قال ابن قيم الجوزية-رحمه الله- :
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم ،الله سبحانه وتعالى المسؤول المرجو الاجابة أن يتولاكم في الدنيا والاخرة، وان يسبغ عليكم نِعَمه ظاهرة وباطنة ، وان يجعلكم ممن اذا انعِم عليه شكر ، واذا ابتُلى صبر ، واذا اذنب استغفر، فان هذه الامور الثلاثة عنوان سعادة العبد وعلامة فلاحه في دنياه واخراه، ولاينفكّ عبدٌ عنها ابداً، فإن العبدَ دائمُ التقلب بين هذه الاطباق الثلاث:
الاول: نِعمٌ من الله تعالى تترادف عليه ، فقيْدها الشكر ، وهو مبني على ثلاثة اركان : الإعتراف بها باطنا والتحدث بها ظاهرا وتصريفها في مرضاة ولِيّها ومُسْديها ومعطيها ،فإذا فعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكرها .
الثاني: محن من الله تعالى يبتليه بها ، ففرْضُه فيها "الصبر والتسليم"، والصبر :حبس النفس عن التسخط بالمقدور، وحبس اللسان عن الشكوى ، وحبس الجوارح عن المعصية، كاللطم وشقِّ الثياب ونتف الشعر ونحوه ، فمدار الصبر على هذه الاركان الثلاثة فاذا قام به العبد كما ينبغي انقلبت المحنة في حقّه منحة ،واستحالت البَلِيّة عطية ،وصار المكروه محبوبا .
منقول من كتاب: الوابل الصيب من الكلم الطيّب.
شبكة سحاب السلفية
شبكة سحاب السلفية