خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    نصيحة غالية في أدب التكلم من العلامة جمال الدين القاسمي.

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    نصيحة غالية في أدب التكلم من العلامة جمال الدين القاسمي. Empty نصيحة غالية في أدب التكلم من العلامة جمال الدين القاسمي.

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 20.05.09 14:46

    نصيحة غالية في أدب التكلم من العلامة جمال الدين القاسمي.

    فاصل
    قال العلامة جمال الدين القاسمي – رحمه الله تعالى - :
    ( ويجب الاحتراز عن الألفاظ الحشوية التي تتخلل كلام بعض اللكن والرعن ، كما يجب ترك التضمين(1) ، فإنه أقبح داء ، وأسوأ آفة للوقار والبهاء ؛ وفيه تجرئة السِّفْلة على الوقاحة ، وهي من أخلاق الأدنياء


    سرى داؤها إلى غيرهم من الترخيص لهم في الجلوس معهم ، والانبساط إليهم لإضحاكهم ، ورضاهم بمعاشرتهم ، وما تضمينهم القبيح إلا نفثات سموم تتسرّب في جسم الحكمة والأدب فتفسده)اهـ.

    من ( جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب )-الباب الرابع : في الآداب الاجتماعية..
    أدب المتكلم.ص82.

    (1) نوع من الكلام يستعمله أرباب المجون والخلاعة والمساخر.


    مثاله :
    كأن تقول لبائع أو صاحب: اللون الذي أحبه كحلي ، فيقول لك بتفاهة : ليش أكح لك!

    والحقيقة هذا الكتاب - أعني جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب – كتاب رائع قيم مفيد في الآداب الاجتماعية والأخلاق والتعامل مع الأهل والأولاد والآخرين

    فأنا أنصح كثيرا باقتنائه وقراءته.

    والله الموفق.
    البسملة

    وقال في ( أدب الدرس ) :
    ( وأن يحضر درسه قبل إلقائه ، فيراجع ما يحتاج لمراجعته من الكتب لتصحيح ألفاظ وتحقيق بحث.

    وأن لا يأتي للطلبة في أثناء الدرس بما يشوش الفهم ، فلا يُغْرب بالإكثار من الاعتراضات اللفظية
    والجواب عنها بالاحتمالات ، فإن ذلك مضيعة للأوقات.

    "..."
    وأن يقتلع جذور التعصب من قلوب المتعلمين ، ويحببهم إلى الإنصاف
    فإن التعصب سبب تفريق الناس بعضهم عن بعض ، وجذوة حجب العقول عن الحق ؛ والإنصاف راحة ، لأنه يرفع الخلاف ، ويوجب الائتلاف)اهـ.


    البسملة

    وقال في أدب جليس العامة :

    ( وفي كتاب "النصائح العامة" ينبغي للعالم أن يكون حديثه مع العامة في حال مخالطته ومجالسته لهم في بيان الواجبات والمحرمات ، ونوافل الطاعات ، وذكر الثواب والعقاب على الإحسان والإساءة ،

    ويكون كلامه معهم بعبارة قريبة واضحة ، يعرفونها ويفهمونها ، ويزيد بيانا للأمور التي يعلم أنهم ملابسون لها ، ولا يسكت حتى يُسأل عن شيء من العلم – وهو يعلم أنهم محتاجون إليه ، ومضطرون له ، فإن علمه بذلك سؤال منهم بلسان الحال ، والعامة قد غلب عليهم التساهل بأمر الدين علما وعملا ،

    فلا ينبغي للعلماء أن يساعدوهم على ذلك بالسكوت على تعليمهم وإرشادهم ، فيعم الهلاك ، ويعظم البلاء ، وقلما تختبر عاميا – وأكثر الناس عامة – إلا وجدته جاهلا بالواجبات والمحرمات! ، وبأمور الدين التي لا يجوز ولا يسوغ الجهل بشيء منها ، وإن لم يوجد جاهلا بالكل وجد جاهلا بالبعض ، وإن علم شيئا من ذلك وجدتَ علمه به علما مسموعا من ألسنة الناس ، لو أردت أن تقلبه له جهلا فعلت ذلك بأيسر مؤونة ، لعدم الأصل والصحة فيما يعلمه ) اهـ.


    البسملة

    وقال في (الأدب في الزواج والسن المرعي فيه) :

    ( ولما كان أهم أغراض الزواج هو التناسل للحصول على الذرية ، لبقاء النوع الإنساني وتقدمه ، فمن البدهي أن يبتدأ الزواج من السن الذي يشعر فيه الإنسان بالحاجة التناسلية ، وأن يكون سن الزواج للمرأة ليس أقل من (14) ، ولكن لا يجب تأخيره عن ذلك كثيرا .

