منظرو العمليات الانتحارية يتراجعون عن فتاواهم ومراجعهم الشرعية
قالت مصادر من محيط إرهابيين سلموا أنفسهم حديثا لمصالح الأمن، إن قيادة درودكال الأمير الوطني للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، تمنع عنهم الإطلاع على مراجعات منظري الجهاد سواء الكتابية أو المنشورة على مواقع الانترنيت التي تطعن في العمل المسلح في الجزائر خاصة العمليات الانتحارية.
- وصدرت هذه المراجعات عن أبرز منظري التيار السلفي الجهادي التكفيري الذين كانوا وراء فتوى التكفير والتفجير ويعتبرون مرجعية "الجماعة السلفية" التي تفتقد اليوم الى مرجعية دينية تستند إليها لتبرير جرائمها شرعا، وبرز ذلك في سلسلة العمليات الانتحارية التي نفذها التنظيم الإرهابي حيث عجز عن تقديم أدلة دينية "مضادة".
وأفادت مصادر من محيط التائبين لـ"الشروق"، أن قيادة "درودكال" تحرص اليوم على إخفاء المراجعات الدينية ورسائل المنظرين السابقين للجهاد و"القاعدة" الذين تراجعوا عن فتاواهم السابقة وتشدد على عدم وصولها الى "عموم الجنود" الذين ظهروا في شريط فيديو "عشاق الحور2"، يفتقدون الى تكوين شرعي، واستندت قيادة التنظيم الإرهابي الى حادثة الغلام.
وتأتي تحركات قيادة "درودكال" على خلفية انقلاب أبرز منظري التيار السلفي الجهادي على تنظيم "القاعدة" والجماعات المسلحة في العالم التي كانت تتخذهم مرجعية دينية لها، وأفتى هؤلاء بعدم جواز العمليات الانتحارية في الجزائر بالتحديد منهم "أبو محمد المقدسي" الذي حذر في رسالة خطية صدرت في شهر فيفري الماضي من "الأخطاء التي قد ترتكب في الجانب العملي" واستغلال بعض كتاباته وتحريفها من طرف من وصفهم بـ"بعض الغلاة والمتسرعين في أموال المسلمين ودمائهم وأعراضهم"، ويعد المقدسي واسمه "أبو محمد عاصم بن محمد بن طاهر البرقاوي" أحد أبرز منظري الجهاد إضافة الى الطرطوسي وعبد القادر بن عبد العزيز الذين يعتبرون أهم مرجعيات التنظيمات المسلحة منها "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمرة "عبد المالك درودكال" (أبو مصعب عبد الودود) مما دفعها الى اعتماد فتاوى الانترنيت.
- البارا على خطى حطاب: أيها الشباب حذار من فتاوى الانترنيت
وكان حسان حطاب مؤسس "الجماعة السلفية" وبعده عماري صايفي قد نصحا الشباب الى عدم الانسياق وراء هذه الفتاوى والأقراص المضغوطة "التي تفتي باستباحة دماء المسلمين بدعوى الجهاد"
وكان "عبد الرزاق البارا" قد خاطب قيادة "درودكال" في رسالته بالقول: "هاهو الشيخ الإمام عبد القادر بن عبد العزيز مفتي الجهاد في العالم كما تسميه جماعة الجهاد في القاعدة يتراجع عن فتاواه ويكشف الحقيقة عن جماعة القاعدة منذ تأسيسها الى وقتنا هذا ويندد بالعمليات الانتحارية بجميع أشكالها، فمن بقي من يفتي لكم بهذه الأعمال؟"،
وكان عبد القادر بن عبد العزيز قد أفتى بعدم جواز اختطاف واستهداف الأجانب خاصة السياح بالقول "نرى أن الأجانب القادمين والمقيمين في بلاد المسلمين لا يجوز التعرض لهم بقتل أو نهب أو إيذاء سواء قدموا للسياحة أو العمل".
- عبد القادر بن عبد العزيز: ضرب المدنيين والأجانب والسياح بعد العجز عن المواجهة
ويعد عبد القادر بن عبد العزيز أبرز منظري الجهاد في العالم، اسمه الحقيقي سيد إمام و"فضل" هو الاسم الحركي لسيد إمام الذي أصدر أهم كتاب لفقه الجهاد في الربع قرن الأخير وهو "العمدة في إعداد العدة"، الذي يعتبر دستور الجماعات الجهادية، ويرجع إليه جميع الباحثين في تأسيس فقه القتال لدى جميع الحركات الجهادية، ويعتبره تنظيم "القاعدة"، الآن دستوره في القتال، بالإضافة الى كتاب آخر أكثر أهمية للحركات الأصولية اسمه "الجامع في طلب العلم الشريف"، وكلاهما مترجم الى معظم لغات العالم.
وقال عبد القادر بن عبد العزيز، في مراجعات كتابه "وبعض من رأى أن يصطدم بالسلطات في بلاد المسلمين وعجز عن ذلك لجأ إلى مسالك جانبية لإزعاج السلطات وذلك بضرب المدنيين أو الأجانب والسياح ببلاد المسلمين، وكل هذا غير جائز شرعا وإنما ألجأهم إلى ذلك تكليفهم أنفسهم بما لم يوجبه الله عليهم فعالجوا الخطأ بخطإ ثان".
