بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد :
فإن لزوم طريقة السلف والبعد عن طريقة الخلف هي السبب في رفعة الناس في الدنيا والآخرة ومن السعادة أن يكون الرجل سنياً أثرياً فيكون ممن عبد الله على مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم .
وبقدر إنحراف الرجل عن هذه الجادة فأنه يسقط من عين الله ومن ثم من أعين عباده والأدهى والأمر من ذلك أن ينكر ما كان يعرف من الحق ويعرف ما كان ينكر من باطل فهذا ممن طبع الله على قلبه ( أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (النحل:108). بل ومن الشقاء أن يقع في تزيين الباطل بإيراد من وقع في ذلك الباطل من أهل
الحق باجتهاد وقع لهم أو زلة زلوا بها فيجمع لأهل الباطل ما لم يستطيعوا أن يجمعوه فخسر الدنيا والآخرة والعياذ بالله ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) (الحج:11)
ومن هذا النوع والصنف [( وهو من أبرز الأمثلة على من كان سنياً ثم خالف الحق فخرج من دائرة السنة ولم يعصمه كونه كان سنياً بأن يحكم عليه العلماء بالبدعة ومخالفة السنة)] الحسين بن على الكرابيسي البغدادي فإنه كان في أول أمره يظهر السنة ويذب عن الإمام أحمد كما قال الحافظ ابن رجب في كتابه شرح العلل كما سيأتي نصه .
ونحن بأذن الله سوف ننقل أقوال العلماء في حسينٍ هذا ليعلم فضل التمسك بالحق والسنة وأن ذلك سبب الرفعة في الدنيا والآخرة وذم إتباع الهوى والبدعة وأن ذلك سبب الذل في الدنيا والآخرة .
قال القاضي ابن أبي يعلى الحنبلي في الطبقات 40/1 :
(( وقال أبو طالب : أخبروني عن الكرابيسي أنه ذكر عنده قول الله تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: من الآية3) قال : لو أكمل لنا ديننا ما كان هذا الاختلاف . فقال – يعني أحمد بن حنبل – هذا الكفر صراحاً) )).
وقال أيضاَ في الطبقات 41/1 :
(( قال – أحمد بن أبي بكر : سألت أبا عبد الله عن حسين الكرابيسي ؟ فقال : جهمي)) .
وقال أيضاً في الطبقات 414/ :
(( عن يعقوب الدورقي قال : سألت أحمد بن حنبل عن أبي ثور ، وحسين الكرابيسي ؟ فقال : متى كان هؤلاء من أهل الحديث ؟ متى كان هؤلاء يضعون للناس الكتب ؟)) .
وقال أيضاً في الطبقات 62/1 :
(( قال المروذي : قلت لأبي عبد الله : إن الكرابيسي يقول : من لم يقل لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر . فقال بل هو الكافر. وقال : ثار بشر المريسي وخلفه حسين الكرابيسي وقال لي : هذا قد تجهم وأظهر الجهمية ينبغي أن يحذر عنه وعن كل من اتبعه)) .
وقال أيضاً في الطبقات 75/1:
(( وقال أبو الحارث : سمعت أبا عبد الله يقول : من أحب الكلام لم يخرج من قلبه . وقال : وسمعته وسئل عن الحسين الكرابيسي . فقيل له : إنه يقول : لفظي بالقرآن مخلوق . فقال : هذا قول جهم.) قال الله تعال ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ)(التوبة: من الآية6) فممن يسمع كلام الله ؟ أهلكهم الله .
وقال أيضاً في الطبقات 109/1 :
(( وقال إسحاق : سمعت أبا عبد الله يقول : أخزى الله الكرابيسي ، لا يجالس ولا يكلم ، ولا تكتب كتبه ولا يجالس من يجالسه))
وقال أيضاً في الطبقات 172/1 :
(( قال شاهين بن السميدع : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول : الحسين الكرابيسي عندنا كافر)) .
وقال أيضاً في الطبقات 255/ :
(( وقال الفضل بن نوح : قلت : لأحمد : أريد الخروج للثغر ، وإني أسأل عن هذين الرجلين : عن الكرابيسي ، وأبي ثور ؟ فقال : أحذرهما)) .
وقال أيضاً في الطبقات 288/1:
(( وقال محمد بن الحسن بن هرون بن بدينا . سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه ، فقلت له : يا ابا عبد الله ، أنا رجل من أهل الموصل والغالب على أهل بلدنا الجهمية . ومنهم أهل سنة نفر يسير يحبونك . وقد وقعت مسألة الكرابيسي ففتنهم قول الكرابيسي : لفظي بالقرآن مخلوق . فقال أبو عبد الله : إياك ، وإياك وهذا الكرابيسي ، لا تكلمه ، ولا تكلم من
يكلمه – أربع مراراً أو خمساً – إلا أن في كتابي أربعاً ، فقلت : يا أبا عبد الله ، فهذا القول عندك ، وما شاعت منه ، يرجع إلى قول جهم . قال : هذا كله من قول جهم))
وقال الذهبي في السير 82/12 :
(( قال ابن عدي : سمعت محمد بن عبد الله الصيرفي الشافعي يقول لتلامذته : اعتبروا بالكرابيسي ، وبابي ثور ، فالحسين في علمه وحفظه لا يعشره أبو ثور ، فتكلم فيه أحمد بن حنبل في باب مسألة اللفظ ، فسقط وأثنى على أبي ثور ، فارتفع للزومه للسنة))) .
ذكر الحافظ بن رجب الحنبلي في كتابه شرح علل الترمذي [ طبعة صبحي السامرائي ] 412 .:
(فصل – قد ذكرنا في كتاب العلم – فضل علم علل الحديث وشرفه وعزته وقلة أهله المحققين به من بين الحفاظ والمحدثين )
( ثم ذكر كلام ثم قال " ( وقد تسلط كثير ممن يطعن في أهل الحديث عليهمبذكر شيء من هذه العلل ، وكان مقصوده بذلك الطعن في الحديث جملة والتشكيك فيه أو الطعن في غير حديث أهل الحجاز ، كما فعله حسين الكرابيسي في كتابه
الذي سماه بكتاب المدلسين وقد ذكر كتابه هذا الإمام أحمد فذمه ذماً شديداً ، وأنكره عليه أبو ثور وغيره من العلماء .)
( قال المروزي : مضيت إلى الكرابيسي وهو إذ ذاك مستور يذب عن السنة ويظهر نصرة أبي عبد الله فقلت له : إن كتاب المدلسين يريدون أن يعرضوه على أبي عبد الله ، فأظهر أنك ندمت حتى أخبر أبا عبد الله فقال لي
: إن ابا عبد الله رجل صالح ، ومثله يوفق لإصابة الحق ، وقد رضيت أن يعرض كتابي عليه . وقال : سألني أبو ثور وابن عقيل وحبيش أن اضرب على هذا الكتاب فأبيت عليهم وقلت : بل أزيد فيه ، ولج في ذلك وأبى أن يرجع عنه ،
فجيء بالكتاب إلى أبي عبد الله وهو لا يدري من وضع الكتاب ، وكان في الكتاب الطعن في الأعمش ، والنصرة للحسن بن صالح [ وكان من الخوارج القعدة ] ، وكان في الكتاب – إن قلتم إن الحسن بن صالح كان يرى رأي الخوارج ، فهذا ابن الزبير قد خرج ، فلما قرئ على أبي عبد الله قال : هذا قد جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجوا به ، حذروا عن هذا ، ونهى عنه ، وقد
تسلط بهذا الكتاب طوائف أهل البدع من المعتزلة وغيرهم في الطعن على أهل الحديث كاابن عباد الصاحب ونحوه .........))
وقال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 2/359-362.
(( قال ابن عبد البر: ................ (مميزوكان نظاراً جدلياً وكان فيه كبر عظيم) )).
وقال الحافظ أيضاً ((مميز وقال الطبراني ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي عن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فقال هذا كلام الجهمية ، قلت لأبي إن الكرابيسي يفعل هذا فقال : هتكه الله))
(( وسألته عن حسين الكرابيسي هل رأيته يطلب الحديث ؟ فقال : لا فقال هل رأيته عند الشافعي ببغداد ؟ قال : لا))
(( وسألت أبا ثور عن الكرابيسي فتكلم فيه بكلام سوء وسألته هل كان يحضر معكم عند الشافعي ؟ قال هو يقول ذاك وأما أما فلا أعرف ذاك))
(( وسألت الزعفراني عن الكرابيسي فقال نحو مقالة أبي ثور))
(( وقال ابن حبان في الثقات - كان ممن جمع وصنف وممن يحسن الفقه والحديث أفسده قلة عقله))
(( وقال أبو الطيب الماوردي – كان الكرابيسي يقول القرآن غير مخلوق ولفظي به مخلوق وأنه لما بلغه إنكار أحمد بن حنبل عليه قال : ما ندري أيش نفعل بهذا الفتى إن قلنا مخلوق قال : بدعة وإن قلنا غير مخلوق قال بدعة)) .
وقال الحافظ البغدادي في تأريخه 64 /8 :
(( قال يحي بن معين – وقيل له : إن حسيناً الكرابيسي يتكلم في أحمد بن حنبل – فقال : ومن حسيناً الكرابيسي ؟ لعنه الله ،إنما يتكلم في الناس أشكالهم ، ينطل حسين ويرتفع أحمد ، قال جعفر : ينطل يعني ينزل .))
وقال أيضاً (( قال أبو الطيب الماوردي : جاء رجل إلى أبي على الكرابيسي فقال ما تقول في القرآن ؟ فقال حسين الكرابيسي : كلام الله غير مخلوق ، فقال الرجل : فما تقول في لفظي بالقرآن ؟ فقال له حسين : لفظك
بالقرآن مخلوق ، فمضى الرجل إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل فعرفه أن حسيناً قال له إن لفظه بالقرآن مخلوق ،فأنكر ذلك أحمد بن حنبل وقال هي بدعة ، فرجع الرجل إلى حسين الكرابيسي فعرفه إنكار أبي عبد الله أحمد بن حنبل لذلك وقوله هذا بدعة ، فقال له حسين تلفظك بالقرآن غير مخلوق فرجع إلى أحمد بن حنبل فعرفه رجوع حسين وأنه قال تلفظك بالقرآن غير مخلوق فأنكر أحمد بن حنبل ذلك أيضاً وقال هذا أيضاً بدعة ، فقال حسين : ايش نعمل بهذا الصبي ؟ إن قلنا مخلوق قال بدعة ، وإن قلنا غير مخلوق قال بدعة ! فبلغ ذلك أبا عبد الله فغضب له أصحابه فتكلموا في حسين ، وكان ذلك سبب الكلام في حسين والغمز عليه بذلك .))
وقال أيضاً (( قال الفضل بن زياد : وسألت ابا عبد الله عن الكرابيسي وما أظهره ، فكلح وجهه ثم أطرق ، ثم قال : هذا قد أظهر رأي جهم ........))
وقال أيضاً (( قال أبو طالب : سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل يقول : مات بشر المريسي وخلفه حسين الكرابيسي))
وقال الحافظ في كتابه لسان الميزان 303 - 305 /2
(( ولما بلغ يحي بن معين أنه يتكلم في أحمد بن حنبل لعنه وقال ما أحوجه إلى أن يضرب بالنعال))
(( و ذكره ابن عدي ونقل عن أحمد بن أبى يحي سمعت من سأل أحمد عن الكرابيسي وقيل له إنه يزعم أنه كان يناظرك عند الشافعي وكان مقيماً عند يعقوب بن إبراهيم بن سعد فقال لا اعرفه بالحديث ولا بغيره))
(( وقال ابن عدي سمعت محمد بن الحسن بن بديل سألت أحمد فقلت أني رجل من أهل الموصل وقد وقعت مسئلة اللفظ عن الكرابيسي فعنتهم فقال إياك وإياك أربعاً لا تكلم الكرابيسي ولا تكلم من يكلمه))
(( وذكره ابن حبان في الثقات فقال حدثنا عنه الحسن بن سفيان - وكان ممن جمع وصنف وممن يحسن الفقه والحديث أفسده قلة عقله فسبحان من رفع من شاء بالعلم اليسير حتى صار علماً يقتدى به ووضع من شاء مع العلم الكثير حتى صار لا يلتفت إليه))
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء و المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
ولمن أرد تحميل الملف على الوورد فليتفضل هنا
الملفات المرفقة
منقول من سحاب السلفية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد :
فإن لزوم طريقة السلف والبعد عن طريقة الخلف هي السبب في رفعة الناس في الدنيا والآخرة ومن السعادة أن يكون الرجل سنياً أثرياً فيكون ممن عبد الله على مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم .
وبقدر إنحراف الرجل عن هذه الجادة فأنه يسقط من عين الله ومن ثم من أعين عباده والأدهى والأمر من ذلك أن ينكر ما كان يعرف من الحق ويعرف ما كان ينكر من باطل فهذا ممن طبع الله على قلبه ( أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (النحل:108). بل ومن الشقاء أن يقع في تزيين الباطل بإيراد من وقع في ذلك الباطل من أهل
الحق باجتهاد وقع لهم أو زلة زلوا بها فيجمع لأهل الباطل ما لم يستطيعوا أن يجمعوه فخسر الدنيا والآخرة والعياذ بالله ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) (الحج:11)
ومن هذا النوع والصنف [( وهو من أبرز الأمثلة على من كان سنياً ثم خالف الحق فخرج من دائرة السنة ولم يعصمه كونه كان سنياً بأن يحكم عليه العلماء بالبدعة ومخالفة السنة)] الحسين بن على الكرابيسي البغدادي فإنه كان في أول أمره يظهر السنة ويذب عن الإمام أحمد كما قال الحافظ ابن رجب في كتابه شرح العلل كما سيأتي نصه .
ونحن بأذن الله سوف ننقل أقوال العلماء في حسينٍ هذا ليعلم فضل التمسك بالحق والسنة وأن ذلك سبب الرفعة في الدنيا والآخرة وذم إتباع الهوى والبدعة وأن ذلك سبب الذل في الدنيا والآخرة .
قال القاضي ابن أبي يعلى الحنبلي في الطبقات 40/1 :
(( وقال أبو طالب : أخبروني عن الكرابيسي أنه ذكر عنده قول الله تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: من الآية3) قال : لو أكمل لنا ديننا ما كان هذا الاختلاف . فقال – يعني أحمد بن حنبل – هذا الكفر صراحاً) )).
وقال أيضاَ في الطبقات 41/1 :
(( قال – أحمد بن أبي بكر : سألت أبا عبد الله عن حسين الكرابيسي ؟ فقال : جهمي)) .
وقال أيضاً في الطبقات 414/ :
(( عن يعقوب الدورقي قال : سألت أحمد بن حنبل عن أبي ثور ، وحسين الكرابيسي ؟ فقال : متى كان هؤلاء من أهل الحديث ؟ متى كان هؤلاء يضعون للناس الكتب ؟)) .
وقال أيضاً في الطبقات 62/1 :
(( قال المروذي : قلت لأبي عبد الله : إن الكرابيسي يقول : من لم يقل لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر . فقال بل هو الكافر. وقال : ثار بشر المريسي وخلفه حسين الكرابيسي وقال لي : هذا قد تجهم وأظهر الجهمية ينبغي أن يحذر عنه وعن كل من اتبعه)) .
وقال أيضاً في الطبقات 75/1:
(( وقال أبو الحارث : سمعت أبا عبد الله يقول : من أحب الكلام لم يخرج من قلبه . وقال : وسمعته وسئل عن الحسين الكرابيسي . فقيل له : إنه يقول : لفظي بالقرآن مخلوق . فقال : هذا قول جهم.) قال الله تعال ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ)(التوبة: من الآية6) فممن يسمع كلام الله ؟ أهلكهم الله .
وقال أيضاً في الطبقات 109/1 :
(( وقال إسحاق : سمعت أبا عبد الله يقول : أخزى الله الكرابيسي ، لا يجالس ولا يكلم ، ولا تكتب كتبه ولا يجالس من يجالسه))
وقال أيضاً في الطبقات 172/1 :
(( قال شاهين بن السميدع : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول : الحسين الكرابيسي عندنا كافر)) .
وقال أيضاً في الطبقات 255/ :
(( وقال الفضل بن نوح : قلت : لأحمد : أريد الخروج للثغر ، وإني أسأل عن هذين الرجلين : عن الكرابيسي ، وأبي ثور ؟ فقال : أحذرهما)) .
