خامساً : المذاكرة ، وقد ورد في الأثر : ( حياة العلم مذاكرته ) ، وقال بعضهم : ( تذاكروا الحديث فإن بعضه يهيّج بعضا ) ، وما نسي العلم إلاّ بترك مذاكرته ، وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( تذاكروا الحديث لا يتفلت منكم ، إنه ليس بمنزلة القران ، إن القران محفوظ مجموع وإنكم إن لم تذاكروا الحديث تفلت منكم ، ولا يقولن أحدكم حدثت أمس ولا أحدث اليوم بل حدّ أمس وحدث اليوم وحدث غداً ) وقال : ( مذاكرة العلم ساعة خير من إحياء ليلة ) .
    قال الخليل النحوي : ( وأصفى ما يكون ذهن الإنسان وقت السحر ) .
    قال الخطيب البغدادي : ( أجود أوقات الحفظ الأسحار ثم وسط النهار ثم الغداة ) .
    وقال : ( حفظ الليل أنفع من حفظ النهار ) .
    وقال : ( وأفضل المذاكرة : مذاكرة الليل ) .
    وكان جماعة من السلف يتذاكرون الساعات الطوال ، وجاء أن وكيع إذا جاءت العتمة ينصرف إلى الإمام أحمد بن حنبل فيقف عند الباب أخذ بعضادتيه ، وقال : يا أبا عبدالله أريد أن ألقي عليك حديث سفيان ، قال : هات ، قال : تحفظ عن سفيان عن سلمة بن كهيل كذا ؟ ، قال : نعم ، حدثنا يحي ، فيقول سلمة كذا وكذا ، فيقول : حدثنا عبدالرحمن ، فيقول : وعن سلمة كذا وكذا ، فيقول : أنت حدثتنا حتى يفرغ من سلمة ، ثم يقول أحمد : فتحفظ عن سلمة كذا وكذا ، فيقول وكيع : لا ، ثم يأخذ في حديث شيخٍ شيخ ، قال فلم يزل قائماً حتى جاءت الجارية فقالت : قد طلع الكوكب .
    وقال علي بن الحسن بن شقيق قمت مع ابن المبارك ليلة باردة ليخرج من المسجد ، فذاكرني عند الباب بحديث فذاكرته ، فما زال يذاكرني حتى جاء المؤذن وأذن للفجر .

    سادسا : التحديث بالمحفوظ ، وقال إبراهيم الحربي : ( إذا أردت أن تحفظ حديثاً فحدث به ) ، وهذا أشمل أوسع من المذاكرة ، فالتحديث به هو أن تذكره في غالب مجالسك ، وإذا جاء مقام يقتضي ذكره فلا تغفل عن التحديث به فهو أنفع لك حفظاُ ، وأنفع للناس علماً .

    سابعا : ربط المحفوظ ابتداءً بما سبق حفظه ، وهذه طريقة نبوية نافعة ، كما روى الإمام مسلم من حديث علي رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قل اللهم اهدني وسددني ، واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم ) . فربط حفظ هذا الدعاء بشي محسوس فلا ينسى ، فربط الهداية بهداية الطريق ، وربط السداد بتسديد السهم .
    وذكر بعض العلم في ذلك حديث : ( سيروا هذا جمدان ، سبق المفردون قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ ، قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ) ، فصار الجبل تذكرة لفضيلة الذاكرين لله والذاكرات ، فما ذكر أو مر به مار إلاّ ذكر هذه الفضيلة .

