نصيحة غالية في أدب التكلم من العلامة جمال الدين القاسمي.
قال العلامة جمال الدين القاسمي – رحمه الله تعالى - :
( ويجب الاحتراز عن الألفاظ الحشوية التي تتخلل كلام بعض اللكن والرعن ، كما يجب ترك التضمين(1) ، فإنه أقبح داء ، وأسوأ آفة للوقار والبهاء ؛ وفيه تجرئة السِّفْلة على الوقاحة ، وهي من أخلاق الأدنياء
سرى داؤها إلى غيرهم من الترخيص لهم في الجلوس معهم ، والانبساط إليهم لإضحاكهم ، ورضاهم بمعاشرتهم ، وما تضمينهم القبيح إلا نفثات سموم تتسرّب في جسم الحكمة والأدب فتفسده)اهـ.
قال العلامة جمال الدين القاسمي – رحمه الله تعالى - :
( ويجب الاحتراز عن الألفاظ الحشوية التي تتخلل كلام بعض اللكن والرعن ، كما يجب ترك التضمين(1) ، فإنه أقبح داء ، وأسوأ آفة للوقار والبهاء ؛ وفيه تجرئة السِّفْلة على الوقاحة ، وهي من أخلاق الأدنياء
سرى داؤها إلى غيرهم من الترخيص لهم في الجلوس معهم ، والانبساط إليهم لإضحاكهم ، ورضاهم بمعاشرتهم ، وما تضمينهم القبيح إلا نفثات سموم تتسرّب في جسم الحكمة والأدب فتفسده)اهـ.
من ( جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب )-الباب الرابع : في الآداب الاجتماعية..
أدب المتكلم.ص82.
(1) نوع من الكلام يستعمله أرباب المجون والخلاعة والمساخر.
مثاله :
كأن تقول لبائع أو صاحب: اللون الذي أحبه كحلي ، فيقول لك بتفاهة : ليش أكح لك!
والحقيقة هذا الكتاب - أعني جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب – كتاب رائع قيم مفيد في الآداب الاجتماعية والأخلاق والتعامل مع الأهل والأولاد والآخرين
فأنا أنصح كثيرا باقتنائه وقراءته.
والله الموفق.
وقال في ( أدب الدرس ) :
( وأن يحضر درسه قبل إلقائه ، فيراجع ما يحتاج لمراجعته من الكتب لتصحيح ألفاظ وتحقيق بحث.
وأن لا يأتي للطلبة في أثناء الدرس بما يشوش الفهم ، فلا يُغْرب بالإكثار من الاعتراضات اللفظية
والجواب عنها بالاحتمالات ، فإن ذلك مضيعة للأوقات.
"..."
وأن يقتلع جذور التعصب من قلوب المتعلمين ، ويحببهم إلى الإنصاف
فإن التعصب سبب تفريق الناس بعضهم عن بعض ، وجذوة حجب العقول عن الحق ؛ والإنصاف راحة ، لأنه يرفع الخلاف ، ويوجب الائتلاف)اهـ.
وقال في أدب جليس العامة :
( وفي كتاب "النصائح العامة" ينبغي للعالم أن يكون حديثه مع العامة في حال مخالطته ومجالسته لهم في بيان الواجبات والمحرمات ، ونوافل الطاعات ، وذكر الثواب والعقاب على الإحسان والإساءة ،
ويكون كلامه معهم بعبارة قريبة واضحة ، يعرفونها ويفهمونها ، ويزيد بيانا للأمور التي يعلم أنهم ملابسون لها ، ولا يسكت حتى يُسأل عن شيء من العلم – وهو يعلم أنهم محتاجون إليه ، ومضطرون له ، فإن علمه بذلك سؤال منهم بلسان الحال ، والعامة قد غلب عليهم التساهل بأمر الدين علما وعملا ،
فلا ينبغي للعلماء أن يساعدوهم على ذلك بالسكوت على تعليمهم وإرشادهم ، فيعم الهلاك ، ويعظم البلاء ، وقلما تختبر عاميا – وأكثر الناس عامة – إلا وجدته جاهلا بالواجبات والمحرمات! ، وبأمور الدين التي لا يجوز ولا يسوغ الجهل بشيء منها ، وإن لم يوجد جاهلا بالكل وجد جاهلا بالبعض ، وإن علم شيئا من ذلك وجدتَ علمه به علما مسموعا من ألسنة الناس ، لو أردت أن تقلبه له جهلا فعلت ذلك بأيسر مؤونة ، لعدم الأصل والصحة فيما يعلمه ) اهـ.
وقال في (الأدب في الزواج والسن المرعي فيه) :
( ولما كان أهم أغراض الزواج هو التناسل للحصول على الذرية ، لبقاء النوع الإنساني وتقدمه ، فمن البدهي أن يبتدأ الزواج من السن الذي يشعر فيه الإنسان بالحاجة التناسلية ، وأن يكون سن الزواج للمرأة ليس أقل من (14) ، ولكن لا يجب تأخيره عن ذلك كثيرا .
وإنْ تقدم الزواجُ عن ذلك كان عديم الفائدة ، ومضرا أحيانا بالمرأة وأولادها ، لجملة أمور:
منها :
أن الأعضاء التناسلية لم تكن قد بلغت حدها النهائي في النمو.
ومنها :
أن البنات المتزوجات صغيرات السن عن الحد الذي قررناه يكون زواجهن في الغالب أقل إخصابا –أي أقل نسلا- وأولادهن تكون حياتهم قليلة عن غيرهم .
ومنها:
أن المبكرات في الزواج لا تتوفر فيهن الشروط الجسمية والعقلية اللازمة والأمومة ، وكلما تأخر زواجهن كلما اكتسبن تجارب تؤهلن للزواج .
ومنها :
أن النساء المتزوجات وهن صغيرات نسبة الوفيات فيهن أكثر منها في المتزوجات في السن المعتدل.
ومنها :
أن صغر الأم في العمر ينشأ عنه ضعف في الطفل ، وخصوصا في الولد البكري .
وإذا تأخر الزواج إلى ما بعد الخامسة والعشرين أو الثلاثين يكون الحمل والولادة في الغالب أكثر تعبا على المرأة ، لأن الأعضاء تكون قد انتهت من النمو ، وثبتت في أوضاعها ، وصار أي تغير في أوضاعها متعذرا ، ولا يخلو من خطر ، والولادة عندهن غالبا تكون عسرة.
وعلى العموم فإن الشبوبية والتقدم في السن كلاهما يضعف التغذية في النسل ، وأولادهم يغلب فيهم الضعف ، ونقص الحيوية .
ومن الضروري جدا أن يكون أن يكون الزوج أكبر من الزوجة لعدة اعتبارات :
منها:
أن الرجل ينمو ببطء عن المرأة.
ومنها:
أن المرأة تنتهي حياتها التناسلية (سن اليأس) قبل الرجل بكثير.
ومنها :
أن الرجل لا يكون له السلطة التامة عليها إذا كان أصغر منها.
ومنها:
أن الرجل إذا كان في سن العشرين !! مثلا ، يكون قد أسّس له مركزا معاشيا يسمح له بالزواج ، والمرأة بعد اليأس لا تتزوج أصلا ، لأن الغرض من الزواج وهو التناسل مفقود منها)اهـ.