خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    هل كان الإمام مالك رحمه الله يلحن ؟

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية هل كان الإمام مالك رحمه الله يلحن ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 27.07.09 17:45

    هل كان الإمام مالك رحمه الله يلحن ؟؟؟.....


    و ما صحة هذه القصة ؟؟؟

    عن الأصمعيّ قال: دخلت المدينةَ على مالك بن أنس فما هِبْتُ أحداً هيبتي له، فتكلّم فَلَحَنَ، فقال: مُطِرْنا البارَحةَ مَطَراً أي مَطَراً، فَخَفّ في عيني، فقلت: يا أبا عبد الله، قد بَلَغْتَ من العلم هذا المبلغَ فَلَو أصلحتَ من لسانك فقال: فكيفَ لو رأيتمُ ربيعةَ؟ كُنّا نقول له: كيف أصبحت ؟ فيقول : بخيراً بخيراً قال: وإذا هو قد جعلَهُ لنفسه قدوةً في اللّحْنِ وعذْراً


    أفيدونا بارك الله فيكم

    =============

    تجد جواب سؤالك – أيها الفاضل – ضمن البحث المرفق في هذا الرابط مفصلا

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...28962&highligh

    وتجد الكلام عليها وعلى رواية أخرى هنا

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...24854&highligh

    ولم أجد في كتب أهل العلم حكاية الخلاف المزعوم حول لحن الإمام، اللهم إلا كلمة الإمام النسائي – رحمه الله – وكان نصيبها الإعراض من أغلب أهل العلم. بل ستجد في البحث المرفق كلام الإمام السخاوي في فتح المغيث في عدم إجازته لإعادتها وحكايتها.

    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30986

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل كان الإمام مالك رحمه الله يلحن ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 27.07.09 17:47

    من نُسب إلى (اللحن) من الأئمة .. قال مالك بن دينار : تَلْقَى الرجل وما يلحن حرفَا، وعمله لَحْنٌ كلُّه .

    وقال إبراهيم بن أَدْهَم: أعربنا في الكلام فما نُلحن، ولحنا في الأعمال فما نُعْرِب.

    وقال بعض الزهاد:

    لم نُؤتَ من جهلٍٍ ولكننا نستر وجهَ العالمِ بالجهلِِ

    نكره أن نلحن في قولنا ولا نبالي اللحن في الفعلِ



    وعن نصر بن عليّ عن أبيه قال : رايت الخليل بن أحمد في المنام، فقلت له: ما فعل بك

    ربك؟ قال: غفر لي. قلت: بم نجوت؟ قال : بـ( لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). قلت : كيف

    وجدت علمك؟ أعني العَرُوض والأدب والشعر. قال: وجدتُه هباءً منثوراً!!

    وانشد هلال بن العلاء الباهلي لنفسه:

    سيَبْلَى لسانٌ كان يُعربُ لفظةً فياليتَه في وقفة العَرْض يسلمُ

    وما ينفعُ الأعرابُ إن لم يكنْ تُقىً وما ضَرَّ ذا تقوى لسانٌ مُعْجًّمُ.

    وقد نسب جماعة من الائمة إلى اللحن منهم :


    1- القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ... التابعي أحد فقهاء المدينة السبعة:

    أخرج مسلم في صحيحه ] كتاب المساجد ومواضع الصلاة ( 560/ 67)[ : عن ابن أبي عَتيق قال :

    تحدثت أنا والقاسم عند عائشة رضي الله عنها حديثاً، وكان القاسم رجلاً لحّانة – وكان لأم ولد –

    فقالت له عائشة: ما لك لا تحدث كما يتحدث ابن أخي هذا؟ أما إني قد علمتُ من أين أُتيتَ. هذا أدّبته

    أمّه، وأنت أدبتك أمّك..

