49 سؤال مع الجواب في المنهج للشيخ احمد بن يحيى النجمي- رحمه الله -لمن اراد الحق
هذه بعض الفتاوى التي قام الأخ حسن بن محمد بن منصور الدغريري مما أجاب عليها شيخنا الفاضل أحمد بن يحيى النجمي _رحمه الله _ والتي أجاب عنها فضيلته إما خطيا بيده، أو إملاء، أو أجاب عنها إلقاء في أشرطته؛ عن طريق إجراء اللقاءات الخاصة التي حصلت معه في بيته، أو في مسجده أو كانت الفتاوى من خلال المحاضرات، والندوات العامة.
السؤال 1 : ماهي السلفية ومن زعيمهم؟
الجواب : هي نسبة إلى السلف ، والسلف هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان من أهل القرون الثلاثة المفضلة فمن بعدهم . هذه هي السلفية ، والانتماء إليها معناه هو الانتماء إلى ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى طريقة أهل الحديث ، وأهل الحديث هم أصحاب المنهج السلفي الذين يسيرون عليه ، فالسلفية عقيدة في أسماء الله وصفاته ، عقيدة في القدر ، عقيدة في الصحابة ، وهكذا فالسلف يؤمنون بالله عز وجل ، وبأسمائه الحسنى وصفاته العلا التي وصف الله نفسه بها ، ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم ، يؤمنون بها على الوجه اللائق بجلال الله سبحانه وتعالى من غير تحريف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تأويل ، ويؤمنون بالقدر خيره وشره ، وأنه لا يتم إيمان عبد حتى يؤمن بالقدر الذي قدره الله سبحانه
وتعالى على عباده ، والله جل وعلى يقول :{ إنا كل شيء خلقناه بقدر } [القمر: 49] أما في الصحابة ، فمعنى ذلك هو الإيمان بأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب الترضي عنهم واعتقاد عدالتهم ، وأنهم خير الأمم وخير القرون ، واعتقاد أنهم عدول كلهم بخلاف ما تعتقده الشيعة والخوارج ؛ الذين يكفرون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعرفون لهم حقهم.
وليس للسلفية زعيم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو إمام السلفية وقدوتهم ، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتهم . والأساس في ذلك والأصل فيه؛ قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة ؛ كلها في
النار إلا واحدة )) قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال : (( هم الذين على مثل ما أنا عليه وأصحابي )) وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه الذي وصف خطبة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أوصاهم بعد ذلك بتقوى الله فقال : (( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي ))ثم أمر باتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وقال
:(( عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)) .
السؤال 2 : هل هناك سلفية قديمة وسلفية جديدة أم أنها سلفية واحدة ؟
الجواب : السلفية هي سلفية واحدة ، ومن يزعم بأن هناك سلفية قديمة وسلفية جديدة ، فقد كذب إذا تأملنا عقيدة السلف ؛ من عصر الصحابة إلى يومنا هذا ؛ نجدها عقيدة واحدة ؛ لا يختلفون فيها وإن اختلفوا في الأحكام الفرعية التي ليست من الأصول والعقائد ، فإنهم يختلفون في هذا ، ولا يعيب أحد على أحد ، وهذه هي طريقة الصحابة رضوان الله عليهم ؛ أما العقائد فمنهجهم فيها واحد من عصر الصحابة إلى الآن .
3 السؤال: هل من منهج السلف الموازنة بين الحسنات والسيئات في مقام النصيحة أم لا ؟
الجواب : هذا ليس من منهج السلف ، ولم يقل به أحد إلا في زمننا هذا ؛ قال به الإخوانيون واتباع الإخوانيون ؛ قالوا : لا بد من
الموازنة بين الحسنات والسيئات . وهذا باطل ليس له أساس من الحق ولا أساس من الكتاب ، ولا أساس من السنة ، ولم يعمل به أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من السلف الصالحين ؛ والنبي صلى الله عليه
وسلم كما هو معروف لما استشارته فاطمة بنت قيس تكلم في معاوية وأبي جهم وقال (( أما معاوية فصعلوك لا مال له ، وأما أبو جهم فضراب للنساء )) ولم يذكر من حسناتهم شيئا، وهكذا ذا أردنا استعراض هذه الأدلة نجدها موجودة في كتاب جمعه فضيلة الشيخ السلفي ربيع ابن هادي المدخلي حفظه الله والرد على القائلين بهذا المنهج .
السؤال 4 : ما رأيكم فيمن يقولون لا ينبغي للعلماء أن يرد بعضهم على بعض في هذا الوقت؛ لأن هذا يقوي شوكة الأعداء، ويشق الصف؟
الجواب : هذا قول باطل، وادعاء ممقوت؛ يقصد به تعطيل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ويقصد به إلغاء بيان الحق، والأصل في هذا أن حسن البنا غفر الله لنا وله قال : ( إن على المسلمين جميعا كلهم مسلمون قبلتهم واحدة وقرانهم واحد ونبيهم واحد إذا فلا تفريق ). ومن اجل ذلك كان يجمع السلفي والصوفي و الشيعي والمعتزلي ويقول :( كلهم مسلمون ) وهذا بناء منه على القاعدة التي قعدها حيث يقول : ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) وهذه القاعدة قاعدة باطلة ؛ قد رد عليها العلماء وبينوا ما فيها من خلل .
السؤال 5 : هل ورد في الكتاب أو السنة الإنكار العلني على الولاة من فوق المنابر؟
الجواب : الحقيقة أن الإنكار العلني على الولاة أمر محدث ، ولم يكن من أصول السنة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( ألا من ولي عليه وال ، فرآه يأتي شيئا من معصية الله ، فليكره ما يأتي ولا ينزعن يدا من طاعة )) ، وهكذا يقول نبي الهدى صلى الله عليه وسلم إذا فلا يجوز الإنكار العلني على المنابر ؛ لأن الإضرار التي تترتب عليه أكثر من فائدته، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بالنصيحة لعامة المسلمين ولخاصتهم ، فقال كما في حديث تميم الداري رضي الله عنه : (( الدين النصيحة ؛ الدين النصيحة؛ الدين النصيحة )) قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال: (( لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم)) لكن النصيحة لأئمة المسلمين
بأي صورة تكون، ينبغي أن تكون بصفة سرية ؛ وقد قال أسامة بن زيد رضي الله عنه لما قيل له ألا تكلم عثمان رضي الله عنه ، فقال:( أتضنون أني لا أكلمه إلا أن أسمعكم) يعني أني أكلمه سرا . إذا الأصل هكذا في السنة ، ومن يقفعلى المنبر ويقول : رسالة إلى الملك الفلاني ، أو إلى الوزير الفلاني أو ما أشبه ذلك ، فهو مخطئ بل يجب عليه إن كان يرى شيئا من المنكر؛ يجب عليه أن يرسل نصيحة سرية، فإن قبلت فليحمد الله سبحانه وتعالى على ذلك ، وإن لم تقبل فليعلم أن ذمته قد برئت ، وليس عليه شيء بعد هذا
السؤال 6 : بعض طلاب العلم وجه نقده إلى فئة من الدعاة؛ الذين أخطئوا في المنهج ، فهل تعتبر هذه غيبة لهم أم لا ؟
الجواب : الدعوة يجب أن تكون على الطريقة التي حددها الله عز وجل لأنبيائه؛ حيث يقول : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}[ النحل 36] وحددها أيضا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو خاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليه فقال : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين }[يوسف:108] إذا فمن أتى بمنهج يخالف منهج الرسول ، وطريقة تخالف طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يجب على العلماء أن يبينوا هذه
المخالفات ، وأن يبينوا هذه الأغلاط والملاحظات ، ومن لم يبين وهو يعلم ذلك فإنه يكون آثما؛ اللهم إلا إذا حصل البيان بفئة كافية، فالأمر في هذا فرض كفائي إذا قام به البعض سقط الوجوب عن الآخرين ؛ أما إذا كان من يقوم بالبيان يحتاج إلى معاضدة ومناصرة، فإنه يجب على الجميع معاضدته ومناصرته ، ومن يزعم بأنه لا يجوز الكلام في هؤلاء؛ الذين جعلوا منهجا يخالف منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقة تخالف طريقته، من يزعم هذا فإنه مبطل ، ويقصد بذلك إبطال الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان الحق والتعاون على البر والتقوى ، وإن لم يكن قاصدا لهذا ، فهو قد قلد من قصده ، وكان مغررا به، ويجب عليه أن يعود إلى الحق ، وأن يترك ما هو عليه من القول بعدم جواز الإنكار على من أخطأ في المناهج ؛ أو في الطريقة التي هي طريقة شرعية في الدعوة .
السؤال 7 : ما رأيكم في بعض الاخوة الذين يصفون كتاب (( القطبية هي الفتنة فاعرفوها )) لفضيلة الشيخ أبى عبدالله ابن إبراهيم سلطان العدناني ، و (( مدارك النظر في السياسة بين التطبيقات الشرعية والانفعالات الحماسية )) لفضيلة الشيخ عبد المالك بن احمد بن المبارك الرمضاني الجزائري ، وكتاب (( الإرهاب وآثاره على الأفراد والأمم )) لفضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي بأنها كتب فتنة وكتب تنهش في أعراض العلماء والدعاة؟
الجواب : الذين يقولون هذا القول كلامهم باطل ، بل إن هذه الكتب تنبه على أخطاء ، ويجب على الجميع التنبيه على هذه الأخطاء،
والتحذير منها ، ولا نستطيع أن نحذر من هذه الأخطاء ؛ إلا إذا قرأنا الكتب التي ترد ؛ سواء كانت هذه الكتب أو غيرها . إذا فهؤلاء الذين يقولون هذا القول ؛ قولهم باطل وهم مبطلون في زعمهم هذا .
8السؤال : ما نصيحتكم يا شيخ لمن قام بإحراق هذه الكتب أي كتاب((القطبية)) و((مدارك النظر)) و((الإرهاب)) على زعمهم السابق؟
الجواب : الإحراق للكتب التي تبين الحق ، وتأمر باتباعه ، وتدحض الباطل ، وتأمر باجتنابه؛ من فعل ذلك، فإنه داخل فيمن يصد عن سبيل الله عز وجل عن هذا العمل عندما يقف بين يديه عاريا ليس له إلا ما قدم من خير أو شر. إن هذا الصنيع صنيع المبطلين ، وصنيع الضالين ، أيجعلون هذه الكتب ؛ كشمس المعارف ، وغيرها من كتب السحر، والشعوذة؟!! لا . إن هذا قول باطل ، وزعم باطل، وادعاء باطل ، ويجب على من يقول هذا أن يتقي الله، وليعلم انه بفعله هذا يصد عن سبيل الله سبحانه وتعالى ، ويعد من المفسدين في الأرض، والله سبحانه وتعالى يقول: { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} [الأعراف:85،56]ويقول: { إن الله ل أيحب المفسدين} [القصص:77].
السؤال 9 : بعض الشباب يطعن في صحة البيان الموجه حول تجاوزات سلمان العودة , وسفر الحوالي ويقولون بعدم صحة نسبته
إلى هيئة كبار العلماء , وإنما هو مفترى عليهم من قبل الحكومة , فهل هذا الزعم صحيح أم انه على خلاف ذلك ؟
الجواب : هذه مزاعم مفروضة على هؤلاء الحزبيين من كبارهم , وإلا فبإمكانهم أن يذهبوا إلى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز , ويسألوه عن هذا أو يكتبوا لبعض هيئة كبار العلماء , فهم موجودون ثم أن الحزبيين يريدون بهذا القدح في الدولة , وأن الدولة متشهية لسجن العلماء بدون خطإ تمنعهم عنه وهذا كذب ممن ادعاه , والدولة والحمد لله دولة عادلة , ولم تسجنهم بمجرد
ما حكي عنهم حتى جعلت هيئة كبار العلماء عرضوا عليهم , وناظروهم , وطلبوا منهم أن يتراجعوا عن صنيعهم هذا فأبوا وعند ذلك قررت هيئة كبار العلماء الإبقاء عليهم , ومنعهم من الكلام صيانة للمجتمع , هذا هو نص البيان . إذا فهؤلاء الذين يقولون هذا الكلام ؛ كلامهم هذا يبين منه الطعن على الدولة والطعن على هيئة كبار العلماء , وهذا والله لا يجوز لهم ؛ بل حرام عليهم أن يفعلوه ؛ ولو كان هذا مدسوساً على هيئة كبار العلماء , فإنه لا يمكن أن يسكتوا عليه علماً بأنه موجه من الشيخ عبدالعزيز بن باز ؛ مبلغاً عن هيئة كبار العلماء جميعاً , وعليه ختمه ؛ إلى وزير الداخلية.
السؤال 10 : ما رأيكم في الذي يقول أنا لا أعترف بهذا البيان المذكور آنفاً ؟
الجواب : إذاً الذي يقول لا أعترف به ؛ من لازم قوله هذا ؛ أنه لا يعترف بالدولة ولا بهيئة كبار العلماء ,
وينبغي أن مثل هذا إذا عرف يؤدب , ويعزر ؛ لأنه داعية ضلال
هذا ملف جمع الفتاوى التسع والأربعين،
فإليكم الخير فانهلوا.
49 سؤالاً وجواباً في المنهج.zip |
منقول من سحاب السلفية