((( خدعوك فقالوا )))
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه 0
أما بعد
قرأت بحثاً عن السعادة الزوجية ، اتفق فيه معظم الأطراف على أن الحب والاحترام أساس السعادة الزوجية0
وأنا أخالفهم في الرأي
فكثير من البيوت يوجد فيها الحب والاحترام ولا تشعر بالسعادة؛
وإن شعرت بالسعادة فهي سعادة مزيفة سرعان ما تنهار أمام أول ابتلاء يقابلها0
وأذكر لكم فتوي سمتعها؛
أمراه تقول : عشت مع زوجي طيلة عشرون عاماً في سعادة ثم أصيب زوجي بداء عضال انفق عليه ماله كله؛
وأنا الآن أريد الطلاق!!!!!0
ماذا حدث ؟!
لماذا لم يصمد الحب أمام المرض ؟!
لأنه
لم يكن نابعا من تقوى الله0
وعلى نقيضها امرأة أعرفها معرفة جيدة كان بينها وبين زوجها موقف عصيب
ومع تصاعد حدة الموقف كتبت له شعر تقول فيه
إن غاب عن عيني فلم تعد عيني تراه*** فسلواي أنه في قلبي يسعد قلبي برؤياه
فعشقي له ليس كأي عشق *** يعشق الجسد ثم بعد فنائه ينساه
ولكن أعشق قلبه *** الذي يحب الله ويخشاه
وأعشق عقله الذي *** يفكر يه في مرضاة الله
وأعشق لسانه الذي*** يعلم به توحيد الإله
وأعشق عينه التي لا تقع *** إلا على ما أحل الله
وأعشق يده التي يكتب*** بها ما ينصر دين الإله
وأعشق رجله التي *** يمشي بها الى بيوت الله
فهذا هو الحب الذي يدوم *** ويضيع أي حب سواه
فالمرأة إذا غلف حبها لزوجها تقوي الله ؛ تجدها تحبه في صحته وفي مرضه
في شبابه وشيخوخته ؛ في غناه وفقره ؛ في حال وجوده وفي غيبته0
وإن أخطأ في حقها تغفر له خطئه ؛
و ما يقال للمرأة يقال للرجل 0
أما الحب الذي يخلوا من التقوي فإنه في كثير من الاحيان ؛ يكون سبب لشقاء الدارين ؛ لانه يدفع صاحبه الى الظلم ومعصية الله ؛ من أجل من يحب0
وأذكر لكم مثال حي يعيشه واقعنا اليوم :
إذا تزوج الرجل على زوجته مستخدماً حقه الذي أباحه الشرع له ؛ تجد الزوجة تقلب الدنيا رأس على عقب؛
طالبة طلاق ضرتها ؛ متغافله عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لا يخطب الرجل على خطبة أخيه ولا يسوم على سوم أخيه ولا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ صحفتها ولتنكح فإنما لها ما كتب الله له"
صححه العلامة الألباني في "صحيح الجامع" برقم (7666)
معتذرة عن هذا الظلم بحبها لزوجها 0
وكذلك أيضاً الرجل إذا كان متزوجا بأكثر من واحدة فإنه يميل لمن يحبها بالكلية متغافلا عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل )
صححه العلامة الألباني في "صحيح الجامع" برقم (6515)
والعلة في ظلمة الحب 0
ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنه؛
كيف لم يمنعه حبه للسيدة عائشة - رضي الله تعالى عنها- ؛ من العدل بين زوجاته
بالرغم من أن ربه أعفاه من القسمة
وزوجاته أيضا بالرغم من حبهن الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لم نسمع أن واحدة منهن منعت الرسول من الزواج عليها او سعت
إحداهن في طلاق ضرتها ؛
والسيده زينب بنت جحش - رضي الله عنها- خير مثال على ذلك
عندما اتهمت السيده عائشة - رضي الله تعالى عنها- المبرئه من فوق سبع سموات في حادثة الافك ؛ سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ما تعلمين عن عائشة ؛ قالت رضي الله عنها احمي سمعي وبصري يا رسول الله ؛ والله ما علمت عليها الا خيرا ؛
وكانت السيده عائشة - رضي الله تعالى عنها- تذكر هذا الموقف فتقول وهي التي كانت تساميني عند رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
يا الله ماالذي منع السيده زينب - رضي الله تعالى عنها- من ان تتقول على السيدة عائشة - رضي الله تعالى عنها- لتطيح بها ؛
ألم تكن تحب زوجها
الم تكن تغار من السيدة عائشة - رضي الله تعالى عنها
بلى
كانت تحب زوجها ؛ وتغار من جارتها ؛ أو ضرتها
ولكنهما حبا وغيره محاطان بسياج من التقوى 0
فيا معشر الازواج !
من أراد منكم السعادة الزوجية ؛ فليؤسس بيته على التقوى ؛
وليكن شعار بيته
{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا }
سورة "النساء" الآية (65)
وشعار
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا }
سورة "الأحزاب" الآية (36)
فالاحتكام الى الكتاب والسنة هو سبب السعادة
ليست الزوجية فقط
بل
سعادة الدارين 0
وفي ختام كلامي أسوق اليكم هذه البشري
وثيقة تامين علي ذريتكم من بعدكم ؛ ليست وثيقه ربوية ؛ ولكنها وثيقه قرآنية ؛
و هي التقوي
ألم تقرؤا قول الله تعالى :
{ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا }
سورة "النساء" الآية (9)
جعلني الله وإياكم من عباده الصالحين المتقين 0
والله هو الهادي وهو سبحانه الموفق الى سواء السبيل
منقوووووووووووووووول