ثورة البركان على وفاء سلطان
بسم الله الرحمن الرحيم
ثورة البركان على وفاء سلطان
ثورة البركان على وفاء سلطان
هذه خطبة الدكتور بسام الغانم العطاوي
رئيس قسم الدراسات الإسلامية في كلية المعلمين في الدمام جامعة الملك فيصل
التي ألقاها يوم الجمعة 29/2/1429 في الرد على النصرانية الحاقدة وفاء سلطان
فيما ذكرته في برنامج الاتجاه المعاكس حلقة الثلاثاء 26/2/1429من كفريات وأباطيل وضلالات وإهانات للإسلام وأهله
الخطبة الأولى
الحمد لله الحكيم ، العليم الحليم
" لا أحدَ أصبرُ منه على أذى يسمعه جل وعلا ؛ إنهم يشركون به ، ويجعلون له ندا ، ويجعلون له ولدا ، وهو مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم "
{ ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون} .
وأشهد أن لاإله إلا الله ، وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد
أيها الناس
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فإنها أكرم زاد وخير وصية ، وإن تقوى الله خلف من كل شيء ، وليس من تقوى الله خلف .
{ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بماتعملون} .
ثم أما بعد أيها الناس
فإنه لا يخفى عليكم أن أكثر القنوات الفضائية اليوم تحارب الإسلام كليا أو جزئيا ، وتجتهد في تشويه الإسلام ، وطمس معالمه ، وتشكيك المسلمين في دينهم ، وإهانتهم في عقيدتهم وشريعتهم .
وإن من آخر جرائم تلك القنوات ضد الإسلام وأهله ما فعلته قناة الجزيرة في هذا الأسبوع ؛
فأنتم تعلمون ما فعلته صحف الدانمارك من الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسبه والاستهزاء به ، وما لحق ذلك من غضبة المسلمين لنبيهم ، وتعبيرهم عن ذلك في صور شتى
فما كان من قناة الجزيرة إلا أن جاءت بمن زاد على ما فعلته صحف الدانمارك ، جاءت بمن يسب محمدا ، ويسب رب محمد ، ويسب دين محمد ، ويسب أتباع محمد صلى الله عليه وسلم .
نعم أيها الإخوة لقد جاءوا بامرأة نصرانية شديدة العداوة للإسلام وأهله ، تتفجر حقدا على الله وكتابه ورسوله ، جاءوا بها في برنامجهم الاتجاه المعاكس : وضعوا لها منبرا يصل به صوتها إلى مئات الملايين من البشر ، لتسب الله ورسوله ودينه ، في عقر ديار المسلمين
ولم تطرد قناة الجزيرة تلك الحاقدة ، ولم يخرسوها بل تركوها تسب وتلعن وتهين حتى انتهى البرنامج بحسرات ملأت قلوب من استمع إليها من المسلمين ، فزفروا آهات الأسى والغيظ مما سمعوه من إهانات كبيرة ومن وقاحة عظيمة جمعت من الاجتراء والافتراء على أقدس مقدسات المسلمين مع صفاقة الوجه وعدم الحياء ما يندى له الجبين وترتعد له الفرائص .
وضاعف الحسرة والألم أنها لم تجد من يرد عليها افتراءاتها ، ويبين كفرها وضلالها ، وهذه عادة تلك القناة وأمثالها غالبا ، فهم لا يأتون في الطرف الذي يمثل الإسلام إلا بضعيف الحجة قليل العلم والفطنة لا يستطيع أن يرد الافتراءات والشبهات التي يقولها الطرف الآخر فيظهر الدين أمام الناس ضعيفا معيبا .
وهذا ما حدث في هذه الحلقة
حتى بلغني أن بعض المسلمين قليلي العلم ممن سمع ما قالته تلك الحاقدة اقتنع ببعض شبهاتها
نسأل الله العافية .
نسأل الله العافية .
لقد قالت تلك الحاقدة بكل وقاحة :
أي ماض تفخرون به يا معشر المسلمين ؟!
ذلك الماضي الذي فيه {فانكحوا ما طاب لكم من النساء}
وفيه تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف ؟!
لماذا تستنكرون أن يقوم رسام بسب نبيكم ، وأنتم تسبوننا في قرآنكم ؟
أليس في قرآنكم {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة }
أليس فيه {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم}
أليس فيه {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بماقالوا} فهذا سب للنصارى ولليهود
فلماذا تسبوننا وتريدون أن لا نسبكم ؟
احترموا غيركم قبل أن تطالبوا غيركم باحترامكم .
ثم قالت :
لماذا تستنكرون ما تسمونه بمجزرة اليهود في الفلسطينيين في غزة ؟
ألم يؤخذ عليكم العهد في القرآن أنكم تَقتُلون وتُقتَلون ؟
ألا تريدون الشهادة والجنة لتلقوا حورياتكم ؟
فإسرائيل تحقق لكم تلك الأمنية وتوصلكم إلى ما تريدون ، تقتلكم لتصلوا إلى الجنة ، فلماذا تستنكرون فعلها ؟
ألم يفعل نبيكم مجزرة في يهود بني قريظة حين قتلهم ؟
إلى آخر ماقالته تلك الكافرة الحاقدة ، وتركوها تقول ذلك وأكثر منه ، قاتلهم الله .
وهم يعرفون مذهب تلك المرأة ومواقفها ضد الإسلام وأهله ، وأنها لا تكف عن سب الله ورسوله والمسلمين ومع ذلك أتوا بها .
وقد ذَكَرت أنهم حين دعوها لم يضعوا لها خطوطا حمراء ، ووعدوها بأن يعطوها الفرصة كاملة لتقول ما تريد
فإلى الله المشتكى .
أيها الإخوة :
إن الرد على تلك الحاقدة فيما ذكرته يطول ويتشعب بما لا يتسع له مقام هذه الخطبة ، لكننا نقول بإجمال :
أما أننا نصفهم بالكفر فإنما وصفهم بذلك ربهم وخالقهم ، يدعوهم للإيمان به وبرسوله واتباع دينه ، وقد أخذ عليهم العهد بذلك ، فيرفضون وهم خلقه وعبيده ، يخرجون عن طاعته . فإن كان وصفهم بالكفر سبا فهو سب بحق
وأما سبهم نبينا فسب بالباطل .
وهل وجدوا في كتابنا أو سنة نبينا سبا لأي نبي من الأنبياء ؟
لا والله فإن من أصول إيماننا الإيمان بجميع النبيين لا نفرق بين أحد منهم ، بل إن سب أي نبي هو عندنا كفر وردة .
وإننا معشر المسلمين أشد حبا وتعظيما لموسى عليه السلام من اليهود أنفسهم وأشد حبا وتعظيما لعيسى عليه السلام من النصارى أنفسهم
وأما أننا معشر المسلمين نطلب الشهادة ونحرص عليها فليس معنى هذا أننا نسلم أنفسنا لأعدائنا ليقتلونا أو أننا نسكت ونرضى عمن يقتل المسلمين
فالشهادة ليست مقصودة لذاتها ، فقد أمرنا ربنا بجهاد أعداء ديننا ليكون الدين كله لله ، فنجاهدهم امتثالا لأمره لنشر دينه وإعلاء كلمته
فإذا أصابنا القتل رجونا بذلك الشهادة التي وعد الله بها من يقاتل في سبيله لتكون كلمته هي العليا .
وقتل المسلم من أقبح الجرائم والمعاصي التي يبغضها ربنا حتى إنه روي أن زوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ، فكيف لا نبغض ما يبغضه ربنا ؟
وإن كان جزاء الشهيد الجنة ، فالجهتان منفكتان .
وأما قتل يهود بني قريظة فإنما قتلهم النبي صلى الله عليه وسلم لخيانتهم وانضمامهم للأحزاب في حرب المسلمين ، ونقضهم العهد
وقد بعث لهم النبي صلى الله عليه وسلم وفدا يفاوضهم ويذكرهم بالعهد والعقد فناكروهم وسبوهم وأغلظوا القول عليهم وسبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامهم ، فلما أمكن الله منهم قُتِلوا جزاء خيانتهم ، وفاعل الخيانة العظمى يقتل عند جميع الأمم .
ولم يقتل منهم سوى الرجال المقاتلين دون النساء والذرية
أما الصهاينة فلا يفرقون بين صغير وكبير ، ولم يسلم منهم الطفل الرضيع قاتلهم الله .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ؛ إنه هو البر الرحيم .
الخطبة الأخرى
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، ولو كره المشركون .
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد
أيها الناس فأوصيكم ونفسي بتقوى الله ؛ فهي سر السعادة والنجاح ، وطريق الفوز والفلاح ، وإن الواعظين بها كثير ، والعاملين بها قليل .
ثم اعلموا ياأيها المسلمون أن في كلام تلك الحاقدة رسالة واضحة لأولئك المميعين الدين الراكضين وراء الكفار يخطبون ودهم
الداعين إلى ما يسمونه بتقارب الأديان أو خلط الأديان
ويتناسون أن الكفار لن يقبلوا المسلمين حتى يبدل المسلمون دينهم ، فيحذفوا من كتاب الله ما يصفونه بأنه سب لهم ، من وصفهم بالكفر ، والأمر بقتالهم حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، ونحو ذلك من الآيات .
