الســؤال | |
ابنتي عاشت يتيمة في بيت جدها وجدتها ، وضحيت من أجلها فلم أتزوج بعد أبيها من أجل تربيتها هي وأخيها التوأمان، إلا أنها بعد بلوغها الآن صار تعاملها مع غيرها دائماً بعصبية وبدون احترام للمقابل حتى لو كان كبيراً، وحتى معي أنا للأسف وجميع محاوراتنا الشخصية تبدأ بحبية ثم تنقلب إلى خصومة بسبب عصبيتها لأقل موقف ونرفزتها السريعة، فهي تتميز بالدلال وأنا أعطيتها حريتها الشخصية فيما يخصها ولا يتعارض مع المبادئ الإسلامية فكيف أتصرف تجاه عصبيتها هل أبادلها نفس الأسلوب أم ماذا ؟ وخصوصاً إذا تعدت بالكلام إلى عدم احترامي فإني أحياناً أضربها على تعديها ومعظما أعنفها على تصرفاتها السلبية، رغم أن عصبيتها على أتفه الأمور دلوني على أمري دلكم الله على الخير؟ وأجزل لكم المثوبة وبارك فيكم. | |
الجـــواب | |
الأخت /أم جهاد حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،، فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك . حسن أن تحبس المرأة نفسها لرعاية أيتامها بعد وفاة زوجها شريطة أن تأمن على نفسها من الفتنة، وأرجو أن يصلح الله لنا ولك الذرية . ولكن يا أختي الكريمة المشكلة أننا نتعامل مع اليتيم بطريقة فيها دلال أكثر من اللازم وقد تزيد هذه الجرعة في حالة اليتيمة الأنثى، وهذا يضر بكثير من الأيتام وإذا تربى الأيتام في كنف الأجداد ، فهذا يضيف عاملاً آخر، وتصبح لهذا اليتيم حصانة وويلٌُ لمن ينصحه أو يشتد عليه، ورغباته تلبى حتى ولو كانت في أمر لا يرضي الله والعياذ بالله . ومن الطبيعي أن يفقد الإنسان الدلال والعطف بعد الكبر، وهنا يظهر الأشكال فتظهر العصبية والانفعال وعدم الاحترام الآخرين الذين لن يعترفوا له بأي فضيلة عليهم . أما بالنسبة لحرية الأطفال فغالباً لا يحسنون استخدامها ولا يعرف الصغير أن حريته تنتهي عندما تبدأ حريات الآخرين وبعد بلوغ الطفل تتغير نظرة المجتمع إليه، ولا يغتفر له أي خطأ أو خروج عن الثوابت . وأرجو أن نحرص على عدم مبادلتها بنفس الأسلوب ولكن أوصيك باللطف معها، ومحاولة امتصاص غضبها وعلميها أن الانفعال لا يحل قضية وذكريها بأنها أصبحت كبيرة، والناس لن يقبلوا منها هذا الأسلوب وعليك أن تختاري لهذه النصائح أوقاتا الهدوء واحرصي على نصحها بعيداً عن الناس وقبل ذلك تذكري أن دعوه الوالدة مستجابة فأكثري من الدعاء واللجوء إلى الله واصبري، وسوف يجعل الله بعد عسر يسراً. ويفضل عدم اللجوء للضرب لما له من آثار عميقة ولا أظن أنه يجدي مع مثل هذه الحالات، لأنه جاء في مرحلة متأخرة وقد يزيد في العصبية وآخر الدواء الكي. وللمرأة ذاكرة لا تنسى الألفاظ الجارحة، ولذلك كان النهي عن التقبيح والشتم والإساءة، خاصة إذا كانت أمام الناس وتذكري أنها أصبحت كبيرة فاتخذيها أختا وصديقة ولنتذكر جميعاً أن الغضب والانفعال له أضرار بالغة على صحة الإنسان، وهو عنصر تهيج لكثير من أمراض العصر الفاتكة . ونسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق، فلا يهدي لأحسنها إلا هو. والله ولي التوفيق | |
المجيب : | د. أحمد الفرجابي |
والنقل
http://islamweb.net/ver2/istisharat/details2.php?reqid=4179