    فيربط الحافظ محفوظاته بأشياء محسوسة أو محفوظة من قبل ، ولو بظاهر الألفاظ !! ، ومثال ذلك : إذا أردت أن تحفظ رقم هاتف أو وفاة عالم أو رقم معاملة ما !! ، فاربط الرقم برابط فيه لا ينسى أكثر اختصاراً مثل رقم ( 2003400 ) لكي تحفظه تقول ( مائتين) و ( ضعفها ) بينها ( ثلاثة ) ، وهذا أسهل من حفظه طويلاً .
    أو تربط الرقم برقم تحفظه من قبل فتقول ( 400 ) رقم سيارتي ! ، ( 2003 ) السنة الميلادية ، أو آخر رقم هاتفي ، أو رقم حقيبتي السرّي .
    هذا في الأمور العادية ، وفي تاريخ الوفيات تربط بين المحفوظات ، وتقول : مات أبو حنيفة وعبدالملك ابن جريج في السنة التي ولد فيها الشافعي ، عام ( 150هـ ) .
    ومات الإمام الشافعي وأبو داود الطيالسي وأشهب صاحب مالك ، والحسن اللولؤي صاحب أبي حنيفة : في سنة واحدة عام ( 204 هـ ) .
    ومثله ما اشتهر قولنا : ( أسلم أبو هريرة رضي الله عنه عام خيبر سنة سبع ) .
    وهكذا تربط أكثر من محفوظ برابط واحد .
    ويحصل أحياناً باختصار الجمل في جملة أو بيت شعر كـ حروف الإظهار مجموعة في أوائل قولك : ( أخي هاك علماً حازه غير خاسر ) ، وحروف المضارعة مجموعة في كلمة ( نأيت ) إذا جاءت في أول الفعل ، قال الحريري :
    وسمطها الحاوي لها ( نأيت ) فاسمع وعِ القول كما وعيت

    ثامناً : أكل ما يعين على قوة الحفظ . وكل ما استهوته النفس فهو مقوٍ للحفظ ، كما أن كل ما تعافه النفس وتكرهه ، ويعكر أمزجتها فهو مما يورث النسيان ، وهناك بعض الأطعمة التي تنشط الحافظة كـ : أكل الزبيب ، وأكل اللبان ، وشم الطيب ، والحجامة ، شرب زمزم .
    كما أن هناك ما قالوا أنه يورث النسيان : كأكل الباذنجان .
    وكتب الطب قد ذكرت الكثير من هذا .

    تاسعاً : تنظيم الوقت ، وحياته المعيشية ، وذلك لأن تذبذب الحال ، وسوء الأحوال ، يورث العقل الشتات ، فيتردى الحفظ ، وتضطرب الذاكرة ، فيسهل بذلك النسيان ، فيفرد من وقته ساعات للنظر والقراءة ، وساعات للبحث والجمع ، وساعات لأهله ، وساعات لعبادته ، وساعات ، لقراءة القران وحفظه ، وساعات لحفظ الحديث ، وساعات لحفظ المتون ، وساعات لمراجعة المحفوظات ، وهكذا ، ويلتزم بهذا التوقيت ( فأحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قلّ ) .

    عاشراً : معرفة سير الحفاظ كي تتقد الهمة بهم ، فإن الناظر إلى سير السالفين في الطلب ، والرحلة ، والحفظ ، والتأليف ، وقوة الذاكرة ، وكثرة الكتابة ، والحرص على العلم ، والسهر والجوع والفقر والمرض في سبيل تعلمه ، سوف تتقد همته بلهيب حماسهم المشرّف ، فلربما حظي منهم بجذوة همةٍ يصير بها على من في عصره إماماً ، فمن علم أن الإمام أحمد يحفظ ألفي ألف حديث [ أي مليونين ] ألا يرى بأن ألف حديث ليست بشي أمام ذلك ، فليحفظ [ بلوغ المرام ] إذن ! ، إذا علمت أن هناك من قرأ صحيح البخاري في ثلاثة أيام ، لعل همتك تتقد فتقرأ [ منتقى الأخبار ] في خمسة أيام ! ، وما فعله غيرك فهو [ ممكن ] لك ! ، ومن سار على الدرب وصل ، ومن قرأ في سيرهم سوف يرى العجب العجاب ، وأخص بالذكر كتاب [ تذكرة الحفاظ ] للحافظ الذهبي ، لا بدّ لطالب العلم المبتدئ أن يقرأه ويتأمل فيه ، فقد ذكر من سير أئمة [ الحفظ ] الشي العجيب الذي تنثني من دونه الأعناق ، وأنقل لك مما ذكر عبارات لعلها توضح بعض ما في هذا الكتاب :


    فقد ذكر عن ابن عقدة أحمد بن محمد الكوفي أنه قال عن نفسه : أحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها .


    كما ذكر عن أبي الحسن القطان علي بن إبراهيم أنه كان يحفظ مائة ألف حديث .

    وذكر أن الختلي عبدالرحمن بن أحمد كان يملي خمسين ألف حديث من حفظه .

    وذكر عن أبي عمر الزاهد الشهير بغلام ثعلب أنه أملى ثلاثين ألف حديث من حفظه .


    وذكر عن العسال محمد بن أحمد أنه أملى أربعين ألف حديث من حفظه .


    وذكر عن خالد بن سعد القرطبي أنه حفظ عشرين حديثاً من مرة واحدة .


    وذكر عن ابن الجعابي أن غلامه لما أخبره بأن كتبه قد ضاعت قال له : لا تغتم فإن فيها مائتي ألف حديث لا يشكل عليّ حديث منها لا إسناده ولا متنه .


    وذكر عن الشعبي أنه ما كتب قط ، ونسي من العلم ما لو حفظه غيره لصار عالما ، ولا حدث أحد عنده بحديث إلا حفظه ولم يطلب إعادته ، وقال : ( لو شئت لأنشدتكم شهرا ولا أعيد ) .

    وذكر عن الزهري أنه كان يكتب كل ما سمع ، وما دخل قلبه علم فنسيه .

    وكذلك ذكر عن قتادة .


    وكذلك الثوري سفيان بن سعيد .


    وذكر عن يحي بن يمان الكوفي أنه كان يحفظ في المجلس الواحد خمس مائة حديث .


    وذكر عن يزيد بن هارون أنه قال : حفظت حديث الفتون في جلسة وأحفظ عشرين ألفا فمن شاء فليدخل فيها حرفا ، – و حديث الفتون طويل في قصة موسى عليه السلام – وذكر أنه قال : أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث بالإسناد ولا فخر .


    وذكر أن حفص بن غياث أملى ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف حديث من حفظه .


    وذكر أنه يروى أن هشام الكلبي حفظ القران في ثلاثة أيام .


    وذكر عن الإمام أحمد أنه يحفظ ألف ألف حديث ، أي مليون وقيل يحفظ ألفي ألف : أي مليونين !


    وذكر أن سعيد بن منصور أملى عشرة آلاف حديث من حفظه .


    وذكر عن محمد بن المظفر البغدادي أنه كان يحفظ عن شيخه الباغندي فقط مائة ألف حديث.


    وذكر عن اليونارتي الحسن بن محمد الأصبهاني أنه كان يقرأ من سورة ، ويكتب سورة أخرى في آن واحد .


    وذكر عن أبي الخير عبدالرحيم بن محمد الأصبهاني أنه كان يحفظ الصحيحين .
    وذكر أن ابن الجوزي كتب بأصبعه ألف مجلد .

    وذكر عن أبي عمرو بن الصلاح أنه حفظ المهذب في الفقه ولم يظهر شاربه .

    وذكر في ترجمة اليونيني تقي الدين محمد بن أبي الحسين البلعلبكي أنه كان يحفظ الجمع بين الصحيحين للحميدي ، وحفظ صحيح مسلم في أربعة أشهر ، وكان يكرر أكثر مسند أحمد من حفظه ، وكان يحفظ في الجلسة الواحدة ما يزيد عن سبعين حديثاً ، وحفظ سورة الأنعام في يوم واحد ، وحفظ ثلاث مقامات من الحريرية في بعض يوم .


    وذكر عن النووي رحمه الله أنه حفظ كتاب ( التنبيه ) في أربعة أشهر ونصف ، وفي بقية السنة قرأ المهذب من حفظه على شيخه الكمال اسحاق بن أحمد .
    وغير هذا كثير .

    المقصود أن طالب العلم ينبغي عليه أن يحرص أشد الحرص ، ويعطي العلم كل وقته ، وأعمال البرّ من بر الوالدين وصلة الأرحام وأداء العبادات تبارك في الوقت ولا تشغل عن طلب العلم ، كما أنصح بن يقرأ ما صنّف في أصول الطلب ، ككتاب ( الفقيه والمتفقه ) و ( الرحلة في طلب الحديث ) للخطيب البغدادي ، و ( الجامع في آداب الراوي والسماع ) له أيضاً ، وكتاب ( جامع بيان العلم وفضله ) لابن عبدالبر ، وكتاب ( تذكرة السامع والمتكلم ) لابن جماعة ، وما كتبه المعاصرون وهي كثير ككتاب ( حلية طالب العلم ) للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد ، وكتاب ( صفحات من صبر العلماء ) و ( قيمة الزمن ) وكلاهما لعبدالفتاح أبو غدة على تحذر مما فيها من أخطاء ، والموضوع ثري بالفوائد والفرائد انتقيت منها ما يكفي للتوضيح ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

    وكتب أخوكم
    بدر بن علي العتيبي
    19 جمادى الآخرة 1424هـ

    منقول من الملتقى العلمي

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما أسباب النسيان وما العلاج ؟ ((الذاكرة))

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 09.09.09 10:45

    كيف تنشط ذاكرتك؟
    ما أسباب النسيان وما العلاج ؟ ((الذاكرة)) 470674

    منذ زمن بعيد والناس يبحثون عن الذاكرة, وقبل الانتشار الكبير لوسائل الكتابة المحمولة كانت الذاكرة القوية ضرورية لعمل الكثير من الأنشطة.

    عقلك ليس حاسبًا آليًا يتميز الحاسب الآلي الذي نكتب عليه بذاكرة ضخمة, لكن عقله ضعيف وهذا عكس الإنسان,

    ومن الخطأ أن نعتقد أن ذاكرتنا تعمل مثل الحاسب الآلي فكم من مرة فكرت "يجب أن أتذكر هذا" ثم نسيته في نفس اليوم؟ من النادر أن نستطيع الكتابة في عقلنا مرة واحدة ونتوقع أن تتذكر هذه المعلومة إلى الأبد.

    ولهذا سُمي الإنسان إنسانًا وذلك لكثرة النسيان, ولهذا كان من امتنان الله على المؤمنين أن يسر لهم حفظ الذكر, {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: 49]. وكان حفاظ المسلمين آية في حفظ الآيات والأحاديث والأقوال والأشعار, كانت كالنور الرباني في صدورهم وعقولهم,

    ولهذا لمّا شكى الشافعي إلى شيخه وكيع سوء حفظه أرشده إلى حفظ نفسه وبصره عن المعاصي,

    وأنشد قائلاً:
    شكوتُ إلى وكيع سوء حفظي وقال: اعلم بأن العلم نورٌ فأرشدني إلى ترك المعاصي ونور الله لا يُهدى لعاصي

    نمِّ ذاكرتك: ستحسن إن شاء الله تقنيات الذاكرة بصورة مذهلة, ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول إلى حاسب آلي, وهذه الاستراتيجيات يمكن أن توصلك إلى أحسن صورة ممكنة, ولكن تذكر أن الحافظة رزق من الله جل وعلا, وهي تختلف من شخص لآخر, وكل ما سنفعله هو تطوير ذاكرتك أنت والاستفادة القصوى من إمكاناتها.

    واعلم أنه في بعض الأحيان يكون النسيان جيدًا, لكي نتمكن من أن ننسى الآلام والأحزان, وفي بعض الأحيان تؤثر ملكة الحفظ على ملكة التفكير والتحليل.

