السلطات الإيرانية تعتقل قضاة ومسؤولين في الأمن والحرس الثوري متورطين في إقامة علاقات سرية مع فتيات في مؤسسة إصلاحية
خاص
لندن: علي نوري زاده
فيما يواصل الجناح اليميني المعارض للاصلاحات في ايران حملته الشاملة على الرئيس محمد خاتمي وأقرب مساعديه ومستشاريه بهدف ارغام الرئيس الاصلاحي على الانسحاب من معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري في يونيو (حزيران) المقبل، وفي الوقت الذي يتهم اقطاب المحافظين امثال مصباح يزدي واحمد جنتي ومحمد يزدي وعلي مشكيني، المفكرين والكتاب المؤيدين لاصلاحات خاتمي بالردة والسعي لافساد المجتمع بطرح قضايا سياسية واجتماعية للنقاش، مثل الديمقراطية وسيادة الشعب وحرية التعبير وضرورة التزام الاقلية برأي الاكثرية، كشف احد علماء الدين الايرانيين من مؤيدي الاصلاحات النقاب عن فضيحة هزت مدينة كرج (غرب طهران) مؤخرا رغم ان السلطة القضائية فرضت حظرا شاملا على نقل اي خبر حول الموضوع من قبل وسائل الاعلام. كما ان رجال الامن حذروا اهالي بلدة غولشهر المتصلة بمدينة كرج من مغبة التحدث مع الصحافيين، لا سيما ممثلي الصحف والوكالات الاجنبية، غير ان حافظ الشيرازي (الشاعر الايراني الكبير الذي عاش في القر الثامن الهجري) هو الوحيد الذي لم يسمع بعد بفضيحة غولشهر، حسبما هو متداول الآن في ايران. وفي حديث مع «الشرق الأوسط» شرح مصدر هذه المعلومات الذي طلب الاشارة اليه باسم حجة الاسلام موسوي، وهو ليس اسمه الحقيقي، قصة «مؤسسة رعاية شؤون البنات الهاربات» اي البنات اللواتي تركن البيوت العائلية اما بسبب تعرضهن للاغتصاب او لسوء المعاملة من قبل اقاربهن، او نتيجة لسوء الاحوال الاقتصادية للعائلة والادمان على المخدرات.
وقبل حوالي اربع سنوات وبمساعي بعض الناشطات في مجال حقوق المرأة مثل المحامية مهرانكيز كار التي أدانتها مؤخرا محكمة الثورة بسبب مشاركتها في ندوة برلين الشهيرة وحكمت عليها بالسجن اربع سنوات ونصف السنة رغم اصابتها بالسرطان، تم انشاء مؤسسة في شارع درختي ببلدة غولشهر بمدينة كرج لايجاد ملاذ آمن لبنات هاربات من البطش والظلم وبعض السجينات اللواتي لم يكن هناك ملاذ لهن بعد انتهاء فترة السجن. واستنادا الى «حجة الاسلام موسوي»، فان المؤسسة كانت في بداية انشائها مركزا نموذجيا من حيث الامكانيات المتوفرة فيها لاكثر من ثلاثمائة بنت تراوحت اعمارهن بين 12 و26 سنة. وبالاضافة الى معهد ومدرسة لتعليم البنات، ضمت المؤسسة ايضا مصحا لعلاج الامراض النفسية والادمان وصالة للرياضة ومسبحا كبيرا ومراكز للخياطة والفنون الجميلة والرسم والكومبيوتر. ووفقا للنظام المتبع في المؤسسة فان الفتاة التي تدخلها، لا يسمح لها بالمغادرة الا الى الجامعة او مكان العمل المضمون او الى بيت الزوجية. وقد تزوج العديد من الفتيات اثناء سنوات وجودهن في المؤسسة.
وافاد حجة الاسلام موسوي الذي عمل في السابق في محكمة الثورة بمدينة كرج، بانه تلقى قبل بضعة اشهر معلومات من احدى العاملات في المؤسسة كانت مثيرة للغاية، افادت بان بعض الفتيات كن يغادرن في الليل مبنى المؤسسة في سيارات حكومية وناقلات عسكرية تابعة للحرس الثوري وقوات الامن، ولا يعدن الا صباحا. كما تضمنت المعلومات اسماء بعض المسؤولين ممن استغلوا وضع هؤلاء الفتيات المشردات لارضاء نزواتهم.
وكشف موسوي عن ان الرئيس خاتمي علم بالامر عن طريق لجنة تحقيق رئاسية قامت بتحقيقات واسعة حول تصرفات مسؤولي المؤسسة. ورغم ان معظم الفتيات في المؤسسة امتنعن عن التعاون مع اللجنة بسبب الخوف فان اللجنة تمكنت في النهاية من نقل ثلاث من الفتيات الى مركز آمن بعد استكمال التحقيقات والتعرف على تفاصيل ما كان يدور في مؤسسة رعاية شؤون البنات الهاربات.
واستنادا الى موسوي الذي تحدث مع «الشرق الأوسط» هاتفيا من بيته بطهران، فان العشرات من مسؤولي المؤسسة ومحكمة الثورة بمدنية كرج التي كانت المؤسسة تخضع لاشرافها، فضلا عن بعض علماء الدين والتجار ومسؤول بارز في وزارة الامن، اعتقلوا بأمر من مرشد الثورة آية الله علي خامنئي بعد اطلاعه من خاتمي على ابعاد الفساد الدائر في المؤسسة. غير ان مرشد الثورة امر بفرض الكتمان بشكل كامل على الفضيحة وعدم الكشف عن اسماء علماء الدين المتورطين فيها حفاظا على سمعة علماء الدين الشيعة لا سيما اولئك الذين لهم ارتباط بالحوزة الدينية والمراكز الدينية الرسمية مثل منظمة الرعاية الاسلامية.
وعلمت «الشرق الأوسط» ان قائمة المعتقلين تشمل:
1 ـ حجة الاسلام منتظر مقدم رئيس محكمة الثورة بمدينة كرج واحد كبار القضاة ممن سبق ان ترأس محاكمات لعدد من الشخصيات الاصلاحية.
2 ـ نادري رئيس منظمة التفتيش العام في غرب طهران.
3 ـ حجة الاسلام حسين علي شكاري رئيس سجن رجائي شهر بمدينة كرج.
4 ـ خاكي وهو من مسؤولي وزارة الاستخبارات ورئيس مؤسسة رعاية شؤون البنات الهاربات.
5 ـ حجة الاسلام قلي زاده مدير مكتب رئيس المحاكم الثورية.
6 ـ علي رضا معتمد مدير مصانع سجون كرج.
7 ـ مسؤول سابق في السلطة القضائية باسم (ع ـ ر).
8 ـ نائب سابق لمدينة قزوين في البرلمان باسم (ب ـ ن).
9 ـ المساعد السياسي لرئيس مدينة طهران السابق (ع ـ ع).
واشار حجة الاسلام موسوي الى ان ضحايا شبكة الدعارة في المؤسسة التي كان يديرها رئيس محكمة الثورة بلغ عددهن 37 فتاة، وكانت اعمارهن لم تتجاوز بعد العشرين عاما، وبينهن فتاة عمرها 14 سنة، وكان يجري تزويجهن لبضع ساعات لمسؤولين كبار لا سيما في السلطة القضائية، ليلة بعد ليلة وفقا لـ«زواج المتعة».
وأوضح موسوي ان احدى الفتيات كانت مصابة بمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) مما تسبب في نقل فيروس المرض الى ثلاثة من الرجال الذين اقاموا علاقات غير شرعية معها. وهؤلاء الثلاثة ينتمون الى تنظيم متشدد معروف بمواقفه المناهضة لخاتمي والاصلاحيين.
وعلمت «الشرق الأوسط» ان اربعة من المتهمين الرئيسيين هم من اعضاء جمعية المؤتلفة الاسلامية اليمينية التي يرأسها حبيب الله عسكر اولادي، احد اقطاب الجبهة المعارضة لخاتمي والتيار الاصلاحي.
ومما يجدر ذكره ان هذه الجمعية شنت في الاسبوع الماضي حملة قاسية ضد خاتمي بسبب ما نشرته «الشرق الأوسط» يوم السبت الماضي حول شروط خاتمي للترشيح في الانتخابات. ونشرت الصحف التابعة للجمعية مثل «رسالت» و«شما» مقالات حول تقرير «الشرق الأوسط»، جاء في احدها في صحيفة «رسالت» ان «الشرق الأوسط» التي وصفتها بانها «تعكس مواقف الاصلاحيين، وهناك صلة بين بعض العناصر من (تيار خاتمي) معها، كشفت عن شروط خاتمي للترشيح في الانتخابات، وحسب هذه الشروط يبدو ان هناك مخططا لتنصيب خاتمي شاهاً بسلطات غير محدودة»!