    وإنْ تقدم الزواجُ عن ذلك كان عديم الفائدة ، ومضرا أحيانا بالمرأة وأولادها ، لجملة أمور:

    منها :
    أن الأعضاء التناسلية لم تكن قد بلغت حدها النهائي في النمو.

    ومنها :
    أن البنات المتزوجات صغيرات السن عن الحد الذي قررناه يكون زواجهن في الغالب أقل إخصابا –أي أقل نسلا- وأولادهن تكون حياتهم قليلة عن غيرهم .

    ومنها:
    أن المبكرات في الزواج لا تتوفر فيهن الشروط الجسمية والعقلية اللازمة والأمومة ، وكلما تأخر زواجهن كلما اكتسبن تجارب تؤهلن للزواج .

    ومنها :
    أن النساء المتزوجات وهن صغيرات نسبة الوفيات فيهن أكثر منها في المتزوجات في السن المعتدل.

    ومنها :
    أن صغر الأم في العمر ينشأ عنه ضعف في الطفل ، وخصوصا في الولد البكري .


    وإذا تأخر الزواج إلى ما بعد الخامسة والعشرين أو الثلاثين يكون الحمل والولادة في الغالب أكثر تعبا على المرأة ، لأن الأعضاء تكون قد انتهت من النمو ، وثبتت في أوضاعها ، وصار أي تغير في أوضاعها متعذرا ، ولا يخلو من خطر ، والولادة عندهن غالبا تكون عسرة.

    وعلى العموم فإن الشبوبية والتقدم في السن كلاهما يضعف التغذية في النسل ، وأولادهم يغلب فيهم الضعف ، ونقص الحيوية .

    ومن الضروري جدا أن يكون أن يكون الزوج أكبر من الزوجة لعدة اعتبارات :

    منها:
    أن الرجل ينمو ببطء عن المرأة.

    ومنها:
    أن المرأة تنتهي حياتها التناسلية (سن اليأس) قبل الرجل بكثير.

    ومنها :
    أن الرجل لا يكون له السلطة التامة عليها إذا كان أصغر منها.

    ومنها:
    أن الرجل إذا كان في سن العشرين !! مثلا ، يكون قد أسّس له مركزا معاشيا يسمح له بالزواج ، والمرأة بعد اليأس لا تتزوج أصلا ، لأن الغرض من الزواج وهو التناسل مفقود منها)اهـ.


    البسملة
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    نصيحة غالية في أدب التكلم من العلامة جمال الدين القاسمي. Empty رد: نصيحة غالية في أدب التكلم من العلامة جمال الدين القاسمي.

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 20.05.09 14:51

    وقال في (أدب المرأة الأيم والمتزوجة) :

    ( عليها أن تلازم بيتها ، وأن لا تكثر من طلوعها ، وأن لا ترتدي إلا ما له لون واحد ، وتجتنب المزركش الكثير الألوان ، وتجتنب شد وسطها ، وما يحاكي حجم بدنها ، وتجتهد في تغطية وجهها بالحجاب ، ولا تستعمل الشفاف ، وأن تحرص على الشغل والعمل(1)

    ، وما يعين على دفع الفاقة والملل ، وأن تحفظ بعلها في غيبته وحضرته ، وتطلب مسرته في جميع أمورها ، ولا تخونه في نفسها وماله ، و لا تخرج من البيت إلا بإذنه ، بهيئة لا تستلفت أبصار الناس إليها ، ولا يشم منها رائحة عطرية ، ولا تتعرف إلى صديق بعلها في حاجاتها


    بل تتنكر على من يظن أنه يعرفها أو تعرفه ، وأن يكون همها صلاح شأنها ، وتدبير بيتها ، مقبلة على مهامتها وعباداتها ، وأن لا تكثر الكلام مع أجنبي من وراء حجاب ! ، وأن تقصر لسانها عن مراجعة الزوج وأهله .
    وإذا مات زوجها فلا يجوز لها أن تحد عليه أكثر من أربعة أشهر وعشر ، وتجنب الطيب والزينة فيهن ، والتعرض للزواج)اهـ.

    __________________

    (1) أي في بيتها ، وليس المقصود عمل المرأة العصري ! خارج بيتها ، فهذا أمر غزانا غزوا ، وليس من طباع المسلمات التقيات ، بل كما أشار الشيخ هنا ، الأصل قوله تعالى (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى).

