حقّاً .. إنَّ العلم ما حواهُ الصَّدر !
الحمدُ للهِ وحدَه ..
الحمدُ للهِ وحدَه ..
تأمَّلتُ أحوالَ كثيرٍ من المحقِّقين ؛ فرأيتُ أنهم يأكلونَ ويشربون ويمشون ويسافرون وينامون ويقومون
- بل ويدخلون الخلاء ! - والعلم في صدورهم !
العلم .. الفقه .. الحِكْمَة .. الاستحضار .. ترتحلُ معهم حيثُ كانوا ..
فليسَ علماً ما حوى القِمَطْرُ ** ما العلمُ إلاَّ ما حواه الصدرُ
فإن تحرقوا القِرطاس لا تحرقوا الذي ** تضمَّنه القرطاسُ بل هو في صدري
يسير معي حيثُ استقلَّت ركائبي ** وينزل إن أنزل ويدفنُ في قبري !
علمي معي حيثما يممتُ يتبعني ** صدري وعاءٌ له لا جوف صندوقِ
إن كنتُ في البيت كان العلم فيه معي ** أو كنتُ في السوق كان العلمُ في السوق !
خطرت لي هذه الخاطرة أثناء تأملي لمقدمة ( قواعد ابن رجبٍ ) حيثُ قال :
( .. " أَمَّا بَعْدُ " فَهَذِهِ قَوَاعِدُ مُهِمَّةٌ وَفَوَائِدُ جَمَّةٌ ، تَضْبِطُ لِلْفَقِيهِ أُصُولَ الْمَذْهَبِ ، وَتُطْلِعُهُ مِنْ مَآخِذِ الْفِقْهِ عَلَى مَا كَانَ عَنْهُ قَدْ تَغَيَّبَ .
وَتُنَظِّمُ لَهُ مَنْثُورَ الْمَسَائِلِ فِي سِلْك وَاحِدٍ ، وَتُقَيِّدُ لَهُ الشَّوَارِدَ وَتُقَرِّبُ عَلَيْهِ كُلَّ مُتَبَاعِدٍ ، فَلْيُمْعِنْ النَّاظِرُ فِيهِ النَّظَرَ ، وَلْيُوَسِّعْ الْعُذْرَ إنَّ اللَّبِيبَ مَنْ عَذَرَ .
فَلَقَدْ سَنَحَ بِالْبَالِ عَلَى غَايَةٍ مِنْ الْإِعْجَالِ ، كَالِارْتِجَالِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ الِارْتِجَالِ ، فِي أَيَّامٍ يَسِيرَةٍ وَلَيَالٍ .
وَيَأْبَى اللَّهُ الْعِصْمَةَ لِكِتَابٍ غَيْرِ كِتَابِهِ ، وَالْمُنْصِفُ مَنْ اغْتَفَرَ قَلِيلَ خَطَأِ الْمَرْءِ فِي كَثِيرِ صَوَابِهِ ، وَاَللَّهُ الْمَسْئُولُ أَنْ يُوَفِّقَنَا لِصَوَابِ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ ، وَأَنْ يَرْزُقَنَا اجْتِنَابَ أَسْبَابِ الزَّيْغِ وَالزَّلَلِ ، إنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ لِمَنْ سَأَلَ ، لَا يُخَيِّبُ مَنْ إيَّاهُ رَجَا وَعَلَيْهِ تَوَكَّلَ ) .
وقد قال قبله ابنُ القيِّم في ’’ زاد المعاد ‘‘ :
( .. وهذه كلمات يسيرة لا يستغني عن معرفتها من له أدنى همة إلى معرفة نبيه صلى الله عليه و سلم وسيرته وهديه اقتضاها الخاطر المكدود على عجره وبجره مع البضاعة المزجاة التي لا تنفتح لها أبواب السدد ولا يتنافس فيها المتنافسون مع تعليقها في حال السفر لا الإقامة والقلب بكل واد منه شعبة والهمة قد تفرقت شذر مذر والكتاب مفقود ومن يفتح باب العلم لمذاكرته معدوم غير موجود فعود العلم النافع الكفيل بالسعادة قد أصبح ذاويا وربعه قد أوحش من أهله وعاد منهم خاليا فلسان العالم قد ملئ بالغلول مضاربة لغلبة الجاهلين وعادت موارد شفائه وهي معاطبه لكثرة المنحرفين والمحرفين فليس له معول إلا على الصبر الجميل وما له ناصر ولا معين إلا الله وحده وهو حسبنا ونعم الوكيل .. ) .
أمَّا شيخ الإسلام ؛ فلا تخفى على ناظرٍ سعةُ اطلاعه ، وغزارة علمه ، وسيلان ذهنه ، وتوقد ذكائه ، وكثرة محفوظه ؛ فلقد ( جمع العلوم بين عينيه يأخذ من أيها شاء ، ويترك ما شاء ) !
والنقل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=128207