    قال النووي : ( وكان لحانة) هو بفتح اللام وتشديد الحاء: أي كثير اللحن في كلامه، قال القاضي:

    ورواه بعضهم (لُحنة) بضم اللام وإسكان الحاء، وهو بمعنى لحانة اهـ . قلت : وسبب لحنه كما ورد

    في الأثر نفسه أن أمه أم ولد؛ أي كانت جارية، ولم تكن من العرب، فهذا أثر عظيم يدخل في كتاب

    العلم، وكتاب النكاح: باب اختيار الزوجة، وكتاب الأدب : باب المرء على دين خليله، وغير ذلك.

    2- إبراهيم بن يزيد النخعي... التابعي أحد الأعلام:

    قال الذهبي في ترجمته في الميزان (1/ 75) : كان لا يحكم العربية ، وربما لحن.

    3- ايمن بن نابل...من صغار التابعين:

    قال يحي بن معين (رقم 375 – رواية الدوري) : ثقة ، وكان لا يفصح ، وكانت فيه لُكنة.

    5،4 – مالك بن أنس ... أحد أئمة المذاهب الأربعة ، وشيخه ربيعة الرأي:

    أ‌- أخرج الخطيب في كتاب اقتضاء العلم العمل ( رقم 157) : عن ابن أبي أُوَيْس، قال: حضر

    رجلُ من الأشراف عليه ثوب حرير،قال : فتكلم مالك بكلام لَحَنَ فيه، قال : فقال الشريف: ما كان

    لأبوي

    هذا درهمان ينفقان عليه ويعلمانه النحو؟ قال : فسمع مالك كلام الشريف، فقال: لأن تعرف ما يحل لك

    لبسه مما يحرم عليك، خير لك من ( ضربَ عبد الله زيداً، وضربَ زيدٌ عبد الله).

    ب‌- أخرج الخطيب أيضاً في كتاب الفقيه والمتفقه ( 2/29) : عن الأصمعي قال: ما هبتُ عالماً قطّ

    ما هبت ُ مالكاً حتى لحنَ فذهبت هيبته من قلبي، وذلك أنني سمعته يقول : مُطرنا مطراً وأي مطراً.

    فقلتُ له في ذلك، فقال: كيف لو قد رأيتَ ربيعة بن أبي عبد الرحمن ؟ كنا إذا قلنا له كيف أصبحت؟

    يقول : بخيراً ... بخيراً . وإذا مالك قد جعل لنفسه قدوةً يقتدي به في اللحن!



    6- أبو حنيفة النعمان بن ثابت... أحد أئمة المذاهب الأربعة:

    أ‌- أخرج الخطيب في الفقيه والمتفقه (2/27-29) بإسناده إلى المازني قال: سمع أبو عمرو أبا

    حنيفة يتكلم في الفقه ويلحن! فأعجبه كلامه واستقبح لحنه، فقال: إنه لخطاب لو ساعده صواب! ثم

    قال لأبي حنيفة: إنك أحوج إلى إصلاح لسانك من جميع الناس.

    ب‌- أخرج الخطيب أيضاً في تاريخ بغداد (13/332) بإسناده إلى إبراهيم الحربي قال: كان أبو حنيفة

    طلب النحو في أول أمره، فذهب يقيس فلم يجئ، وأراد أن يكون فيه أستاذاً، فقال: قلب وقلوب؛

    وكلب وكلوب. فتركه، ووقع في الفقه فكان يقيس، ولم يكن له علم بالنحو. فسأله رجل بمكة فقال له:

    رجل شَجَّ رجلا بحجر؟ فقال: هذا خطأ لي عليه شئ، لو أنه حتى يرميه بـ ( أبا قُبيس) ! لم يكن عليه

    شئ.

    جـ - وأخرج الخطيب عقب الأثر السابق بإسناده إلى أبي يوسف قال: قال لي أبو حنيفة: إنهم يقرؤن

    حرفاً في (يوسف) يلحنون فيه! قلت : ما هو؟ قال : قوله ( لا يأتيكما طعام تُرزقانِهِ) ]يوسف:37[

    فقلت: فيكف هو؟ قال: (تُرزقانُهُ)!!