    والعجب هنا : أن من نظر للكلام الذي ذكره العلامة القاسمي هنا ، يجد أن جمهور نساء عصرنا وكأنهن اتفقن على تطبيقه ولكن بالعكس تماما !! :

    فكثير من نساء المسلمين-هداهن الله تعالى- خراجات ولاجات ! لحاجة وغير حاجة!

    وماذا تلبس؟!! تخرج بكامل زينتها وعطرها وكأنها عروس قد هيئت لزوجها!! لسان حالها: (هيت لك)!! إلا من رحم الله تعالى .

    وتجتهد أن تشد وسطها وغير وسطها ! لتبرز مفاتنها نسأل الله تعالى السلامة والعافية .

    وتجتهد في كشف رقبتها وشعرها و مكياجها! لا في ستر وجهها!

    وتحرص على الضيق أو الخفيف الذي يلزق على البدن إلا من رحم الله تعالى .

    وهي حريصة على عملها جدا!! وإلا من أين تعمل مكياج ومرافقه ! كل يوم؟! ، وكيف تفرط في عملها وهي تعمل بين خالد وحامد ! ومبارك وسعيد! ؟ هل تفرط في سماع كلمات الإطراء منهم؟!! هل تفرط في جَمْعَة الإخوان؟!! ما شاء الله تعالى ! والعجب أنها لا تتحفظ ممن يعمل معها من الذكور!! وكأن العمل من أسباب المحرمية الدائمة!! فإذا دخل مراجع تكلفت إصلاح ما بقي من حجابها!! يا له من ورع بارد!!

    والمصيبة العجيبة : أن الذي يقوم بإيصالها إلى زملائها وأصدقائها في العمل!! هو زوجها الأحمق!! كبِّر ثمانيا على الغيرة التي ذهبت!! ومن الورع البارد السمج والغيرة المتناقضة أنه بعد الدوام يأنف جدا أن تجلس امرأته معهم في الديوان- وهذا هو الأصل- فما بالك أيها الأحمق رضيت بذلك صباحا ، وأنفت منه مساء؟!! تلك إذن قسمة ضيزى.

    وأما تكليمها للأجنبي فقد يكون بحاجة وقد يكون بغير حاجة ، ومصيبة كبرى ورزية عظمى إذا كانت المرأة لا تشعر بشخصيتها وكيانها ووجودها إلا إذا كلمت الأجنبي!!
    فالله المستعان : ما من خصلة ذكرها العلامة القاسمي إلا وجمهور نساء زماننا على خلافها !
    أسأل الله تعالى أن يرد شبابنا وشاباتنا إلى دينهم ردا جميلا.


    البسملة

    وقال في ( أدب الفتاة) :

    ( يلزم وليها أن يعلمها الكتاب العزيز بحسن أداء ، ثم ما يصحح عقيدتها وعبادتها من أصول العقائد و الفقه ، ثم ما وجب عليها لوالديها وأولادها وبعلها ، وما أبيح لها وما حظر عليها ، وما تضطر إليه من إدارة نفسها وبيتها وبنيها ، كالخياطة ، وترتيب المنزل ، وإدارة صحة بنيها وآدابهم ، وصلاح المأكل والملبس ، وأصول الاقتصاد ، ومكارم الأخلاق ، وما أشبه ذلك مما يجعلها قرة عين الكمال.

    ولقد صدق القائل : إن الفتاة المتعلمة المهذبة فخر لأهلها ، وعون لبعلها ، وكمال لبنيها ، أهلها بها يفتخرون ، وأولادها بها يسعدون ، ومن ذا الذي لا يُسر فؤاده بابنته الأديبة التي تدبر الأمور المعاشية بالمعرفة ، وتدبر الحركة المنزلية بالحكمة ، ويجد في مجالستها أنيسا عاقلا ، وسميرا كاملا؟!

    وعلى وليها أن يزوجها من الأكفاء الأخيار ذوي الدين والمروءة ، الذين يتوسم فيهم إسعاد زوجاتهم

    وما ألطف قول الخوارزمي :
    حق كافل الكريمة أن لا يزوجها حتى يستكْرِم صهرا ، أو يحكم مهرا)اهـ.

    البسملة

    وقال في ( أدب الأطفال ) :


    ( ... الاهتمام بتربية الطفل المنزلية

    إذا لحظ المرء ما ينجم من التربية المنزلية يجد أنه كما يكون الأهل يكون الطفل في الغالب ، فإن كانوا ذوي نظام وطباع كريمة شب الطفل كذلك ، لما عُلم من أنه ميّال للتقليد والمحاكاة ، وإن كانوا جهلاء أغبياء ، وذوي خمول أو ضعف في العزيمة ، شب الطفل على ذلك.

