خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    نبي الله داود - عليه وعلى نبينا وإخوانهما الصلاة والسلام- وطاعة ولاة الأمر

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية نبي الله داود - عليه وعلى نبينا وإخوانهما الصلاة والسلام- وطاعة ولاة الأمر

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 26.01.09 10:47

    فاصل
    تحية

    " يظلّ أمر الخوارج في كل زمان غريب وعجيب

    ما يستدعي استغراب المرء من هؤلاء أمرين

    أولهما :

    عمى البصيرة ( والعياذ بالله ) و إن كانت أبصارهم سليمة

    فتجد أحدهم يسمع القصص القرآنية ولا يتعظ ،،،

    و يرى أهل الضلال من السابقين فيلعنهم ويزدريهم ،، ولكنــــه يتبع مسلكهم وطريقهم

    فنفس المسلك يتبعون ونفس التصرف يتصرفون


    الثانية :

    يظهر له الحق واضحا بائنا كقرص الشمس في رابعة النهار

    ولكنه يعاند ويظل ثابتا على موقفه وتأخذه العزة بالإثم فيتبع سنة إبليس وفرعون ونمرود و أبو جهل وحي بن اخطب وكعب بن الأشراف
    وغيرهم من المعاندين والحاسدين .......

    وهو الذي يلعن كل هؤلاء ويبغضهم مجاهراً بالبغض لهم!!!! ولكن ويا للاسف ينتهج منهجهم ويسلك طريقهم .

    فلنقف أحبتي قليلا مع نبي الله داود عليه السلام
    و لنسترجع قصته وسيرته
    وننظر إلى القصة من جانب الطاعة والصبر و الامتثال لأوامر ولي الامر

    فالطاعة والصبر عليها من صفات الأتقياء والصالحين ،،

    فالقليل من الناس يتصف بهما وهذا القليل هم الفائزون

    فلنعتبر لعلنا نكون من الفائزين ففي قصص من سبقنا عبرة

    " إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "
    (آل عمران:62)

    نبي الله داود عليه السلام قبل النبوة والملك كان شابا صغير السن مؤمنا يرعي غنم أبيه فقيرا مثل كثير من الشباب
    ولكـــــن تميز عن الكثير بكثير من الصفات التي لم يسع نفوس كثيرة احتوائها كلها في نفس واحدة
    وما يهمنا هنا صفة واحدة ألا وهــــي الطاعة لولي الأمر

    فكان من الفئة المؤمنة التي ابتليت فخرجت من الابتلاء غانمة موفقة وذلك لأمور ومواقف تميز بها داود عليه السلام عن غيره من بني إسرائيل كما ذكر في القران الكريم :

    • لم يكن هذا النبي الكريم من المعارضين لأمر الله عندما أصبح طالوت ملك على بني إسرائيل

    ولم يكن من الحاسدين عليه .. كما فعل غيره من بني إسرائيل الذين اعترضوا وراجعوا نبـيهم بخصوص طالوت وقالوا :

    " قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ "
    (البقرة: من الآية247)


    فيا اخوتـــي بمن تحب أن تتـشبه ؟؟

    بداود عليه السلام أم بمن حسد طالوت واعترض وراجع ؟

    واعلموا
    أن أهل الإيمان ومنهم داوود عليه السلام والسلف لا يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضــل ،،،
    بل
    هم مباركون أينما كانوا رؤساء أو مرؤوسين .

    ويقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى- في تفسيره ...

    ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيّهُمْ إِنّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنّىَ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مّنَ الْمَالِ قَالَ إِنّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )

    أي لما طلبوا من نبيهم أن يعين لهم ملكاً منهم, فعين لهم طالوت, وكان رجلاً من أجنادهم, ولم يكن من بيت الملك فيهم, لأن الملك كان في سبط يهوذا
    ولم يكن هذا من ذلك السبط

    فلهذا قالوا: {أنى يكون له الملك علينا}, أي كيف يكون ملكاً علينا {ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال} أي هو مع هذا فقير لا مال له يقوم بالملك

    وقد ذكر بعضهم أنه كان سقاء
    وقيل: دباغاً

    وهذا اعتراض منهم على نبيهم وتعنت, وكان الأولى بهم طاعة وقول معروف

    ثم قد أجابهم النبي قائلاً: {إن الله اصطفاه عليكم} أي اختاره لكم من بينكم, والله أعلم به منكم
    يقول:
    لست أنا الذي عينته من تلقاء نفسي, بل الله أمرني به لما طلبتم مني ذلك

    {وزاده بسطة في العلم والجسم} أي وهو مع هذا, أعلم منكم, وأنبل, وأشكل منكم, وأشد قوة وصبراً في الحرب ومعرفة بها

    أي
    أتم علماً وقامة منكم

    ومن ههنا ينبغي أن يكون الملك

    ذا علم وشكل حسن وقوة شديدة في بدنه ونفسه¹

    ثم قال {والله يؤتي ملكه من يشاء} أي هو الحاكم الذي ما شاء فعل, ولا يُسأل عما يفعل, وهم يسألون لعلمه وحكمته ورأفته بخلقه

    ولهذا قال {والله واسع عليم} أي هو واسع الفضل, يختص برحمته من يشاء, عليم بمن يستحق الملك ممن لا يستحقه.


