دليل على أن كلمة "سن" لا تعني "أول من ابتدأ امرا ولم يفعله قبله أحد"
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قبل فترة كنت ابحث عن معنى كلمة "سن" وهل تعني اول من بدأ الشيء، يعني لم يعمله قبله أحد؟ ام تعني بدأ الشيء وقد يكون قد فعله قبله آخرون، لكنه بمعنى من يبدأ الشيء فيقتدي به آخرون فيكون قد سن ذلك الفعل وإن كان قد فُعل قبله في زمن أو مكان آخر.
فكما هو معلوم ان اهل البدع يستدلون بحديث (من سن في الإسلام سنة حسنة..)الحديث على "البدعة الحسنة" لأنهم يقولون ان "سن" بمعنى بدأ شيئا لم يُفعل من قبل، يعني "أول" من بدأ الأمر. فيكون سن بمعنى ابتدع عندهم.
قال ابن منظور في لسان العرب (وكل من ابتدأَ أَمراً عمل به قوم بعده قيل هو الذي سَنَّه)
فسن تعني بدأ او ابتدأ أمرا تبعه عليه قوم.
ولكن هل تعني بدأ بمعنى اول من بدأ ولم يعمله قبله أحد؟ ام معناها ابتدأ الشيء سواءا كان أول من فعله أو فعله قبله قوم آخرون في زمان او مكان آخر؟
هذا ما كنت ابحث عن جوابه واليوم كنت أقوم بعمل واستمع لإذاعة القرآن الكريم وذكر حديث (اول من سن القتل) ، وكنت اعرف هذا الحديث لكن عندما سمعته هذه المرة انتبهت لكلمة "أول"، فتذكرت حديث (من سن في الإسلام سنة حسنة )الحديث وكلمة "سن"
فجاء في نفسي ان هذه الكلمة قد تكون دليلا على أن سن لا تعني "أول من بدأ الشيء ولم يسبقه إليه أحد قبله"، لأنه لو كان كذلك لما كان لفظ الحديث "لأنه أول من سن القتل" ولكان "لأنه من سن القتل" او شيء كهذا.
وكذلك في رواية أخرى في البخاري "لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ أَوَّلًا"
وعن المغيرة بن حكيم قال : أول من سن الصداق أربعمائة دينار عمر بن عبد العزيز.
وفي كتب أهل العلم ذُكر أن أول من سن الصلاة عند القتل خبيب بن عدي.
فلو كان معنى سن "أول من ابتدأ" فما فائدة ذكر كلمة "أول" ؟ و"أول" داخلة في معنى كلمة "سن" ؟
وكذلك لو كان معناها "اول من ابتدأ" لا يكون هناك معنى لذكر كلمة "اول" قبل "سن" لأن سن تعنى "اول من ابتدأ" فلا يمكن أن يكون هناك شخص آخر يسن نفس الأمر لأنه الأمر قد سُن.
مثل الصدقة التي قام بها الرجل في قصة حديث "من سن في الإسلام سنة حسنة .."، هو من ابتدأ التصدق في تلك الحادثة فتبعه القوم وتصدقوا، ومن المعلوم أن التصدق من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك في انها ايضا سنة في الشرائع السابقة، فهي اصلا سنة قبل ان يفعلها، فلا يكون هو اول من سن التصدق، فهذا دليل واضح على ان "سن" لا تعني اول من ابتدأ الأمر ولم يسبقه إليه أحد قبله، وإلا لما كان قد سن امرا وقد كان قد سُن قبله.
واعلم ان القصة معروفة وهي دليل واضح على هذا الامر، لكن كلمة "اول" في حديث القتل دليل اضافي.
هذا ما جاء في نفسي اليوم عندما سمعت الحديث.
