بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد ..
لأهمية المادة العلمية في شريط الشيخ ( سلطان العيد ) بعنوان ( منهج أهل السنة والجماعة في الرد على أهل الأهواء والبدع ) قمت بتفريغه .. حتى يكون في متناول طلاب العلم .. للفائدة ..
إلا أنني عندما وصلت إلى قبل نهاية الشريط ب 7 دقائق تقريبا .. واجهتني كلمات لم أستطع معرفتها لضعف صوت المادة الصوتية لدي .. ولذا أرجوا من أحد الإخوة أن يقوم بخدمة طلبة العلم وهذه المادة الصوتية
.. ويكمل تفريغة .. ولم يبق إلا القليل .. ومأجور بإذن الله ..
والخطوط التي ترونها والكلمات التي تحتها خط .. هي من الكلمات التي لم أفهمها ...
[[[ الخطبة الأولى ]]]
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له وأشهد أن محمدً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين .
أما بعد :-
لقد تقدم ذكر رسالة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب لأهل القصيم وفيها بيان للعقيدة السلفية التي سار عليها الإمام المجددُ رحمه الله، الإمام المجدد سلفيٌ في عقيدته ومنهجه ودعوته؛ دعا لمنهج السلف ونافح عنه واستدل له وألف في ذلك وجاهد حتى أعز الله دعوته السلفية وأظهرها ، كان الإمام -رحمه الله- يسير على نهج السلف فقد كان يدعو إليه ويقرره وفي الوقت ذاته كان يحذر من البدع وأهلها؛ وكان ينهى عن الإصغاء إلى المبتدعة وقراءة كتبهم؛ ومن ذلك قوله في الرسالة آنفة الذكر (( وأرى هجر أهل البدع ومبايعتهم حتى يتوبوا ، وأحكم عليهم بالظاهر، وأكل سرائرهم إلى الله جل وعلا، وأعتقد أن كل محدثة في الدين بدعة .. إ.هـ ))
وفي موضع آخر تعجب الإمام المجدد رحمه الله ممن أحب التوحيد وانتسب إليه ولكن لم يفرق بين أولياء السنة وأعدائها فقال (( أعجب ممن أحبها – يعني كلمة التوحيد لا إله إلا الله –وانتسب إلى أهلها، ولم يفرق بين أوليائها وأعدائها، فيا سبحان الله!! طائفتان مختلفتان في دين واحد؛ وكلهم على الحق! كلا والله (( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ )) (يونس: من الآية32) إهـ )) .
هذه طريقة السلف رضي الله عنهم وأرضاهم الدعوة إلى السنة والتحذير من البدعة وأهلها بأعيانهم، وأسمائهم، وطرقهم، وطوائفهم، وجماعاتهم، وأحزابهم، ومناهجهم؛ بأن لا يلتبس الحق بالباطل، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ هو الذي شرع لأمته التحذير من أهل البدع بأعيانهم، فقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذي الخويصرة، بقوله (( إنه سيخرج من ضىء ضىء
هذا قومٌ تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية )) متفق عليه قال الإمام ابن القيم رحمه الله في البدع وأهلها (( اشتد نكير السلف والأئمة لها، وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض، وحذروا فتنتهم أشد التحذير، وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا في إنكار الفواحش والذل والعدوان؛ إذ مضرت البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد، وقال أقام الله لدينه شيخ الإسلام أبا العباس أحمد ابن تيمية قدس الله روحه، فأقام على الغزو لمدة حياته باليد والقلب واللسان، وكشف للناس باطلهم وبين تلبيسهم وتدليسهم وقابلهم بطريق المعقول ، وصحيح المنقول ، فشفى واشتفى وبين تناقضهم )) ا.هـ رحمه الله وغفر له .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (( الراد على أهل البدع مجاهد، حتى كان يحي بن يحي يقول: (( الذب عن السنة أفضل من الجهاد )) وقال بعض ــــ إمام أهل السنة أحمد بن حنبل، إنه يثقل علي أن أقول فلانٌ كذا وفلانٌ كذا – يعني ذكر مخالفتهم للسنة ونحو ذلك- فقال الإمام أحمد: (( إذا سكتَّ أنت، وسكتُّ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم )) . وقيل للإمام أحمد الرجل يصوم ويصلى ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع فقال رحمه الله (( إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين؛ هذا أفضل )) الله أكبر لولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وخفيت السنة .