    انتهى قول الحافظ ابن كثير.....


    • داوود عليه السلام كان من الفئة المؤمنة التي ابتليت فخرجت من الابتلاء غانمة موفقة عندما فرض الله عليهم القتال ,, ثبت عليه السلام مع المؤمنين فلم يتولى حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفه بقوله : (( ..... ولا يفر إذا لاقى ))


    " أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}}
    (البقرة: من الآية246)

    • كان مطيعا عليه السلام لولي أمره وقائدة

    من علامات الطاعة عند داوود عليه السلام


    1. قبوله بملك طالوت عندما خرج مجاهدا تحت رايته

    2. فتجاوز فتنه النهر

    حيث انه كان من الفئة القليلة الذين أطاعوا أمر الملك عندما نهاهم الشرب من النهر إلا من اغترف غرفة بيده وهو أمر مستغرب من الملك ...
    ولا تطيقه النفس البشرية في وقت العطش ،،
    حتى يخيل للبعض انه يريد قتل جنوده من العطش والإرهاق ...
    ولذلك لم يمتثل منهم الكثير ،،

    فالجوع والعطش من الامورالصعبه التي يصعب على البشر تحمله .

    فلم يرى المخالفون ابعد من أرنبة أنوفهم ،،،،
    فكان العصيان مذهبهم فخسروا وفتــنوا

    أما داوود عليه السلام والقليل من المؤمنين مروا من ابتلاء النهر بسلام وأمان وجاوزوه بـيقين وصبر مستعينين بالله على الطاعة .

    " فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ )
    (البقرة: من الآية249)

    • ولما جاوزوا النهر وبرزوا لجالوت كان عليه السلام من الفئة الثابتة ولم يكن ممن قال لا طاقة لنا بجالوت :

    " لَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ "
    ( البقرة: من الآية249)

    لكن داوود عليه السلام لم يقل ذلك ،،،
    بل كان من الطائفة التي تؤمن بلقاء الله وتطيع فكان ممن قال :

    " قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ "
    ( البقرة: من الآية249)

    وكان ممن قال عندما برزوا لطالوت :
    " رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين "
    (البقرة : من الآية250)

    فماذا كانت النتيجة بعد الصبر والطاعة لولي الامر ؟

    النصر والتمكين في الأرض

    " فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِين"
    ( البقرة :251)

    فلنتأمل أمر وحال نبي الله داود عليه السلام والصبر على الطاعة التي لازمته :

    • أطاع داوود عليه السلام عندما تم تنصيب عليهم طالوت ملكا ً

    • أطاع عندما فرض الله عليه القتال

    • ثم أطاع ملكه طالوت وهو عطشان بأمس الحاجة لشربه ماء فجاوز فتنه النهر سالماً

    • أطاع وصبر عند لقاء العدو ولم يهن بل استعان بالله وصبر

    • لم يترك نفسه لنفسه ولم يغتر بقوته


    إذا ً الطاعة والصبر عليها من صفات أهل الإيمان ،،،
    فبهما يكون الفوز ورضى الرحمن

    كما أن الجدال والعصيان صفه لغيرهم

    فبمن نحتذي ونمتـثل ؟

    فكان أن رفعه الله وزكاه وأثــنى عليه في القرآن
    فما أجمل الثناء إن جاء من الرحمن فناوله الله الإمامة بالصبر واليقين وطاعة الله ورسوله .


    " وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُون "
    (السجدة :24)

    فحصد عليه السلام :
    • النصر لقومه والتمكين في الأرض فكان وابنه من أقوى ملوك الأرض في زمانهم

    • آتاه الله الملك

    • وأصبح خليفة في الأرض

    " إيَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ "
    (صّ:26)


    اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين المقربين وانعم علينا من فضلك انك على كل شئ قدير

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

    اللهم أمين

    منقول
    http://www.muslm.net/vb/archive/index.php/t-147105.html

      الوقت/التاريخ الآن هو 23.11.24 3:43