    وهناك وسيلتان لزيادة فعالة الذاكرة:

    الوسيلة الأولى:
    داخلية.

    الوسيلة الثانية:
    استخدام أدوات خارجية مساعدة.

    الوسائل الداخلية التي تساعد على تنشيط الذاكرة:

    قانون التأثير الجماعي:

    الكمية التي تذكرها متصلة بشدة بكمية الوقت التي نقضيها في التعلم. وتتأثر الكمية التي تتذكرها أيضًا بمزاجك الخاص وخاصة بمستوى قلقك, فإن كان عقلك مليئًا بالأشياء المقلقة, فمن الصعب أن تتعلم, ولكي تحسن التعلم فأنت بحاجة إلى تركيز, ولكن بدون قلق, فكل ما تحتاج إليه هو التركيز بدون توتر.

    التنظيم:

    هناك أربعة جوانب للتنظيم تساعدك على تحسين الذاكرة:

    أ ـ التقسيم:
    حتى تستطيع أن تتذكر كمية كبيرة من المعلومات, فمن الأفضل أن تجزئها إلى قطع صغيرة, ويتضح هذا عند ذهابك للتسوق, فأنت تريد شراء عشرات الأشياء ولا يمكن أن تتذكرها جميعًا, ولكن يمكن ذلك إذا قسمتها إلى أقسام,

    فمثلاً أنا أريد شراء كذا من قسم اللحوم, وكذا من قسم الخضار... إلخ,

    وهذه هي الطريقة المتبعة في كل شيء سواء في الدراسة أو حفظ القرآن أو أي شيء ولكن يجب أن يكون هذا التقسيم مهيكلاً. فنقول مثلاً سورة كذا تتكون من عدد من الأرباع هي كذا وكذا... إلخ,
    وكل ربع ينقسم إلى عدد من المقاطع الواضحة.

    ب ـ استخدام المفاتيح:
    كمن يقول لنفسه هذا الكتاب مكون من خمسة فصول, ويتذكر أربعة بسهولة ويحاول أن يتذكر الخامس, فتكون كلمة خمسة فصول هي مفتاح التذكر.

    جـ ـ الربط:
    ربط المعلومات الجيدة بأخرى قديمة مستقرة ومحفوظة, وبهذه الطريقة يمكنك أن تبني مادة تتعلمها بطريقة تسهل عليك تذكرها.

    فمثلاً تقول: شارع النور الجديد هو الشارع الذي يلي مكتبة الإيمان.. وهكذا.

    د ـ المعنى:
    من الأسهل تعلم وتذكر شيء ذي مغزى عن تعلم شيء لا يعني لك الكثير, فمعاني الكلمات يمكن أن تصاغ بعدة طرق.

    المراجعة:

    على العكس تمامًا من جهاز الكمبيوتر فنحن أحيانًا لا نستطع تذكر بعض المعلومات التي تم دراستها مسبقًا في لحظة واحدة, فنحن أحيانًا ننسى ما سبق تعلمه.
    ولقد ثبت بالتجربة أن أكثر طرق المراجعة فاعلية هي أن تراجع سريعًا بعد التعلم الشامل, وبعد ذلك نقسم الموضوع إلى مراجعات إضافية منفصلة على فترات متباعدة.

    قواعد أساسية للمراجعة:


    إذا لم تراجع ستضعف ذاكرتك وتقل مثل خط مرسوم على الرمال.


    أكثر الأوقات فاعلية للمراجعة عندما تشعر أنك ستنسى.


    إنك تنسى ببطء بعد كل مراجعة؛ لذلك من المهم أن تراجع من وقت لآخر على فترات متباعدة ومنفصلة


    شيئان مهمان يجب وضعهما في الاعتبار:

    أ ـ
    إذا بدأت في المراجعة واكتشفت أنك نسيت معظم ما تعلمته, يجب أن تراجع أسرع في فترات متقاربة, أكثر من ذي قبل.