معاشر الموحدين: التحذير من البدع وهجر أهلها وبغضهم من أعظم أصول الدين التي تحفظ على المسلم دينه وتقيه شرور البدع والضلالات كيف لا وقد أوضح الله تعالى هذا الأصل العظيم في كتابه حيث قال: (( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )) (الأنعام:68) . وروى الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إلا أُولُو الألْبَابِ )) (آل عمران:7 ) ، قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فؤلئك الذين سمى الله فاحذروهم )) .
في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه ونسلم (( سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم )) فبين لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أن طريق النجاة من البدع والحذر والتحذير منها واجتنابها واجتناب أهلها، وعلى هذا النهج النبوي سار الصحابة والمتبعون لهم بإحسان، ولقد ظهرت بوادر الفتن في أواخر ـــ عهد عثمان -رضي الله عنه- ، وفي خلافة علي -رضي الله عنه- ظهرت الفرق المبتدعة فخرجت الخوارج ـــ ثم القدرية، فأنكر الصحابة هذه البدع، وتبرؤوا من أهلها وهجروهم وحذروا منهم، قال ابن عمر -رضي الله عنه- حيث سئل عن القدرية الذين لا يؤمنون بالقدر خيره وشره قال : (( إذا لقيت أولئك فاخبرهم إني برئٌ منهم، وأنهم براءٌ مني )) أخرجه مسلم . وقال ابن عباس رضي الله عنهما (( لا تجالس أهل الأهواء، فإن مجالستهم ممرضة للقلوب )) وقال أبو قلابة (( لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما تعرفون )) وقال إبراهيم النخعي رحمه الله (( لا تجالسوا أهل الأهواء، فإن مجالستهم تذهب بنور الإيمان من القلوب، وتسلب محاسن الوجوه وتورث البغض في قلوب المؤمنين )) وقال إسماعيل بن عبيد الله (( لا تجالس ذا بدعة فيمرض قلبك ولا تجالس مفتوناً فإنه ملقن با ـــ )) .
كان السلف رضي الله عنهم يحذرون أيضاً من طرقهم وتحاليلهم، قال مغفل بن مهلهل (( لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته، حذرته وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه –أي أوله- ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك، فمتى تخرج من قلبك )) فالله المستعان وعليه التكلان .
معاشر الموحدين : لقد ظهر في زماننا أقوامٌ أتوا بأمر محدث ما سبقهم إليه الأولون، فقالوا نحذر من البدع ولا نحذر من أصحابها ولا نتكلم فيهم، وهذا الرأي ورع بارد وتمييع للدين ــــ الشيطان الرجيم، ما أدخله على أبناء السنة إلا أهل البدع، ليغلقوا باب التحذير من دعاة البدع، وليسلم لهم أئمتهم وقادتهم ولينشروا من بدعهم ومناهجهم المحدثة ما يريدون، وليلبسوا على أهل السنة.
