فتويان سلفيتان لفضح مذهب الصوفية و دكِّ أصوله البدعية (مهم)
الفتوى الأولى :
الرد على الصوفية في زعمهم أنهم لا يعبدون الله خوفًا من ناره ولا شوقًا إلى جنته و إنما يعبدونه محبة فقط!!
السؤال : فضيلة الشيخ / ـ حفظه الله ـ آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : وصلني سؤال من أحد الشباب مضمونة : يقول أهل العلم إنه يجب الإخلاص في الحب لله وعدم حب ما سواه و إنه ينبغي أن يعبد الله لا خوفا من ناره ولا شوقا لجنته فهل حب الإنسان للجنة والحور العين و البساتين يجعله ناقص الحب لله وهل يلام على ذلك . أي هل يتعارض حب الإنسان للجنة و الحور و ما فيهما من النعيم مع الإخلاص في حب الله وكيف يكون حب الله هذا مضمون سؤاله أرجوا الإجابة عليه بالتفصيل ولكم خالص تحياتي ؟
ـ الجواب : الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : هذا الكلام فيه خلط ومزج بين الحق و الباطل فالإخلاص لله في المحبة فرض كغيرها من العبادات امتثالا لقوله تعالى : { قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه } وقوله : { ألا لله الدين الخالص } وقوله : { فادعوا الله مخلصين له الدين } .
أما قوله وعدم حب ما سواه فهذا كلام باطل فإن الله لم يكلف أحدا من عباده بعدم حب ما سواه لأن هذا شيء لا يستطاع والله لا يكلف عباده بما لا يستطعون . و لأن هذا يتنافى مع الشرع . فأما الشرع فإن الله أثبت في كتابه المحبة من بعض العباد لبعضهم ممن يظنون أنهم على دينهم مع إثبات الإيمان لهم .
فقال في وصف المنافقين : { ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله و إذا لقوكم قالوا آمنا و إذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } ففي هذه الآية إخبار عن المحبة المؤمنين للمنافقين حيث ظنوا أنهم عل دينهم مع أنه أثبت الإيمان لهم بقوله { وتؤمنون بالكتاب كله } .
وفي آية أخرى أثبت المودة بين الزوجين فقال : { وجعل بينكم مودة ورحمة } و أما العقل فإنه لا يعقل أن الإنسان لا يحب ولده ووالده وقرابته فلابد أن الإنسان يحب أولاده ويحب والديه ويحب قرابته و أصدقاءه ولكن مما ينبغي أن نعلم أن الحب ينقسم إلى أقسام :
أولا : حب الله جلا وعلا وهو حب ممزوج بالخوف والتعظيم و الإجلال، فالله يجب أن يحب أكثر من كل محبوب لأنّه هو الخالق الرازق المنعم المتفضل على عباده بجميع النعم ولما له من الكمالات التي تضمنتها أسمائه الحسنى وصفاته العليا التي لا يشبهه فيها أحد ولا يقاربه فيها أحد ويجب أن يخاف منه لأن نفوسنا بيده وقلبنا بين أصابعه وهو الذي يملك حياتنا وموتنا وإسعادنا و إشقاءنا و إغناءنا وفقرنا وتمليكنا وسلبنا ودنيانا و آخرتنا بل يملك الكون كله لذلك فإن محبته يجب أن تكون محبة خشية و إجلال وتعظيم فمن صرف هذه المحبة لغيره فهو مشرك شركا أكبر مخلدا صاحبه في النار ولهذا قال : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } .
فأخبر في هذه الآية أن المشركين أحبوا أندادهم ومعبودهم كحب الله أي محبة خوف ورجاء وتعظيم بل قد بلغ حب المشركين لأندادهم ومعبودهم أنهم أحبوهم أكثر من حب الله وخوفهم لأندادهم أكثر من خوفهم من الله عز وجل وذلك أن بعضهم إذا اتهم بشيء وطلب منه أن يحلف يمين براءة فإنه يحلف بالله وإن كان فاجرا ويخاف أن يحلف بالولي إذا كان فاجرا .
وهناك قسم ثان من المحبة وهي محبة المحسن فهي تكون محبة إجلال واحترام وتوقير لا خوف فيه و أحق الناس بهذه المحبة بعد الله هو الرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أحسن إلينا بأن دلنا على ما يحب الله ويرضى و أمرنا به وحثنا عليه ونهانا عن كل شيء فيه شر وحذرنا منه و أحق الناس بهذه المحبة بعد الرسول الله صلى الله عليه وسلم الوالدان لما لهما من الإحسان إليك والحرص على ما يصلحك وهذه المحبة من محبة العاطفة التي جبل عليها الإنسان، وكذلك أيضا محبة الولد والزوجة هي محبة عاطفة ومحبة رحمة وحنان ومودة كما قال تعالى عن الزوجين { وجعل بينكم مودة ورحمة } و أخيرًا فإن التعبير بعدم محبة ما سواه تعبير باطل فإن الله لم يحرم محبة ما سواه ولكن حرم أن يحب أحد كمحبة وبالله التوفيق .
و أما قوله و أنه ينبغي أن يعبد الله لا خوفا من ناره ولا شوقا إلى جنته فهذه العبارة من عبارات الصوفية وتنسب هذه العبارة إلى رابعة العدوية و أخذها الصوفية من بعدها بدون تعقل فمن زعم أنه يعبد الله حبا له فقط لا يعبده خوفا من ناره ولا شوقا إلى جنته فقد زعم أنه خير من الأنبياء الذين وصفهم الله بقوله : { إنهم كانوا يدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } وقال عن إبراهيم خليله عليه السلام .{ واجعلني من ورثة حنة النعيم واغفر لأبي إنه كان من الضالين . ولا تخزني يوم يبعثون . يوم لا ينفع مال ولا بنون . إلا من أتى الله بقلب سليم } , فهذا نبي الله وخليله , و أحد الذين اصطفاهم من خلقه يسأل الله أن يجعله من ورثة جنة النعيم و أن يعيذه من خزي يوم القيامة .
فمن زعم أنه لا يعبد الله طمعا في جنته ولا خوفا من عذابه فقد زعم أنه أفضل من الأنبياء لذلك فهو كاذب في هذا الزعم فما من أحد من الناس إلا وهو يحب الجنة ويخاف من النار , إلا أن يكون لا يؤمن بهما، ولكن الغرور و الادعاءات الباطلة استحوذت عليهم , فمن ذا الذي لا يخاف من النار وهو بشر مخلوق من لحم ودم وجلد وعصب وعظام ؟!
الرد على الصوفية في زعمهم أنهم لا يعبدون الله خوفًا من ناره ولا شوقًا إلى جنته و إنما يعبدونه محبة فقط!!
السؤال : فضيلة الشيخ / ـ حفظه الله ـ آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : وصلني سؤال من أحد الشباب مضمونة : يقول أهل العلم إنه يجب الإخلاص في الحب لله وعدم حب ما سواه و إنه ينبغي أن يعبد الله لا خوفا من ناره ولا شوقا لجنته فهل حب الإنسان للجنة والحور العين و البساتين يجعله ناقص الحب لله وهل يلام على ذلك . أي هل يتعارض حب الإنسان للجنة و الحور و ما فيهما من النعيم مع الإخلاص في حب الله وكيف يكون حب الله هذا مضمون سؤاله أرجوا الإجابة عليه بالتفصيل ولكم خالص تحياتي ؟
ـ الجواب : الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : هذا الكلام فيه خلط ومزج بين الحق و الباطل فالإخلاص لله في المحبة فرض كغيرها من العبادات امتثالا لقوله تعالى : { قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه } وقوله : { ألا لله الدين الخالص } وقوله : { فادعوا الله مخلصين له الدين } .
أما قوله وعدم حب ما سواه فهذا كلام باطل فإن الله لم يكلف أحدا من عباده بعدم حب ما سواه لأن هذا شيء لا يستطاع والله لا يكلف عباده بما لا يستطعون . و لأن هذا يتنافى مع الشرع . فأما الشرع فإن الله أثبت في كتابه المحبة من بعض العباد لبعضهم ممن يظنون أنهم على دينهم مع إثبات الإيمان لهم .
فقال في وصف المنافقين : { ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله و إذا لقوكم قالوا آمنا و إذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } ففي هذه الآية إخبار عن المحبة المؤمنين للمنافقين حيث ظنوا أنهم عل دينهم مع أنه أثبت الإيمان لهم بقوله { وتؤمنون بالكتاب كله } .
وفي آية أخرى أثبت المودة بين الزوجين فقال : { وجعل بينكم مودة ورحمة } و أما العقل فإنه لا يعقل أن الإنسان لا يحب ولده ووالده وقرابته فلابد أن الإنسان يحب أولاده ويحب والديه ويحب قرابته و أصدقاءه ولكن مما ينبغي أن نعلم أن الحب ينقسم إلى أقسام :
أولا : حب الله جلا وعلا وهو حب ممزوج بالخوف والتعظيم و الإجلال، فالله يجب أن يحب أكثر من كل محبوب لأنّه هو الخالق الرازق المنعم المتفضل على عباده بجميع النعم ولما له من الكمالات التي تضمنتها أسمائه الحسنى وصفاته العليا التي لا يشبهه فيها أحد ولا يقاربه فيها أحد ويجب أن يخاف منه لأن نفوسنا بيده وقلبنا بين أصابعه وهو الذي يملك حياتنا وموتنا وإسعادنا و إشقاءنا و إغناءنا وفقرنا وتمليكنا وسلبنا ودنيانا و آخرتنا بل يملك الكون كله لذلك فإن محبته يجب أن تكون محبة خشية و إجلال وتعظيم فمن صرف هذه المحبة لغيره فهو مشرك شركا أكبر مخلدا صاحبه في النار ولهذا قال : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } .
فأخبر في هذه الآية أن المشركين أحبوا أندادهم ومعبودهم كحب الله أي محبة خوف ورجاء وتعظيم بل قد بلغ حب المشركين لأندادهم ومعبودهم أنهم أحبوهم أكثر من حب الله وخوفهم لأندادهم أكثر من خوفهم من الله عز وجل وذلك أن بعضهم إذا اتهم بشيء وطلب منه أن يحلف يمين براءة فإنه يحلف بالله وإن كان فاجرا ويخاف أن يحلف بالولي إذا كان فاجرا .
وهناك قسم ثان من المحبة وهي محبة المحسن فهي تكون محبة إجلال واحترام وتوقير لا خوف فيه و أحق الناس بهذه المحبة بعد الله هو الرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أحسن إلينا بأن دلنا على ما يحب الله ويرضى و أمرنا به وحثنا عليه ونهانا عن كل شيء فيه شر وحذرنا منه و أحق الناس بهذه المحبة بعد الرسول الله صلى الله عليه وسلم الوالدان لما لهما من الإحسان إليك والحرص على ما يصلحك وهذه المحبة من محبة العاطفة التي جبل عليها الإنسان، وكذلك أيضا محبة الولد والزوجة هي محبة عاطفة ومحبة رحمة وحنان ومودة كما قال تعالى عن الزوجين { وجعل بينكم مودة ورحمة } و أخيرًا فإن التعبير بعدم محبة ما سواه تعبير باطل فإن الله لم يحرم محبة ما سواه ولكن حرم أن يحب أحد كمحبة وبالله التوفيق .
و أما قوله و أنه ينبغي أن يعبد الله لا خوفا من ناره ولا شوقا إلى جنته فهذه العبارة من عبارات الصوفية وتنسب هذه العبارة إلى رابعة العدوية و أخذها الصوفية من بعدها بدون تعقل فمن زعم أنه يعبد الله حبا له فقط لا يعبده خوفا من ناره ولا شوقا إلى جنته فقد زعم أنه خير من الأنبياء الذين وصفهم الله بقوله : { إنهم كانوا يدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } وقال عن إبراهيم خليله عليه السلام .{ واجعلني من ورثة حنة النعيم واغفر لأبي إنه كان من الضالين . ولا تخزني يوم يبعثون . يوم لا ينفع مال ولا بنون . إلا من أتى الله بقلب سليم } , فهذا نبي الله وخليله , و أحد الذين اصطفاهم من خلقه يسأل الله أن يجعله من ورثة جنة النعيم و أن يعيذه من خزي يوم القيامة .
فمن زعم أنه لا يعبد الله طمعا في جنته ولا خوفا من عذابه فقد زعم أنه أفضل من الأنبياء لذلك فهو كاذب في هذا الزعم فما من أحد من الناس إلا وهو يحب الجنة ويخاف من النار , إلا أن يكون لا يؤمن بهما، ولكن الغرور و الادعاءات الباطلة استحوذت عليهم , فمن ذا الذي لا يخاف من النار وهو بشر مخلوق من لحم ودم وجلد وعصب وعظام ؟!
لو عرض على نار الدنيا لخافها فكيف إذا كانت نار جهنم التي ضوعفت حرارتها على نار الدنيا بتسعة وستين ضعفا كلهن مثل حرها , نار وقودها الناس والحجارة !!
فمن ادعى أنه لا يخاف من نار تذيب الصخور فهو إما مجنون أو كاذب أو مكذب .
و أخيرا
إنه ليؤسفني أن أفكار الصوفية تنتشر بين الشباب , وما ذلك إلا بسبب اعتناق بعضهم لبعض الدّعوات التي يفتخر أصحابها بالانتماء إلى النحلة الصوفية .
عباد الله إن الصوفية سم زعاف تقدم للشباب في شربة من عسل بدءا بالأناشيد , والأوراد , و الكرامات , ونهاية بوحدة الوجود التي تنتهي إليها كل الصوفية , فاحذروا من قبول شيء من بدعهم فإنها سم قاتل .
وبالله التوفيق .
أحمد بن يحيى النجمي
[فتح الرب الودود ج1 ص 3].