- أبو محمد عاصم المقدسي: حذار من الغلو والتكفير جهل بالدين
كان المقدسي قد كتب رسالة إلى أبو مصعب الزرقاوي أمير "القاعدة" في بلاد الرافدين، عندما كان على قيد الحياة ويقود العمليات الانتحارية، راجعه فيها في شرعية العمليات الانتحارية التي كان ينفذها، كما سبق أن أعلن رفضه التام فكر التكفير سواءً بالنسبة للناس أو تكفيره للمجتمعات المسلمة بالقول "نحن نبرأ من هذه التهمة الباطلة، بل على العكس تماماً فإنا ممن يحذرون في كثير من كتاباتي من الغلو والتكفير، وتكفير الناس بالعموم، وهذا ما ورد في رسالتي "الثلاثينية في التحذير من أخطاء التكفير".
وأضاف "المقدسي" في رسائل سابقة نشرت على موقعه على الانترنيت "نحن ندعو للتوحيد الذي هو حق الله على العبيد، وشرح هذا التوحيد للناس، أما مسألة تكفير المجتمعات فلم نتبن هذه الفكرة ولا نكفر عموم الناس، لأن التكفير هو جهل بالدين".
وكان الشيخ أبو محمد عاصم المقدسي قد أصدر بيانا مكتوبا بخط يده تتوفر "الشروق" على نسخة منه، تبرأ فيه من "استغلال" كتاباته لتبرير استباحة دماء المسلمين وركز على كتاب "الثلاثية في التحذير من أخطاء التكفير" وكتاب "وقفات مع ثمرات الجهاد بين الجهل في الشرع والجهل في الواقع"، وشدد على أنه حذر فيهما من كثير الانحرافات في الجانب العلمي الإعتقادي وحدد الشروط والموانع والأصول التي ينبغي أن تراعى في ذلك.
وجاءت رسالة "إبراء للذمة" التي حررها المقدسي بعد "إبلاغه من طرف بعض المشايخ أن بعض الغلاة والمتسرعين في أموال المسلمين ودمائهم وأغراضهم يستدلون أباطلهم ببعض كتاباتنا أو يتكئون على بعض استدلالاتنا"، وتحرك المقدسي بعد استغلال بعض كتاباته لتبرير جرائم دون تحديد "الغلاة"،
حيث كان قد رد في وقت سابق على مفتي السعودية، الذي أفتى بعدم جواز العمليات الانتحارية، رافضا وصفها بالانتحارية إنها "عمليات بطولية أبعد ما تكون عن الانتحار"، كما في فتواه التي نشرها على موقعه بعنوان "حول فتوى مفتي السعودية بشأن العمليات الاستشهادية".
- أبو بصير الطرطوسي: العمليات الانتحارية حرام ولا تجوز
وقال المنظر الأصولي السوري عبد المنعم مصطفى أبو حليمة الذي يعرف باسم أبو بصير الطرطوسي في موقعه الذي يحمل اسمه على الانترنت تحت عنوان: "محاذير العمليات الانتحارية" لقد تلقيت أكثر من ألف سؤال حول تلك العمليات وهي أقرب عندي للانتحار منها للاستشهادية، وهي حرام لا تجوز، واستشهد الطرطوسي بأحاديث منها: "من أذى مؤمناً فلا جهاد له" وقال: هذا فيما يؤذي مؤمناً مجرد أذى فكيف فيمن يقتله ويتعمد قتله؟، وكذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماً"، وقال الطرطوسي في فتواه المنشورة في موقعه إن العمليات الانتحارية تعني بالضرورة قتل المرء لنفسه بنفسه، وهذا مخالف لعشرات النصوص الشرعية المحكمة في دلالاتها وثبوتها".
- "حماة الدعوة السلفية": الحسن أبو رشيد استند إلى حديث الغلام دون تفصيل
وجاء في دراسة شرعية مطولة نشرت على موقع تنظيم "حماة الدعوة السلفية" وتم تداولها في مواقع قريبة من تنظيم "القاعدة"، نداء وجهه أمير التنظيم المسلح "حماة الدعوة السلفية" المدعو "أبي جعفر محمد السلفي" إلى "عامة المسلمين وخاصتهم" أن هذه التفجيرات التي تقع في الأماكن العمومية -والتي تنسب إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال- لقتل طاغوت من الطواغيت، كبيرا أو صغيرا، أو قتل كافر أصلي (أجنبي نجس) أو بعض الكفار، فيها تعدٍّ ظاهر على دماء المسلمين المعصومة، وعبث واضح بأرواح، وركزت الدراسة الشرعية على الرد على تبريرات أبو الحسن رشيد رئيس اللجنة الشرعية في "الجماعة السلفية" الذي استند إلى حديث الغلام الذي هو العمدة في الاستدلال على جواز العمليات الاستشهادية، وقال سليم الأفغاني "فيه نص صريح على اشتراط حصول هذه المنفعة لجواز قتل الإنسان نفسه".
- وسجل أبو جعفر محمد السلفي بعض المفاسد المترتبة على هذا النوع من التفجير بشيء من التفصيل ومنها "إن أغلب هذه التفجيرات يذهب ضحيتها مدنيون من الشعب الجزائري المسلم لتعذر أو استحالة التحرز من حدوث مثل هذا الأمر".
والنقل
http://74.200.236.115/~echorouk/ara/national/36355.html
http://74.200.236.115/~echorouk/ara/national/36355.html