يا معاشر العقلاء : إن البدع لا تكثر وحدها؛ بل لا بد لها من مسير، وناصر، ومروج، فلا يمكن التحذير من البدعة إلا بالتحذير من حملتها، وذكرهم، وهجرهم وتنفير المسلمين عنهم، فإن عدم التحذير من دعاة البدع ومداهنتهم، نذير شر وبلاء على أهل السنة، لأن الناس بعد لن يفرقوا بعد ذلك بين دعاة السنة ودعاة البدعة، وعندها يتسلط أهل الضلال ويهدم لدين، كيف لا يحذر أهل البدع!! والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذر من ذي الخويصرة بعينه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- (( لا بد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك تعيينهم )) اهـ . ولنرجع إلى ما كان عليه سلفنا الصالح –رضي الله عنهم- فإنهم حجة في هذا
الباب، لقد كان السلف يحذرون من البدع ومن أهلها بأعيانهم، نصحاً لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم ؛ اللهم وفقنا للسنة واتباعها يا أرحم الراحمين ؛ أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
[[[ الخطبة الثانية ]]]
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين .
أما بعد :
لقد تقدم أن سلفنا الصالح -رضي الله عنهم- كانوا يحذرون من البدع ومن أهلها بأعيانهم، ومن الأمثلة على ذلك: قال ابن أبي زيد : قال رجل لمالكٍ يا أبا عبدالله الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال الإمام مالك (( الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب، وأراك صاحب بدعة )) وأمر بإخراجه .
وها هو إمام أهل السنة أحمد بن حنبل، جاء عنه التحذير من أهل البدع بأسمائهم في كثير من أقواله، قال ابن الجوزي: (( كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل، لشدة تمسكه بالسنة ونهيه عن البدعة، يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنة، وكلامه محمول على النصيحة للدين .. إهـ ))
ومن ذلك أن الخليفة المتوكل، أرسل ابن خاخان إلى الإمام أحمد يسأله عن ــــ القضاء، وقال ابن خاخان سألت أحمد ابن حنبل عن أحمد بن رباحٍ هل يولى القضاء قال أحمد فيه (( إنه جهمي معروف بذلك، وإنه إن كلف القضاء، كان فيه ضرر على المسلمين لما هو عليه من مذهبه وبدعته )) قال وسألته عن ـــ فقال (( مبتدع صاحب هوى )) قال وسألته عن إبراهم بن ــــ قال أحمد (( لا أعرفه إلا أنه كان من أصحاب بشر المريسي المبتدع، وينبغي أن يحذر ولا ـــ ولا ــــ شيء من أمور المسلمين )) .
كان إمام أهل السنة أحمد بن حنبل صاحب بصيرة ومعرفة بالرجال، لا يخفى عليه صاحب البدعة والهوى، وإن أظهر التمسك والزهد، ورقة القلب، وادعى التمسك بالسنة وحب أهلها . قال علي بن خالد : قلت لأحمد بن حنبل (( إن هذا الشيخ حضر معنا وهو جاري، وقد نهيته عن رجل ويحب أن يسمع قولك فيه ، إنه الحارث المحاسبي الذي رأيتني معه منذ سنين كثيرة ، وقلت لي لا تجالسه، فما تقول يا إمام ، قال فرأيت أحمد بن حنبل قد احمر لونه وانتفخت أوداجه وعيناه وما رأيته هكذا قط ، ثم جعل ــــ ويقول ـــ الله به وفعل، ليس يعرف ذك إلا من خبره وعرفه أوه ذك لا يعرفه إلا من قد خبره وعرفه، ذك جالسه ـــ ويعقوب وفلان فأخرجه ــــ فقال له الشيخ يا أبا عبد الله يروي الحديث ذاكر خاشع ــــ فغضب أبو عبد الله أحمد بن حنبل، وجعل يقول : لا يغرك خشوعه ولينه ، ويقول لا تغتر بتنكيس رأسه ، فإنه رجل سوء ذك لا يعرفه إلا بمن خبره ، لا تكلمه ولا كرامة، كل من حدث بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان مبتدعاً تجلس إليه!! ولا كرامة ، ولا نعما عين، وجعل يقول : ذك وذك )) . رحم الله إمام أهل السنة . يقول أبو داود : (( رأيت أحمد بن حنبل سلم عليه رجل من أهل بغداد ، بلغني أنه أبو بكر الــــ وكان قد صحب أهل البدع فقال له الإمام : اغرب فلا أرينك تجيء إلى بابي، ــــــ ولم يرد عليه السلام، وقال له ما أحوجك أن يصنع بك ما صنع ابن عمر بصبي -يعني الجلد- ثم دخل أحمد بيته وأغلق الباب )) .