فما رأيكم فيما قُلت؟
هل هو صواب ام خطأ؟
انتظر منكم الفائدة
====================
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قبل فترة كنت ابحث عن معنى كلمة "سن" وهل تعني اول من بدأ الشيء، يعني لم يعمله قبله أحد؟ ام تعني بدأ الشيء وقد يكون قد فعله قبله آخرون، لكنه بمعنى من يبدأ الشيء فيقتدي به آخرون فيكون قد سن ذلك الفعل وإن كان قد فُعل قبله في زمن أو مكان آخر.
فكما هو معلوم ان اهل البدع يستدلون بحديث (من سن في الإسلام سنة حسنة..)الحديث على "البدعة الحسنة" لأنهم يقولون ان "سن" بمعنى بدأ شيئا لم يُفعل من قبل، يعني "أول" من بدأ الأمر. فيكون سن بمعنى ابتدع عندهم.
قال ابن منظور في لسان العرب (وكل من ابتدأَ أَمراً عمل به قوم بعده قيل هو الذي سَنَّه)
فسن تعني بدأ او ابتدأ أمرا تبعه عليه قوم.
ولكن هل تعني بدأ بمعنى اول من بدأ ولم يعمله قبله أحد؟ ام معناها ابتدأ الشيء سواءا كان أول من فعله أو فعله قبله قوم آخرون في زمان او مكان آخر؟
هذا ما كنت ابحث عن جوابه واليوم كنت أقوم بعمل واستمع لإذاعة القرآن الكريم وذكر حديث (اول من سن القتل) ، وكنت اعرف هذا الحديث لكن عندما سمعته هذه المرة انتبهت لكلمة "أول"، فتذكرت حديث (من سن في الإسلام سنة حسنة )الحديث وكلمة "سن"
فجاء في نفسي ان هذه الكلمة قد تكون دليلا على أن سن لا تعني "أول من بدأ الشيء ولم يسبقه إليه أحد قبله"، لأنه لو كان كذلك لما كان لفظ الحديث "لأنه أول من سن القتل" ولكان "لأنه من سن القتل" او شيء كهذا.
وكذلك في رواية أخرى في البخاري "لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ أَوَّلًا"
وعن المغيرة بن حكيم قال : أول من سن الصداق أربعمائة دينار عمر بن عبد العزيز.
وفي كتب أهل العلم ذُكر أن أول من سن الصلاة عند القتل خبيب بن عدي.
فلو كان معنى سن "أول من ابتدأ" فما فائدة ذكر كلمة "أول" ؟ و"أول" داخلة في معنى كلمة "سن" ؟
وكذلك لو كان معناها "اول من ابتدأ" لا يكون هناك معنى لذكر كلمة "اول" قبل "سن" لأن سن تعنى "اول من ابتدأ" فلا يمكن أن يكون هناك شخص آخر يسن نفس الأمر لأنه الأمر قد سُن.
مثل الصدقة التي قام بها الرجل في قصة حديث "من سن في الإسلام سنة حسنة .."، هو من ابتدأ التصدق في تلك الحادثة فتبعه القوم وتصدقوا، ومن المعلوم أن التصدق من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك في انها ايضا سنة في الشرائع السابقة، فهي اصلا سنة قبل ان يفعلها، فلا يكون هو اول من سن التصدق، فهذا دليل واضح على ان "سن" لا تعني اول من ابتدأ الأمر ولم يسبقه إليه أحد قبله، وإلا لما كان قد سن امرا وقد كان قد سُن قبله.
واعلم ان القصة معروفة وهي دليل واضح على هذا الامر، لكن كلمة "اول" في حديث القتل دليل اضافي.
هذا ما جاء في نفسي اليوم عندما سمعت الحديث.
فما رأيكم فيما قُلت؟
هل هو صواب ام خطأ؟
انتظر منكم الفائدة
====================
لفتة مفيدة فعلا فجزاك الله خيرا
ومن باب المدارسة :
لعل كلمة (سن) تعني كلا الابتدائين ( الابتداء المخترع والابتداء المتبع )
هذا عند العموم أما عند الخصوص فينفرد أحد المعنيين بها وذلك حسب المسألة المطروحة
فمثلا في حديث ( أول من سن القتل ) يتم تخصيص كلمة سن بمعنى الابتداء المخترع
لأنه فعلا أول من سن القتل ولم يسنه أحد قبله.