    فمن هذا يعلم أن تربية البيت إما تكون عضدا وساعدا للمعلم في المدارس ، وإما أن تكون عقبة كؤودا في سير التربية المدرسية .


    تدارك من يُراد تربيته قبل تأثير الوراثة فيه.

    تقرر في سنّة البشر أن الفروع كما ترث من أصولها جانبا من الصفات الجسمانية ، كذلك ترث منها كثيرا من الطبائع الخلقية ، فلقد تجد أولاد الرجل الأبله كأبيهم ، وأبناء العاقل الداهية كذلك ، ولا حاجة إلى إيراد البراهين على ذلك ، لأنه يكفي في إثباته أدنى التفات إلى دراسة أصول العالم الذي نحن بين ظهرانيه .

    نعم قد لا يطرد ذلك كليا ، لأن لكل قاعدة شذوذا ، إلا أن القصد التنبيه على أنه وإن كان في الحدث طباع موروثة ، إلا أن المربي الحكيم يمكنه أن يهذب منها ما فسد ، ويقوم ما اعوج ، وإن احتاج إلى عناء زائد ، وجهد كبير ، شريطة أن يتدارك ذلك قبل أن تتمكن تلك الوراثة الفاسدة ، وتصير ملكة ، ولذا قلما تفيد التربية في الكبير .


    العناية بتأديب الصغير.

    قالت الحكماء : ينبغي أن يؤخذ الولد بالأدب من صغره ، فإن الصغير أسلس قيادا وأسرع مؤاتاة ، ولم تغلب عليه عادة تمنعه من اتباع ما يراد منه ، ولا له عزيمة تصرفه عما يُؤمر به ، فهو إذا اعتاد الشيء ، ونشأ عليه ، خيرا كان أو شرا ، لك يكد ينتقل عنه ،

    فإن عُوّد من صباه المذاهب الجميلة والأفعال المحمودة بقي عليها ، ويزيد فيها إذا فهمها ؛

    وإن أُهمل حتى يعتاد ما تميل إليه طبيعته مما عُوّد عليها ، عُوّد أشياء رديئة مما ليس في طبيعته

    ثم أُخذ بالأدب بعد غلبة تلك الأمور عليه عسر انتقاله مع الذي يؤدبه ، ولم يكد يفارق ما جرى عليه ، فإن أكثر الناس إنما يؤتون في سوء مذاهبهم من عادات الصبا .


    آداب عامة للصغير.

    قال الحكيم المستعصمي:

    1- يجتنب النوم الكثير ، فإنه يقبّحه ، ويغلّظ ذهنه ، ويميت خاطره!.

    2- يمنع من الفراش الوطيء وجميع أنواع الترفه ، حتى يصلب بدنه بتعود الخشونة.
    3- يمنع من اعتياد الأمكنة الباردة صيفا ، ومن النيران شتاء.


    4- لا يسرع المشي.


    5- لا يتثاءب بحضرة غيره.


    6- لا يضع رجلا على رجل.


    7- لا يضرب تحت ذقنه بساعده ، ولا يعمد رأسه بيده ، فإنه دليل الكسل ، وإنه قد بلغ به التقبيح إلى أن يحمل رأسه حتى يستعين بيده.

    8- يعود ألا يكذب ، ولا يحلف لا صادقا ، ولا كاذبا.


    9- يعود الصمت وقلة الكلام ، وأن لا يتكلم إلا جوابا ، وإذا حضر من هو أكبر منه اشتغل بالاستماع إليه ، والصمت.


    10- يمنع من خبيث الكلام وهجينه ، ومن السب واللعن ، ولغو الكلام .


    11- يعود حسن الكلام وظريفه ، وجميل اللقاء وكريمه.


    12- يعود خدمة نفسه ومعلمه ، ومن هو أكبر منه.

    13- يعود طاعة والديه ومعلميه ومؤدبيه ، وأن ينظر إليهم بعين الجلالة والتعظيم ، ويهابهم.

    يعود ضبط النفس عما تدعو إليه من اللذات القبيحة والفكر فيها)اهـ.


    البسملة

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    نصيحة غالية في أدب التكلم من العلامة جمال الدين القاسمي. Empty رد: نصيحة غالية في أدب التكلم من العلامة جمال الدين القاسمي.