وقال رجل للإمام أحمد : (( يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيبة بمكة أصحاب الحديث . فقال أصحاب الحديث قوم سوء ، فقام الإمام أحمد وهو ينفض ثوبه وقال زنديق.. زنديق.. زنديق.. ودخل بيته )) وقدم داود ــــــــ بغداد فطلب من صالح ابن الإمام أحمد ــــ بالاستئذان على أبيه الإمام أحمد ، فقال صالح للإمام أحمد رجل سألني أن أتيك قال أحمد ما اسمه فراغ صالح عن تعريفه إياه فمازال أحمد يبحث عنه حتى فطن فقال داود هذا قد كتب إلي محمد بن يحي النيسابوري ــــ أنه زعم أن القرآن مخلوق فلا يقربني قال صالح يا أبتي ــــ فقال الإمام أحمد محمد بن يحي أصدق منه لا تذهب له ــــــ . فقال عاصم الأحول جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد المبتدع فوقع فيه فقلت لا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض فقال قتادة يا أحول أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع فينبغي أن يذكر حتى يُحذر )) . فلما قيل ليوسف بن أسباط ما تخاف أن تكون هذه غيبة فقال لم يا أحمق أنا خيرٌ لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم ألا يأمن الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ــــــ )) .
فهذا منهج أهل السنة التحذير من البدع ومن أهلها ـــــ ولهذا قالوا بهجر المبتدع ، لقد سار الأئمة المهديون على هذا النهج ورد الدارمي على بشر المريسي ورد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على ـــ والرازي وغيرهما ورد
ــــــــــــــــــــــــ ورد علماؤنا في هذا الزمن على أهل البدع والمناهج والجماعات المحدثة الواردة وبين خطرها على أهل السنة وحذر من آثارها وعن ما تفرق الأمة إلى أحزاباً وشيعاً ونبه ـــــــ فتعرف الناس باسم الدعوة وتذكروا قول الإمام أحمد في الحارث المحاسبي أنه أعلم بحاله وأن أظهر الخشوع والمسكنة وحب السنة ومن أمثلة جهود علمائنا في هذا الباب ما ورد ـــــ أن الشيخ ـــــــــــت يشتغل بكتاب الإحياء للغزالي ــــــــ فكتب إليه يقول بلغني ـــــــــــــ الاسلامية وغَيْرَة سنية على الملة الحنيفية وذلك بأن اشتغلت ـــــ كتاب الإحياء للغزالي وجمعت ـــ من الضعفاء والعامة الذين لا تمييز لهم بين مسائل ــــــــ والسعادة ــــــــ واسمعتهم ما في الإحياء من التحريفات الزائغة والتأويلات الضالة ــــــ ثم قد حذر أهل العلم والبصيرة عن النظر فيها ومطالعة ـــــــ وباديها ، قد أفتى بتحريفها علماء المغرب ممن عرف بالسنة وسماهم كثيرٌ منهم إماتة علوم الدين اهـ .
وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز ــــ كتاب فضائل الإسلام عمن يثني على أهل البدع ويمدحهم هل ـــــ فأجاب رحمه الله بقوله نعم ما فيه شكٌ من اثنى عليهم ومدحهم هو داعي لهم ـــــ نسأل الله العافية .
