خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    مُحَرِّكَاتُ الْقُلُوبِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية مُحَرِّكَاتُ الْقُلُوبِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 31.12.08 12:00

    مُحَرِّكَاتُ الْقُلُوبِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى-:

    (اعْلَمْ أَنَّ مُحَرِّكَاتِ الْقُلُوبِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَةٌ :

    الْمَحَبَّةُ وَالْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ .

    وَأَقْوَاهَا الْمَحَبَّةُ :

    وَهِيَ مَقْصُودَةٌ تُرَادُ لِذَاتِهَا لِأَنَّهَا تُرَادُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، بِخِلَافِ الْخَوْفِ فَإِنَّهُ يَزُولُ فِي الْآخِرَةِ


    قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
    { أَلَا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }

    وَالْخَوْفُ
    الْمَقْصُودُ مِنْهُ الزَّجْرُ وَالْمَنْعُ مِنْ الْخُرُوجِ عَنْ الطَّرِيقِ

    فَالْمَحَبَّةُ
    تَلْقَى الْعَبْدَ فِي السَّيْرِ إلَى مَحْبُوبِهِ وَعَلَى قَدْرِ ضَعْفِهَا وَقُوَّتِهَا يَكُونُ سَيْرُهُ إلَيْهِ

    وَالْخَوْفُ
    يَمْنَعُهُ أَنْ يَخْرُجَ عَنْ طَرِيقِ الْمَحْبُوبِ وَالرَّجَاءُ يَقُودُهُ

    فَهَذَا أَصْلٌ عَظِيمٌ يَجِبُ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَنْ يَتَنَبَّهَ لَهُ

    فَإِنَّهُ لَا تَحْصُلُ لَهُ الْعُبُودِيَّةُ بِدُونِهِ وَكُلُّ أَحَدٍ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ لَا لِغَيْرِهِ .

    فَإِنْ قِيلَ:

    فَالْعَبْدُ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ قَدْ لَا يَكُونُ عِنْدَهُ مَحَبَّةٌ تَبْعَثُهُ عَلَى طَلَبِ مَحْبُوبِهِ فَأَيُّ شَيْءٍ يُحَرِّكُ الْقُلُوبَ ؟

    قُلْنَا
    يُحَرِّكُهَا شَيْئَانِ -


    أَحَدُهُمَا:

    كَثْرَةُ الذِّكْرِ لِلْمَحْبُوبِ ؛ لِأَنَّ كَثْرَةَ ذِكْرِهِ تُعَلِّقُ الْقُلُوبَ بِهِ وَلِهَذَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالذِّكْرِ الْكَثِيرِ

    فَقَالَ تَعَالَى
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا }
    { وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } الْآيَةَ .

    وَالثَّانِي :


    مُطَالَعَةُ آلَائِهِ وَنَعْمَائِهِ

    قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
    { فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

    وَقَالَ تَعَالَى
    { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ } .

    وَقَالَ تَعَالَى
    { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً }

    وَقَالَ تَعَالَى
    { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا }

    فَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِ مِنْ تَسْخِيرِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهَا مِنْ الْأَشْجَارِ وَالْحَيَوَانِ وَمَا أَسْبَغَ عَلَيْهِ مِنْ النِّعَمِ الْبَاطِنَةِ مِنْ الْإِيمَانِ وَغَيْرِهِ فَلَا بُدَّ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عِنْدَهُ بَاعِثًا .

    وَكَذَلِكَ
    الْخَوْفُ تُحَرِّكُهُ مُطَالَعَةُ آيَاتِ الْوَعِيدِ وَالزَّجْرِ وَالْعَرْضِ وَالْحِسَابِ وَنَحْوِهِ
    وَكَذَلِكَ الرَّجَاءُ يُحَرِّكُهُ مُطَالَعَةُ الْكَرَمِ وَالْحِلْمِ وَالْعَفْوِ )


    مجموع الفتاوى(1/95-96).


    والنقل
    لطفـــــــاً .. من هنــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 14:20