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 20.05.09 14:59

    وقال في (أدب الصحبة) :

    ( قال حكيم : متى انتظمت بينك وبين أحد صحبة ، فعليك حقوق وآداب يوجبها عقد الصحبة ، وهي الإيثار بالمال ، فإن لم يكن ، فبذل الفضل من المال عند الحاجة ، والإعانة بالنفس في الحاجات على سبيل المبادرة من غير إحواج إلى التماس ، وكتمان السر ، وستر العيوب ، والسكوت عن تبليغ ما يسوء من مذمة الناس إياه ، وإبلاغ ما يسره من ثناء الناس عليه ، وحسن الإصغاء عند الحديث ، وترك المماراة فيه

    وأن يدعوه بأحب أسمائه إليه ، وأن يثني عليه بما يعرفه من محاسنه ، وأن يشكره على صنيعه في وجهه ، وأن يذب عنه في غيبته إذا تُعرّض لعرضه كما يذب عن نفسه ، وأن ينصحه باللطف والتعريض إذا احتاج إليه ، وأن يعفو عن زلته وهفوته ، فلا يعتب عليه ، وأن يدعو له في خلوته في حياته وبعد مماته ، وأن يحسن الوفاء مع أهله وأقاربه بعد موته ، وأن يؤثر التخفيف عنه ، فلا يكلفه شيئا من حاجته ، ويروّح قلبه من مهماته ، وأن يظهر الفرح بما يباح له من مساره ، والحزن بما يناله من مكارهه ، وأن يضمر مثل ما يظهره ، فيكون صادقا في وده سرا وعلانية ، وأن يبدأه بالتحية عند إقباله ، وأن يوسع له في المجلس ، ويخرج له من مكانه(1) ،


    وأن يشيعه عند قيامه ، وأن يصمت عند كلامه ، حتى يفرغ من خطابه ، وأن يترك المداخلة في كلامه ، وأن يسكت عن القدح في أحبابه وأهله ولده ، وعن قدح غيره فيه ، وأن لا يخفي عليه ما يسمع من الثناء في حقه ، فإنّ إخفاء ذلك من الحسد ، وأن لا يسأله إذا رآه في طريق عن مصدره ومورده ، فربما ثقل عليه ذكره ، أو يحتاج إلى الكذب ، وأن يتجاهل عما يكرهه منه ، ويتغافل عن مناقشته .


    أوصى أحد الحكماء(2) ابنه ، فقال : يا بني :
    إذا عرضتْ لك إلى صحبة الرجال حاجة ، "فاصحب من إذا خدمته صانك ، وإن صحبته زانك ، وإن قعدت بك مؤونة مانك ، اصحب من إذا مددت يدك بخير مدها ، وإن رأى منك حسنة عدّها ، وإن رأى سيئة سدّها ، اصحب من إذا سألته أعطاك ، وإن سكت ابتداك ، وإن نزلت بك نازلة واساك ، اصحب من إذا قلت صدق قولك ، وإن حاولتُما أمرا أمّرك ، وإن تنازعتما آثرك"(3))اهـ.


    البسملة


    (1) أما هذه فهي مخالفة لنهي النبي – صلى اله عليه وسلم – حيث جاء عن ابن عمر - رضي الله عنهما – قال:
    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
    ( لا يقيمن أحدكم رجلا من مجلسه ثم يجلس فيه ، ولكن توسعوا وتفسحوا يفسح الله لكم - وفي رواية- قال:
    وكان ابن عمر إذا قام له رجل من مجلسه لم يجلس فيه).
    رواه البخاري ومسلم .
    (2) هو علقمة العطاردي كما في (الإحياء).
    (3) وأين مثل هذا الصاحب؟!! إنما هو أعز من الغراب الأع

    صم أو أعز من الأبلق العقوق! .

    البسملة

    وقال في ( أدب الأصدقاء) :

    ( ترفض صداقة من اشتهر بالبخل ، ومن اشتهر بالنميمة والثلب والسفه ، ومن عرف بالكبرياء والخفة والطيش وعدم حفظ السر ، أو اشتهر بحب الهذر والهذيان والتهتك والخلاعة والكسل ، ولا يقبل في التآخي من أصيب بخلل في عقله ، أو شذوذ في أفكاره ، حتى لا تسقط درجة آداب الإخوان وعلومهم ، ولا يكون بين أفرادهم واحد لا خير للإنسانية والعمران فيه.


    قال حكيم :
    احذر مؤاخاة من يجعلك أكبر همه ، ويؤثر ألا يخفى عليه شيء من أمرك! ، فإنه يتبعك ويأسرك.