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله وغفر له في هجر أهل البدع وترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها أو ترويجها بين الناس بالابتعاد عن مواضع الصلاة واجب لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدجال من سمع به ./ الي هنا منقول من سحاب السلفية
والمحاضرة[صوتيا] من هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا اومن هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
لأهمية المادة العلمية في شريط الشيخ ( سلطان العيد ) بعنوان ( منهج أهل السنة والجماعة في الرد على أهل الأهواء والبدع ) قمت بتفريغه .. حتى يكون في متناول طلاب العلم .. للفائدة ..
إلا أنني عندما وصلت إلى قبل نهاية الشريط ب 7 دقائق تقريبا .. واجهتني كلمات لم أستطع معرفتها لضعف صوت المادة الصوتية لدي .. ولذا أرجوا من أحد الإخوة أن يقوم بخدمة طلبة العلم وهذه المادة الصوتية
.. ويكمل تفريغة .. ولم يبق إلا القليل .. ومأجور بإذن الله ..
والخطوط التي ترونها والكلمات التي تحتها خط .. هي من الكلمات التي لم أفهمها ...
[[[ الخطبة الأولى ]]]
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له وأشهد أن محمدً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين .
أما بعد :-
لقد تقدم ذكر رسالة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب لأهل القصيم وفيها بيان للعقيدة السلفية التي سار عليها الإمام المجددُ رحمه الله، الإمام المجدد سلفيٌ في عقيدته ومنهجه ودعوته؛ دعا لمنهج السلف ونافح عنه واستدل له وألف في ذلك وجاهد حتى أعز الله دعوته السلفية وأظهرها ، كان الإمام -رحمه الله- يسير على نهج السلف فقد كان يدعو إليه ويقرره وفي الوقت ذاته كان يحذر من البدع وأهلها؛ وكان ينهى عن الإصغاء إلى المبتدعة وقراءة كتبهم؛ ومن ذلك قوله في الرسالة آنفة الذكر (( وأرى هجر أهل البدع ومبايعتهم حتى يتوبوا ، وأحكم عليهم بالظاهر، وأكل سرائرهم إلى الله جل وعلا، وأعتقد أن كل محدثة في الدين بدعة .. إ.هـ ))
وفي موضع آخر تعجب الإمام المجدد رحمه الله ممن أحب التوحيد وانتسب إليه ولكن لم يفرق بين أولياء السنة وأعدائها فقال (( أعجب ممن أحبها – يعني كلمة التوحيد لا إله إلا الله –وانتسب إلى أهلها، ولم يفرق بين أوليائها وأعدائها، فيا سبحان الله!! طائفتان مختلفتان في دين واحد؛ وكلهم على الحق! كلا والله (( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ )) (يونس: من الآية32) إهـ )) .
هذه طريقة السلف رضي الله عنهم وأرضاهم الدعوة إلى السنة والتحذير من البدعة وأهلها بأعيانهم، وأسمائهم، وطرقهم، وطوائفهم، وجماعاتهم، وأحزابهم، ومناهجهم؛ بأن لا يلتبس الحق بالباطل، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ هو الذي شرع لأمته التحذير من أهل البدع بأعيانهم، فقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذي الخويصرة، بقوله (( إنه سيخرج من ضىء ضىء
هذا قومٌ تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية )) متفق عليه قال الإمام ابن القيم رحمه الله في البدع وأهلها (( اشتد نكير السلف والأئمة لها، وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض، وحذروا فتنتهم أشد التحذير، وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا في إنكار الفواحش والذل والعدوان؛ إذ مضرت البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد، وقال أقام الله لدينه شيخ الإسلام أبا العباس أحمد ابن تيمية قدس الله روحه، فأقام على الغزو لمدة حياته باليد والقلب واللسان، وكشف للناس باطلهم وبين تلبيسهم وتدليسهم وقابلهم بطريق المعقول ، وصحيح المنقول ، فشفى واشتفى وبين تناقضهم )) ا.هـ رحمه الله وغفر له .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (( الراد على أهل البدع مجاهد، حتى كان يحي بن يحي يقول: (( الذب عن السنة أفضل من الجهاد )) وقال بعض ــــ إمام أهل السنة أحمد بن حنبل، إنه يثقل علي أن أقول فلانٌ كذا وفلانٌ كذا – يعني ذكر مخالفتهم للسنة ونحو ذلك- فقال الإمام أحمد: (( إذا سكتَّ أنت، وسكتُّ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم )) . وقيل للإمام أحمد الرجل يصوم ويصلى ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع فقال رحمه الله (( إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين؛ هذا أفضل )) الله أكبر لولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وخفيت السنة .
