قال الإمام عبد
الرحمن السعدي – رحمه الله تعالى- في شرح منظومته السير على الله والدار
الآخرة ص8 طبعة آل عمران للنشر
وهم الذين بنوا منازل سيرهم
بين
الرجا والخوف للديان
أي: ساروا في جميع أمورهم
مستصحبين وملازمين للخوف والرجاء, وذلك أن لهم نظراً- أي: نظراً على أنفسهم
وتقصيرهم في حقوق الله – يحدث لهم الخوف.
ونظراً إلى منن الله عليهم
وإحسانه إليهم: يحدث لهم الرجاء
وأيضاً ينظرون إلى صفات العظمة
والجلال والحكمة والعدل؛ فيخافون على أنفسهم من ترتب آثارها, وينظرون إلى صفات
الرحمة والجود والكرم والإحسان فيرجون ما تقتضيه.
فإن فعلوا الحسنة: جمعوا بين
الخوف والرجاء, فيرجون قبولها ويخافون ردها.
وإن عملوا السيئة: خافوا من
عقابها, ورجوا مغفرتها بفضل الله.
فهم بين الخوف والرجاء
يترددون, إليهما دائماً يفزعون, ومنهما في أمر سيرهم مترددون فأولئك الذين أحرزوا
قصب السبق, وأولئك هم المفلحون.