    قال الإمام الغزّالي :
    إذا طلبت رفيقا ليكون شريكك في التعلم ، وصاحبك في أمر دينك ودنياك ، فراعِ فيه الشروط التي يصلح بها للأخوة والصداقة ، وهي خمس :
    الأولى : العقل ، فلا خير في صحبة الأحمق ، فإلى الوحشة والقطيعة يرجع آخرُها ، وأحسن أحواله أن يضرك وهو يريد أن ينفعك ! ، والعدو العاقل خير من الصديق الأحمق الجاهل .


    الثانية : حسن الخلق ، فلا تصحب من ساء خلقه ، وهو من لا يملك نفسه عند الغضب والشهوة .


    الثالثة : الصلاح ، فلا تصحب فاسقا ، فإن من لا يخاف الله تعالى لا تُؤْمنُ غوائله ، بل يتغير بتغير الأعراض والأحوال ، ومشاهدة الفسق والمعصية على الدوام تزيل عن القلب كراهية المعصية ، وتهون عليه أمرها.

    الرابعة : لا تصحب حريصا ، فصحبة الحريص على الدنيا سم قاتل ، لأن الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء ، بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري!.

    الخامسة : الصدق ، فلا تصحب كذّابا ، فإنك منه على غرور ، فإنه مثل السراب يقرب منك البعيد ، ويبعّد منك القريب . اهـ.


    وقال بعضهم :
    المختارون من الأصدقاء : أهل العلم والدين والحكمة والعقل ليفيدوه ، ويقوّوا قوة تمييزه وعلمه ، وأهل شرف يُستعان بجاههم في الملمات ، وأهل ثروة يُستعان بهم في لمّ الشعث ، وأهل محادثة طيبة في خلواته يفزع إليهم عند كربه والضجر من أعماله.


    وأما أصدقاء الظاهر ، فينبغي مجاملتهم والإحسان إليهم ، وكتمان الأسرار عنهم ، وإخفاء الأحوال الخاصة عنهم ، وترك تحديثهم بنعمه .


    وقال آخر:

    معاشرة الأصدقاء لا تتم إلا بالمؤانسة والمداخلة ، ولابد في ذلك من المزاح المُسْتعذَب ، والأحاديث المستطابة ، والفُكاهة المحبوبة ، التي تطلقها الشريعة ويقدرها العقل ، حتى لا يتجاوزها إلى الإسراف فيها ، ولا يقصّر عنها تهاونا بها ، فإنها إذا خرجت إلى جانب الزيادة سميت مجونا وفسقا وخلاعة ، وما أشبهها من أسماء الذم

    وإلى جانب النقصان سميت تزمتا وعبوسا وشكاسة ، وما أشبهها من أسماء الذم أيضا ؛ والمتوسط بينهما هو الظريف الذي يوصف بالهشاشة والطلاقة ، وحسن العشرة.
    ويعرض من الصعوبة في وجود هذا الوسط ما يعرض في سائر الفضائل الخلقية .


    وقال حكيم :
    متى حصل لك صديق يلزمك أن تكثر مراعاته ، وتبالغ في تفقده ، ولا تستهينن باليسير من حقه ، عند مهم يعرِض له ، أو حادث يحدث له.


    فأما في أوقات الرخاء فينبغي أن تلقاه بالوجه الطلق ، والخلق الرحب ، وأن تظهر له في عينك وحركاتك وهشاشتك وارتياحك عند مشاهدته إياك ما يزداد به كل يوم ، وفي كل حالة ثقة بمودتك ، وسكونا إلى غيبك ، ويرى السرور في جميع أعضائك التي يظهر السرور فيها إذا لقيك.


    وإن أصابته نكبة ، أو لحقته مصيبة ، أو عثر به الدهر ، كيف تكون مؤاساتك له بنفسك ومالك ؟!! وكيف يظهر له تفقدك ومراعاتك؟! ولا تنتظرنّ منه أن يسألك في مضض ما لحقه لتخفف عنه .
    وإن بلغت مرتبة من السلطان والغنى فاغمس إخوانك فيها من غير امتنان و لا تطاول .


    فإن رأيت من يحتشمك آنئذ فاجذبه إليك ، واختلط به ، وابرأ بذلك من الكِبْر والصلف .

    ثم احذر المراء مع صديقك خاصة ، وإن كان واجبا أن تحذره مع كل أحد ، فإن مماراة الصديق تقتلع المودة من أصلها ، لأنها سبب التباين ، وقبح أثره لا يخفى ، فلا تقف مع المرء محبةٌ ، ولا ترجى به ألفة.