معاشر الموحدين: التحذير من البدع وهجر أهلها وبغضهم من أعظم أصول الدين التي تحفظ على المسلم دينه وتقيه شرور البدع والضلالات كيف لا وقد أوضح الله تعالى هذا الأصل العظيم في كتابه حيث قال: (( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )) (الأنعام:68) . وروى الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إلا أُولُو الألْبَابِ )) (آل عمران:7 ) ، قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فؤلئك الذين سمى الله فاحذروهم )) .
في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه ونسلم (( سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم )) فبين لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أن طريق النجاة من البدع والحذر والتحذير منها واجتنابها واجتناب أهلها، وعلى هذا النهج النبوي سار الصحابة والمتبعون لهم بإحسان، ولقد ظهرت بوادر الفتن في أواخر ـــ عهد عثمان -رضي الله عنه- ، وفي خلافة علي -رضي الله عنه- ظهرت الفرق المبتدعة فخرجت الخوارج ـــ ثم القدرية، فأنكر الصحابة هذه البدع، وتبرؤوا من أهلها وهجروهم وحذروا منهم، قال ابن عمر -رضي الله عنه- حيث سئل عن القدرية الذين لا يؤمنون بالقدر خيره وشره قال : (( إذا لقيت أولئك فاخبرهم إني برئٌ منهم، وأنهم براءٌ مني )) أخرجه مسلم . وقال ابن عباس رضي الله عنهما (( لا تجالس أهل الأهواء، فإن مجالستهم ممرضة للقلوب )) وقال أبو قلابة (( لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما تعرفون )) وقال إبراهيم النخعي رحمه الله (( لا تجالسوا أهل الأهواء، فإن مجالستهم تذهب بنور الإيمان من القلوب، وتسلب محاسن الوجوه وتورث البغض في قلوب المؤمنين )) وقال إسماعيل بن عبيد الله (( لا تجالس ذا بدعة فيمرض قلبك ولا تجالس مفتوناً فإنه ملقن با ـــ )) .
كان السلف رضي الله عنهم يحذرون أيضاً من طرقهم وتحاليلهم، قال مغفل بن مهلهل (( لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته، حذرته وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه –أي أوله- ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك، فمتى تخرج من قلبك )) فالله المستعان وعليه التكلان .
معاشر الموحدين : لقد ظهر في زماننا أقوامٌ أتوا بأمر محدث ما سبقهم إليه الأولون، فقالوا نحذر من البدع ولا نحذر من أصحابها ولا نتكلم فيهم، وهذا الرأي ورع بارد وتمييع للدين ــــ الشيطان الرجيم، ما أدخله على أبناء السنة إلا أهل البدع، ليغلقوا باب التحذير من دعاة البدع، وليسلم لهم أئمتهم وقادتهم ولينشروا من بدعهم ومناهجهم المحدثة ما يريدون، وليلبسوا على أهل السنة.