جريدة الشرق الأوسط العدد 8097 وتاريخ : 3 ذو القعدة 1421هـ
خاص
لندن: علي نوري زاده
فيما يواصل الجناح اليميني المعارض للاصلاحات في ايران حملته الشاملة على الرئيس محمد خاتمي وأقرب مساعديه ومستشاريه بهدف ارغام الرئيس الاصلاحي على الانسحاب من معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري في يونيو (حزيران) المقبل، وفي الوقت الذي يتهم اقطاب المحافظين امثال مصباح يزدي واحمد جنتي ومحمد يزدي وعلي مشكيني، المفكرين والكتاب المؤيدين لاصلاحات خاتمي بالردة والسعي لافساد المجتمع بطرح قضايا سياسية واجتماعية للنقاش، مثل الديمقراطية وسيادة الشعب وحرية التعبير وضرورة التزام الاقلية برأي الاكثرية، كشف احد علماء الدين الايرانيين من مؤيدي الاصلاحات النقاب عن فضيحة هزت مدينة كرج (غرب طهران) مؤخرا رغم ان السلطة القضائية فرضت حظرا شاملا على نقل اي خبر حول الموضوع من قبل وسائل الاعلام. كما ان رجال الامن حذروا اهالي بلدة غولشهر المتصلة بمدينة كرج من مغبة التحدث مع الصحافيين، لا سيما ممثلي الصحف والوكالات الاجنبية، غير ان حافظ الشيرازي (الشاعر الايراني الكبير الذي عاش في القر الثامن الهجري) هو الوحيد الذي لم يسمع بعد بفضيحة غولشهر، حسبما هو متداول الآن في ايران. وفي حديث مع «الشرق الأوسط» شرح مصدر هذه المعلومات الذي طلب الاشارة اليه باسم حجة الاسلام موسوي، وهو ليس اسمه الحقيقي، قصة «مؤسسة رعاية شؤون البنات الهاربات» اي البنات اللواتي تركن البيوت العائلية اما بسبب تعرضهن للاغتصاب او لسوء المعاملة من قبل اقاربهن، او نتيجة لسوء الاحوال الاقتصادية للعائلة والادمان على المخدرات.
وقبل حوالي اربع سنوات وبمساعي بعض الناشطات في مجال حقوق المرأة مثل المحامية مهرانكيز كار التي أدانتها مؤخرا محكمة الثورة بسبب مشاركتها في ندوة برلين الشهيرة وحكمت عليها بالسجن اربع سنوات ونصف السنة رغم اصابتها بالسرطان، تم انشاء مؤسسة في شارع درختي ببلدة غولشهر بمدينة كرج لايجاد ملاذ آمن لبنات هاربات من البطش والظلم وبعض السجينات اللواتي لم يكن هناك ملاذ لهن بعد انتهاء فترة السجن. واستنادا الى «حجة الاسلام موسوي»، فان المؤسسة كانت في بداية انشائها مركزا نموذجيا من حيث الامكانيات المتوفرة فيها لاكثر من ثلاثمائة بنت تراوحت اعمارهن بين 12 و26 سنة. وبالاضافة الى معهد ومدرسة لتعليم البنات، ضمت المؤسسة ايضا مصحا لعلاج الامراض النفسية والادمان وصالة للرياضة ومسبحا كبيرا ومراكز للخياطة والفنون الجميلة والرسم والكومبيوتر. ووفقا للنظام المتبع في المؤسسة فان الفتاة التي تدخلها، لا يسمح لها بالمغادرة الا الى الجامعة او مكان العمل المضمون او الى بيت الزوجية. وقد تزوج العديد من الفتيات اثناء سنوات وجودهن في المؤسسة.
وافاد حجة الاسلام موسوي الذي عمل في السابق في محكمة الثورة بمدينة كرج، بانه تلقى قبل بضعة اشهر معلومات من احدى العاملات في المؤسسة كانت مثيرة للغاية، افادت بان بعض الفتيات كن يغادرن في الليل مبنى المؤسسة في سيارات حكومية وناقلات عسكرية تابعة للحرس الثوري وقوات الامن، ولا يعدن الا صباحا. كما تضمنت المعلومات اسماء بعض المسؤولين ممن استغلوا وضع هؤلاء الفتيات المشردات لارضاء نزواتهم.
