من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 28.05.08 16:46
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين .
أما بعد : فبناء على جهل كثير من الناس بكمال الإسلام وحقيقته ومزاياه ومحاسنه فتهاونوا به واستبدلوا بأحكامه وتشريعاته النظم الأجنبية من الشرق والغرب - هداهم الله وأخذ بنواصيهم إلى الحق- لذا جمعت هذه الرسالة الطيبة المباركة فذكرت فيها حقيقة الإسلام وكماله ومزاياه ومحاسنه بناء على قول الله تعالى : إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ [ سورة آل عمران : من الآية 19] ، فهو الدين الحق المقبول المرضي عند الله وعند أنبيائه والصالحين من عباده ، وأنه يجب الدخول في الإسلام كله وترك ما سواه لقول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً [ سورة البقرة : آية 208 ] ، وأن الإنسان لا يكون مسلما حتى يعتقد التوحيد بأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، ويعمل بأركان الإسلام الخمسة وهي الشهادتان والصلاة والزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام مرة واحدة في عمره أعني الحج ، وأن يُحِلَّ ما أحله الله معتقدا حله ويترك الحرام معتقدا تحريمه وبذلك يكون مسلما ويستحق دخول الجنة والنجاة من النار إذا قبل الله منه وكان من المتقين لله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لقول الله تعالى : إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [ سورة المائدة : من الآية 27 ] ، و( إنما ) للحصر وهو إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه . كما ذكر في هذه الرسالة الدعوة إلى العمل بشرائع الإسلام الظاهرة والباطنة ، وبيان سماحة الإسلام ويسر تعاليمه حيث يسره الله غاية التيسير وجعله سمحا سهلا لا عسر فيه ولا مشقة ولم يكلف أحدا فوق طاقته . ومن فضل الله وكرمه وإحسانه أن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، والسيئة بمثلها أو يعفو الله عنها . فديننا الإسلامي دين كامل شامل لكل ما يحتاج إليه البشر في أمور دينهم ودنياهم وآخرتهم فلله الحمد والشكر والثناء على ذلك .
كما ذكر في هذه الرسالة أمثلة من سماحة الإسلام في العبادات والمعاملات والحقوق ، ووسائل حفظ الأمن إلى غير ذلك مما سيراه القارئ إن شاء الله تعالى .
كما ذكر فيها ما جاء به الإسلام من المساواة بين الناس في الحقوق ، وحق المسلم على أخيه المسلم وشرح أصول الإيمان الستة ، وما تيسر من ذكر مزايا هذا الدين ومحاسنه ، وأنه مستقل كامل في عباداته ومعاملاته ، وأن النظم الإسلامية فيها صلاح الأحوال كلها بخلاف النظم الأجنبية التي بنيت على غير أساس صحيح من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فصارت واهية متناقضة ظالمة وحُكم على أهلها بالكفر والظلم والفسوق قال الله تعالى : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [ سورة المائدة : من الآية 44 ] . وقال تعالى : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [ سورة المائدة : من الآية 45 ] ، وقال تعالى : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [سورة المائدة : من الآية 47 ] ، وقال تعالى : أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [ سورة المائدة : آية 50 ] ، فكل ما خرج عن حكم الله ورسوله في القرآن الكريم والسنة المطهرة فهو من حكم الجاهلية .
وهذه الرسالة مستفادة من كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام المحققين من أهل العلم أسأل الله تعالى أن ينفع بها من كتبها أو طبعها أو قرأها أو سمعها فعمل بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ومن أسباب الفوز لديه بجنات النعيم . كما أساله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلَى أن يعز الإسلام والمسلمين وأن يذل الشرك والمشركين وأن يدمر أعداء الدين وأن يصلح ولاة أمور المسلمين وأن يجعلهم هداة مهتدين ، وأن يوفقهم للعمل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في جميع المجالات ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين