((( إنما السيف بضاربه )))
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد
الله تعالى أرحم الراحمين؛ وأكرم الأكرمين؛ يبتلي عباده ليمحصهم؛ ويرفع درجاتهم في أعلى عليين
( فليس دوما يبتلي ليعذب؛ إنما يبتلي ليصطفي ويهذب )
ومن رحمته : أنه شرع لنا الدعاء لنحارب به البلاء
( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) غافر (60)
والدعاء من أنفع الأدوية؛ وهو عدو البلاء؛ يدفعه ويعالجه؛
وللدعاء مع البلاء ثلاث مقامات :
( الأول )-
أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه
( الثاني )-
أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء؛ فيصاب به العبد؛ ولكنه قد يخففه وإن كان ضعيفا
( الثالث )-
أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبهوقد روى الحاكم في "صحيحه" عن عائشة - رضي الله تعال عنها- قالت؛ قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم( لا يغني حذر من قدر؛ والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل؛ وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجانإلى يوم القيامة )
"صحيح الجامع..." للعلامة الألباني برقم(7739)
إذاً الدعاء بمثابة السلاح القوى؛ ولكن السلاح بضاربه؛
أي : لابد له من يد قوية تضرب به؛
فإذا كانت اليد ضعيفة؛ لا يأتي بالنتيجة المرجوه؛
وكذلك أيضا الدعاء؛
وسئل إبراهيم بن أدهم : ما بالنا ندعوا فلا يستجاب لنا ؟
فقال :
لأنكم عرفتم أن الله حق ولم تعبدوا حق عبادته
و
عرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته
و
عرفتم القرآن فلم تعملوا به
و
أكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها
و
عرفتم الجنة فلم تطلبوها
و
عرفتم النار فلم تهربوا منها
و
عرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه
و
عرفتم الموت فلم تستعدوا له
و
دفنتم الأموات فلم تعتبروا
و
تركتم عيوبكم وانشغلتم بعيوب الناس
((( فمن آفات الدعاء التي تمنع اجابته )))
- الاستعجال:
في صحيح الإمام البخارى - رحمه الله تعالى - من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلمقال : " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي"
- ما لم يدع العبد بإثم أو قطيعة رحم-
إذا لم يجمع الداعي بين لسانه وقلبه في الدعاء؛ فان الله لا يقبل الدعاء من قلب لاه"
كما في مستدرك الحاكم من حديث أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :
" ادعوا ربكم وانتم موقنون بالاجابة ، واعلموا ان الله لايقبل دعاء من قلب غافل لاه"
"صحيح الجامع..." برقم(245)
- استبعاد اجابة آكل الحرام؛
لان النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر في حديثه الذي رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه وهو في صحيح الإمام مسلم وغيره :
" ... ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث أغبر يمد يديه الى السماء يارب ياربومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذى بالحرام ، فأنى يستجاب له"
وللدعاء المستجاب أوقات وشروط :
ومن أوقات الاجابة :
الثلث الأخير من الليل
و
عند الآذان
و
بين الآذان والإقامة
و
أدبار الصلوات المكتوبات
و
عند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتي تقضي الصلاة من ذلك اليوم
و
أخر ساعة بعد العصر
و
عند نزول الغيث
و
عند لقاء العدو
و
حال السفر
و...
ومن أسباب إجابة الدعاء :
( أن يتحلى الداعي بجملة من الأداب عموما وحال الدعاء خصوصاً، استجلابا للإجابة، إذ الإجابة فرع الاستجابة، نجملها في )
" خشوعا في القلب
و
انكسارا بين يدى الرب
و
ذلا له وتضرعا ورقة
و
يكون الداعي على طهارة
و
يستقبل القبلة
و
رفع اليدين في الدعاء
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " إن الله كريم حيي يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا " أو قال خائبتين"
"صحيح سنن أبن ماجة" (2/1271) برقم(3865)
ومن أسباب الإجابة
التوسل إلى تعالى بالربوبية؛ يا رب .. يا رب .
ومن أسباب إجابة الدعاء : السفر؛
وفي الحديث ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم؛ الرجل يطيل السفر..." وقد تقدم ودلالته .
الإلحاح في الدعاء؛
وقد روى ابن ماجة في سننه من حديث أبي هريرة قال ؛ قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : " من لم يسال الله يغضب عليه "
تقديم صدقة بين يدي الدعاء
فإن كان الدعاء بهذه الصفة فإنه لا يكاد يُردّ أبدا؛
ولاسيما إذا ما صادف الأدعية التي أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم- أنها مظنة إجابة؛ أو أنها متضمنة لاسم الله الأعظم
((( تصحيح )))
ولتعلم أخي المسلم وأختي المسلمة :
أن دعاءكم لا يحتاج لواسطة ليصل الى الله؛ كما يظن البعض ، فيذهب إلى قبر فلان أو علان!!!
فالله عزّ و جلّ ، أخبر نبيه – صلى الله عليه وسلم- عندما سأله بعض أصحابه : أقريب ربنا فنناجيه؛ أم بعيد فنناديه :
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } سورة "البقرة" الآية(186)
وفي الحديث المتفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري – رضي الله تعالى عنه : " قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير .
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا بصيرا وهو معكم والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ..."
((( دفع شبهة )))
ولكن قد يقول قائل :
إذا كان الله قدر شيئاً، والقدر لابدّ من وقوعه؛ فما فائدة الدعاء إذا
والجواب :
إذا كان الشبع والرى قدرا لك فلا بد من وقوعهما أكلت أو لم تأكل؛ فلا حاجة لك إذافي الطعام والشراب!!!
وإذا كان الولد قدرلك؛ فلابد من وقوعه تزوجت أو لم تتزوج؛ فلماذا إذا الزواج؟!!!
فإذا كان الزواج سببا في حدوث الولد؛ فالدعاء أيضا سبب في وقوع القدر أو عدم وقوعه
وفي الختام
أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يقبل دعاءنا
و
يرحم ضعفنا
و
يبلغنا مما يرضيه آمالنا
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
والله هو الهادي ، وهو سبحانهالموفق الي سواء السبيل
كتبت
راجية القبول والستر
أم محمد زينب بنت محمد
في : 27/5/1430هـ - 22/5/2009م