    7- بِشرْ بن الحارث الحافي.. شيخ الإسلام:

    أخرج الخطيب في كتاب اقتضاء العلم العمل (رقم 157): عن محمد بن المثنى السِّمسار قال : كنا عند

    بِشر بن الحارث وعنده العباس بن عبد العظيم العَنْبَري، وكان من سادات المسلمين، فقال له: ي أبا

    نصر أنت رجل قد قرأت القرءان وكتبت الحديث فلم تعلم من العربية ما تعرف به اللحن حتى لا

    تلحن؟...

    8- ابو عبيدة مَعْمَر بن المُثَنَّى .. . الأمام العَلامة النحوي:

    قال ابن قُتيبة في المعارف (543) : كان لا يقيم البيت إذا أنشده، ويخطئ إذا قرأ القرءان نظراً.

    9- أبو حاتم السِّجِسْتاني... النحوي اللغوي المُقْرئ:

    نقل ابن خَلِّكان في وفيات الأعيان (2/431) عن المُبَرِّد قوله: لم يكن حاذقاً في النحو، وكان إذا

    اجتمع بابي عثمان المازني في دار عيسى بن جعفر الهاشمي تشاغل أو بادر بالخروج خوفاً من أن

    يسأله عن مسألة في النحو.

    10- الغزالي .. حُجّة الإسلام:

    ذكر الذهبي في ترجمته في النبلاء (19/326) نقلاً عن عبد الغافر الفارسي من كتابه السياق ] و هو

    ذيل على تاريخ نيسابور كما في كشف الظنون (2/1011)[ : ومما كان يُعترض به عليه وقوع خَلَل

    من جهة النحو في أثناء كلامه، ورُوجع فيه ، فأنصف، واعترف أنه ما مارسه ، واكتفى بما كان

    يحتاج إليه في كلامهن مع أنه كان يؤلف الخطب، ويشرح الكتب بالعبارة التي يعجز الأدباء

    والفصحاء عن أمثالها!

    11- محمد بن طاهر المَقْدِسي.. الأمام الحافظ:

    نقل الذهبي في ترجمته في النبلاء (19/365) عن السِّلَفي قوله: كان فاضلاً يعرف، لكنه لُحْنة، قال

    لي المؤتمن الساجي: كان يقرأ ويلحن عند شيخ الإسلام بهَرَاة، فكان الشيخ يحرك رأسه ويقول: لا

    حول ولا قوة إلا بالله.


    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30986
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل كان الإمام مالك رحمه الله يلحن ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 27.07.09 17:50

    ما ذكر عن الإمام مالك - رحمه الله – لا يصح عنه، فقد جاء في [ اقتضاء العلم العمل] للخطيب رقم 158ص 94تحقيق علامة الشام ناصر الملة والدين - رحمه الله رحمة واسعة – طبعة المكتب الإسلامي، قال:

    ( أخبرنا أبو نصر أحمد بن علي بن عبدوس الأهوازي إجازة، قال: سمعت محمد بن إبراهيم الأصفهاني يقول: سمعت عبد الله بن سعيد الملطي يقول: سمعت أبا هارون محمد بن هارون يقول سمعت ابن أبي أويس يقول: .... وذكر القصة.

    أما ابن أبي أويس فتعلم حاله من ترجمته في تهذيب التهذيب وغيره، وأما محمد بن هارون فلم أجد ترجمته، فمن عرفه من إخواننا فليفدنا، وكذا محمد بن إبراهيم الأصبهاني، وكذا عبد الله بن سعيد الملطي، إلا أني رأيت ابن سعد السمعاني في الأنساب يقول عند ذكره من نسب إلى ( مليطة) إحدى ثغور الروم مما يلي أذربيجان..: سمعت أن أكثر من خرج عنها من المحدثين كانوا ضعفاء) وقال أيضا: ( وكان عبد الغني بن سعيد الأزدي يقول: ليس في الملطيين ثقة).


    وأما قصة الأصمعي مع الإمام مالك فقد سبق بيان بطلانها بما ذكره علامة اليمن الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني، ولا بأس بإعادته هنا للفائدة حتى لا يغتر أحد بهذه الرواية الساقطة.