    ب ـ
    إذا بدأت في المراجعة, ووجدت نفسك تتذكر بوضوح لا داعي للاستمرار في المراجعة حيث ستكون مضيعة للوقت.
    إن المراجعة بمثابة تلميع الفضة,

    فالقليل المتكرر من المراجعة ينعش الذاكرة دائمًا,

    وتذكر أن المراجعة ليس معناها فقط أن تتلو ما في ذهنك بصوت مرتفع,
    ولكن يمكنك أن تجعل المادة في ذهنك حاضرة دائمًا, وطوعًا لاستخداماتك, واستخدمها كلما استطعت,
    والإبحار داخل عقلك كلما استطعت مفيد للغاية مما يجعلك متأكدًا من تذكر ما يحويه عقلك
    , وأيضًا يمكنك من ملأ الفراغات التي يمكن أن تتعرض لها الذاكرة,
    هذا يمكن أيضًا أن يجعلك عالمًا بالأشياء التي يجب التركيز عليها في المرة القادمة.
    وما نريد أن نؤكده هو أن 60% من فترة الدراسة تتم في التعلم والباقي في المراجعة وبعض الناس يستهويهم قضاء معظم الوقت في تعلم الجديد فإنه يبدو سخيفًا بالنسبة لهم أن يتوقفوا ليراجعوا شيئًا تم دراسته من قبل, وهذه الوسيلة غير الفعالة التي يتبعها معظم الناس في البداية تبدو طريقة جيدة, وبعد ذلك يتضح فشلها حيث يكونون قد نسوا معظم ما تم دراسته سابقًا, ويجدون أنفسهم مرتبكين, وغارقين في بحر من الألغاز,
    لذلك فإن المراجعة البسيطة والدائمة تفيد بشكل فعّال حيث إنها تغذي وتنشط الذاكرة, وتدعم ما تم دراسته سابقًا, وهذا يساعد على تعلم واستيعاب ما يأتي بعده.

    الاستدعاء:

    لنستعرض ـ مثلاً ـ لموقف يواجه مئات الأشخاص يوميًا, افترض أنك فقدت ساعتك أو سلسلة مفاتيحك التي كنت تمتلكها أول أمس ولم تجدها اليوم, ولقد بحثت عنها في أماكن عديدة ولكنك لم تجدها. وهدفك هو الاستمرار في البحث. ولكن عليك اتباع وسيلة أخرى قد تكون أكثر نفعًا وهي أن تستلقي على مقعدك مواجهًا تلك المشكلة, فكر بعمق وإصرار متى كانت آخر مرة رأيت فيها الشيء المفقود, وماذا كنت ترتدي في ذلك الحين, وماذا كنت تحمل في يدك مثلاً, ومن كان معك, وماذا فعلت آنذاك, استرسل في أفكارك مع مرور الوقت فإن كنت موفقًا فإنك ستدرك أين هو ذلك الشيء, وإن كنت أقل توفيقًا فإنك ستكون ضيّقت الاحتمالات وحصرتها في مكانين أو ثلاثة بدلاً من عشرات الأماكن, فإن كان مثلاً فُقد في القطار أدركت أنه ضاع إلى الأبد, فلا تضيّع وقتك في التفكير هباءً... وهكذا.

    مساعد الذاكرة:

    من أنجح الوسائل المستخدمة لإنعاش الذاكرة هي ربط معلومات معينة بجملة أو كلمة من الممكن استخدام حروفها لتذكرنا بجملة أطول أو مواضيع بأكملها, وهناك وسيلة أخرى ألا وهي تحويل الأشياء المملة كالجداول أو الأسماء المعقدة إلى قصة أو شيء ممتع ومسلٍ ليسهل تذكرها.

    الخلاصة:
    * يمكنك تنمية وتنشيط الذاكرة باتباع سياسات جيدة وتسمى رياضة تدريب العقل.