يا معاشر العقلاء : إن البدع لا تكثر وحدها؛ بل لا بد لها من مسير، وناصر، ومروج، فلا يمكن التحذير من البدعة إلا بالتحذير من حملتها، وذكرهم، وهجرهم وتنفير المسلمين عنهم، فإن عدم التحذير من دعاة البدع ومداهنتهم، نذير شر وبلاء على أهل السنة، لأن الناس بعد لن يفرقوا بعد ذلك بين دعاة السنة ودعاة البدعة، وعندها يتسلط أهل الضلال ويهدم لدين، كيف لا يحذر أهل البدع!! والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذر من ذي الخويصرة بعينه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- (( لا بد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك تعيينهم )) اهـ . ولنرجع إلى ما كان عليه سلفنا الصالح –رضي الله عنهم- فإنهم حجة في هذا
الباب، لقد كان السلف يحذرون من البدع ومن أهلها بأعيانهم، نصحاً لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم ؛ اللهم وفقنا للسنة واتباعها يا أرحم الراحمين ؛ أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
[[[ الخطبة الثانية ]]]
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين .
أما بعد :
لقد تقدم أن سلفنا الصالح -رضي الله عنهم- كانوا يحذرون من البدع ومن أهلها بأعيانهم، ومن الأمثلة على ذلك: قال ابن أبي زيد : قال رجل لمالكٍ يا أبا عبدالله الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال الإمام مالك (( الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب، وأراك صاحب بدعة )) وأمر بإخراجه .
وها هو إمام أهل السنة أحمد بن حنبل، جاء عنه التحذير من أهل البدع بأسمائهم في كثير من أقواله، قال ابن الجوزي: (( كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل، لشدة تمسكه بالسنة ونهيه عن البدعة، يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنة، وكلامه محمول على النصيحة للدين .. إهـ ))
ومن ذلك أن الخليفة المتوكل، أرسل ابن خاخان إلى الإمام أحمد يسأله عن ــــ القضاء، وقال ابن خاخان سألت أحمد ابن حنبل عن أحمد بن رباحٍ هل يولى القضاء قال أحمد فيه (( إنه جهمي معروف بذلك، وإنه إن كلف القضاء، كان فيه ضرر على المسلمين لما هو عليه من مذهبه وبدعته )) قال وسألته عن ـــ فقال (( مبتدع صاحب هوى )) قال وسألته عن إبراهم بن ــــ قال أحمد (( لا أعرفه إلا أنه كان من أصحاب بشر المريسي المبتدع، وينبغي أن يحذر ولا ـــ ولا ــــ شيء من أمور المسلمين )) .
كان إمام أهل السنة أحمد بن حنبل صاحب بصيرة ومعرفة بالرجال، لا يخفى عليه صاحب البدعة والهوى، وإن أظهر التمسك والزهد، ورقة القلب، وادعى التمسك بالسنة وحب أهلها . قال علي بن خالد : قلت لأحمد بن حنبل (( إن هذا الشيخ حضر معنا وهو جاري، وقد نهيته عن رجل ويحب أن يسمع قولك فيه ، إنه الحارث المحاسبي الذي رأيتني معه منذ سنين كثيرة ، وقلت لي لا تجالسه، فما تقول يا إمام ، قال فرأيت أحمد بن حنبل قد احمر لونه وانتفخت أوداجه وعيناه وما رأيته هكذا قط ، ثم جعل ــــ ويقول ـــ الله به وفعل، ليس يعرف ذك إلا من خبره وعرفه أوه ذك لا يعرفه إلا من قد خبره وعرفه، ذك جالسه ـــ ويعقوب وفلان فأخرجه ــــ فقال له الشيخ يا أبا عبد الله يروي الحديث ذاكر خاشع ــــ فغضب أبو عبد الله أحمد بن حنبل، وجعل يقول : لا يغرك خشوعه ولينه ، ويقول لا تغتر بتنكيس رأسه ، فإنه رجل سوء ذك لا يعرفه إلا بمن خبره ، لا تكلمه ولا كرامة، كل من حدث بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان مبتدعاً تجلس إليه!! ولا كرامة ، ولا نعما عين، وجعل يقول : ذك وذك )) . رحم الله إمام أهل السنة . يقول أبو داود : (( رأيت أحمد بن حنبل سلم عليه رجل من أهل بغداد ، بلغني أنه أبو بكر الــــ وكان قد صحب أهل البدع فقال له الإمام : اغرب فلا أرينك تجيء إلى بابي، ــــــ ولم يرد عليه السلام، وقال له ما أحوجك أن يصنع بك ما صنع ابن عمر بصبي -يعني الجلد- ثم دخل أحمد بيته وأغلق الباب )) .