وكشف موسوي عن ان الرئيس خاتمي علم بالامر عن طريق لجنة تحقيق رئاسية قامت بتحقيقات واسعة حول تصرفات مسؤولي المؤسسة. ورغم ان معظم الفتيات في المؤسسة امتنعن عن التعاون مع اللجنة بسبب الخوف فان اللجنة تمكنت في النهاية من نقل ثلاث من الفتيات الى مركز آمن بعد استكمال التحقيقات والتعرف على تفاصيل ما كان يدور في مؤسسة رعاية شؤون البنات الهاربات.
واستنادا الى موسوي الذي تحدث مع «الشرق الأوسط» هاتفيا من بيته بطهران، فان العشرات من مسؤولي المؤسسة ومحكمة الثورة بمدنية كرج التي كانت المؤسسة تخضع لاشرافها، فضلا عن بعض علماء الدين والتجار ومسؤول بارز في وزارة الامن، اعتقلوا بأمر من مرشد الثورة آية الله علي خامنئي بعد اطلاعه من خاتمي على ابعاد الفساد الدائر في المؤسسة. غير ان مرشد الثورة امر بفرض الكتمان بشكل كامل على الفضيحة وعدم الكشف عن اسماء علماء الدين المتورطين فيها حفاظا على سمعة علماء الدين الشيعة لا سيما اولئك الذين لهم ارتباط بالحوزة الدينية والمراكز الدينية الرسمية مثل منظمة الرعاية الاسلامية.
وعلمت «الشرق الأوسط» ان قائمة المعتقلين تشمل:
1 ـ حجة الاسلام منتظر مقدم رئيس محكمة الثورة بمدينة كرج واحد كبار القضاة ممن سبق ان ترأس محاكمات لعدد من الشخصيات الاصلاحية.
2 ـ نادري رئيس منظمة التفتيش العام في غرب طهران.
3 ـ حجة الاسلام حسين علي شكاري رئيس سجن رجائي شهر بمدينة كرج.
4 ـ خاكي وهو من مسؤولي وزارة الاستخبارات ورئيس مؤسسة رعاية شؤون البنات الهاربات.
5 ـ حجة الاسلام قلي زاده مدير مكتب رئيس المحاكم الثورية.
6 ـ علي رضا معتمد مدير مصانع سجون كرج.
7 ـ مسؤول سابق في السلطة القضائية باسم (ع ـ ر).
8 ـ نائب سابق لمدينة قزوين في البرلمان باسم (ب ـ ن).
9 ـ المساعد السياسي لرئيس مدينة طهران السابق (ع ـ ع).
واشار حجة الاسلام موسوي الى ان ضحايا شبكة الدعارة في المؤسسة التي كان يديرها رئيس محكمة الثورة بلغ عددهن 37 فتاة، وكانت اعمارهن لم تتجاوز بعد العشرين عاما، وبينهن فتاة عمرها 14 سنة، وكان يجري تزويجهن لبضع ساعات لمسؤولين كبار لا سيما في السلطة القضائية، ليلة بعد ليلة وفقا لـ«زواج المتعة».
وأوضح موسوي ان احدى الفتيات كانت مصابة بمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) مما تسبب في نقل فيروس المرض الى ثلاثة من الرجال الذين اقاموا علاقات غير شرعية معها. وهؤلاء الثلاثة ينتمون الى تنظيم متشدد معروف بمواقفه المناهضة لخاتمي والاصلاحيين.
وعلمت «الشرق الأوسط» ان اربعة من المتهمين الرئيسيين هم من اعضاء جمعية المؤتلفة الاسلامية اليمينية التي يرأسها حبيب الله عسكر اولادي، احد اقطاب الجبهة المعارضة لخاتمي والتيار الاصلاحي.
ومما يجدر ذكره ان هذه الجمعية شنت في الاسبوع الماضي حملة قاسية ضد خاتمي بسبب ما نشرته «الشرق الأوسط» يوم السبت الماضي حول شروط خاتمي للترشيح في الانتخابات. ونشرت الصحف التابعة للجمعية مثل «رسالت» و«شما» مقالات حول تقرير «الشرق الأوسط»، جاء في احدها في صحيفة «رسالت» ان «الشرق الأوسط» التي وصفتها بانها «تعكس مواقف الاصلاحيين، وهناك صلة بين بعض العناصر من (تيار خاتمي) معها، كشفت عن شروط خاتمي للترشيح في الانتخابات، وحسب هذه الشروط يبدو ان هناك مخططا لتنصيب خاتمي شاهاً بسلطات غير محدودة»!
جريدة الشرق الأوسط العدد 8097 وتاريخ : 3 ذو القعدة 1421هـ