    * تذكر أن الذي نتذكره يتعلق بشدة بالوقت الذي استهلك في تعلم هذا الشيء.

    * لتتعلم بفاعلية عليك بالتركيز بدون قلق أو عصبية أو ضغط نفسي. * رتب طريقة تفكيرك بالآتي: ـ جزّئ المعلومات إلى أجزاء صغيرة بحد أقصى 7 أجزاء.

    ـ استخدم وسائل الربط لتذكرك بما تريد. ـ اربط المعلومات الحديثة بالقديمة. ـ اجعل المعلومات الحديثة ذات معنى مقبول في ذهنك.

    * استخدم سياسة المراجعة الفعالة, وراجع بعد التعلم الأساسي للمادة,
    وبعد ذلك قسم المراجعة إلى فترات متتابعة نسبيًا.

    وأولاً وأخيرًا, لا تنسَ قول الشافعي: "إن العلم نور وأن المعاصي تُذهب نور العقل فننسى",
    والشيطان دائمًا يُنسي بني آدم وكلما استولت عليك الشهوات تسلط عليك الشيطان فأنساك ذكر الله وبعدها تنسى كل شيء.

    والله الموفق.

    ـ لمزيد من التوسع,
    راجع: كتاب إدارة العقل لـ د/ جيلان تيلر ـ د/ توني هوب.

    منقول

    وهذا موقع مفيد جداً
    http://www.maharty.com/

    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=130807
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما أسباب النسيان وما العلاج ؟ ((الذاكرة))

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 09.09.09 10:48

    نصيحة الشيخ صالح آل الشيخ لمن ينسى العلم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نصيحة الشيخ صالح آل الشيخ لمن ينسي العلم


    الصوت من هنا

    المقدم:
    أحسن الله إليكم ورفع درجاتكم ونفعنا بعلمكم.

    فضيلة الشيخ أنا لي رغبة في طلبة العلم وإفادة غيري؛
    ولكن مشكلتي أني إذا سمعت العلم أنساه ولا يبقى في ذاكرتي منه شيء، وبماذا تنصحونني؟

    وجزاكم الله خيرا.

    ج/ الحمد لله وبعد:


    الناس يتفاوتون في طلب العلم، ليس كل من طلب العلم صار حافظا لكل ما يسمع؛

    لكن سيحفظ شيئا، والعلم يؤخذ شيئا فشيئا،

    فإذا كرر حفظ،

    وأنا أوصيه بأن يجتهد في حفظ القرآن؛ لأن الحفظ غريزة، وبالحفظ وتكرار الحفظ تزداد، وتقوى

    ومن جرب وجد أن حفظ القرآن به يبدأ الطريق في انفتاح الحافظة


    السائل

    إذا كان أنه لم يحفظ القرآن، فليجتهد في حفظ القرآن.

    لذلك كان جمع من أهل العلم يعني في الزمن القديم لما كان طالب العلم يأتي للمسجد ويلازم المشايخ في كل اليوم، إذا أتى يريد العلم وهو لم يحفظ القرآن قالوا لا احفظ القرآن أولا ثم إيتِ؛ لأن حفظ القرآن يفتق الحافظة.

    لهذا من حفظ، جرب حفظ القرآن يجد مثلا أن أول عشرة أجزاء تجد يجلس في الثمن ساعة يحفظ فيه يحفظه، ثم يحتاج إلى تكرار؛ لكن بعد ذلك في العشرين جزء الثانية يسهل يسهل حتى ربما حفظ ثلاثة أثمان أربع نصف جزء في جلسة بين المغرب والعشاء أو بعد الفجر، وهذا واقع.

    فإن الحافظة مع ممارستها واستعمالها تزيد، لذلك أوصيه بحفظ القرآن والاجتهاد في اعلم فإن العلم يزداد بإذن اله تعالى، والحفظ يأتي إن شاء الله تعالى

    منقول من شبكة سحاب

    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129325



      الوقت/التاريخ الآن هو 22.11.24 23:41