وفي حديث ( من سن سنة ...) يتم تخصيص كلمة سن بمعنى الابتداء المتبع
لأن سياق الحديث عن الصدقة وهي مسنونة من قبل.
وبهذا القول يتم اقفال الباب أمام أهل البدع من جانب ، ومن جانب آخر لعل النصوص الشرعية انتظمت .
والله أعلم حيث يكون.
====================
بنظرة واحدة إلى سبب ورود حديث (من سن ... ) يتضح لكل ذي عينين أنْ ليس فيه أدنى حجة لمن تمسك به في الابتداع!
فإن سبب وروده كما عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى الصدقة، فقام رجل فجاء بشيء في حجره، ثم تتابع الناس على الصدقة حتى اجتمع عند النبي كومان من طعام وثياب، فتهلل وجهه وقال ( من سن ... } إلخ.
فهل يقول قائل: إن الصدقة لم تكن معروفة قبل أن يتصدق هذا الرجل؟!
===================
معذرة أخي الكريم، فما قصدتُ إلا البيان
كلامك صحيح على قاعدة أن التأسيس أولى من التوكيد
ولكن يمكن للمخالف أن يرجح باب التوكيد؛ كما قال تعالى: { لا تتخذوا إلهين اثنين }، فـ(إلهين) لا يمكن أن تعني غير (اثنين)، وكقول الشاعر: صداع الرأس ... فالصداع لا يكون إلا في الرأس، وهذا كثير في كلام العرب، وموجود في النصوص الشرعية كذلك.
وفقك الله وسدد خطاك
والنقل
لطفـــــــــــــا من هنــــــــــــــــا
ومن باب المدارسة :
لعل كلمة (سن) تعني كلا الابتدائين ( الابتداء المخترع والابتداء المتبع )
هذا عند العموم أما عند الخصوص فينفرد أحد المعنيين بها وذلك حسب المسألة المطروحة
فمثلا في حديث ( أول من سن القتل ) يتم تخصيص كلمة سن بمعنى الابتداء المخترع
لأنه فعلا أول من سن القتل ولم يسنه أحد قبله.
وفي حديث ( من سن سنة ...) يتم تخصيص كلمة سن بمعنى الابتداء المتبع
لأن سياق الحديث عن الصدقة وهي مسنونة من قبل.
وبهذا القول يتم اقفال الباب أمام أهل البدع من جانب ، ومن جانب آخر لعل النصوص الشرعية انتظمت .
والله أعلم حيث يكون.
====================
بنظرة واحدة إلى سبب ورود حديث (من سن ... ) يتضح لكل ذي عينين أنْ ليس فيه أدنى حجة لمن تمسك به في الابتداع!
فإن سبب وروده كما عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى الصدقة، فقام رجل فجاء بشيء في حجره، ثم تتابع الناس على الصدقة حتى اجتمع عند النبي كومان من طعام وثياب، فتهلل وجهه وقال ( من سن ... } إلخ.
فهل يقول قائل: إن الصدقة لم تكن معروفة قبل أن يتصدق هذا الرجل؟!
===================
معذرة أخي الكريم، فما قصدتُ إلا البيان
كلامك صحيح على قاعدة أن التأسيس أولى من التوكيد
ولكن يمكن للمخالف أن يرجح باب التوكيد؛ كما قال تعالى: { لا تتخذوا إلهين اثنين }، فـ(إلهين) لا يمكن أن تعني غير (اثنين)، وكقول الشاعر: صداع الرأس ... فالصداع لا يكون إلا في الرأس، وهذا كثير في كلام العرب، وموجود في النصوص الشرعية كذلك.
وفقك الله وسدد خطاك
والنقل
لطفـــــــــــــا من هنــــــــــــــــا