خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    {وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً}

    avatar
    أبو عمر عادل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 363
    العمر : 67
    البلد : مصر السنية
    العمل : أخصائي اجتماعي
    شكر : 1
    تاريخ التسجيل : 29/06/2008

    الملفات الصوتية {وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً}

    مُساهمة من طرف أبو عمر عادل 09.08.09 6:56


    {وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً} Rawdet-alkateeb-titles
    بسم الله الرحمن الرحيم

    {وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً}

    ولسـان صيـرفي صـارم كذباب السيف ما مس قطع
    سحر هاروت وماروت ولـو كلم الصخر بحق لانصدع
    نحن في زمن عجيب، وفي عصر غريب، كم بلينا بخطيب غير أديب، ولا مصيب، إذا تكلم تلعثم، وهمهم، وغمغم، وتمتم.
    إذا بدأ في الكلام اعتذر، لا يدري ما يأتي وما يذر، لأن كلامه هذر مذر، ابتلي الرجل بالسعال، وكثرة الانفعال، وسوء التعبير في المقال.
    لا يزوّر الكلام في صدره تزويراً، ولا يحبّر الخطب تحبيراً، فلا يساوي كلامه في ميزان الشعر نقيراً، يا ليت بعض الخطباء اشتغل بالتجارة، أو مارس البناء والنجارة، وترك المنبر لأهل الإبداع والجدارة.
    الخطيب القدير، والمتكلم النحرير، له صولة وزئير، ومنطق كالحرير، ولسان كالسيف الطرير، إذا وثب على المنبر، فاح منه المسك والعنبر، فكأن منطقه الماء الزلال، والنبع السلسال، يأتي الحكمة في ارتجال، ويغلب بحجته الرجال، فإنه الأسد إذا صال وجال، إياك والكلام الساقط المرذول، والعامي المبذول، وعليك بفصيح المنقول، الذي يحبّذه أصحاب العقول، ما أحوجنا إلى خطيب قوّال، وبما يقول فعّال، ليس صاحب إملال، ولا إخلال، ولا إقلال، وإنما يدبج السحر الحلال.
    وكلامه السحر الحلال لو أنه لم يجن قتل المسلم المتحرز
    إن طال لم يملل وإن أوجزته ودّ المحـدث أنه لـم يوجز
    لا يشرح الصدر مثل الكلام الصادق، والبيان الناطق، واللفظ الدافق، والأسلوب السامق، أما كلام الحاكة، وألفاظ أهل الركاكة، فهو حُمّى الأرواح، في الصدور رماح، وفي القلوب جراح.
    ترى بعضهم إذا تكلم لا يكاد يبين، كأنه من الأعجمين، ينطق بالحرف مقلوباً، ويجعل المرفوع منصوباً، ملأ خطبته عيوباً، وندوباً، وثقوباً. غضب منه في النحو سيبويه، وفي اللغة نفطويه، وفي الحديث راهويه، وفي الشعر متنبيويه.
    الخطيب البارع يأسر القلوب أسراً، ويسري بالأرواح، فسبحان من أسرى، ويسترق الضمائر فإما منّاً بعد وإما فداء، وله على مستعمرات النفوس احتلال واستيلاء.
    الخطيب الملهم يكتب على صفحات القلوب رسائل من التأثير، في العقول صوراً من براعة التعبير، ويبني في الأفئدة خياماً من جلال التصوير. هل تمل من الروضة الغنّاء إذا غنى فيها العندليب، وحل بها الحبيب، وأطفأ نسيمها اللهيب، وكذلك الخطيب النجيب، في خطبه روضات من الجمال، وبساتين من الجلال، ودواوين من الكمال.
    تقرأ القصة لا تساوي بعرة، ولا تهز شعرة، فيلقيها الخطيب الأشدق، والفصيح المتدفق، فكأنها السحر دب في كيانك، وكأنها الخمر هزت أركانك، تسمع بيت الشعر لا يساوي ريالاً، ولا ترى فيه روعة ولا جمالاً، فيلقيه الخطيب المصقع، والمتكلم المبدع، فتبقى من حسنه مبهوتاً، كأنك لقطت ياقوتاً.
    الخطيب الهدّار، كالسيل الموّار، يقتلع الأشجار، ويحمل الأحجار، ويقتحم الأسوار، لا يرده جدار، ولا تقف في طريقه دار، لأن الخطيب يقبل ومعه الآية الآمرة، والموعظة الزاجرة، والقصة النادرة، والحجة الباهرة، والقافية الساخرة. تعيش معه في دنيا من الصور والألوان، وفي عالم من المشاهد والألحان، كأنك في إيوان، أو بستان، أو ديوان.
    دعني من الخطباء الثقلاء، كأن كلامهم لهيب الرمضاء، أو وهج الصحراء، أو وجه الشتاء، لا طلاوة، ولا حلاوة، لا إبداع، ولا إمتاع، ولا إشباع. قوم لم تركض ألسنتهم في ميدان البيان، ولم تذق قلوبهم حلاوة القرآن، ولا تمتعوا بسحر الكلمات، ولا رشاقة الجمل البالغات، ولا عرفوا حسن السبك، ولا براعة الحبك، همّ أحدهم صحف يتلوها على الناس بكرة وأصيلاً، لا تترك في الناس من التأثير فتيلاً، يلوك أحدهم الكلام لوكاً، كأنه يغرز في الأجسام شوكاً.