وصدق الله إذ قال عن الكفار :{ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير}
فلن يقبلوا المسلمين حتى يكفروا كما كفروا ، كما قال تعالى :{ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء} ، وقال تعالى عن الكفار :{ ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ، ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}
هذه غاية الكفار في كل زمان ومكان ، وهذا هو هدفهم الثابت المستقر : أن يردوا المسلمين عن دينهم .
" إن وجود الإسلام في الأرض هو بذاته غيظ ورعب لأعداء هذا الدين .
إنه من القوة والمتانة بحيث يخشاه كل مبطل ، ويرهبه كل باغ ، ويكرهه كل مفسد .
إنه حرب بذاته وبما فيه من حق أبلج ، ومن منهج قويم ، ومن نظام سليم
إنه بهذا كله حرب على الباطل والبغي والفساد ، ومن ثَم لا يطيقه المبطلون البغاة المفسدون
إنه حرب بذاته وبما فيه من حق أبلج ، ومن منهج قويم ، ومن نظام سليم
إنه بهذا كله حرب على الباطل والبغي والفساد ، ومن ثَم لا يطيقه المبطلون البغاة المفسدون
ولذلك يجتهدون في فتنة المسلمين عن دينهم ؛ لأنهم خطر على باطلهم وبغيهم وفسادهم . { ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا } وتتنوع وسائل قتال هؤلاء الأعداء للمسلمين وأدواته
ولكن الهدف يظل ثابتا : أن يردوا المسلمين عن دينهم إن استطاعوا " .
فليعلم كفار الأرض من اليهود والنصارى وغيرهم أننا لا نغير في ديننا ، ولا نحيد عن عقيدتنا ، ولا نجامل فيها ، ولا نداهن عليها
فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لعباده جنهم وإنسهم ، ولا يقبل من أحد دينا سواه .
فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لعباده جنهم وإنسهم ، ولا يقبل من أحد دينا سواه .
وأنقل لكم جملة من النتائج التي ذكرها العلامة بكر أبوزيد رحمه الله في كتابه : الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان فذكر رحمه الله
أنه يجب على المسلمين اعتقاد أنهم على الحق وحدهم في الإسلام الحق
ويجب عليهم إبلاغ الإسلام إلى جميع الكفار من يهود ونصارى وغيرهم ، وأن يدعوهم إليه حتى يسلموا ، ومن لم يسلم فالجزية أو القتال .
ويجب على كل مسلم أن يدين الله تعالى ببغض الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم ومعاداتهم في الله تعالى ، وعدم محبتهم ومودتهم وموالاتهم وتوليهم حتى يسلموا .
ويجب على كل مسلم اعتقاد كفر من لم يدخل في هذا الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم ، وتسميته كافرا ، وأنه عدو لنا ، وأنه من أهل النار .
وليعلم كل مسلم أنه لا لقاء ولا وفاق بين أهل الإسلام والكتابيين وغيرهم من أمم الكفر إلا وفق الأصول التي نصت عليها الآية الكريمة : { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولانشرك به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}
وهي توحيد الله تعالى ونبذ الإشراك به ، وطاعته في الحكم والتشريع ، واتباع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم الذي بشرت به التوراة والإنجيل .
فيجب أن تكون هذه الآية هي شعار كل مجادلة بين أهل الإسلام وبين أهل الكتاب وغيرهم .
وكل جهد يبذل لتحقيق غيرهذه الأصول فهو باطل باطل باطل ...
إلى آخر ماذكره الشيخ بكر رحمه الله في كتابه النفيس .
وقالت اللجنة الدائمة للإفتاء:
إن من يحدث نفسه بالجمع أو التقريب بين الإسلام واليهودية والنصرانية كمن يجهد نفسه في الجمع بين النقيضين ، بين الحق والباطل ، بين الكفر والإيمان
وما مثله إلا كما قيل :
أيها المنكح الثريا سهيلا *** عَمْرُك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت *** وسهيل إذا استقل يماني
فيا أيها المسلمون
لا تغتروا بالشعارات التي تجركم إلى تبديل دينكم ، والخروج منه ، وتعلموا أصول عقيدتكم
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .
د/ بسام بن عبدالله الغانم العطاوي
أستاذ السنة وعلومها في كلية المعلمين في جامعة الملك فيصل في الدمام
زنديقة
لعنها الله
و
أصمها
و
أعمى أبصارها
اللهم
شلّ أركانها
و
اجعلها عبرة لمن تسول له نفسه ( الطعن في مقدساتنا )
و
اخزي كلاب الجزيرة
و
صدق والله من سماها خنزيرة
و
جزي الله الشيخ خيرا
و
زاده علما ورفعة
و
النقل
لطفـــــــاً .. من هنــــــــــــا