وقال رجل للإمام أحمد : (( يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيبة بمكة أصحاب الحديث . فقال أصحاب الحديث قوم سوء ، فقام الإمام أحمد وهو ينفض ثوبه وقال زنديق.. زنديق.. زنديق.. ودخل بيته )) وقدم داود ــــــــ بغداد فطلب من صالح ابن الإمام أحمد ــــ بالاستئذان على أبيه الإمام أحمد ، فقال صالح للإمام أحمد رجل سألني أن أتيك قال أحمد ما اسمه فراغ صالح عن تعريفه إياه فمازال أحمد يبحث عنه حتى فطن فقال داود هذا قد كتب إلي محمد بن يحي النيسابوري ــــ أنه زعم أن القرآن مخلوق فلا يقربني قال صالح يا أبتي ــــ فقال الإمام أحمد محمد بن يحي أصدق منه لا تذهب له ــــــ . فقال عاصم الأحول جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد المبتدع فوقع فيه فقلت لا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض فقال قتادة يا أحول أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع فينبغي أن يذكر حتى يُحذر )) . فلما قيل ليوسف بن أسباط ما تخاف أن تكون هذه غيبة فقال لم يا أحمق أنا خيرٌ لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم ألا يأمن الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ــــــ )) .
فهذا منهج أهل السنة التحذير من البدع ومن أهلها ـــــ ولهذا قالوا بهجر المبتدع ، لقد سار الأئمة المهديون على هذا النهج ورد الدارمي على بشر المريسي ورد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على ـــ والرازي وغيرهما ورد
ــــــــــــــــــــــــ ورد علماؤنا في هذا الزمن على أهل البدع والمناهج والجماعات المحدثة الواردة وبين خطرها على أهل السنة وحذر من آثارها وعن ما تفرق الأمة إلى أحزاباً وشيعاً ونبه ـــــــ فتعرف الناس باسم الدعوة وتذكروا قول الإمام أحمد في الحارث المحاسبي أنه أعلم بحاله وأن أظهر الخشوع والمسكنة وحب السنة ومن أمثلة جهود علمائنا في هذا الباب ما ورد ـــــ أن الشيخ ـــــــــــت يشتغل بكتاب الإحياء للغزالي ــــــــ فكتب إليه يقول بلغني ـــــــــــــ الاسلامية وغَيْرَة سنية على الملة الحنيفية وذلك بأن اشتغلت ـــــ كتاب الإحياء للغزالي وجمعت ـــ من الضعفاء والعامة الذين لا تمييز لهم بين مسائل ــــــــ والسعادة ــــــــ واسمعتهم ما في الإحياء من التحريفات الزائغة والتأويلات الضالة ــــــ ثم قد حذر أهل العلم والبصيرة عن النظر فيها ومطالعة ـــــــ وباديها ، قد أفتى بتحريفها علماء المغرب ممن عرف بالسنة وسماهم كثيرٌ منهم إماتة علوم الدين اهـ .
وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز ــــ كتاب فضائل الإسلام عمن يثني على أهل البدع ويمدحهم هل ـــــ فأجاب رحمه الله بقوله نعم ما فيه شكٌ من اثنى عليهم ومدحهم هو داعي لهم ـــــ نسأل الله العافية .
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله وغفر له في هجر أهل البدع وترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها أو ترويجها بين الناس بالابتعاد عن مواضع الصلاة واجب لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدجال من سمع به ./ الي هنا منقول من سحاب السلفية
والمحاضرة[صوتيا] من هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا اومن هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا