خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    وقفات في طلب العلم

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية وقفات في طلب العلم

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 29.08.09 12:46

    وقفات في طلب العلم
    Embarassed

    قال الإمام أحمد :
    ما صليتُ غير الفرض ، استأثرتُ بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي .

    قلتُ :

    ولذلك قصة : فقد قدم أبو زرعة عند الإمام أحمد ، فكانا يتذاكران الحديث ،فقال أحمد : ماصليتُ غير الفرض ...

    ويُستفاد من هذا :


    تقديم الأصلح من الأعمال على قاعدة ( إذا تعارضت مصلحتان قُدِّم الأعلى منهما )
    فقدم الإمام أحمد مذاكرة العلم مع قرينه أبي زرعة على النوافل ، وفي هذا إشارة لفضل العلم على النافلة ، فتأمل .

    قال عمر الناقد :

    لما قدم سليمان الشاذكوني بغداد ، قال لي أحمد بن حنبل : اذهب بنا إلى سليمان نتعلم منه نقد الرجال .

    قلتُ :

    وفي هذا بيان أن النقد ( علم ) له أصوله وضوابطه ، وشروطه ، وموانعه ، فليس كل شخص ينقد ،
    بل للنقد أهل يعرفون من ينقدون ،

    ولماذا ينقدون ، وكيف ينقدون ، إلى غير ذلك من مسائل النقد ،

    ولذلك ينبغي على طالب العلم

    أن يحذر التجرؤ على نقد العلماء أو غيرهم بغير علم ، وبغير معرفة لما يتطلبه النقد ،

    وينبغي على العالم أن يبحث عمن يعلمه النقد إن لم يعلم ،

    فهذا الإمام أحمد مع جلالته ، يطلب العلم – أي التعرف على كيفية النقد – من سليمان .

    لما صنَّف أبو عبيد القاسم بن سلام ( غريب الحديث ) عرضه على عبد الله بن طاهر فاستحسنه .


    وقال :
    إن عقلاً بعث صاحبه على عمل هذا الكتاب لحقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش ، فأجرى له عشرة آلاف درهم في كل شهر.

    قلت :

    وهكذا يكون التقدير للعالم ، تفريغه للعلم والتصنيف ونفع الناس وتشجيعه على ذلك ،

    ولكن نحن في هذا الزمن نسينا حق العالم والمتعلم الذكي ، فلا تشجيع ، ولا تقدير ، حتى نُسي العالم ، وضاع قدره ،

    فينبغي الإشادة بالنابغين من طلبة العلم لكي يشعر الواحد منهم بقدره وأن الأمة بحاجة إليه ، وكذلك العالم البحر ، لا يُهضم حقه ، ويُنسى فضله ، بل يجب الإشاعة بذكرة ومدحه بلا غلو ، ليعرف الناسُ قدره .

    قال البُخاري :

    سمعتُ أحمد بن حنبل يقول : إنما الناس بشيوخهم ، فإذا ذهب الشيوخ تودع من العيش.

    قلتُ :

    رحم الله السلف ، فقد كانوا يعظمون علمائهم وشيوخهم ويعرفون لهم قدرهم ، لأنهم صمام أمان لهذه الأمة من البدع والمنكرات وما يخالف الدين ، وكلما نقص منهم واحداً كلما دخل في الدين من البدع والخرافات ما لا يعلمه إلا الله ،

    فالعلماء نور يهتدي به الناس ، وإذا ذهب النور ، تاه الناس ، ويالله ،
    كم ر أينا وسمعنا ممن نسي أو تناسى فضل العلماء ،
    وكم رأينا من يقدح فيهم ، ويتهمهم بسائر التهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ،

    فهذا الإمام أحمد يقول :
    فإذا ذهب الشيوخ ، تودع من العيش ، فكأن الحياة لا تطيب إلا بوجودهم
    فاللهم ارحم موتاهم ، واحفظ أحيائهم ، وارزقنا الأدب معهم على الوجه الذي يرضيك .

    . . . . . . . . . . . . . . .

    ذُكر للإمام أحمد أن رجلاً يشتم أصحاب الحديث ويقول :

    أصحاب الحديث قوم سوء ، فقام الإمام أحمد ، وهو يقول : زنديق زنديق ، ونفض ثوبه.

    قلت :

    إذا كانت الغيبة حرام ، فما ظنكم بغيبة العالم وشتمه ؟

    إن القدح في العالم لا يتناول شخصه ، بل يتعدى ذلك للعلم الذي يعلمه ويُعلمه للناس ، ولا يقدح فيهم إلا ( زنديق )

    كما قاله الإمام أحمد ، وإذا انتُقص العالم وأهين ، فمن يثق الناس به ، وإذا زالت ثقتهم بالعالم فعمّن يتلقون الدين ؟

    إن التناول من العلماء ، ليس فقط ذنب في حقهم ، بل يتعدى ضرره للمجتمع


    ومتى ما كان المجتمع يقدر العلماء فأبشر بالخير والسعادة لهم ، ومتى ما حصل العكس ، فلا تسأل عن حال الغنم بلا راعي .

    . . . . . قال إسحاق الأزرق :

    ما أدركت أفضل من خالد الطحان ، فقيل له : قد رأيت سفيان ؟ قال : كان سفيان رجل نفسه ، وخالد رجل عامة.

    قلت :

    وهنا يظهر الفرق بين العالم المنعزل عن الناس وعن أسئلتهم وهمومهم ، وبين العالم الذي يخالط الناس ويساعد ضعيفهم ، ويزور مريضهم ، ويخاطب عامتهم ، ويُفتي لسائلهم ، وهو مع الناس في أي مكان ويقصد بذلك رضا الله وحده ، فالأول همه نفسه ، والثاني مقتدٍ بنبيه عليه الصلاة والسلام ، ولا شك في أنه أفضل ،

    وفي الحديث الصحيح :
    ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ).

