ابن عثيمين ونصيحة نفيسة للمفتين!
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" وليعلم المفتي بأنه واسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ ما جاءت به رسله ، وبيانه للخلق
وأنه مسئول
عما في الكتاب والسنة، فإنهما المصدران اللذان كلف العبد فهمهما ، والعمل بهما
وكل ما خالف الكتاب والسنة فهو خطأ ، يجب رده على قائله
ولا يجوز العمل به، وإن كان قائله قد يكون معذوراً مجتهداً فيؤجر على اجتهاده
لكن غيره العالم بخطئه لا يجوز له قبوله.
ويجب على المفتي
أن يخلص النية لله تعالى
ويستعين به في كل حادثة تقع به
ويسأله تعالى الثبات والتوفيق للصواب.
ويجب عليه
أن يكون موضع اعتباره ما جاء في الكتاب والسنة ، فينظر ويبحث في ذلك أو فيما يستعان به من كلام أهل العلم على فهمهما.
وإنه كثيراً ما تحدث مسألة من المسائل ، فيبحث عنها الإنسان فيما يقدر عليه من كلام أهل العلم ، ثم لا يجد ما يطمئن إليه في حكمها ، وربما لا يجد لها ذكراً بالكلية ، فإذا رجع إلى الكتاب والسنة، تبين له حكمهما قريباً ظاهراً وذلك بحسب الإخلاص والعلم والفهم.
ويجب على المفتي
أن يتريث في الحكم عند الإشكال ، وألا يتعجل
فكم من حكم تعجل فيه، ثم تبين له بعد النظر القريب ، أنه مخطئ فيه ، فيندم على ذلك، وربما لا يستطيع أن يستدرك ما أفتى به.
والمفتي
إذا عرف الناس منه التأني والتثبت وثقوا بقوله واعتبروه ، وإذا رأوه متسرعاً ، والمتسرع كثير الخطأ ، لم يكن عندهم ثقة فيما يفتي به فيكون بتسرعه وخطئه قد حرم نفسه وحرم غيره ما عنده من علم وصواب .
نسأل الله تعالى أن يهدينا وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم .
وأن يتولانا بعنايته.
ويحفظنا من الزلل برعايته، إنه جواد كريم
وصلى الله وسلم ، على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
تم بحمد الله تعالى المجلد الحادي عشر ويليه بمشيئة الله عز وجل المجلد الثاني عشر "
والنقل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15005