    أفصح الناس رسول الهدى، وإمام الندى، أبلغ من حضر وبدا، وأوعظ من راح وغدا.
    ما بني جملة من اللفظ إلا وابتنى اللفظ أمة من عفاء
    منطق يملأ القلوب جلالا في حبـور وبهجة وصفاء
    إن من أعظم المتع التي عاشها الصحابة، تلك الفصاحة، والبراعة، والنجابة، التي كانوا يسمعونها من سيد الفصحاء، وإمام البرعاء، وأبين العرب العرباء، كان إذا تكلم ملك المشاعر، واستولى على الضمائر، واستمال السرائر، فلا يريدون بعده كلام خطيب ولا شاعر، إذا نطق عليه الصلاة والسلام وتدفق، فكأنه الفجر أشرق، والماء ترقرق، والنور في الأرواح ترفق. إن من النعيم، عند ذاك الجيل العظيم، سماع ذلك النبي الكريم، في منطق سليم، وصوت رخيم، وقول قويم، ونهج مستقيم.
    ثم درج خطباء الأمة على منواله، وسبكوا أقوالهم على أقواله، فمن مقلّ ومكثر، ومن مؤثر ومتأثر.
    فأحسن الخطباء من جعل القرآن معينه، وملأ بنور الحديث عينه، وجعل البيان خدينه، ثم أكثر من التدريب، وأدمن التجريب، وأخذ من كل فن بنصيب، فترى له من البراعة، ومن الجرأة والشجاعة، ما يخلب ألباب الجماعة، جمالاً في بيان، وحسناً في إتقان، مع عذوبة لسان وثبات جنان.
    غير أن البلاء، يأتي من الأغبياء، المعدودين في الخطباء، فهم كالغيم في الصحو، وكاللحن في النحو، عبارات من حجاب البيان سافرة، وجمل متنافرة. وتركيب غريب، ليس عليه من سلطان الإبداع رقيب، همّ أحدهم أن يقول، ولو أخطأ في النقول، وعاث في العقول، فمنع هؤلاء من الخطابة إصابة، حتى يراجع كل منهم حسابه. فليست المنابر أسواق باعة، ولا أحواش زراعة، ولا ورش صناعة، إنما المنابر مواضع طاعة، تهذب بها الأجيال، وتصقل بها عقول الرجال.
    ومنطق كضيـاء الشمس تحسبـه من حسنه سحر هاروت وماروت
    يدب في الجسم مثل البرء لو نظمت ألفاظـه قلت هـذا عقـد يـاقوت
    فهذب لسانك، وجوّد بيانك، ودرّب جنانك، وأطلق في الفصاحة عنانك، لتكون الخطيب المسدّد، والمتكلم المؤيد. وحذار من ترداد الكلام، فإنه يتحول إلى ركام، ويصبح الخطيب أقبح في العين من الظلام، وإياك والتقعر والغرابة، فإنها من عيوب الخطابة، ولا تكرر العبارة، ولا تكثر الإشارة، ولا تقحم نفسك في فنون أهل الاختصاص، ولا تجرح الأشخاص. واخلط الترغيب بالترهيب، والوعظ بالتأديب، وتحبب إلى السامعين بالطيّب من الكلام، ولا تتعرض للشتم والملام، وتألف القلوب، وذكرهم برحمة علاّم الغيوب. وتخولهم بالموعظة لتكون لقلوبهم موقظة، وتحدث فيما يحتاجون إليه من مسائل، وما يهمهم من فضائل، وكن لطيفاً مع الناس، كالطبيب الآس.
    واجعل إمامك في الخطابة رسول البيان، صاحب القرآن، سيد ولد عدنان. فقد كان الجذع يحنّ لكلامه، ويئن من كثرة شوقه وهيامه، وكانت الدموع من وعظه تتحدر، والقلوب تتفطّر، والنفوس تتحسر، هذا إذا أنذر وحذر، أما إذا ذكرهم بمغفرة الغفور، فهناك تسبح النفوس في صرح ممرّد من السرور، وفي جدول من الحبور، فيمد كلامه نور الفطرة، فالكل نور على نور.
    هـذا الكـلام الذي ما قاله أحـد ولا تلا مثله في الجمع سحبان
    عليـه من حلل الأنـوار أرديـة فكل قلب من الأشـواق نشوان
    يصدع الصخر في زجر وموعظة وفي البشارة روض فيه ريحان
    أيها الخطباء كونوا أبطالاً، ورصّعوا من الحكمة أقوالاً، ودبّجوا من الفصاحة أمثالاً، وانفروا خفافاً وثقالاً، وفقكم الله تعالى.
    عائض القرني

    {وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً} Shade-2{وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً} Spacer

    {وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً} Spacer
    avatar
    أبو عمر عادل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 363
    العمر : 67
    البلد : مصر السنية
    العمل : أخصائي اجتماعي
    شكر : 1
    تاريخ التسجيل : 29/06/2008

    الملفات الصوتية رد: {وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً}

    مُساهمة من طرف أبو عمر عادل 09.08.09 6:58

    http://www.alminbar.net/nubtha/
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: {وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً}

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 09.08.09 8:50


    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وإخوانه وآله ومن ولاه


    أما بعد ..

    أجل .. وكما تقدم فإن أعظم البيان وأحسنه، وأسلم المقال وأصوبه، هو ما كان في فلك النص يدور

    بل وبين لفظه يجول، وبه يصدح ويصول .

    وعليه – فهو والحالة هذه – صحيح المعتقد سليم المنهج، ومن ثم يرزق القبول .

    وإلا فكما قدمت في بحث لي سابق منشور موسوم بـ

    "استنفار من بالداخل والخارج لصد خطر فكر الخوارج"

    وكان فيه مما له تعلق بما نحدد بصدده :

    " نعم .. فقد يكون عند بعضهم قوة في الأسلوب ومتانة في بيان و فصاحة لسان في عرض لمذهبه

    حتى أن "عبد الملك بن مروان قال- لما أتي له بخارجي فحدثه

    : لقد كاد يوقع في خاطري أن الجنة خلقت لهم"

    انظر "الكامل" للمبرد (2/146)

    ووصفهم آخر بقوله

    " لكلام هؤلاء أسرع إلى القلوب من النار إلى اليراع-القصب-"

    "النهاية" (1024) "الكامل"(2/155)

    وألقى أحدهم خطبة بليغة وصفت بأنها

    "حيرت المبصر ، وردت المرتاب"

    انظر"الخوارج"للعواجي ص (246)

    إن الحيرة والشك عارضان سرعان ما يزولان عند ورود اليقين وبزوغ نور الوحي

    مما يطيش معه بيان جاهل، فتضطرب عباراته، وتختلط كليماته، وتحتار جمله، وتتداخل أحرفه

    فيغيب معه عقل كل مبتدع زائغ، ويبطل بمقدمه سحر كل ساحر ساقط

    إذ الأصل سلامة المنهج، وصفاء العقيدة وحسن الاتباع .

    ثم يقال :
    هل هناك أوضح أو أفصح أو أنصع أو أبلغ من الوحي

    الذي أعجز البلغاء، وأخرس الفصحاء، وتحداهم عبر الدهور والأزمان في جميع الأمصار ؟
    هذه الأولى .

    أما المقدمة الثانية :
    فنقول أوليس أهل الحق هم أهله، المتكلمون به .

    النتيجة :
    فثبت أن أهل الحق هم أهل البيان الصادق والأسلوب الناصع الساطع الوضيء.

    مع كونهم أهل الدليل،

    فلله درهم" إهـ .

    والله تعالى الهادي وهو سبحانه الموفق إلى سواء السبيل

    أبو عبد الله


    avatar
    أبو عمر عادل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 363
    العمر : 67
    البلد : مصر السنية
    العمل : أخصائي اجتماعي
    شكر : 1
    تاريخ التسجيل : 29/06/2008

    الملفات الصوتية رد: {وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً}

    مُساهمة من طرف أبو عمر عادل 09.08.09 9:44

    Embarassed




    إذ الأصل سلامة المنهج، وصفاء العقيدة وحسن الاتباع .

    قلت 00 لا منهج السلامة كما يحب الكثيرون أرشدهم الله لسلامة المنهج وصفاء العقيدة وحسن الإتباع

    وهكذا عهدنا بك يا صاحب ردوا إعتبار النصوص انفروا


    http://www.khutabaa.com/index.cfm
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: {وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً}

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 09.08.09 10:12



    ما شاء الله .. أحسنت ... أحسنت

    نعم ( سلامة المنهج لا منهج السلامة )


    والمقصود : البعض الذين يرومون رضا الجميع، على حساب معتقده، وأخلاق دينه!

    وقد علم كما علم غيره، أن : رضا الشارع مقدم على رضا النفس ! فكيف بغير ؟!!

    وإلا ..

    فسلامة المنهج هو منهج السلامة

    أو

    إن شئت فقل :

    منهج السلامة : سلامة المنهج

    موفق .. يا أبا عمر

    والله أسأل لرؤوس الناس :
    سلامة المنهج وصحة العقيدة وحسن الاتباع

    والحمد لله أولا وآخرا، والصلاة والسلام على النبي ومن تلا .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: {وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً}

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 10.08.09 8:25

    ولا يفوتنا أن نلفت نظر القارئ الكريم إلى مؤاخذات أهل العلم على كاتب الموضوع الأصل

    لينتفع أول من ينتفع هو، وليحذر تابع وتال

    والله تعالى الهادي وهو سبحانه الموفق إلى سواء السبيل

    لطفا من هنا
    https://alrbanyon.yoo7.com/montada-f15/topic-t3205.htm[/b]

      الوقت/التاريخ الآن هو 24.11.24 16:22