العنوان القرآن لعلاج الأمراض الحسية والمعنوية
المجيب العلامة/ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
المفتي العام للمملكة العربية السعودية سابقاً
المجيب العلامة/ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
المفتي العام للمملكة العربية السعودية سابقاً
السؤال : زوجتي أصيبت بمرض معين وأصبحت تخاف من كل شيء ولا تستطيع البقاء وحدها وآخر يقول : إنه يشكو نفس الحالة . وذلك أنه لا يستطيع الذهاب إلى المسجد للصلاة مع الجماعة ، ويسأل عن العلاج حتى لا يلجأ إلى الكهان والمشعوذين؟
الجواب : إن الله جل وعلا ما أنزل داء إلا وأنزل له شفاء علمه من علم وجهله من جهل ، وأن الله سبحانه وتعالى جعل فيما أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم - من الكتاب والسنة - العلاج لجميع ما يشكو منه الناس من أمراض حسية ومعنوية ، وقد نفع الله بذلك العباد وحصل به من الخير ما لا يحصيه إلا الله عز وجل .
والإنسان قد تعرض له أمور لها أسباب فيحصل له من الخوف والذعر مل لا يعرف له سببا بينا .
والله جعل فيما شرعه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من الخير والأمن والشفاء ما لا يحصيه إلا الله سبحانه وتعالى .
فنصيحتي لهذين السائلين وغيرهما أن يستعملوا ما شرعه الله تعالى من الأوراد الشرعية التي يحصل بها الأمن والطمأنينة وراحة النفوس والسلامة من مكايد الشيطان ، ومن ذلك قراءة آية الكرسي ، وهي قوله تعالى اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إلى آخر الآية ، وهي أعظم آية في كتاب الله ، وأفضل آية في كتاب الله عز وجل . لما اشتملت عليه من التوحيد والإخلاص لله عز وجل وبيان عظمته جل وعلا ، وأنه الحي القيوم المالك لكل شيء . ولا يعجزه شيء سبحانه وبحمده .
فإذا قرأ هذه الآية خلف كل صلاة ، كانت له حرزا من كل شر ، وهكذا قراءتها عند النوم فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من قرأها عند النوم لا يزال عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح .
فليقرأها الخائف عند النوم وبعد كل صلاة ، وليطمئن قلبه وسوف لا يرى ما يسوؤه إن شاء الله ، إذا صدق الرسول عليه الصلاة والسلام فيما قال ، واطمأن قلبه لذلك وأيقن أنما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق والصدق الذي لا ريب فيه .
وقد شرع الله سبحانه وتعالى أن يقرأ المسلم والمسلمة بعد كل صلاة : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتني ، فهذا أيضا من أسباب العافية والأمن والشفاء من كل سوء و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تعدل ثلث القرآن .
والسنة أن يقرأ الإنسان هذه السور الثلاث بعد صلاة الفجر ، وبعد صلاة المغرب ثلاث مرات . . وهكذا إذا أوى إلى فراشه يقرؤهن ثلاث مرات لصحة الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، ومما يحصل به الأمن والعافية والطمأنينة والسلامة من كل شر ، أن يستعيذ الإنسان بكلمات الله التامات ، من شر ما خلق ثلاث مرات صباحا ومساء : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فقد جاءت الأحاديث دالة على أنها من أسباب العافية وهكذا : باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات صباحا ومساء ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قالها ثلاث مرات صباحا لم يضره شيء حتى يمسي ومن قالها مساء لم يضره شيء حتى يصبح .
فهذه الأذكار والتعوذات من القرآن والسنة كلها من أسباب الحفظ والسلامة والأمن من كل سوء .
فينبغي لكل مؤمن ومؤمنة الإتيان بها في أوقاتها ، والمحافظة عليها ، وهما مطمئنان وواثقان بربهما سبحانه وتعالى . القائم على كل شيء والعالم بكل شيء والقادر على كل شيء لا إله غيره ولا رب سواه ، وبيده التصرف والمنع والضر والنفع ، وهو المالك لكل شيء عز وجل .
والرسول صلى الله عليه وسلم هو أصدق الناس ، فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى كما قال تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) عليه من ربه أفضل الصلاة ، وأتم التسليم .
"مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز" الجزء الثالث