وقال أيضاً في الطبقات 288/1:
(( وقال محمد بن الحسن بن هرون بن بدينا . سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه ، فقلت له : يا ابا عبد الله ، أنا رجل من أهل الموصل والغالب على أهل بلدنا الجهمية . ومنهم أهل سنة نفر يسير يحبونك . وقد وقعت مسألة الكرابيسي ففتنهم قول الكرابيسي : لفظي بالقرآن مخلوق . فقال أبو عبد الله : إياك ، وإياك وهذا الكرابيسي ، لا تكلمه ، ولا تكلم من
يكلمه – أربع مراراً أو خمساً – إلا أن في كتابي أربعاً ، فقلت : يا أبا عبد الله ، فهذا القول عندك ، وما شاعت منه ، يرجع إلى قول جهم . قال : هذا كله من قول جهم))
وقال الذهبي في السير 82/12 :
(( قال ابن عدي : سمعت محمد بن عبد الله الصيرفي الشافعي يقول لتلامذته : اعتبروا بالكرابيسي ، وبابي ثور ، فالحسين في علمه وحفظه لا يعشره أبو ثور ، فتكلم فيه أحمد بن حنبل في باب مسألة اللفظ ، فسقط وأثنى على أبي ثور ، فارتفع للزومه للسنة))) .
ذكر الحافظ بن رجب الحنبلي في كتابه شرح علل الترمذي [ طبعة صبحي السامرائي ] 412 .:
(فصل – قد ذكرنا في كتاب العلم – فضل علم علل الحديث وشرفه وعزته وقلة أهله المحققين به من بين الحفاظ والمحدثين )
( ثم ذكر كلام ثم قال " ( وقد تسلط كثير ممن يطعن في أهل الحديث عليهمبذكر شيء من هذه العلل ، وكان مقصوده بذلك الطعن في الحديث جملة والتشكيك فيه أو الطعن في غير حديث أهل الحجاز ، كما فعله حسين الكرابيسي في كتابه
الذي سماه بكتاب المدلسين وقد ذكر كتابه هذا الإمام أحمد فذمه ذماً شديداً ، وأنكره عليه أبو ثور وغيره من العلماء .)
( قال المروزي : مضيت إلى الكرابيسي وهو إذ ذاك مستور يذب عن السنة ويظهر نصرة أبي عبد الله فقلت له : إن كتاب المدلسين يريدون أن يعرضوه على أبي عبد الله ، فأظهر أنك ندمت حتى أخبر أبا عبد الله فقال لي
: إن ابا عبد الله رجل صالح ، ومثله يوفق لإصابة الحق ، وقد رضيت أن يعرض كتابي عليه . وقال : سألني أبو ثور وابن عقيل وحبيش أن اضرب على هذا الكتاب فأبيت عليهم وقلت : بل أزيد فيه ، ولج في ذلك وأبى أن يرجع عنه ،
فجيء بالكتاب إلى أبي عبد الله وهو لا يدري من وضع الكتاب ، وكان في الكتاب الطعن في الأعمش ، والنصرة للحسن بن صالح [ وكان من الخوارج القعدة ] ، وكان في الكتاب – إن قلتم إن الحسن بن صالح كان يرى رأي الخوارج ، فهذا ابن الزبير قد خرج ، فلما قرئ على أبي عبد الله قال : هذا قد جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجوا به ، حذروا عن هذا ، ونهى عنه ، وقد
تسلط بهذا الكتاب طوائف أهل البدع من المعتزلة وغيرهم في الطعن على أهل الحديث كاابن عباد الصاحب ونحوه .........))
وقال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 2/359-362.
(( قال ابن عبد البر: ................ (مميزوكان نظاراً جدلياً وكان فيه كبر عظيم) )).