    نعم ينبغي أن يكون كلٌّ مرآة لأخيه ، ينصح بعضهم بعضا ، ويرشد كل أخاه إلى سبيل الكمال ، و لا يكتم نقدَ ما يراه نقصا ، فمِن تبادل النقدِ في ساحة المودة على بساط الصفا يكون الكمال.


    وينبغي أن لا تؤاخذ صديقك المخلص بالتقصير ، ولا تجازه عليه ، ولا تعاتبه عتابا مفرطا ، وأدم ملاطفته ، وتعهّد أشياءه ، واهد ما تستحسنه إليه ، واجتهد في الإكثار من الأصدقاء ، فإن الصديق زين المرء وعضده ، وناصره ومذيع فضائله )اهـ.


    البسملة
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    نصيحة غالية في أدب التكلم من العلامة جمال الدين القاسمي. Empty رد: نصيحة غالية في أدب التكلم من العلامة جمال الدين القاسمي.

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 20.05.09 15:05

    و قال في ( الأدب مع الوالدين) :

    ( هو أن يسمع كلامهما ، ويقوم لقيامهما ، ويمتثل أمرهما ، ولا يمشي أمامهما ، ولا يرفع صوته فوق أصواتهما ، ويلبي دعوتهما ، ويحرص على مرضاتهما ، ويخفض لهما الجناح ، ويحسن إليهما جهده ، ويبرهما ، ويكرمهما في حالتي عسره ويسره ، ويتوخى مسرتهما ، وترويح قلوبهما ، ولا يمُنَّ عليهما بالبر بهما ، ولا بالقيام بأمرهما ، ولا ينظر إليهما شزرا (1)، ولا يقطّب وجهه في وجوههما ، ولا يسافر إلا بإذنهما )اهـ.


    (1) قال ابن منظور في (لسان العرب) :

    (( شزر ) نَظَرٌ شَزْرٌ فيه إِعراض ، كنظر المعادي المبغض ؛ وقيل هو نظر على غير استواء بِمؤْخِرِ العين ؛ وقيل هو النظر عن يمين وشمال ، وفي حديث عليّ :"الْحَظُوا الشَّزْرَ واطْعُنُوا اليَسْرَ" ، الشَّزْرُ النظر عن اليمين والشمال ، وليس بمستقيم الطريقة ؛ وقيل هو النظر بمؤخر العين .

    وأَكثر ما يكون النظرُ الشَّزْرُ في حال الغضب ، وقد شَزَرَهُ يَشْزِرُهُ شَزْراً وشَزَّرَ إِليه ، نظر منه في أَحد شِقَّيْهِ ولم يستقبله بوجهه...)اهـ.


    البسملة

    وقال في ( الأدب مع الإخوة من النسب ) :

    ( يلزم الفتى أن يتأدب معهم ، ويحترمهم ، ويعرف أنهم أقرب الناس إليه بعد الأبوين ، ويحب لهم النفع والشرف أكثر من جميع الناس .

    فأما أخوه الأكبر فإنه يجعله في منزلة أبيه

    فلا يرفع صوته عليه ، ولا ينازعه ، ولا يخالفه في وصاياه الجميلة ، ليكسب حبه ، ويسعى في منافعه .

    وأما الذين هم أصغر منه فيواسيهم ، ويشفق عليهم ، ولا يضربهم ، ولا يشتمهم ، ويلاطفهم ، ويستجلب محبتهم بحسن الأخلاق ، ولطف المعاملة .

    وإذا رأى منهم ما لا يليق ، فعليه أن ينهاهم باللطف والمعروف ، ويعرفهم ضرره ، ولا يسعى بهم عند أبيه بالفتنة(1) ، فتكثر الكراهة بينهم ، ويألفون الشر ، ويعتادونه بسببه ، فيعود الوبال عليهم ، وجلِيٌّ أن إخوة المرء هم أعوانه على سعادته وحسن حاله )اهـ.


    البسملة

    و قال في (أدب الخدم ومعاملتهم) :

    ( يجب في الخادم أن يكون صالحا عفيفا أمينا نشيطا ذكيا ، فهو يقوم بحق الله بأداء ما أوجبه ، وحق من يخدمه ، فيعف عن حرمه ، ويغض من طرفه ، ويحفظ ما ائتمن عليه من مال وغيره ، ويخف للقيام بما يطلب منه بنشاط واعتناء ، ويفطن لما ينبغي أن يراد منه ، فيدري حسنه من قبحه ، وغشه من نصحه ، فيكون رجلَ حياة ، وإنسانَ معيشة .
    وعلى سيد الخادم أن يرشده لمواقع الصواب ، وأصول واجباته ، وما ينبغي أن يتصف به ، و لا يكلفه ما لا يطيق ويشق عليه ، وأن يربيه باللطف والعقل ، ولا يهينه ببذيء الكلام ، وجافي اللفظ ، مما يجرح قلبه ، ويذل نفسه ، إذ ليس للسيد أن يتسلط على خادمه بذلك ، لا شرعا ولا عرفا .
    ويجب على السيد أن يسمح للخادم بساعة في النهار يتروح فيها ، ويتمتع بشؤونه ، وأن يجري عليه مرتبا يكفيه ، ليكفه عن التشوف لما قد يسرقه ويختلسه ، فإن ما ينقصه السيد من مرتبه ربما اختلس من ماله ، وأن يزيد في راتبه كلما رآه يزيد في صدق الخدمة وحسن المعاملة ، ولا ينبغي للسيد أن يسرع في تبديل الخادم بمجرد هفوة ، أو حصول صغيرة ، وليتذكر أن لا معصوم إلا المعصوم ، فإن في تبديله مضارا عظيمة ، وأتعابا جسيمة ، نعم إذا علم أن فيه خلة فاسدة ، أو ملكة رديئة ، أو إصرارا على فحشاء ، فإنه يطرده عن بابه ، ويباعده من رحابه .
    وعلى الأبناء أن يحتفظوا بخادم أبيهم أو جدهم ، وأن يحترموه لتقادم خدمته لهم ، وتربيته لهم صغارا ، و أن يرْعَوا حقه وحق آله وأولاده اعترافا بالجميل.
    ومن الحمق وقلة العقل طرد الخادم الذي تقادم عهده ، واطلع على دخائل سيده ، وأسرار حرمه ، بلا باعث كبير ؛ أو إبعاد خادم أبيه وقد عرف شدة اتصاله به ، فإن هذا من لؤم الطبع ، وكفران العشرة ، وقلة المروءة .
    وبالجملة : فكل من أراد أن يهنأ باله مع خادمه ، فليحسن معاملته ، ولينزله منزلة أحد عائلته ، وليبره فوق ما يأمل ، ولا ينل منه بما يجرح قلبه ، وليرفق به في سره وعلنه ، وليغض عما يجوز الغض منه ، وليرحم تعبه ، ولا يؤرقه لحاجته إذا أخذ مضجعه ، بل يشفق على راحته .
    ويُحكى عن بعض خيار الأمراء أنه كان يحمل فرش ضيوفه على رأسه ليلا إلى محال نومهم ، ولا يوقظ خادمه لحملها ، شفقة منه ورحمة ، و " الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى " )(1)اهـ.
    __________________________
    (1) ما أبعد الناس اليوم في معاملة خدمهم عن هذه الخصال الكريمة التي ذكّر بها العلامة القاسمي ! إلا من رحم ربي ، فإنك تراه إذا دعا خادمه زجره زجرا ، وقطب وجهه! ، وإذا احتاجه عنده للخدمة أبقاه واقفا مدة بقائه في المجلس!
    فإن احتاجه وهو نائم تعب ، بكته ولامه على نومه ! وأيقظه بما يملك من لفظ جارح !
    وتراه يكلفه بما لا يطيق ! فتراه تارة يكلفه أن يقوم بما ينبغي أن يتعاون عليه ثلاثة ! ولا يعينه !
    وتراه إذا أخطأ خطأ صغيرا سبه وأهانه وضربه!!
    وأما راتب هذا المسكين فلا تسل عنه! فإنه طوال فترة خدمته لا ينال إلا طعام بطنه! وأما راتبه فإنهم يسوفونه ! سوف سوف ، الشهر القادم ، والذي بعده ! فإذا قرب انتهاء عقده ، قطع له تذكرة ، ثم سفّره وحيدا فريدا مفلسا!! لا أدري أين هم من قول النبي –صلى الله عليه وسلم - :
    (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة :
    رجل أعطى بي ثم غدر .
    ورجل باع حرا فأكل ثمنه.
    ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره)؟!!.
    رواه البخاري.
    وأين هو من ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)؟!
    وعند الله تلتقي الخصوم في يوم يكون الوفاء فيه بالحسنات والسيئات !
    والموعد الله تعالى .
    والنقل
    لطفــاً .. من هنـــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 22.11.24 17:40