    ...........

    جاء رجل للإمام أحمد وقال له : يا أبا عبد الله انظر في الأحاديث فإن فيها خطأ ،

    فقال أحمد : عليك بأبي زكريا فإنه يعرف الخطأ.

    قلت :

    في هذا الأثر جُملٌ من الفوائد :

    1)

    حرص طلبة العلم على تصفية السنة من الخطأ والنقد ، سواءً كان ذلك الخطأ في السند أو في المتن .

    2)

    أن طالب العلم يسأل العالم المتخصص البارع في الفن الذي يريد السؤال عنه ، فهذا السائل جاء للإمام أحمد ليبصره بالخطأ ولم يسئل أي أحد .

    3)

    أن العالم المتبحر في العلوم قد يجهل بعض الفنون في العلم ، وهذا ليس بغريب لأن العلم واسع ، فهذا الإمام أحمد مع شدة عنايته بالسنة لم يجب على السائل بل أحاله إلى أبي زكريا .

    4)

    أن العالم إن لم يعرف جواب المسألة ، فلا يقل : لا أدري ، ويسكت ، بل يحيل السائل إلى من يستطيع إجابته .

    5)

    اعتراف العالم بعلم العالم الآخر ، وهذا من صدق التقوى في العلم ، ولا يعترف بالفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل.

    فائدة :

    أبو زكريا المذكور هو ( يحيى بن معين ) وكان الإمام أحمد يكنيه تبجيلاً له وتكريماً .

    ...................................

    مجد الدين بن تيمية سُئل عن مسألة ، فقال :

    الجواب عنها من ستين وجهاً : الأول ، والثاني ، وعدها كلها.

    قلت :

    وإن دل ذلك على شيء ، فإنما يدل على قوة الحافظة ، وسرعة الاستحضار
    وهاتان الصفتان من المنن الربانية ، وياليتنا نسمع من يستحضر في المسائل قولان بالأدلة ، في زمننا هذا

    رحم الله السلف وألهم الخلف .

    ...........

    قال أبو إسحاق الشيرازي :

    العلم الذي لا ينتفع به صاحبه ، أن يكون الرجل عالماً ولا يكون عاملاً.

    قلت :

    وقلّ أن نرى العالم العامل ، الزاهد في الدنيا ، الراغب في الآخرة.

    ....................

    قال أبو محمد التميمي :

    يقبح بكم أن تستفيدوا منا ، ثم تذكرونا ، فلا تترجموا علينا.

    قلت :

    فمن حق العلماء الترحم عليهم بعد موتهم ، فالتزم ذلك ياطالب العلم .

    . . . .. .. . . . . .. . . . .

    قال أبو إسحاق الشيرازي :

    كنت أعيد كل درس ألف مرة ، فإذا كان في المسألة بيت يُستشهد به حفظت القصيدة التي فيها البيت .

    قلت :

    وذلك من علو الهمة في الطلب ، وبالتكرار يثبت العلم .

    .................................

    كان الخطيب يمشي وفي يده جزء يطالعه .

    قلت :

    فهذه أوقاتهم ، علم ، حتى في الطريق ، لئلا يفوت الزمان
    فأين هذا ممن أضاع أيامه في اللهو ، ويزعم أنه طالب علم .

    .......................................

    قال بشر بن الحارث :

    أدّوا زكاة الحديث ، اعملوا من كل مائتين حديث بخمسة أحاديث .

    قلت :

    وهذا يبين لنا أن زكاة العلم تكون بالعمل به ، ولا ننسى أيضاً أن من زكاة العلم تبليغه للناس ، ومن بخل بعلمه ولم يعلمه للناس ابتلي بثلاث
    كما قال سفيان :

    (1)
    ينساه ولا يحفظه .

    (2)
    يموت ولا ينتفع به

    (3)
    أو تذهب كتبه .

    .........................................

    قال أبو نعيم :

    ضمنتُ لك أن كل من لا يرجع إلى كتاب لا يؤمن عليه الزلل .

    قلت :

    ولذلك ينبغي للعالم مُراجعة الكتاب والنظر فيه ، والتثبت من العلم ليرسخ ويثبت ، ولأن العلم يُنسى ، وبالنظر للكتاب يثبت العلم.

    ............................................

    قال الخطيب البغدادي :

    يجب على المحدث الرجوع عما رواه إذا تبين أنه أخطأ فيه ، فإذا لم يفعل كان آثماً .

    قلت :

    وقليل من يكون عنده خُلُق الرجوع عن الخطأ
    وذلك لأن النفس تحب الظهور ، والاعتراف بالخطأ والرجوع عنه ثقيل على النفس التي تحب الظهور

    ولكن من كان علمه لله سهل عليه الرجوع
    ووالله إن الرجوع عن الخطأ يرفع العبد و لا يضعه .

    قال أبو نظرة :

    كان الصحابة إذا اجتمعوا تذاكروا العلم وقرأوا سورة.

    قلت :

    فهذا هديهم ، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها

    فينبغي لنا أن نقتدي بهم ، فتكون مجالسنا مجالس علم وفائدة .

    ..............................................

    قال ابن مهدي :

    لا يكون إماماً من يحدث عن كل أحد .

    قلت :

    فينبغي انتقاء المتحدث الذي يؤخذ منه الحديث ، فليس كل متحدث صادق في حديثه .

    محبكم في الله :

    أبو جهاد سلطان العمري

    والنقل

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26023

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 5:46