وقال الحافظ أيضاً ((مميز وقال الطبراني ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي عن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فقال هذا كلام الجهمية ، قلت لأبي إن الكرابيسي يفعل هذا فقال : هتكه الله))
(( وسألته عن حسين الكرابيسي هل رأيته يطلب الحديث ؟ فقال : لا فقال هل رأيته عند الشافعي ببغداد ؟ قال : لا))
(( وسألت أبا ثور عن الكرابيسي فتكلم فيه بكلام سوء وسألته هل كان يحضر معكم عند الشافعي ؟ قال هو يقول ذاك وأما أما فلا أعرف ذاك))
(( وسألت الزعفراني عن الكرابيسي فقال نحو مقالة أبي ثور))
(( وقال ابن حبان في الثقات - كان ممن جمع وصنف وممن يحسن الفقه والحديث أفسده قلة عقله))
(( وقال أبو الطيب الماوردي – كان الكرابيسي يقول القرآن غير مخلوق ولفظي به مخلوق وأنه لما بلغه إنكار أحمد بن حنبل عليه قال : ما ندري أيش نفعل بهذا الفتى إن قلنا مخلوق قال : بدعة وإن قلنا غير مخلوق قال بدعة)) .
وقال الحافظ البغدادي في تأريخه 64 /8 :
(( قال يحي بن معين – وقيل له : إن حسيناً الكرابيسي يتكلم في أحمد بن حنبل – فقال : ومن حسيناً الكرابيسي ؟ لعنه الله ،إنما يتكلم في الناس أشكالهم ، ينطل حسين ويرتفع أحمد ، قال جعفر : ينطل يعني ينزل .))
وقال أيضاً (( قال أبو الطيب الماوردي : جاء رجل إلى أبي على الكرابيسي فقال ما تقول في القرآن ؟ فقال حسين الكرابيسي : كلام الله غير مخلوق ، فقال الرجل : فما تقول في لفظي بالقرآن ؟ فقال له حسين : لفظك
بالقرآن مخلوق ، فمضى الرجل إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل فعرفه أن حسيناً قال له إن لفظه بالقرآن مخلوق ،فأنكر ذلك أحمد بن حنبل وقال هي بدعة ، فرجع الرجل إلى حسين الكرابيسي فعرفه إنكار أبي عبد الله أحمد بن حنبل لذلك وقوله هذا بدعة ، فقال له حسين تلفظك بالقرآن غير مخلوق فرجع إلى أحمد بن حنبل فعرفه رجوع حسين وأنه قال تلفظك بالقرآن غير مخلوق فأنكر أحمد بن حنبل ذلك أيضاً وقال هذا أيضاً بدعة ، فقال حسين : ايش نعمل بهذا الصبي ؟ إن قلنا مخلوق قال بدعة ، وإن قلنا غير مخلوق قال بدعة ! فبلغ ذلك أبا عبد الله فغضب له أصحابه فتكلموا في حسين ، وكان ذلك سبب الكلام في حسين والغمز عليه بذلك .))
وقال أيضاً (( قال الفضل بن زياد : وسألت ابا عبد الله عن الكرابيسي وما أظهره ، فكلح وجهه ثم أطرق ، ثم قال : هذا قد أظهر رأي جهم ........))
وقال أيضاً (( قال أبو طالب : سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل يقول : مات بشر المريسي وخلفه حسين الكرابيسي))
وقال الحافظ في كتابه لسان الميزان 303 - 305 /2
(( ولما بلغ يحي بن معين أنه يتكلم في أحمد بن حنبل لعنه وقال ما أحوجه إلى أن يضرب بالنعال))
(( و ذكره ابن عدي ونقل عن أحمد بن أبى يحي سمعت من سأل أحمد عن الكرابيسي وقيل له إنه يزعم أنه كان يناظرك عند الشافعي وكان مقيماً عند يعقوب بن إبراهيم بن سعد فقال لا اعرفه بالحديث ولا بغيره))
(( وقال ابن عدي سمعت محمد بن الحسن بن بديل سألت أحمد فقلت أني رجل من أهل الموصل وقد وقعت مسئلة اللفظ عن الكرابيسي فعنتهم فقال إياك وإياك أربعاً لا تكلم الكرابيسي ولا تكلم من يكلمه))
(( وذكره ابن حبان في الثقات فقال حدثنا عنه الحسن بن سفيان - وكان ممن جمع وصنف وممن يحسن الفقه والحديث أفسده قلة عقله فسبحان من رفع من شاء بالعلم اليسير حتى صار علماً يقتدى به ووضع من شاء مع العلم الكثير حتى صار لا يلتفت إليه))
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء و المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
ولمن أرد تحميل الملف على الوورد فليتفضل هنا
الملفات المرفقة
çوçل çلْلمçلي çلكٌçèيَي.doc |