    قال المعلمي – رحمه الله في التنكيل 1/283: (أقول: هذه الحكاية منكرة عن الأصمعي، فلينظر من حكاها عن كتاب المبرد وعلى فرض ثبوتها عن المبرد ففيه كلام معروف، ومحمد بن القاسم التمائمي لم أعرفه، ولعله محمد بن القاسم اليمامي وهو أبو العيناء، أصله من اليمامة، وليس بثقة قد اعترف بوضع الحديث، فما بالك بالحكايات.


    ومما يدل على بطلان هذه الحكاية أمور.


    الأول: أن الأصمعي كان من أشد الناس توقيرا لأئمة السنة.


    الثاني: أنه كان مبجلا لمالك حتى روي عنه أنه كان يفتخر بأن مالكا روى عنه.


    الثالث: أن فيها قرن مالك بشيخه ربيعة، وهذا يدل على تحري الطعن في أهل المدينة، وليس ذلك دأب الأصمعي، إنما هو دأب أصحاب الرأي.


    الرابع: أن اللحن الذي تضمنته الحكاية خارج عن المعتاد، فإن العامة فضلا عن العلماء يقفون بالسكون، وهذا كله يدل أن هذه الحكاية فرية قصد بها الغض من علماء أهل المدينة).


    أما ما ذكره الخطيب - من أمر هذه القصة - في الفقيه والمتفقه 2/55-56 طبعة ابن الجوزي فهذا حاله: قال الخطيب – رحمه الله – ( قرأت على أبي الحسين بن الفضل القطان عن أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش قال: نا محمد بن هارون بطبرستان، أنا أبو حاتم عن الأصمعي قال... وذكر الحكاية .

    قلت: والنقاش قال فيه الإمام الذهبي في السير 15/ 576 : ( اعتمد الداني في التيسير على رواياته للقراءات، فالله أعلم، فإن قلبي لا يسكن إليه، وهو عندي متهم، عفا الله عنه).


    ومحمد بن هارون لم أعرفه، وقد ذكر المزي شخصين باسم محمد بن هارون يرويان عن أبي حاتم أحدهما الروياني صاحب المسند وهو معروف، والثاني الرازي ولم أجد من ترجمه، فالله أعلم.


    وما ذكره الإمام النسائي في نسبة اللحن للإمام مالك تجد بيانه في تعليقاتي على مقال( الإمام مالك وانتشار المذهب المالكي) المحفوظ في خزانة الأبحاث والكتب.


    والحديث عن اللحن عند الأئمة يجر ولا بد للحديث عنه في رواية الحديث النبوي، فليس الأمر مقتصرا على اللحن في الكلام العام فقط، وهو كيفما كان أمره شديد عندهم ويعيبونه على المحدث،

    وإذا أردت أن تعرف خبر ذلك فعليك بما قاله الخطيب في [ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع] باب الترغيب في تعلم النحو والعربية لأداء الحديث بالعبارة السوية، وباب من عاب اللحن وشدد فيه.

    و عيب اللحن في زمن التابعين أشد وأنكي، حتى كان يقال : ليس للاحن حرمة.

    وكون أكثر أئمة التابعين من العجم لا يعني أبدا أن يكثر فيهم اللحن، بل كانوا أئمة سادة تعلموا من العربية ما يحفظ ألسنتهم من اللحن لأنهم يبلغون عن الله ورسوله – صلى الله عليه وآله وسلم –

    ووقوع ذلك من البعض لا يدل بحال على انتشاره بينهم، ومن يدعي وقوع كثير من الأئمة في ذلك ملزم بأن يذكر ما يدل عليه بطريق صحيح،

    والكثرة تعني ربع الأئمة في زمن التابعين مثلا، بعد الاتفاق على من يوصف بالإمامة منهم، أما وقوع ذلك من بعض عامة الرواة فغير مستبعد وهو معروف، وتم تنقية السنة منه.

    فالحمد لله رب العالمين، وما يدندن به بعض علماء اللغة والنحو في هذا، لتبرير عدم احتجاجهم بالحديث النبوي في اللغة والنحو فمردود بحجج قوية، ليس هذا وقت سردها.


      الوقت/التاريخ الآن هو 27.11.24 2:30